منى الصراف مع Faisal Alshmare على صفحات جريدة الشرق الصادرة لهذا اليوم .. الدراسة النقدية لرواية ( بتوقيت بغداد ) للاستاذ الدكتور فيصل الشمري أبوريا وبوليفونيا توقيت بغداد..........
منى الصراف مع Faisal Alshmare
على صفحات جريدة الشرق
الصادرة لهذا اليوم ..
الدراسة النقدية لرواية ( بتوقيت بغداد )
للاستاذ الدكتور فيصل الشمري
أبوريا وبوليفونيا توقيت بغداد................................................
بقلم أ.د. فيصل عبد عودة الشمري
للروائية العراقية منى الصراف
الأبورياAporias كلمة يونانية تستعمل للإشارة الى مشكلة فلسفية ربما لاحلَّ لها.وتضل هذه المشكلة تجتذب المهتمين والمفكرين لا لأنها تمثل تحدياً وإنما لأنها راكزة في سلسلة الفكر والبحث, لكنها لا ترتقي الى مشكلة لا حلَّ لها كما هو هدف المنهج السقراطي. وهذا ما أحتفى به التفكيكيون في القرن العشرين الذين اعتبروا منهجهم إستراتيجية لقراءة النص , وهو التصور القائم على عدم ثبات المعنى هدفه إعادة بناء النص كموضوع مفهوم من جديد كُثري وتعددي. هذه الأفكار الخاصة بالمفهوم التفكيكي إنتقلت على يد أعظم التفكيكين هو البلجيكي المولد ( بول د ي مان 1919-1983) الذي قضى أغلب حياتة المهنية تدريسياً في جامعات أمريكا الشمالية . عمل دي مان على نصوص ومشكلات رئيسية لذلك الخليط البيني من الأدب والفلسفة. فكانت أعماله مكرّسة للإبانة عن أن أي جهد تثبيت الحقيقة في اللغة جهد محتوم ومستحيل في آن واحد. فجعل من اللغة وسيطاَ لا يعتمد عليه لتقرير الحقائق البسيطة ,إنما هو مكونها البلاغي والفلسفي والمجازي.
من خلال هذه التوطئة كان للبناء المنطقي للغة وأوجهها البلاغية في رواية ( بتوقيت بغداد) للروائية منى الصرَاف لعباً دلالياً في روايتها غير قابل للحسم في نهاية الأمر. فالغربة والموت والحب والمكان والحافلة شكّلت إستعارات بلاغية تركتها الكاتبة غير مكتملة النهايات لكنها إنتصاراً للحياة وهذه هي اللعبة في صناعة النسيج الروائي من أن الحضور الذي نطمح اليه غائب دوما سواء في الماضي أو المستقبل . هذا التوالد الصوتي الحياتي والصوري أو ما سماه الباحث الفيلولوجي الروسي ( باختين 1895-1975) بالبوليفونية وهي الرواية ذات الاصوات المتعددة التي تتعدد بها اصوات ووجهات نظر أبطالها وشخصياتها. فكشفت الكاتبة عن ذلك الاتساق المنطقي والتجريد لإثراء المعنى الفلسفي والنفسي وأهتمامها بحالات العذاب والترقب والمصير. وهذا نمط جديد في الكتابة في عهد ما بعد الحداثة وهو الاهتمام بتعددية الصور والإصداءات الصوتية المنبعثة من ادراج السيكالوجية الفردانية وبإثارة الترقب والتشويق لدى القاريء قدر الاهتمام بالتلاعب بلغة النص الحكائي.لذلك أتاحت عقائد ما بعد الحداثة قدر كبير من التفكير الفلسفي والاجتماعي والسياسي الذي ما لبث أن تسلل الى الطليعة الادبية والفنية . فالحافلة – المكان في الرواية هو الذات المحورية الجامعة الكونية لذوات متعددة وهم الركاب الذين كانت إطرهم الذهنية تميل الى الخلاص والى إمكانية الوصول للنهاية الحتمية التي حلّت بالعراقيين جرّاء التفجيرات المستمرة. هنا حددت الكاتبة وبأسلوب بوليفوني التعددات الصورية الذهنية والنداءات الصوتية لكل من افراد الحافلة وهو ( المصير) وهو اسلوب ( تحديدات النهايات الصادقة )..
لقد تقصّدت الكاتبة بروايتها أن تترك ( فجوات) من شأنها أن توخز وتستثير خيال القاريء وتستخلص منه استجابات مناسبة تكون ضرورية لتحقيق اهداف النص الروائي. فالقاريء له وجهة نظر الى العالم وهو يجلب إفتراضاته المسبقة وتوقعاته للنص, لكن على القاريء أن يعلّق مؤقتاً أطره المرجعية وأن يستخدم خياله لكي يكّون موضوعاً جديداً على اساس توجهات النص.....
على صفحات جريدة الشرق
الصادرة لهذا اليوم ..
الدراسة النقدية لرواية ( بتوقيت بغداد )
للاستاذ الدكتور فيصل الشمري
أبوريا وبوليفونيا توقيت بغداد................................................
بقلم أ.د. فيصل عبد عودة الشمري
للروائية العراقية منى الصراف
الأبورياAporias كلمة يونانية تستعمل للإشارة الى مشكلة فلسفية ربما لاحلَّ لها.وتضل هذه المشكلة تجتذب المهتمين والمفكرين لا لأنها تمثل تحدياً وإنما لأنها راكزة في سلسلة الفكر والبحث, لكنها لا ترتقي الى مشكلة لا حلَّ لها كما هو هدف المنهج السقراطي. وهذا ما أحتفى به التفكيكيون في القرن العشرين الذين اعتبروا منهجهم إستراتيجية لقراءة النص , وهو التصور القائم على عدم ثبات المعنى هدفه إعادة بناء النص كموضوع مفهوم من جديد كُثري وتعددي. هذه الأفكار الخاصة بالمفهوم التفكيكي إنتقلت على يد أعظم التفكيكين هو البلجيكي المولد ( بول د ي مان 1919-1983) الذي قضى أغلب حياتة المهنية تدريسياً في جامعات أمريكا الشمالية . عمل دي مان على نصوص ومشكلات رئيسية لذلك الخليط البيني من الأدب والفلسفة. فكانت أعماله مكرّسة للإبانة عن أن أي جهد تثبيت الحقيقة في اللغة جهد محتوم ومستحيل في آن واحد. فجعل من اللغة وسيطاَ لا يعتمد عليه لتقرير الحقائق البسيطة ,إنما هو مكونها البلاغي والفلسفي والمجازي.
من خلال هذه التوطئة كان للبناء المنطقي للغة وأوجهها البلاغية في رواية ( بتوقيت بغداد) للروائية منى الصرَاف لعباً دلالياً في روايتها غير قابل للحسم في نهاية الأمر. فالغربة والموت والحب والمكان والحافلة شكّلت إستعارات بلاغية تركتها الكاتبة غير مكتملة النهايات لكنها إنتصاراً للحياة وهذه هي اللعبة في صناعة النسيج الروائي من أن الحضور الذي نطمح اليه غائب دوما سواء في الماضي أو المستقبل . هذا التوالد الصوتي الحياتي والصوري أو ما سماه الباحث الفيلولوجي الروسي ( باختين 1895-1975) بالبوليفونية وهي الرواية ذات الاصوات المتعددة التي تتعدد بها اصوات ووجهات نظر أبطالها وشخصياتها. فكشفت الكاتبة عن ذلك الاتساق المنطقي والتجريد لإثراء المعنى الفلسفي والنفسي وأهتمامها بحالات العذاب والترقب والمصير. وهذا نمط جديد في الكتابة في عهد ما بعد الحداثة وهو الاهتمام بتعددية الصور والإصداءات الصوتية المنبعثة من ادراج السيكالوجية الفردانية وبإثارة الترقب والتشويق لدى القاريء قدر الاهتمام بالتلاعب بلغة النص الحكائي.لذلك أتاحت عقائد ما بعد الحداثة قدر كبير من التفكير الفلسفي والاجتماعي والسياسي الذي ما لبث أن تسلل الى الطليعة الادبية والفنية . فالحافلة – المكان في الرواية هو الذات المحورية الجامعة الكونية لذوات متعددة وهم الركاب الذين كانت إطرهم الذهنية تميل الى الخلاص والى إمكانية الوصول للنهاية الحتمية التي حلّت بالعراقيين جرّاء التفجيرات المستمرة. هنا حددت الكاتبة وبأسلوب بوليفوني التعددات الصورية الذهنية والنداءات الصوتية لكل من افراد الحافلة وهو ( المصير) وهو اسلوب ( تحديدات النهايات الصادقة )..
لقد تقصّدت الكاتبة بروايتها أن تترك ( فجوات) من شأنها أن توخز وتستثير خيال القاريء وتستخلص منه استجابات مناسبة تكون ضرورية لتحقيق اهداف النص الروائي. فالقاريء له وجهة نظر الى العالم وهو يجلب إفتراضاته المسبقة وتوقعاته للنص, لكن على القاريء أن يعلّق مؤقتاً أطره المرجعية وأن يستخدم خياله لكي يكّون موضوعاً جديداً على اساس توجهات النص.....