أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
نداء الروح

أشتاف لنفسي في أعماق نفسي بقلم خالد فريطاس تحرير نداء الرؤح

image
أشتاف لنفسي في أعماق نفسي
فمن يدلني على نفسي
نفسي التي ذهبت ترتع على بوابة الزمن
وأطلقت العنان لأطياف ذئاب قد قميصها العواء
نفسي التي دخلت في إنقسام خيطي
أعلن على بداية الإنفصام اللازوردي المشاكس
نفسي التي كرهت التطبيع والتوزيع والتشجيع والترقيع
وجلست خارج ظل حكام إنتهت صلاحية كراسيهم
في بؤرة التوتر والغثاء
أشتاق لنفسي على حواف نهر الزغاريد المتتالية الذكر
أشتاق لعناق الليلة التائهة في حرير الثناء والشكر
ولقوافل البخور النسائي اللامتناهي في حرملك السلطان
ولزمان البيارق التي تغني مواويل الريح في الشتاء
أشتاق أن أصحح إصحاح الذين تفاوضوا مع ربهم في بقره
ولحكاية الحلزونات التي تنازلت عن لزوجتها في العهد الأخير
أشتاق لهمهمة الغيلان المشاكسة في سرداب تنشط أمسيته خفافيش إمتصت هواها
نعم نفسي التي لم تعد نفسي أرهقتني بعتاب نفسي
ولم تعد قادرة على إسكات ما يتكلم في خاطري من رثاء
أشتاق لجرة مملوءة ببال لاشية فيه
أترشفها في خلوة بعيدا عن الشمس والظل وما يشبه كل شيئ
نعم أريد أن أدشن مرحلتي الملكية بنفس ترفرف خارج التبان
أريد إهمال كل الأشياء في عين ضفدع فاقع اللون
وأختزال حاضري ومستقبلي إلى كتلة نقطية وأفنى في بقائي بين السعاده والشقاء
أشتاق لنفسي التي أنهكتها الخرافات المتساقطة مع رذاذ عطر في ليلة قمريه
ولم تعد تأبه لأحمر الشفاه في الحي الجامعي
ولا لقوام ست الحسن الناصعة البياض البهيه
حقا أنا الآن أعيش على وقع إختزال هوائي وضوئي
كل شيئ لم يعد كما كان يا صاحبة السعاده
كل الاشياء التي كنا نترشف الشاي حولها حولوها لمنفاهم
وتركوا بعض الثوم والعدس مؤونة لنا
وشحنة كبيرة من جماجم محشوة بالغباء
لم أعد متمردا مثل النملات الحمر العوانس في الربيع
لم أعد أقسى كما كنت من سنين الجمر والصقيع
يقتلني إحتضاري كل ليلة يا سيدتي على شفتيك العائمتين في روعة العناصر والاشياء
أنا الآن أحاول إنتشال نفسي من عنان نفسي
كما يفعل الصغار مع ألعابهم ليلة العيد
أحاول أن أجد تفسيرا يقنعني بأن الليل جميل
وأن السبات بين الجلاميد ليلة الميلاد تقليد فخم المضمون
وأن جميع من يتنفسون مثلي سينتهون لا محالة في عين الغراب
وأن ما كنا نترقبه بالأمس سيخبرنا عنه من لم نضرب له موعدا ولقاء
بين العشب والماء رتبت أحلامي فوجدتني مستلق على حجر كنعاني إستعاد بريقه من بؤس قبل المغيب
ووجدت نفسي تكتب نفسها كلاما عابرا بين زخات المطر
تحاول أن تتقمص دور سيدة القوم في زمن الهرولة والتطبيع والعواء
خالد فريطاس الجزائر
بواسطة :
 0  0  169