أشتاف لنفسي في أعماق نفسي بقلم خالد فريطاس تحرير نداء الرؤح
أشتاف لنفسي في أعماق نفسي فمن يدلني على نفسي نفسي التي ذهبت ترتع على بوابة الزمن وأطلقت العنان لأطياف ذئاب قد قميصها العواء نفسي التي دخلت في إنقسام خيطي أعلن على بداية الإنفصام اللازوردي المشاكس نفسي التي كرهت التطبيع والتوزيع والتشجيع والترقيع وجلست خارج ظل حكام إنتهت صلاحية كراسيهم في بؤرة التوتر والغثاء أشتاق لنفسي على حواف نهر الزغاريد المتتالية الذكر أشتاق لعناق الليلة التائهة في حرير الثناء والشكر ولقوافل البخور النسائي اللامتناهي في حرملك السلطان ولزمان البيارق التي تغني مواويل الريح في الشتاء أشتاق أن أصحح إصحاح الذين تفاوضوا مع ربهم في بقره ولحكاية الحلزونات التي تنازلت عن لزوجتها في العهد الأخير أشتاق لهمهمة الغيلان المشاكسة في سرداب تنشط أمسيته خفافيش إمتصت هواها نعم نفسي التي لم تعد نفسي أرهقتني بعتاب نفسي ولم تعد قادرة على إسكات ما يتكلم في خاطري من رثاء أشتاق لجرة مملوءة ببال لاشية فيه أترشفها في خلوة بعيدا عن الشمس والظل وما يشبه كل شيئ نعم أريد أن أدشن مرحلتي الملكية بنفس ترفرف خارج التبان أريد إهمال كل الأشياء في عين ضفدع فاقع اللون وأختزال حاضري ومستقبلي إلى كتلة نقطية وأفنى في بقائي بين السعاده والشقاء أشتاق لنفسي التي أنهكتها الخرافات المتساقطة مع رذاذ عطر في ليلة قمريه ولم تعد تأبه لأحمر الشفاه في الحي الجامعي ولا لقوام ست الحسن الناصعة البياض البهيه حقا أنا الآن أعيش على وقع إختزال هوائي وضوئي كل شيئ لم يعد كما كان يا صاحبة السعاده كل الاشياء التي كنا نترشف الشاي حولها حولوها لمنفاهم وتركوا بعض الثوم والعدس مؤونة لنا وشحنة كبيرة من جماجم محشوة بالغباء لم أعد متمردا مثل النملات الحمر العوانس في الربيع لم أعد أقسى كما كنت من سنين الجمر والصقيع يقتلني إحتضاري كل ليلة يا سيدتي على شفتيك العائمتين في روعة العناصر والاشياء أنا الآن أحاول إنتشال نفسي من عنان نفسي كما يفعل الصغار مع ألعابهم ليلة العيد أحاول أن أجد تفسيرا يقنعني بأن الليل جميل وأن السبات بين الجلاميد ليلة الميلاد تقليد فخم المضمون وأن جميع من يتنفسون مثلي سينتهون لا محالة في عين الغراب وأن ما كنا نترقبه بالأمس سيخبرنا عنه من لم نضرب له موعدا ولقاء بين العشب والماء رتبت أحلامي فوجدتني مستلق على حجر كنعاني إستعاد بريقه من بؤس قبل المغيب ووجدت نفسي تكتب نفسها كلاما عابرا بين زخات المطر تحاول أن تتقمص دور سيدة القوم في زمن الهرولة والتطبيع والعواء خالد فريطاس الجزائر | ||