فخر هواش · عندما يكون امتحانك بحجم وطن
فخر هواش ·
عندما يكون امتحانك بحجم وطن
يكون وجعك بذات القدر وتعافيك وانتصارك كذلك.
هي جملة سمعتها يوما وتلمست جوهرها اليوم
(مافي وجع بيشبه وجع الوطن)
وجع الوطن يعني
أن يؤلمك حاضرك ويخذلك ماضيك وتضيع معالم غدك وراء الخوف
أن تتأرجح على حبال الأقوال والنوايا في غياب الحقيقة
أن تفقد البوصلة وتتشابك في باصرتك خيوط الإنتماء حتى أنك لم تعد تدرك من تكون..
هنا فقط عليك أن تطلب من الوطن أن يتعرف عليك ويُعرِّفك وعليك أن تريه أجمل مافيك...
تصلنا بشكل يومي رسائل اطمئنان من أصدقاء أعزاء والسؤال المكرر. كيف حالكم مع الدولة الجديدة في سورية...؟
الحقيقة أن ماتحتاجه سورية الآن إنسان جديد لا دولة جديدة والسؤال الواجب هو:
هل تستطيع أنت كسوري أن تكون إنسانا جديدا بفكره وتطلعاته وإرادته وانتمائه..؟
هل تستطيع أن تكون بالصبغة التي تريد لبلدك أن تكون عليها..؟
إذا كان جوابك لا...فهناك زمنا مفتوحا من هذا الضياع والقلق والتوتر والاكتئاب والشتات والقاتم المجهول..
ولا مناص من أن تكون على قدر انتمائك وحقيقتك التي عرفها عنك الجميع لأنك مسؤول أمام الله والوطن عن الإسهام في شفائه من هذه المتلازمة التي تحتاج الكثير من الرعاية والعناية الفائقة والكثير الكثير من الحب والتسامح والوعي ...
عندما يدرك كل واحد منا أنه هو الوطن نصل إلى ما نريد ونتصالح مع فكرة أن الداء فينا والدواء...
لم نسمع عن بلد تعرض لإنتكاسة أو انهيار وقام من تحت الأنقاض إلا في الأساطير لكن القيامة مختزلة في كل إنسان وبالقدر الذي يريده ويستطيعه، والعنقاء نائمة تحت رماد الإرادة وفوق نار الهمة، أجنحتها معقودة بخيوط الأنا فحرروها...
تحيا سورية كما يليق بها أن تكون وكما كانت على مر العصور عزيزة أصيلة وشامخة ومحبة للإنسان لمجرد أنه إنسان..