×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

السودانية "إيلاف صلاح غريبة" تسطر أروع قصة لتفوقها الدراسي بجامعة هامبورغ في ألمانيا

باحثة "ملهمة" في الغربة حققت حلمها بـالدكتوراه في تخصص " فيزياء المسرعات " بعزيمة وإصرار

 وأخيرًا، بعد تفانيها وجهدها الجاد، نجحت الطالبة السودانية "إيلاف صلاح حسن موسى غريبة" في الحصول على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة هامبورغ في تخصص فيزياء المعجلات "قياس البصريات وتصحيحها لتصادمات الإلكترون الدائرية المستقبلية" Optics measurement and correction for future electron circular colliders ، حيث كانت هذه اللحظة لحظة فرح واحتفال لها ولأسرتها الصغيرة والممتدة، فقد أثبتت إيلاف أن الإصرار والعزيمة يمكنهما تحقيق المعجزات، حتى في أصعب الظروف.

"إيلاف صلاح غريبة" التي ضربت عمق الوجدان لتفجر بركان من نشوة الفرحة والأحاسيس، وسط أسرتها وأهلها السودانيين لتعانق بدموع التفوق، حين حركت بتميزها عبر كلمات" تحدي وصمود ونداء للعالم" نحن هنا سوف نبقى هنا من "سودان الكفاءات والطاقات والعلم، وعلماء الفكر والقلم والكتاب".
قصتها تلهمنا جميعًا بقوة الإرادة والعزيمة، وتذكرنا بأهمية التعليم وكيف يمكن للإصرار والتحدي أن يحققان النجاح في أصعب الظروف. إنها قصة عن الصمود والتفاؤل، وتذكير بأنه رغم الظروف، يمكننا دائمًا تحقيق أحلامنا إذا أصررنا على ذلك، كن أنت قصة نجاحنا الجديدة، ولا تدع حلمك أو تستسلم، في مسارات نعمل معاً في تحدي الصعاب من أجل النجاح.

بنت السودان دائماً مثار للإعجاب والتقدير

بنت السودان دائماً مثار للإعجاب والتقدير، فهي لا تعترف بكلمة صعب أو مستحيل، تعشق دائماً التحدي لتثبت للجميع قدرتها على النجاح وإثبات الذات في كل المجالات، كما تسعى دائماً لرد الجميل لكل من أسهم في نجاح مسيرتها الأكاديمية العلمية وهذا ما تؤكده الدكتورة إيلاف صلاح حسن موسى غريبة، ولا تغفل دور والديها وأسرتها الممتدة وتؤكد هنا "والدى ووالدتى أهم حاجة فى حياتهم تعليمنا أنا وأشقائي" وأساتذتها الأجلاء بالجامعة، وزملائها وزميلاتها، والمجتمع الجامعي بأكمله.
وهي فخـورة جـداً بنفسها وسعيدة، خصوصاً أنها حققت نجاح باهر. تقول هنا : كان المشوار طويلاً ولم يكن سهلاً، كان يجب عليّ تعلّم اللغة الألمانية والتأقلم مع المجمتع وفهم الناس، كانت الأيام الأولى في بالجامعة هي الأصعب لأنني كنت أشعر أنني جديدة في مجتمع الجامعة والطلاب، وطبعاً دعم الوالدين عزز ثقتي بنفسي، وتستذكر هنا : زارتني أمي ربنا يحفظها " سارة علي غريبة "في ألمانيا وكانت هذه الزيارة بمثابة دافع كبير وحافز تشجيعي لي
أضافت الغربة لي الصبر ومواجهة مختلف الثقافات وخصوصاً الغربية واكتساب الأنماط المفيدة منها فقط وغض النظر عن الجوانب السلبية، علمتنا حب الوطن والفخر بهويتنا أينما ذهبنا، وكذلك أن الحصول على الشهادة ليس بالشيء السهل ويحتاج إلى بذل الجهد الكبير.

تجربة الدراسة بالخارج تصقل الشخصية

عدم وجود نظام الدعم الأسري الذي اعتدت عليه مع أسرتي، تغلبت على هذه المشكلة بالتعرف إلى طالبات جدد يمرون بنفس الأوضاع من غربة وضغط دراسة فكنا نشجع بعضنا على الدراسة ونجتمع في أوقات فراغنا لنستمتع حتى أصبحوا كإخواتي، وأيضاً اختلطت مع زملائي في الجامعة لنستفيد من بعض وندعم بعضنا أثناء تحضير البحوث.
ترى الدكتورة "إيلاف" إن رحلة العلم لا تتوقف بمرحلة معينة نحن في الحياة نمضي ونتعلم، نصيحتي لمن يفكر أو أتيحت له الفرصة بأن لا يتأخر فتجربة الدراسة في الخارج والغربة ستختصر عليه دروس كثير في الحياة كان يجب أن يتعلمها منذ نعومة أظفاره، تجربة الدراسة بالخارج تصقل الشخصية وتعلم الصبر، وتساعد على اكتشاف وحل المشكلات واتخاذ القرارات الصائبة، أيضًا تجربة السفر والتنقل تساعد على استكشاف الثقافات والبلدان والحضارات وتثري العقول بما يفيد وتزيد من التفكير الإبداعي وذلك يجعلنا نفكر في تطوير وتقديم الكثير لوطننا ومجتمعاتنا.
التأمل والتفكير الإبداعي
إن رحلة الدكتوراه ليست بالأمر السهل، حيث إن اتخاذ هذه الخطوة تأتي بعد الكثير من القرارات الصعبة والتردد، ولا سيما الخوف من الغربة والخروج من محيط أسرتي الصغيرة والكبيرة.
تؤكد قصة الدكتورة إيلاف صلاح غريبة ، أنها نموذج للطالبة المتميزة في تحصيلها العلمي وتجاوز تحديات مختلفة، متسلحة بعزيمة وإصرارعلى تحقيق الريادة والنجاح، عبر تفوقها وبإمتياز، وتعتبر مصدر إلهام للشباب، حيث تعكس روحها الوثابة للعلم، وتثبت أن الشغف والمعرفة يمكن أن يحدثا فارقًا حقيقيًا في حياة الآخرين" وطنك - أسرتك – مجتمعك" و" كونك إنسـاناً فأنت قادرٌ على النجاح في أي بقعة على الأرض، وبإمكانك التفوّق على من حولك وإن كنت غريبـاً".

فرحة وإيجابية عبر الفيس بوك

عقب حصولها على الدكتوراه ، وعبر صفحتها في الفيس بوك عبرت الدكتورة إيلاف عن مشاعرها وكتبت: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ..تم بفضل الله وحده و توفيقه حصولي على درجة الدكتوراه في تخصص فيزياء المعجلات من جامعة هامبورغ في ألمانيا.
خالص إمتناني لأهلي و أحبتي أمي و أبي و إخوتي على إحاطتهم لي بأطنان من الحب، ولأسرتي الكبيرة على دعمهم و تقديرهم و لأصدقائي لمساندتهم، الرحلة كانت طويلة ومليئة بالتحديات وأيضاً بالكثير من لحظات الفرح، الحمد لله الذي حفظني في غربتي و بلغني مقصدي منها، اللهم أجعله عملاً يُنتفع به وأجعله شفيعاً لي ،لكل طلاب العلم في كل مكان سددّ الله خُطاكم و بلغكم مقاصدكم و آمالكم و أصبروا فالخواتيم حقاً جميلة و تستحق.

المرأة في العلوم

للمرأة مساهمات عظيمة في مختلف المجالات العلمية ومنذ العصور الأولى، وقد أشار علماء التاريخ المهتمّون أنواع الأجناس والعلوم إلى الإنجازات التي حققتها المرأة في المجالات العلمية المختلفة، والعوائق التي واجهتها، والاستراتيجيات التي اتبعتها لتنال أعمالها القبول في المجلات والمنشورات العلمية المعتبرة. وقد أصبحت الدراسات التاريخية والنقدية والاجتماعية حول هذا الموضوع فرعًا أكاديميًا قائمًا بذاته.
شاركت المرأة في المجال الطبي في العديد من الحضارات القديمة، وكانت دراسة الفلسفة الطبيعية متاحة للمرأة الإغريقية، وساهمت المرأة كذلك في العلوم المبتدئة للخيمياء في القرن الأول والثاني بعد الميلاد. وفي العصور الوسطى كانت الأديرة من الأماكن المهمّة التي حصلت المرأة فيها على التعليم، وقد منحت بعض المجتمعات في تلك العصور المرأة فرصة المساهمة في الأبحاث العلمية.

أقصيت المرأة كثيرًا من الجامعات الأولى والتي بدأت بالظهور في القرن الحادي عشر، إلا أنّ موقف المجتمع الإيطالي تجاه تعليم النساء في المجالات الطبية يبدو أخفّ وطأة من الدول الأخرى، إذ كانت العالمة الإيطالية لورا باسي أول امرأة تحصل على منصب علمي في الجامعة.

على الرغم من أدوار كلا الجنسين قد حُدِّدَت كثيرًا في القرن الثامن عشر، إلى أن المرأة أحرزت تقدّمًا كبيرًا في المجال العلمي، وخلال القرن التاسع عشر، أقصيت المرأة من معظم النشاطات العلمية الرسمية، ولكنّها بدأ الاعتراف بوجودها ينمو في المجتمعات المتعلّمة في هذه الفترة. وفي نهاية القرن التاسع عشر أدّى ظهور الكليات والجامعات النسائية إلى توفير فرص عمل للعديد من العالمات، إضافة إلى حصول المرأة على التعليم.

كانت ماري كوري أول امرأة تحصل على جائزة نوبل في الفيزياء سنة 1903، وحصلت بعد ذلك مرة أخرى على جائزة نوبل في الكيمياء سنة 1911 وكانت الجائزتان لقاء عملها على في مجال النشاط الإشعاعي. وقد حصلت 40 امرأة على جائزة نوبل في الفترة الممتدة بين عامي 1901 و 2010 في الفيزياء والكيمياء والطب.