أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

ماذا وجدتُ في حاسوبي ؟ زيد الحلي

ماذا وجدتُ في حاسوبي ؟       زيد الحلي
 
ماذا وجدتُ في حاسوبي ؟
زيد الحلي
مثل كل يوم ، توجهتُ ليلاَ الى مكتبتي المتواضعة في البيت ، وجلستُ امام حاسوبي ، وبدأت اتصفح بريدي الخاص في صفحتي على "الفيس بوك" فوجدتُ طائرا ، غريداً فيها ، حمل سطوراً جمعت محبة واستفسارا ، وبين تأملي واستغرابي وقفتُ امام تلك السطور مستغربا .. فماذا جاء بتلك السطور ؟ يقول مرسلها : " قرأت يوما عبارة في احدى منشوراتك ذكرت فيها ما يوحي ان حياتك تتأرجح قلقة مثل بندول الساعة بين الألم والملل والضجر والتعب"
توقفتُ امام ما قرأت ، واحترتُ بم أجيب كاتبها ؟
اختنقت بداخلي الكلمات ؛ وارتعشت أصابعي وهي تنضد على الحاسوب بعض كلمات الرد ، واهتزت شفتاي وأحسستُ طرف ابتسامة باكية عليها ، لكن وجداني رفض الاعتراف بهذه البسمة ، واختلطت في رأسي الأفكار، فلا أعرف ماذا يجب عليّ ذكره ، وماذا يجب عليّ فعله .. كأن اللحظات ، اصبحت سنينا .. قارئ يستذكر كلمة نشرتها قبل مدة ، كتبتها ربما بظرف خاص، فشعلت نارا مخبأة تحت رماد مشاعره الانسانية ، فأحس بالقلق .. ما انبل هذا الشعور .
انا مدرك ، ان الوجد الانساني ، كشجرة الزيتون .. لا تنمو سريعاً .. ولكنها تعيش طويلاً ، ومدرك ايضا ، ان بين التجذر والنسيان ، خيط دخان .. قد ينقطع بنسمة هواء ، لذلك ، نحن نتقابل مع القراء في كل لحظة .. ولكننا لا نتقابل مع أنفسنا إلا نادراً ، والحب هو المقابلة مع النفس.
لماذا اشرتُ الى هذه الواقعة ، التي يدل اطارها العام الى إنها ذات خصوصية ، لكني وجدتُ ان الإشارة اليها ، ضروري ، حينما ندرك اننا ضمن مجتمع تتوالد فيه المصادفات ، وتتكاثر فيه العلاقات العامة وتزداد على سطحه العواطف والمحبة والمتابعة بمختلف صورها.. فكيف نتصرف ازاء مثل هذا الموقف .. لا جواب عندي !
ان صور الحياة اليومية ، تبقى عالقة في الوجدان الجمعي منذ مرحلة الوعي المبكر وحتى العمر المتأخر ، تأبى الزوال والهروب ، فالحياة ليست تعارفاً بين أشخاص وحفظ أسماء وابتسامات وزيارات وروايات يتبادلها الأفراد فيما بينهم ، إنها نسغ صاعد ونازل ، ورؤى وتفاهمات وحكايات تنبع من الذات ..
شكرا للقارئ د. عمر عبد العزيز محمد من لندن ، الذي حفزتني سطوره، على كتابة ما كتبتُ .. شكرا
Z_alhilly@yahoo.com
عمودي ( فم مفتوح .. فم مغلق) في صحيفة الزمان الدولية