أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

رحله تاريخيه في انامل التشكيلي فاخر محمد

رحله تاريخيه في انامل التشكيلي فاخر محمد
 
Fakher Mohammed
الروح المجسَّد في اعمال فاخر محمد
الاسس المعرفية في عالم التكوين نتاجها التساؤل الانساني بجملة كلمات اجابت عنها الفلسفات الانسانية وبصور مختلفة....وفكرة الروح هي من معتركات التأمل لدى الانسان بكيفية وجودها وماهيتها ، وحال فهمنا علاقة الروح بالمادة لتصيير النفس الانسانية من اتحادهما ان نجد مخرجا منطقيا لادراج هذا المصطلح( الروح ) ضمن اطر تصويرية قائمة على وجود اشكال وكيفيات تصاغ وفقا لمعايير ،قد تكون منتظمة او غير منتظمة وبشتى الوجودات التي اقترحها الانسان خلال التيارات البصرية وهذا يستدعي ايجاد مصاديق لموضوعات او اشتباكات بنائية توحي بالروحانية ، وهذا ما نجده بعد الاستدلال في اعمال فاخر محمد
اذ تتشكل البنى البصرية لديه باقتراح من الوظيفة الادارية للحس المشترك بتغيير بنائية الاشكال المادية الى احساس بالمادة ، فيتحول الشكل الى طبيعة مغايرة لما عليه من وجود في الخارج فلم يعد ، القمر ، الطائر ، الكرسي ، القارب .... باشكالها الطبيعية ، وانما هي رموز قائمة بذاتها ووظيفتها متعلقة بحضورها الآني ، اي ان القوة المدركة من الخارج تتعلق بالارسال الشكلي والوظيفي للاشكال الى القوى المدركة من الداخل فيعمل كل من الذاكرة والخيال بانشاء آلية للقوى المصورة كخزانة لما تدركه الحواس ، فتلك الرموز عند فاخر محمد ماهي الا نتاج لقوى متخيلة ليست مقلِّدة ، اذ خرجت من نطاق المطابقة الى حيز الوجود المفترض ذو الفيوضات الروحية ليصبح انشداد بين ما هو فعل افتراضي للوجود المادي من خط ، لون ، شكل ....وبين التعالي بالفكر اتجاه عالم تكويني آخر ، ربما يغادر فيه المتلقي ذلك الوجود الى وجودات مغايرة تختلف بين الافراد الانسانية .....
كل ذلك نتاج نفس انسانية تشكلت من ارتباط الروح بالمادة كاصل وليس كعارض ، فاعمال فاخر محمد هي وجود متمثل من نفسه الانسانية القائمة على ادراك معامل الوجود المادي واختلاف تلك النفس باختلاف الروح الرابطة بين الوجودين ، فاندثار الروح او تألقها له مدخلية في ارتقاء وتدني الصور الفنية عامة ، هذه المزاوجة بين الجانب الروحي والمادي تمثلت في اعماله خلال ثنائياته المتجسدة في طروحاته البصرية ، الظلمة والنور - الموت والحياة- الحرب والسلام .... بل ربما يكون هناك تصور حول آليات شد القوى البصرية اتجاه محرك روحي يجذب انتباه المتلقي لينفلت بتصورات جديدة نحو عالم خارج نظم العمل الفني اصلا ، كونه يعمل على اعطاء الفضاء مساحة لتشكيل رؤية بصرية جديدة تُملأ من قبل المتلقي ، وكأنه يفتح نافذة للذهاب الى عالم ابعد ما يكون من المادة وصورها الذهنية وقوالبها الجامدة.
ان فكرة التمرد على المادة اعطت لفناننا مرونة عملية في استدعاء كيفيات مختلفة لموضوع واحد ، وهذا يحتاج الى طاقة عالية لاعلاء الروح على المادة فيكون الجانب الروحي اكثر استقرارا ويكون طافحا بوجوديته خلال العناصر البنائية والاسس التنظيمية وهذه تكتسب من الروح اثيريتها ، اي الاعتماد على ما لا يرى من البنية ، بل ان ظواهرها تنساق لما هو كامن فيها من الاثر ، وهذا ما يشكّل روحية متعالية تمتلك طاقة للديمومة الامر الذي اسماه كاندنسكي بالضرورة الداخلية ، والتي ربما تعتمد على التلقائية .....ففي الوقت الذي لا اجزم فيه باعطاء حالة من الومضة التلقائية لبناء التكوين الفني بمعزل عن العقل الا انني اعتقد بان البناء الروحي للانسان متعلق بافكاره ومفاهيمه فهي مسوغات لاضفاء الجانب الروحي على سلوكه ، ولعلي اجد ذلك في مقاربات شخصية الفنان فاخر محمد فالروحي مجسد في اعماله دون قسرية من الفنان بل ان التلقائية لديه متعلقة في اطراف الآلة الملامسة للخامة وان كانت بعقل محض ، نعم ربما تتعدد مصاديق هذه الرؤية الا ان لكل وجود مواصفاته الخاصة فالوجود الزماني ، والاداء ، وآليات الطرح ، اضافة الى تأصيل الافكار في النفس ، والمتبنيات العقدية لدى الافراد ....كلها موجبة لايجاد الاختلاف في طبيعة طرح الاشكال المفعمة بالروح ، ومن هنا اختلفت الزخرفة عن مجردات موندريان ، وكاندنسكي ، وبول كلي ، رغم ان الروح واحدة ، من جهة عالم التكوين ، لذا فلاعمال فاخر محمد اشتباكات بصرية مختزلة ومتبادلة فيما بينها تشكل نظاما قائما على ايحاءات روحانية ، لا ضير بالقول عنها ان روحانية اشكاله مصداق لروحه المتشكلة.
أ.د. حيدر عبد الامير .
image

image

image

image

image

image

image

image

image

image

image

image

image

image

image

image

image

image

image