أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

‏سعدي عبد الكريم‏ شمعةٌ واحدة إلى/ ابراهيم الخياط

‏سعدي عبد الكريم‏  شمعةٌ واحدة إلى/ ابراهيم الخياط
 ‏سعدي عبد الكريم‏
شمعةٌ واحدة
إلى/ ابراهيم الخياط
في ذكرى رحيله
سعدي عبد الكريم
سأوقدُ شمعة واحدة
اتركها تنحدر مع جاري دجلة
من شريعة خضر الياس
تراقب وجوه الناس
تلامس كُفوف الماء
ونهايات قبور الضّوء
فحينما كوَّر الله الخبز
وزعه على الفقراء
بقيت (عجينة) واحدة
خلق منها (ابراهيم الخياط)
وضع فيه النبل البشري
وقيامة الظلامة
من هنا كانت العلامة
من هذا القبر الطافح بالبركة
اختلست النظر من قبر قريب
لثلاثة ملائكة
جالسين على حافة قبركَ
يتبادلون أطراف الحديث
قال الأول :
كان يحبُّ الحياة
ويكره الموت حتف الأنف
أضاف الآخر :
كان في ليال الجوع
يكتب الشعر للبرتقال
والفقراء.. والمظلومين.. والكسبة
وختم الثالث :
كان كريما كالماء
عنيدا كجبل
ورقيقا كجناح فراشة
ثم.. جمعوا شموع المساء
رشوا القبر بماء السماء
وغادروا المقبرة
بقيت وحيدا في العتمة
في العين دمعة حائرة
وفي اليد وردة ذابلة
يا الله .. حتى الملائكة تعرفكَ
وتزور جسدكَ البضّ
الساكن في جوف الأرض
كُلنّا ميتون يا ابراهيم
ومن مات في حبّ العراق
ندى جبهته في القيامة لن يراق
نَمْ أبا حيدر ..
وضع خدك الايمن ناحية الشرق
حيث جمهورية البرتقال
قريبة من هناك
يانعة قطوفها
وموائدها باذخة للفقراء
والشعراء.. وعمال البناء
نَمْ .. ولا تفكر كثيرا
اظن بأن موعد اللقاء قد اقترب
لنكمل هناك الحديث عن احلامنا
وعن ايام الكَرب !