مهدي الجابري · الأديب التونسي الاستاذ خالد القبوبي KHaldoun Kb اضاءة جميلة لنصي ( نهج ) شكرا مع وافر الاحترام والتقدير.
مهدي الجابري ·
الأديب التونسي الاستاذ خالد القبوبي KHaldoun Kb اضاءة جميلة لنصي ( نهج ) شكرا مع وافر الاحترام والتقدير.
قراءات
النص
نهج
بَعْدَ مراقبته عن بُعد انتشار الأوساخ في بيته الكبير، حدد موعدًا وساعة صفر؛ المكنسة سلاحه الرادع!
عندما انتهى من التنظيف، خرّوا له ساجدين.
مهدي الجابري.. العراق
القراءة
كفانا أبو الغالي عناء تأويل النص حين رده إلى مرجعه وهو فرز صداقات بحساب على الفيسبوك واطراح جملة منه عادوا من جديد يطلبون صداقة صاحب الحساب. وهذا التأويل المرجعي كاشف عما في وسائط التواصل الاجتماعي من خور يحوج المرء إلى إعادة النظر في علاقاته والتخلص بشجاعة من بعضها.
أقول قد يكون هذا التأويل ثمرة علم بأصل القصة بلغت المعلق من مقرب أو من صاحب النص. فهل يجوز لقارئ خالي البال من هذا العلم أن يتدبر النص بشكل مغاير؟
أزعم أن التدبر المرجعي قد يضعف دلالة النص خاصة إذا تعلق الأمر بتأويل يسمح به النص ولا يرضاه صاحبه أحيانا لسبب أخلاقي أو لتضخم الذات égo تجعل صاحب النص يتوجس من تأويل قد يراه لا يليق لتلبس الكاتب بنصه واعتباره يخبر عنه أو قد يخبر والحال أن النص قد انفصل عن كاتبه وصار يحمل دلالته الخاصة وعلى القارئ كالمحقق البوليسي أن يجمع القرائن والبصمات ويتحقق من جدول أوقات المتهمين ساعة الجريمة إلى غير ذلك من تقنيات البحث البوليسي.
البحث البوليسي يقود إلى الحقيقة والقراءة تختبر مسارب عدة للمعنى. الشرطي يختم البحث بتوجيه الاتهام والقارئ يقترح كل سبل القراءة وليس يعنيه حصر الدلالة في أحدها بل لعلها كلها دلالة.
أبدأ ب(خروا له سجدا). هذا يذكر بتحقق حلم يوسف يوم أجلس أبويه على كرسيه أي كرسي الوزارة فخر له أبواه وإخوته سجدا. بين قصة يوسف في النص وصاحب البيت الكبير خطأ قد يرتقي إلى محاولة القتل والأخ الشفوق يصفح. وإخوته في توبتهم يقابلون أخاهم بالطاعة وفيها إقرار بالذنب. فهل صنيع صاحب البيت الكبير كصنيع يوسف مع إخوته وهل ارتقى فعلهم إلى درجة الجريمة أم هو صاحب أنفة أزعجه بعض ما يحدث بصفحته.
والدار الكبيرة وما أدراك ما الدار الكبيرة
يكتب الكاتب بثقافته ويقبل القارئ بثقافته. قد تلتقيان وقد تتقاطعان وقد تلتبس الدلالة من الكاتب إلى القارئ.
مثلا تعودت بصعوبة عند ذكر امراة ثانية في قصة أن أتصورها ضرة لمنع تعدد الزوجات في بلادي تونس. وكل امراة ثانية في وهمي خليلة تنافس حليلة على زوجها والزوج يحيى حياتين في الظلام مع العشيقة وفي واضحة النهار مع الزوجة وليس الأمر كذلك في القصة. وعلى القارئ مثلي أن يتدارك هذا التقصير. نحن نفهم النص في سياق الانتظام الاجتماعي الذي نعيشه وعلينا أن نوسع مداركنا بأكثر من واقع.
ولبعض العبارات دلالات مضيقة خاصة بإقليم أو بلسان يقبل بها القارئ وإن لم يشأها النص. وربما لا علم له بها
الدار الكبيرة رواية من ثلاثة أجزاء كتبها الروائي الجزائري محمد ديب بالفرنسية la grande maison فيها أسر تجمعها دار كبيرة ويخيم عليها البؤس. أعلم أن كاتب النص ليس فرنكوفونيا لكن القارئ كذلك. هل في الحساب أصدقاء بالغو العدد والكاتب إذن مشهور يقرظه أصدقاؤه لكن بعضهم بكيفية قد لا تناسب.
والدار الكبيرة في اللغة الفرنسية كناية عن إدارة البوليس وهي أيضا كناية عن سجن يقضي فيه بعضهم عقوبته. هل سيتخلص صاحب الحساب من بعضهم في حملة تسريح وعفو استثنائي. فيريحون ويرتاحون.
وأحد أحزاب تونس بعد 2011 سمى نفسه الدار الكبيرة وفي عزمه تجميع كل الأحزاب" الديموقراطية الليبرالية والاجتماعية" تحت رايته ليتغلب على الإسلام السياسي في انتخابات 2014. ولما فاز بالانتخابات تخلى عن تحالفاته ووعوده.
لكن تبين أن الاسم ضار جدا فالدار الكبيرة ماخور فتحه فرنسي بتونس أيام الاستعمار. والاسم بذلك ذو دلالة هجينة مستهجنة جدا. فهل الأوساخ المنتشرة التي ذكرها الكاتب هي تعفن أخلاقي ناجم عن تعليقات ما؟
نحن لو وسعنا الدلالة إلى الوطن وملاحظة تراكم وجوه الفساد فيه وأنه لم يعد الإصلاح la réforme يجدي وهو إدخال تعديلات على المنظومة القائمة. والواجب تغييرها جذريا. والكنس أقرب دلالة.
النهج هو نهج الهدى وشخصية النص بنت موقفها على ملاحظة استشراء الفساد وانتهت إلى ضرورة التغيير الجذري وهو استبدال القائمين على المنظومة كلها في حملة تطهير épuration وهذ المعنى وعبارة الساعة الصفر jour j يحيل على معجم الانقلاب العسكري ويتم سرا ويحتاج إلى قوة السلاح وذكرت الكلمة في النص؛ ويتوج بالسجود والانقلاب العسكري يقتضي على الأقل في بداياته حزما وإسكاتا لكل صوت معترض. هل نحن في حساب افتراضي أم في دلالة أرحب؟
لست أقدم قراءة بل أطرح جوانب هامشية تصاحب القراءة وقد تعوق الفهم المناسب أو توسع دلالة النص.
الأديب التونسي الاستاذ خالد القبوبي KHaldoun Kb اضاءة جميلة لنصي ( نهج ) شكرا مع وافر الاحترام والتقدير.
قراءات
النص
نهج
بَعْدَ مراقبته عن بُعد انتشار الأوساخ في بيته الكبير، حدد موعدًا وساعة صفر؛ المكنسة سلاحه الرادع!
عندما انتهى من التنظيف، خرّوا له ساجدين.
مهدي الجابري.. العراق
القراءة
كفانا أبو الغالي عناء تأويل النص حين رده إلى مرجعه وهو فرز صداقات بحساب على الفيسبوك واطراح جملة منه عادوا من جديد يطلبون صداقة صاحب الحساب. وهذا التأويل المرجعي كاشف عما في وسائط التواصل الاجتماعي من خور يحوج المرء إلى إعادة النظر في علاقاته والتخلص بشجاعة من بعضها.
أقول قد يكون هذا التأويل ثمرة علم بأصل القصة بلغت المعلق من مقرب أو من صاحب النص. فهل يجوز لقارئ خالي البال من هذا العلم أن يتدبر النص بشكل مغاير؟
أزعم أن التدبر المرجعي قد يضعف دلالة النص خاصة إذا تعلق الأمر بتأويل يسمح به النص ولا يرضاه صاحبه أحيانا لسبب أخلاقي أو لتضخم الذات égo تجعل صاحب النص يتوجس من تأويل قد يراه لا يليق لتلبس الكاتب بنصه واعتباره يخبر عنه أو قد يخبر والحال أن النص قد انفصل عن كاتبه وصار يحمل دلالته الخاصة وعلى القارئ كالمحقق البوليسي أن يجمع القرائن والبصمات ويتحقق من جدول أوقات المتهمين ساعة الجريمة إلى غير ذلك من تقنيات البحث البوليسي.
البحث البوليسي يقود إلى الحقيقة والقراءة تختبر مسارب عدة للمعنى. الشرطي يختم البحث بتوجيه الاتهام والقارئ يقترح كل سبل القراءة وليس يعنيه حصر الدلالة في أحدها بل لعلها كلها دلالة.
أبدأ ب(خروا له سجدا). هذا يذكر بتحقق حلم يوسف يوم أجلس أبويه على كرسيه أي كرسي الوزارة فخر له أبواه وإخوته سجدا. بين قصة يوسف في النص وصاحب البيت الكبير خطأ قد يرتقي إلى محاولة القتل والأخ الشفوق يصفح. وإخوته في توبتهم يقابلون أخاهم بالطاعة وفيها إقرار بالذنب. فهل صنيع صاحب البيت الكبير كصنيع يوسف مع إخوته وهل ارتقى فعلهم إلى درجة الجريمة أم هو صاحب أنفة أزعجه بعض ما يحدث بصفحته.
والدار الكبيرة وما أدراك ما الدار الكبيرة
يكتب الكاتب بثقافته ويقبل القارئ بثقافته. قد تلتقيان وقد تتقاطعان وقد تلتبس الدلالة من الكاتب إلى القارئ.
مثلا تعودت بصعوبة عند ذكر امراة ثانية في قصة أن أتصورها ضرة لمنع تعدد الزوجات في بلادي تونس. وكل امراة ثانية في وهمي خليلة تنافس حليلة على زوجها والزوج يحيى حياتين في الظلام مع العشيقة وفي واضحة النهار مع الزوجة وليس الأمر كذلك في القصة. وعلى القارئ مثلي أن يتدارك هذا التقصير. نحن نفهم النص في سياق الانتظام الاجتماعي الذي نعيشه وعلينا أن نوسع مداركنا بأكثر من واقع.
ولبعض العبارات دلالات مضيقة خاصة بإقليم أو بلسان يقبل بها القارئ وإن لم يشأها النص. وربما لا علم له بها
الدار الكبيرة رواية من ثلاثة أجزاء كتبها الروائي الجزائري محمد ديب بالفرنسية la grande maison فيها أسر تجمعها دار كبيرة ويخيم عليها البؤس. أعلم أن كاتب النص ليس فرنكوفونيا لكن القارئ كذلك. هل في الحساب أصدقاء بالغو العدد والكاتب إذن مشهور يقرظه أصدقاؤه لكن بعضهم بكيفية قد لا تناسب.
والدار الكبيرة في اللغة الفرنسية كناية عن إدارة البوليس وهي أيضا كناية عن سجن يقضي فيه بعضهم عقوبته. هل سيتخلص صاحب الحساب من بعضهم في حملة تسريح وعفو استثنائي. فيريحون ويرتاحون.
وأحد أحزاب تونس بعد 2011 سمى نفسه الدار الكبيرة وفي عزمه تجميع كل الأحزاب" الديموقراطية الليبرالية والاجتماعية" تحت رايته ليتغلب على الإسلام السياسي في انتخابات 2014. ولما فاز بالانتخابات تخلى عن تحالفاته ووعوده.
لكن تبين أن الاسم ضار جدا فالدار الكبيرة ماخور فتحه فرنسي بتونس أيام الاستعمار. والاسم بذلك ذو دلالة هجينة مستهجنة جدا. فهل الأوساخ المنتشرة التي ذكرها الكاتب هي تعفن أخلاقي ناجم عن تعليقات ما؟
نحن لو وسعنا الدلالة إلى الوطن وملاحظة تراكم وجوه الفساد فيه وأنه لم يعد الإصلاح la réforme يجدي وهو إدخال تعديلات على المنظومة القائمة. والواجب تغييرها جذريا. والكنس أقرب دلالة.
النهج هو نهج الهدى وشخصية النص بنت موقفها على ملاحظة استشراء الفساد وانتهت إلى ضرورة التغيير الجذري وهو استبدال القائمين على المنظومة كلها في حملة تطهير épuration وهذ المعنى وعبارة الساعة الصفر jour j يحيل على معجم الانقلاب العسكري ويتم سرا ويحتاج إلى قوة السلاح وذكرت الكلمة في النص؛ ويتوج بالسجود والانقلاب العسكري يقتضي على الأقل في بداياته حزما وإسكاتا لكل صوت معترض. هل نحن في حساب افتراضي أم في دلالة أرحب؟
لست أقدم قراءة بل أطرح جوانب هامشية تصاحب القراءة وقد تعوق الفهم المناسب أو توسع دلالة النص.