متواليات الوجع والحنين مجموعة قصصية للعراقية نادية المحمداوي تحليل صبري زمزم:
متواليات الوجع والحنين
مجموعة قصصية
للعراقية نادية المحمداوي
تحليل صبري زمزم:
الكاتبة هي الأديبة العراقية نادية المحمداوي والمجموعة القصصية التي نحن بصددها بعنوان "متواليات الوجع والحنين لنساء الوطن البعيدات" صدرت عن دار المفكر العربي بالقاهرة
وكان قد صدر لها عن نفس الدار رواية "عزيزة" و عن دار نقوش عربية بتونس اصدرت لها رواية مخالب الرغبة .وعنن دار الشوون الثقافية اصدرت مجموعتها الشعرية انهم يطلبونني فاراك وايضا صدرت لها دار ميزوبوتاميا في بيروت مجموعتها الشعرية الثانية والتي كانت بعنوان ساقترب منك فلا تمس حيائي .
بين وجع الفراق وآلام الحنين نسجت نادية المحمداوي متوالياتها
بكثير من الوجع وكثير من المتعة
أما الوجع فلأنه اللحن الذي يعزف بهدوء في خلفية القصص التي تتوالى واحدة إثر واحدة لتكرس مأساة المرأة من خلال ٢٠ قصة قصيرة مؤثرة عازفة على متواليات بين وجع غربة المرأة العراقية في القرن الحادي والعشرين وحنينها الى العودة لأحضان الوطن المتشظي الذي طردت منه قسرا أو رحلت عنه حين يصبح الاختيار اضطرارا أو اختيارا قسريا في صور شتى فهذه أم عانت من ويلات الحرب وفقدت أبناءها الثلاثة، وتلك فقدت حبيبها، وتلك زوجها.
وهذه عانت من ويلات الاحتلال بإباء وشمم وتلك باعت جسدها لتعمل مترجمة مع جنود الاحتلال الامريكيين، بعد أن اغتصبها أبوها وتبرأت منها أمها وماتت خالتها المريضة التي رضيت بالعمل مع الأمريكان لتنفق على علاجها، ففي النهاية تخسر كل شيء.
وتلك مأساة أخرى للفتاة التي جاءت من أمريكا لتحضر زفاف صديقتها فتتعرف على شاب وتحابا سريعا وفي نفس الليلة راح ضحية تفجير، فجعلت تتساءل ماذا جاء بي إلى هنا.
وتلك المرأة العراقية التي اضطرت إلى ترك أطفالها بلا أب ولا أم وهاجرت إلى أمريكا لتبحث عن عمل ووطن آمن، وحين تستقبل فيه أبناءها، شعرت بالمفارقة وهي تعد لهم طعاما عراقيا وهم في أمريكا وقد غادروا العراق خوفا وطمعا فلم الطعام العراقي إذن؟
وانتقلت إلى مأساة لا علاقة لها بالظروف السياسية بقدر ما هي مأساة اجتماعية تتعرض لها انثى في كل مجتمع فها هي المتشردة كما عنونت لها نادية المحمداوي ،قد استقلت سيارة هاربة من أهلها ليودعها السائق أمانة عند امرأة تسكن وحدها، وبدلا من أن توفر لها المأوى والأمان يتحجر قلبها، وتلقي بها في الشارع ليلتهمها الذئاب ولا تتوقف مأساتها عند الاغتصاب المتكرر وهي مقيدة الساقين واليدين بل تقتل ويلقى بها في مقلب القمامة، لنوجه أصابع الاتهام إلى أهلها الذين أساءوا معاملتها حتى اضطرت المجازفة بالهروب، ثم إلى المرأة عديمة الرحمة التي رمت بها في الشارع لتلقى مصيرها البائس.
وما بين مآس شتى تتدحرج القصص ككرات قابلة للانفجار، مابين مشاكل أسرية ومشاكل اجتماعية وسلوكية، وكانت العلاقة بين المرأة والرجل على المحك، ففي قصة البستاني،تتعرض لزوجة تيأس من قدرة زوجها على الإنجاب كما فهمها، فتقيم علاقة بالبستاني الشاب على أمل أن تنجب، ولما تأكدت من حملها حرضت البستاني على قتل زوجها في الوقت الذي يكشف لها طبيبها عن سلامة زوجها وأنه اتفق مع الطبيب على عكس ذلك حتى لا يجرح إحساسها، وعندما تكتشف ذلك كان البستاني قد قتل زوجها النبيل.
وفي متوالية للثلاثي الزوج والزوجة والعشيق تضم قصة الهاوية التي أوردتها على لسان البطل الذي وصل إلى بلده بعد رحلة طويلة للتعليم في الخارج، ليلتقى مصادفة بحبيبته القديمة زميلة الدراسة التي تزوجت من سياسي كبير السن، وعندما زارته اطفآ سنوات الحرمان والظمأ فما كان من زوجها الا أن يدبر له حادث سيارة تودي به في هاوية النهر، لتستخدم الهاوية كدلالة على التدني والسقوط نتيجة سقوطه في الخطيئة مع امرأة متزوجة.
وكما تعرضت لخيانة المرأة لزوجها تعرضت لما تتعرض له المرأة من عذاب عقب زواج الزوج على زوجته التي أحبته حتى أصابتها الجنون جراء ذلك.
لم تخل قصة من المتوالية من وجع أيا يكن العامل فهذا حريق وهذا زلزال ،وهذه معركة وهذا انفجار.
أما الحنين فلم يكن كأي حنين فكل القصص التي تدور حول النزوح عن الوطن والاغتراب الاجباري الذي لم يكن هناك مفر منه فالفرار هو الحياة والبقاء في الوطن هو الموت إما على أيدي المحتلين أوعلى أيدي المختلفين في الدين أو المذهب أو على أيدي الدواعش،فكان الهروب هو الحل أما الحنين إلى الوطن فلم تعد العودة إلى الوطن بشكله الحالي هي الحلم، فانقلب الحنين إلى حنين زائفة إلى وطن وهمي لا يوجد إلا في الماضي السحيق أو في الخيال.
المجموعة في مجملها قصيرة القصص في تكثيف واختزال غير مخل وبأسلوب مشوق موح، استخدمت تقنيات الوصف والرومانسية والواقعية والمأساوية،والسرد هو الغالب والحوار قليل، الأحداث انسيابية بعرض بسيط اللغة قريب المفردات، دون تسطيح أو تقعر، عناوين القصص مثير وذو مغزى وثيق الصلة بالحدث أو البطل أو البطلة، بدأت بقصة رومانسية "شغف"على وانتهت بقصة رومانسية ولكن مأساوية"ألعاب القدر"وما بينهما تنوعت العناوين، ما بين العراف والبستاني عنوانا لرجل ،والمترجمة والمهاجرةوالمعلمة والمتشردة وشال سعاد كعنوان لامراة، بين عنوان فاطمة والجنرال للجمع بين الرجل والمرأة، كما اختارت عناوين لمعان جاءت نكرة للتشويق والتعميم، مثل طوق نجاة، ترانزيت،حلم،حريق، خذلان. او معرفة مثل الهاوية.
في المجمل هي بالفعل متوالية الوجع والم والحنين إلى المستحيل،
مجموعة قصصية
للعراقية نادية المحمداوي
تحليل صبري زمزم:
الكاتبة هي الأديبة العراقية نادية المحمداوي والمجموعة القصصية التي نحن بصددها بعنوان "متواليات الوجع والحنين لنساء الوطن البعيدات" صدرت عن دار المفكر العربي بالقاهرة
وكان قد صدر لها عن نفس الدار رواية "عزيزة" و عن دار نقوش عربية بتونس اصدرت لها رواية مخالب الرغبة .وعنن دار الشوون الثقافية اصدرت مجموعتها الشعرية انهم يطلبونني فاراك وايضا صدرت لها دار ميزوبوتاميا في بيروت مجموعتها الشعرية الثانية والتي كانت بعنوان ساقترب منك فلا تمس حيائي .
بين وجع الفراق وآلام الحنين نسجت نادية المحمداوي متوالياتها
بكثير من الوجع وكثير من المتعة
أما الوجع فلأنه اللحن الذي يعزف بهدوء في خلفية القصص التي تتوالى واحدة إثر واحدة لتكرس مأساة المرأة من خلال ٢٠ قصة قصيرة مؤثرة عازفة على متواليات بين وجع غربة المرأة العراقية في القرن الحادي والعشرين وحنينها الى العودة لأحضان الوطن المتشظي الذي طردت منه قسرا أو رحلت عنه حين يصبح الاختيار اضطرارا أو اختيارا قسريا في صور شتى فهذه أم عانت من ويلات الحرب وفقدت أبناءها الثلاثة، وتلك فقدت حبيبها، وتلك زوجها.
وهذه عانت من ويلات الاحتلال بإباء وشمم وتلك باعت جسدها لتعمل مترجمة مع جنود الاحتلال الامريكيين، بعد أن اغتصبها أبوها وتبرأت منها أمها وماتت خالتها المريضة التي رضيت بالعمل مع الأمريكان لتنفق على علاجها، ففي النهاية تخسر كل شيء.
وتلك مأساة أخرى للفتاة التي جاءت من أمريكا لتحضر زفاف صديقتها فتتعرف على شاب وتحابا سريعا وفي نفس الليلة راح ضحية تفجير، فجعلت تتساءل ماذا جاء بي إلى هنا.
وتلك المرأة العراقية التي اضطرت إلى ترك أطفالها بلا أب ولا أم وهاجرت إلى أمريكا لتبحث عن عمل ووطن آمن، وحين تستقبل فيه أبناءها، شعرت بالمفارقة وهي تعد لهم طعاما عراقيا وهم في أمريكا وقد غادروا العراق خوفا وطمعا فلم الطعام العراقي إذن؟
وانتقلت إلى مأساة لا علاقة لها بالظروف السياسية بقدر ما هي مأساة اجتماعية تتعرض لها انثى في كل مجتمع فها هي المتشردة كما عنونت لها نادية المحمداوي ،قد استقلت سيارة هاربة من أهلها ليودعها السائق أمانة عند امرأة تسكن وحدها، وبدلا من أن توفر لها المأوى والأمان يتحجر قلبها، وتلقي بها في الشارع ليلتهمها الذئاب ولا تتوقف مأساتها عند الاغتصاب المتكرر وهي مقيدة الساقين واليدين بل تقتل ويلقى بها في مقلب القمامة، لنوجه أصابع الاتهام إلى أهلها الذين أساءوا معاملتها حتى اضطرت المجازفة بالهروب، ثم إلى المرأة عديمة الرحمة التي رمت بها في الشارع لتلقى مصيرها البائس.
وما بين مآس شتى تتدحرج القصص ككرات قابلة للانفجار، مابين مشاكل أسرية ومشاكل اجتماعية وسلوكية، وكانت العلاقة بين المرأة والرجل على المحك، ففي قصة البستاني،تتعرض لزوجة تيأس من قدرة زوجها على الإنجاب كما فهمها، فتقيم علاقة بالبستاني الشاب على أمل أن تنجب، ولما تأكدت من حملها حرضت البستاني على قتل زوجها في الوقت الذي يكشف لها طبيبها عن سلامة زوجها وأنه اتفق مع الطبيب على عكس ذلك حتى لا يجرح إحساسها، وعندما تكتشف ذلك كان البستاني قد قتل زوجها النبيل.
وفي متوالية للثلاثي الزوج والزوجة والعشيق تضم قصة الهاوية التي أوردتها على لسان البطل الذي وصل إلى بلده بعد رحلة طويلة للتعليم في الخارج، ليلتقى مصادفة بحبيبته القديمة زميلة الدراسة التي تزوجت من سياسي كبير السن، وعندما زارته اطفآ سنوات الحرمان والظمأ فما كان من زوجها الا أن يدبر له حادث سيارة تودي به في هاوية النهر، لتستخدم الهاوية كدلالة على التدني والسقوط نتيجة سقوطه في الخطيئة مع امرأة متزوجة.
وكما تعرضت لخيانة المرأة لزوجها تعرضت لما تتعرض له المرأة من عذاب عقب زواج الزوج على زوجته التي أحبته حتى أصابتها الجنون جراء ذلك.
لم تخل قصة من المتوالية من وجع أيا يكن العامل فهذا حريق وهذا زلزال ،وهذه معركة وهذا انفجار.
أما الحنين فلم يكن كأي حنين فكل القصص التي تدور حول النزوح عن الوطن والاغتراب الاجباري الذي لم يكن هناك مفر منه فالفرار هو الحياة والبقاء في الوطن هو الموت إما على أيدي المحتلين أوعلى أيدي المختلفين في الدين أو المذهب أو على أيدي الدواعش،فكان الهروب هو الحل أما الحنين إلى الوطن فلم تعد العودة إلى الوطن بشكله الحالي هي الحلم، فانقلب الحنين إلى حنين زائفة إلى وطن وهمي لا يوجد إلا في الماضي السحيق أو في الخيال.
المجموعة في مجملها قصيرة القصص في تكثيف واختزال غير مخل وبأسلوب مشوق موح، استخدمت تقنيات الوصف والرومانسية والواقعية والمأساوية،والسرد هو الغالب والحوار قليل، الأحداث انسيابية بعرض بسيط اللغة قريب المفردات، دون تسطيح أو تقعر، عناوين القصص مثير وذو مغزى وثيق الصلة بالحدث أو البطل أو البطلة، بدأت بقصة رومانسية "شغف"على وانتهت بقصة رومانسية ولكن مأساوية"ألعاب القدر"وما بينهما تنوعت العناوين، ما بين العراف والبستاني عنوانا لرجل ،والمترجمة والمهاجرةوالمعلمة والمتشردة وشال سعاد كعنوان لامراة، بين عنوان فاطمة والجنرال للجمع بين الرجل والمرأة، كما اختارت عناوين لمعان جاءت نكرة للتشويق والتعميم، مثل طوق نجاة، ترانزيت،حلم،حريق، خذلان. او معرفة مثل الهاوية.
في المجمل هي بالفعل متوالية الوجع والم والحنين إلى المستحيل،