كوكب حمزة بين ناحية القاسم في الحلة ومحطات الغربة الطويلة كتابة رحيم الحلي
كوكب حمزة بين ناحية القاسم في الحلة ومحطات الغربة الطويلة كتابة رحيم الحلي
ولد في محافظة بابل ناحية القاسم عام 1944 من عائلة من الكرد الفيليين في ذلك الوقت الجميل الذي عاش فيه العراقيون متحابون قبل انتشار الافكار القومية والدينية التي فرقت العراقيين وقسمتهم .
اكمل دراسته المتوسطة في متوسطة الحلة ، وظهرت موهبته الموسيقية من خلال عزفه على ألة الناي الذي كان ينفخ فيه اثناء الاستراحة ، فانتبه اليه الجميع ، المعلمون وزملاءه الطلاب ، في تلك الفترة بدأت تتبلور افكاره اليسارية وتعاطف مع الشيوعيين العراقيين الذين تعرضوا لظلم واضطهاد كبير من قبل عصابات الحرس القومي وشقاوات البعث في الحلة وبقية مدن العراق .
درس في معهد الفنون الجميلة في بغداد وأكمل دراسته في معهد الدراسات الموسيقية ثم في جامعة كييف عاصمة اوكرانيا .
بدأ حياته المهنية كمعلم في مدرسة المربد في البصرة ، وبعد تخرجه من معهد الموسيقى شجعه زملاءه لتلحين بعض النصوص الشعرية الغنائية.
بدأت محاولاته اللحنية في نهاية ستينيات القرن الماضي ، وكانت أولى ألحانه مقطوعة موسيقية بعنوان ( آمال ) .
في البصرة العظيمة التي كانت واحة الابداع الادبي والموسيقي و اثناء عمله كمعلم للموسيقى في مدارسها ، توفرت له فرصة اللقاء بكبار الشعراء والفنانين بينهم الملحن طارق الشبلي والمطرب فؤاد سالم والشاعر علي العضب والملحن طالب غالي والملحن حميد البصري والمطربة الجميلة شوقية الذين قدموا اوبريت بيادر خير التي اخرجها الفنان قصي البصري .
أغنياته اثارت انتباه العراقيين وتركت اثراً في ذاكرتهم الغنائية كأغنية "مر بيَّ" التي غنتها المطربة "غاده سالم" واغنية "همه ثلاثة للمدارس يروحون" التي غنتها المطربة مائدة نزهت والتي اندهشت هي وزوجها الموسيقار الملحن وديع خوندة من جرأة ذلك الشاب الصغير الذي لحن تلك الاغاني لكبار المطربين .
قدم مجموعة من الاغاني للمطرب "سعدون جابر" اطلقته الى عالم النجوم ، وهي اغنية "أفيش بروج الحنية" ، و"الطيور الطايرة" الملحمة الغنائية التي غناها ملايين العراقيين والمواطنين في البلدان المجاورة ، فقد غناها الجنود الذاهبون الى ساحات الموت ، وغناها المسافر البعيد الغريب عن وطنه . ولحن اغنية بساتين البنفسج واغنية مكاتيب .
لحن اغنية "محطات" التي كتبها الشاعر المبدع زهير الدجيلي واغنية "القنطرة بعيدة" التي كتبها الشاعر النقي الطيب المبدع ذياب كزار ابو سرحان الذي اعتقلته وغيبته في اواسط الثمانينات ميلشيا الكتائب اللبنانية المتعاونة مع مخابرات صدام .
غنى له المطرب "حسين نعمة" اغنية يا نجمة التي كتبها الشاعر كاظم الركابي والملحمة الغنائية بنادم التي كتبها الشاعر الخالد ذياب گزار ابو سرحان .
لحن اغنية "شوگ الحمام" التي كتبها الشاعر الغائب ذياب گزار ابو سرحان و غناها المطرب الدكتور "فاضل عواد" ، اما المطرب "فؤاد سالم" فقد غنى له اغنية "تانيني" التي كتبها الشاعر الخالد گزار ذياب ابو سرحان ، واغنية "وين يا المحبوب" .
بعد سيطرة صدام المطلقة على السلطة في تموز عام 1979 وحملة الاعتقالات والمطاردة التي تعرض لها الشيوعيون العراقيون وبعد تعرضه للاعتقال والضرب والاهانة في مراكز البعث الامنية قرر مغادرة العراق .
حمل بندقيته مع المجاميع المسلحة التي شكلها الحزب الشيوعي العراقي ، بعد ان انفرط عقد التحالف بين الحزب الشيوعي وحزب البعث حين غدر صدام ونكث العهد ونقض ميثاق التحالف الوطني مع الشيوعيين العراقيين الذي عقده معهم الرئيس احمد حسن البكر .
في اليمن الجنوبي التقى بفرقة الطريق التي شكلها الفنانون الشيوعيون ، الملحن كمال السيد والمغني جعفر حسن والمطرب فؤاد سالم والمطربة شوقية وزوجها الملحن حميد البصري والمطرب سامي كمال والفنان حمودي عزيز شربة.
ومن اليمن الجنوبي انتقل الى سورية الاقرب الى وطنه العراق وهناك تعاون مع الملحن الفلسطيني سمير حلمي وقام بتسجيل مقاطع موسيقية بالعزف على الناي في الاذاعة السورية لكن المافيا الفنية المهيمنة على اذاعة دمشق والمتعاطفة مع الجلاد صدام ضيقت عليه واغلقت عليه السبل ، ومع ذلك استطاع ان يخترق تلك الحواجز وان يقدم الموسيقى التصويرية المرافقة لبعض الاعمال المسرحية واسس مع الملحن كمال السيد والمطرب سامي كمال فرقة بابل الموسيقية بعد ان استثمر الملحن حميد البصري صوت زوجته شوقية ولم يشارك رفاقه في فرقة الطريق في النشاطات الموسيقية التي قدمها في التلفزيون السوري اواسط الثمانينات .
لقد حظي الفنان كوكب حمزة بدعم مميز من قيادة الحزب الشيوعي ومن الاستاذ فخري كريم شخصياً مع ذلك فضل الرحيل الى الدول الديمقراطية الغربية التي يشعر فيها المرء بالامان والاحترام والتقدير وفي عام 1989 غادر دمشق البعث الى الدانمارك الديمقراطية الدافئة الجميلة .
في الدانمارك وفي عام 1992 قام بإصدار مقطوعة موسيقية بعنوان "وداعاً بابل" ثم قدم أغنية أخرى بعنوان "الجراد يغزو بابل".
بعد سنوات من مكوثه في أوروبا قرر الانتقال للمغرب وتطوير دراسته الموسيقية وهناك تعرف على الفنانة فاطمة القرياني التي قدمت بعض من أغانيه وكذلك على الفنانة أسماء منوّر الذي كان معجب بصوتها.
ورغم انشغالاته الشخصية وغربته البعيدة فقد حاول تقديم الالحان للاصوات العربية التي لديها الاستعداد للتعاون مع ملحن حاربته السلطة الديكتاتورية في بلده والتي نجحت بفضل عشرات الملايين من الدولارات التي نُثرت بسخاء على وسائل الاعلام لتقديم الديكتاتور بصورة الفارس المحرر فقد عانى المعارضون العراقيون في تلك الفترة من عزلة وكراهية من تلك الاوساط المخدوعة بوسائل الاعلام المأجورة ، فقد مسحت السلطات الدكتاتورية اسمه من سجلات الاذاعة العراقية ومسحت كل تسجيلاته مثلما فعلت مع نصوص الشاعر العظيم مظفر النواب والحان الملحن الكبير كمال السيد ، ومن بين تلك الاصوات الجميلة التي غنت له المطربة المغربية أسماء المنور، فهو أول من قدمها للجمهور ، حين لحن لها أغنية "دموع إيزيس" عام 1997 والأغنية من كلمات الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم ، وقدمت الأغنية في القاهرة بمناسبة الاحتفاء بالشاعر أحمد فؤاد نجم وبمناسبة عيد ميلاده السبعين.
عام 2009 احتفى اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين بالملحن كوكب حمزة بحضور العديد من النقاد والفنانين والمثقفين.
يعاب على الفنان كوكب حمزة انه كسول وغير مجتهد ونرجسي منشغل بذاته ، انه كوكب فوضوي الدوران . التلحين يحتاج الى جهد كبير منتظم ، بدءاً بمتابعة النصوص الى التامل والبدء في رسم الخطوط الاولى للوحة الموسيقية بينما استطاع ملحنون اخرون ومنهم نامق اديب و كمال السيد وطالب غالي و سامي كمال من تقديم اعمال مهمة في المنافي رغم قلتها فهم ايضاً أخذتهم الغربة وشغلتهم بمفاتنها واكتشافاتها في زمن لم تتوفر لهم وسائل الاعلام الداعمة التي توفرت للنجوم الاخرين الذين تصالحوا مع الانظمة الديكتاتورية التي شجعتهم ودعمتهم وسوقت لهم وسائل اعلامها الحكومية ، بينما تعرض الفنانون الاحرار المعارضون للسلطة الاستبدادية الى للتهميش .
ورغم كل تلك الظروف يعتبر كوكب حمزة واحد من الملحنين الذين ساهموا في تجديد الاغنية العراقية واخرجوها من القوالب التقليدية التي سادت في فترة الستينات والتي تمثلت ببساطة ومباشرة النص وتكرار القالب اللحني وغياب النقلات والتبدلات المقامية في الاغنية الستينية بشكل عام .
ولد في محافظة بابل ناحية القاسم عام 1944 من عائلة من الكرد الفيليين في ذلك الوقت الجميل الذي عاش فيه العراقيون متحابون قبل انتشار الافكار القومية والدينية التي فرقت العراقيين وقسمتهم .
اكمل دراسته المتوسطة في متوسطة الحلة ، وظهرت موهبته الموسيقية من خلال عزفه على ألة الناي الذي كان ينفخ فيه اثناء الاستراحة ، فانتبه اليه الجميع ، المعلمون وزملاءه الطلاب ، في تلك الفترة بدأت تتبلور افكاره اليسارية وتعاطف مع الشيوعيين العراقيين الذين تعرضوا لظلم واضطهاد كبير من قبل عصابات الحرس القومي وشقاوات البعث في الحلة وبقية مدن العراق .
درس في معهد الفنون الجميلة في بغداد وأكمل دراسته في معهد الدراسات الموسيقية ثم في جامعة كييف عاصمة اوكرانيا .
بدأ حياته المهنية كمعلم في مدرسة المربد في البصرة ، وبعد تخرجه من معهد الموسيقى شجعه زملاءه لتلحين بعض النصوص الشعرية الغنائية.
بدأت محاولاته اللحنية في نهاية ستينيات القرن الماضي ، وكانت أولى ألحانه مقطوعة موسيقية بعنوان ( آمال ) .
في البصرة العظيمة التي كانت واحة الابداع الادبي والموسيقي و اثناء عمله كمعلم للموسيقى في مدارسها ، توفرت له فرصة اللقاء بكبار الشعراء والفنانين بينهم الملحن طارق الشبلي والمطرب فؤاد سالم والشاعر علي العضب والملحن طالب غالي والملحن حميد البصري والمطربة الجميلة شوقية الذين قدموا اوبريت بيادر خير التي اخرجها الفنان قصي البصري .
أغنياته اثارت انتباه العراقيين وتركت اثراً في ذاكرتهم الغنائية كأغنية "مر بيَّ" التي غنتها المطربة "غاده سالم" واغنية "همه ثلاثة للمدارس يروحون" التي غنتها المطربة مائدة نزهت والتي اندهشت هي وزوجها الموسيقار الملحن وديع خوندة من جرأة ذلك الشاب الصغير الذي لحن تلك الاغاني لكبار المطربين .
قدم مجموعة من الاغاني للمطرب "سعدون جابر" اطلقته الى عالم النجوم ، وهي اغنية "أفيش بروج الحنية" ، و"الطيور الطايرة" الملحمة الغنائية التي غناها ملايين العراقيين والمواطنين في البلدان المجاورة ، فقد غناها الجنود الذاهبون الى ساحات الموت ، وغناها المسافر البعيد الغريب عن وطنه . ولحن اغنية بساتين البنفسج واغنية مكاتيب .
لحن اغنية "محطات" التي كتبها الشاعر المبدع زهير الدجيلي واغنية "القنطرة بعيدة" التي كتبها الشاعر النقي الطيب المبدع ذياب كزار ابو سرحان الذي اعتقلته وغيبته في اواسط الثمانينات ميلشيا الكتائب اللبنانية المتعاونة مع مخابرات صدام .
غنى له المطرب "حسين نعمة" اغنية يا نجمة التي كتبها الشاعر كاظم الركابي والملحمة الغنائية بنادم التي كتبها الشاعر الخالد ذياب گزار ابو سرحان .
لحن اغنية "شوگ الحمام" التي كتبها الشاعر الغائب ذياب گزار ابو سرحان و غناها المطرب الدكتور "فاضل عواد" ، اما المطرب "فؤاد سالم" فقد غنى له اغنية "تانيني" التي كتبها الشاعر الخالد گزار ذياب ابو سرحان ، واغنية "وين يا المحبوب" .
بعد سيطرة صدام المطلقة على السلطة في تموز عام 1979 وحملة الاعتقالات والمطاردة التي تعرض لها الشيوعيون العراقيون وبعد تعرضه للاعتقال والضرب والاهانة في مراكز البعث الامنية قرر مغادرة العراق .
حمل بندقيته مع المجاميع المسلحة التي شكلها الحزب الشيوعي العراقي ، بعد ان انفرط عقد التحالف بين الحزب الشيوعي وحزب البعث حين غدر صدام ونكث العهد ونقض ميثاق التحالف الوطني مع الشيوعيين العراقيين الذي عقده معهم الرئيس احمد حسن البكر .
في اليمن الجنوبي التقى بفرقة الطريق التي شكلها الفنانون الشيوعيون ، الملحن كمال السيد والمغني جعفر حسن والمطرب فؤاد سالم والمطربة شوقية وزوجها الملحن حميد البصري والمطرب سامي كمال والفنان حمودي عزيز شربة.
ومن اليمن الجنوبي انتقل الى سورية الاقرب الى وطنه العراق وهناك تعاون مع الملحن الفلسطيني سمير حلمي وقام بتسجيل مقاطع موسيقية بالعزف على الناي في الاذاعة السورية لكن المافيا الفنية المهيمنة على اذاعة دمشق والمتعاطفة مع الجلاد صدام ضيقت عليه واغلقت عليه السبل ، ومع ذلك استطاع ان يخترق تلك الحواجز وان يقدم الموسيقى التصويرية المرافقة لبعض الاعمال المسرحية واسس مع الملحن كمال السيد والمطرب سامي كمال فرقة بابل الموسيقية بعد ان استثمر الملحن حميد البصري صوت زوجته شوقية ولم يشارك رفاقه في فرقة الطريق في النشاطات الموسيقية التي قدمها في التلفزيون السوري اواسط الثمانينات .
لقد حظي الفنان كوكب حمزة بدعم مميز من قيادة الحزب الشيوعي ومن الاستاذ فخري كريم شخصياً مع ذلك فضل الرحيل الى الدول الديمقراطية الغربية التي يشعر فيها المرء بالامان والاحترام والتقدير وفي عام 1989 غادر دمشق البعث الى الدانمارك الديمقراطية الدافئة الجميلة .
في الدانمارك وفي عام 1992 قام بإصدار مقطوعة موسيقية بعنوان "وداعاً بابل" ثم قدم أغنية أخرى بعنوان "الجراد يغزو بابل".
بعد سنوات من مكوثه في أوروبا قرر الانتقال للمغرب وتطوير دراسته الموسيقية وهناك تعرف على الفنانة فاطمة القرياني التي قدمت بعض من أغانيه وكذلك على الفنانة أسماء منوّر الذي كان معجب بصوتها.
ورغم انشغالاته الشخصية وغربته البعيدة فقد حاول تقديم الالحان للاصوات العربية التي لديها الاستعداد للتعاون مع ملحن حاربته السلطة الديكتاتورية في بلده والتي نجحت بفضل عشرات الملايين من الدولارات التي نُثرت بسخاء على وسائل الاعلام لتقديم الديكتاتور بصورة الفارس المحرر فقد عانى المعارضون العراقيون في تلك الفترة من عزلة وكراهية من تلك الاوساط المخدوعة بوسائل الاعلام المأجورة ، فقد مسحت السلطات الدكتاتورية اسمه من سجلات الاذاعة العراقية ومسحت كل تسجيلاته مثلما فعلت مع نصوص الشاعر العظيم مظفر النواب والحان الملحن الكبير كمال السيد ، ومن بين تلك الاصوات الجميلة التي غنت له المطربة المغربية أسماء المنور، فهو أول من قدمها للجمهور ، حين لحن لها أغنية "دموع إيزيس" عام 1997 والأغنية من كلمات الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم ، وقدمت الأغنية في القاهرة بمناسبة الاحتفاء بالشاعر أحمد فؤاد نجم وبمناسبة عيد ميلاده السبعين.
عام 2009 احتفى اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين بالملحن كوكب حمزة بحضور العديد من النقاد والفنانين والمثقفين.
يعاب على الفنان كوكب حمزة انه كسول وغير مجتهد ونرجسي منشغل بذاته ، انه كوكب فوضوي الدوران . التلحين يحتاج الى جهد كبير منتظم ، بدءاً بمتابعة النصوص الى التامل والبدء في رسم الخطوط الاولى للوحة الموسيقية بينما استطاع ملحنون اخرون ومنهم نامق اديب و كمال السيد وطالب غالي و سامي كمال من تقديم اعمال مهمة في المنافي رغم قلتها فهم ايضاً أخذتهم الغربة وشغلتهم بمفاتنها واكتشافاتها في زمن لم تتوفر لهم وسائل الاعلام الداعمة التي توفرت للنجوم الاخرين الذين تصالحوا مع الانظمة الديكتاتورية التي شجعتهم ودعمتهم وسوقت لهم وسائل اعلامها الحكومية ، بينما تعرض الفنانون الاحرار المعارضون للسلطة الاستبدادية الى للتهميش .
ورغم كل تلك الظروف يعتبر كوكب حمزة واحد من الملحنين الذين ساهموا في تجديد الاغنية العراقية واخرجوها من القوالب التقليدية التي سادت في فترة الستينات والتي تمثلت ببساطة ومباشرة النص وتكرار القالب اللحني وغياب النقلات والتبدلات المقامية في الاغنية الستينية بشكل عام .