نبيلة الوزاني مع كمال العزاوي. في ربوع الصحيفة الورقية العراقية الشهيرة ( الشرق ) كان لي هذا اللقاء المتواضع القصير والذي سأنشرهُ هنا
نبيلة الوزاني مع كمال العزاوي.
في ربوع الصحيفة الورقية العراقية الشهيرة ( الشرق )
كان لي هذا اللقاء المتواضع القصير والذي سأنشرهُ هنا
وقد حاورني فيه الأستاذ الشاعر الصحفي كمال العزاوي والذي قدّم ورقة قصيرة استطلاعية ثقافية عن المغرب التي سأنشرها هنا مع الحوار الذي شرّفني بإجرائه معي ..
لا يفوتُني أن أسجّل شكري العميق على هذه الالتفاتة الكريمة من طرف الأستاذ كمال العزاوي ومن خلاله إلى المسؤولين الكرام على صحيفة الشرق الراقية ...
....................................
* شكراً لادارة جريدة (الشرق) الرائعة لنشرها التقرير الثقافي الذي اعددته بعنوان (نافذة على الأدب المغربي) على صفحاتها الجميلة ذي العدد (4109) الذي صدر اليوم الأحد 24/9/2023 في بغداد
* تحية وعالي التقدير للاستاذ الفاضل عبد الرسول الأسدي رئيس مؤسسة الشرق الاعلامية .
.
.
.
(نافذة على الادب المغربي / الشعر النثري)
تقرير وحوار : كمال جاسم العزاوي
.
من جبال الأطلسي من عبق الأصالة وبوابة الحضارة الأندلسية من طنجة التاريخ نفتح نافذة جديدة نطل بها على القليل من ثقافة الحاضر ،
نافذة على ذائقة الشعر الحر الذي يطلق عليه (قصيدة النثر) والشعر النثري في المغرب الشقيق له جمهوره ومتذوقوه وشخوصه المعروفة على ساحة الأدب ومنصات السوشيال ميديا وبرحلة قصيرة نستطلع خلالها صفحة أدبية وشعرية بارزة للشاعرة المغربية نبيلة الوزاني التي أضافت للقصيدة النثرية شكلا جديدا وحضورا جميلا حيث تميزت بأناقة الحرف وغزارة النصوص الشعرية فقلمها الجميل متواصل النضوح مستدام الظهور في كل زمان ومكان بنصوص بديعة تسرح بخيال المتلقي إلى عوالم جديدة من الرموز الشعرية ولإيحاءات العميقة ذات الدلالات البعيدة التي تغني فكرة النص وتقدمه للقارئ بشكل سلس وممتع كما عمدت الشاعرة إلى التطرق لموضوعات مختلفة تجسد الهمّ الإنسانيّ بكل تفرعاته وتمفصلاته وأيضا عمدتْ إلى تذييل قصائدها بوقت وتاريخ ولادة القصيدة لتوثيقها وإضفاء مسحة جمالية عليها مما يساعد المهتمين على دراسة المسار الفكري للشاعرة ومنعطفات تطور القصيدة لديها
ولاستطلاع المشهد الأدبي والشعري بشكل خاص بالمغرب الشقيق نحاور الأستاذة (نبيلة الوزاني) الشاعرة والأديبة التي كتبت عن سيرتها الأدبية بعض الصحف العربية مؤخراً وشاركت بنتاجها الشعري في المهرجانات والمعارض الفنية وكان آخرها المعرض الذي أقيم على أروقة جامعة الموصل الشهر الماضي...
.................................
- س : ماذا عن البدايات والخوض في عالم الشعر ؟؟
- ج : - بداية أُبْدي سعادتي بهذا اللقاء الرّاقي الذي يجمعني بقرّاء الصّحيفة الرائعة المسؤولة وأُقدّم شكري الوارف للصّحفي الشاعر أ . كمال العزاوي على دعوته لأحلَّ ضيفة في هذه الرحاب العطرة ..
البدايات ؛ أعتقد كما جميع من ولج هذا المجال وسار فيه فإنّ البدايات
( إن سمّيناها كبدايات ) غالبا ماتكون في الصِّبا تقريبا في سن المراهقة وربّما قبل ذلك ، وهذه البدايات تظهر بادئ الأمر عن طريق الميل للقراءة وتقليد ما يُقرأ كتابةً فتتخزّن تلك المعلومات القرائية الأدبية في الذاكرة لتطفح ذات انهمارٍ شعوريّ ويبدأ صاحبها بالكتابة ..
بالنسبة لي كانت البداية في عمر الحادية عشرة والنصف تقريبا وكتبت ساعتها محاولات متواضعة إلى غاية السابعة عشرة وكان توقّفٌ بعدها لأمور خاصّة ثمّ استأنفتها بعد ذلك ...
.......
- س : هل جمعت نتاجك الشعري في ديوان أو كتاب عن سيرتك الأدبية ؟؟
- ج : لي أربع مجموعات شعرية جاهزة وهي قيد الطباعة إن شاء الله ...
........
- س : ماذا عن مجالات الأدب الأخرى كالقصة أو الرواية ؟؟
- ج : الرواية والقصة من الأجناس الأدبية الرائعة والتي لا يفتر رونقها مع مرور الوقت ، وإنّي أميل إلى قراءتها أكثر من كتابتها وإن كنت حاولتُ كتابة قصص قصيرة سابقاً ، لكنّي أرى أنّ للرّواية مبدعيها الذين اختصّوا في هذا المجال وأبدعوا فيه وانطلاقا من هذا فالاختصاص في صنف ما أدبيا غير وارد لكن الاكتفاء بجنس واحد يتيح لمبدعهِ التحليق فيه أكثر وإن كان هناك شعراء يكتبون القصة والعكس أيضا لكني أميل إلى ما ذكرتُه وأجد نفسي في كتابة الشعر ..
..........
- س : كيف تصفين باختصار الحركة الأدبية في المغرب الشقيق ومن هم أبرز قمم الأدب والشعر في االعصر الحديث وعصر الانترنيت ؟؟
- ج : الحركة الأدبية في المغرب مكتظّة بالإبداع الأدبيّ بكل أجناسه من القصة والرواية والشعر والنثر السردي والقصيدتين العمودية والنثرية وأيضا الدراسات النقدية وإن كانت بكمية أقل من المرجوّ منها وذلك يخضع للعلاقات الخاصة والقرابة والصداقة والمصالح وهكذا نرى بأن الحركة النقدية بالمغرب لا تساير الحركة الإبداعية مقارنة مع الكمّ الإبداعيّ خصوصاً فيما يتعلق بالشعر وهناك أيضا كتابات في مختلف المجالات ، وأيضا تتجلّى في النّدوات الشعرية والأدبية والمهرجانات الجهوية التي تقيمها أكثر من ولاية ومنطقة وأيضا يتوّجها المعرض الدّولي للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة على رأس كل عام وهذا لوحده تمظهرة أدبية ثقافية كبيرة تشارك فيه عدّة من المؤسسات الثقافية من بلدان مختلفة ودور طباعة وطنية وعربية وتقام في أيّام المعرض ندوات وفعاليات ثقافية مختلفة ، لكن إذا ما قرأنا الوجه الآخرَ نجد بأنّها متعثّرة والسبب يعود في رأيي إلى المنهجية التي يسير عليها المسؤولون على الثقافة عموما والمسؤولون على تسيير فعاليات أدبية بمختلف أصنافها حيث الوساطة والمصالح تتصدّر المشهد الثّقافي وهي آفة منتشرة في جميع الوطن العربي دون استثناء ومن هنا برزت أقلام عن أقلام وأسماء عن أسماء حيث لا تُعطَى الفرص للجميع وهكذا تظل بعض الأصوات الشعرية والأدبية الجيّدة عموما في بؤرة التّهميش ومن صعد منها يكون بمجهوداته الخاصّة جدّاً ..
بالنّسبة لوسائل الاتّصال الاجتماعيّ ، نحن في عهد الرّقمنة وهذا يفتح فضاءات واسعة للمغمورين أدبيّاً بعرض منتجاتهم الأدبية ، وهذا الفضاء أيضا مثله مثل أرض الواقع فهناك مهمّشون وهناك بارزون وراءهم من يمسح مراياهم لتظل دائما ناصعة الزجاج ، لكن مواقع التواصل الاجتماعي قد ساهمت في تغيير مفاهيم الإبداع بشكل كبير جدا حيث أصبح في الغالب من الأحيان التعامل مع المنشورات بطريقة سطحية دون تعمّق وتركيز ومن هنا تتساوى الكتابات الجيّدة وغيرها وهذه نقطة سلبيّة لا تضاف إلى معايير التّقييم الإبداعيّ ..
بالنسبة لقمم الشعر فالقمّة في الشعر ليس من تأسيس أسماء معيّنة ، ذلك أنّ كلَّ اسم من الشعراء قد ساهمَ في بناء هذه القمّة ووضع لبنة قوية داعمة لها ، قد يكون البعض يفضل أسماء معينة وأنا أقول إن كلّ شاعر من هؤلاء الشعراء المغاربة أضاف شيئا للساحة الثقافية الأدبية فلا أرى داعيا لذكر أسماء فهناك أسماء من كلّ البلدان العربيّة إن تحدّثنا عن الساحة الثقافية العربية والثقافة المغربية جزء لا يتجزّأ من الثقافة العربية عموما ، نعم لها خصوصيتها لكنّها تصبّ في السّاحة الثقافية العربية ..
في المغرب أيضا أسماء شعرية عدّة لكنّي أرى أن لكل منهم له طابع خاص وأضاف للساحة الشعرية بصمة خاصة به أثرتْ الشعر والساحة الأدبية الثقافية عموما ...
..........
- س : كيف تنظرين الى مسيرة الأدب والشعر في الوطن العربي عامة ؟؟
- ج : من يتابع المشهد الثقافي العربي يلاحظ بأنّ هناك حركة ثقافية جيّدة وتجديداً وتطويراً رائعيْن وشعراء مبدعين ببصمات وأساليب مختلفة وهذا التنويع مطلوب لإثراء الساحة الأدبية وأقول بأنّ مسيرة الأدب العربي بما فيه الشعر بخير من وجهة نظري من حيث الإنتاج الإبداعيّ، لكن بطبيعة الحال الكلام في هذا الموضوع يستوجبُ مختصّين في المجال النّقدي المتتبّعين للمسيرة الأدبية في المشهد الأدبي والثقافي عامّة والشعري العربيّ ليكون الوصول إلى إجابة أكثر عمقا وإنصافاً ..
لكن لكي نصل إلى تعادل بين الإغناء والإشكاليات الثقافية يقتضي الاجتهاد والمثابرة والسّعي الحثيث لتقديم إنتاجٍ أدبيٍّ راقٍ ذي جودة عالية وقيمة رفيعة وهنا يظهر تحدّي العراقيل التي تسبّب تأخير هذه المسيرة في أوج قوّته
.......
- س : كلمة أو رسالة الى جمهور الأدب في العراق ومتابعي الحركة الأدبية ؟؟
- ج : العراق بلد اللغة والأدب والشعر والتاريخ والنهضة الأدبية العراقية معروفة ولا يختلف عليها اثنان ولا يمكن نكرانه فالتاريخ خير شاهد على مجد العراق الشقيق ، والآن رغم العوائق التي حدثت فيه من أحداث ومتغيّرات وهذا ليس بالأمر السهل أبدا لكن العراق حافظ على تراثه الأدبيّ وثقافته الغنية إبداعا وهو أرض الثقافة واللغة والشعر ، العراق فينيق يتعثّر ولا يسقط ولا تهوي ثقافة العراق وفي كل مرة يفرض وجوده في الساحة بشكل كبير واسع منذ القدم...
وكلمة أخيرة أوجهها لإخوتنا العراقيين عامّة وهي : المرجو الانفتاح على الأدب المغربي وهنا قمّةُ التّفاعل مع جزء من الأدب العربي وتطوير الذائقة العربية وتوسيعها من خلال الاطلاع على ثقافات بعضنا البعض وخلق ما سمّيتَهُ بالقمّة الإبداعية ..
وأخيرا ؛ شكري الوارف للصحفيّ الشاعر المبدع أ. كمال العزّاوي ومن خلاله إلى المسؤولين على هذه الصحيفة الرائعة على هذا اللقاء الجميل ولهذه المجهودات الراقية لخدمة الساحة الثقافية العربية ..
امتناني الكبير ودعواتي بالألق والنجاح ..شكرا لكم