نجوم ساطعة · شاعرة العرب الاستاذة آمال القاسم // الاردن
نجوم ساطعة ·
شاعرة العرب الاستاذة آمال القاسم // الاردن
فأمَّا المطرُ فقد غزلَني موسيقى على إيقاعِه الفاتنِ وراح يفسِّرُني بكلِّ اللّغات، ويعلِّمُني كيف يبوحُ للأرضِ بأسرارِ السّماء .. وساقني _دونما رغبةٍ منّي _ إلى عتمة الرُّوحِ وجمرِ الدّمِ ودخانِ الأسئلةِ؛ ثم مضى يكتبُني احتراقًا في آخر الأنفاس، التي لا تُداري نواحَها في لهيبِ الوِجدان .. ولا يطفِئُ حرَّها سوى رضعةٍ من ثديِ غيمةٍ أو ضَوءٍ يلتقمُ الدّهشةَ من عينيْ نجمة .. حتى اسّاقطْتُ على كَتفِ القصيدةِ شاهدةً على إدانة الأنبياء ..!
وأمّا أمّي؛ فقد رحلتْ وتركتني بفستانٍ ممزَّقٍ نصفُه .. بذراعين عاريتين لا تستطيعان احتضانَ الرّيح ِولا تهشّان على بردِ الرّوحِِ فتشتعلُ فرائصي.
وأما أبي؛ فقد رحلَ بعد أنْ زرعني هنا .. تجذّرْتُ واستطلتُ إلى أبعدَ من أحلامي؛ كي أعلّمَ الشّجرَ فطرةَ الاخضرارِ وحقَّ الحفيفِ منذُ توقفتْ أرجوحتي.. وكي أدرّبَ حناجرَ الطّيرِ على الشّدوِ والتّغريد والنّشيد .. فصاحبتُ الشّمسَ كيلا تأكلَني سُمرتُها ..تآخيتُ والظلامَ كيلا يشقيَني بحِلكتِه، ونفختُ فيه من زيتي لأقدَّ النّورَ من بينِ شقوقِه، ثمّ اتخذْتُ الدّروبَ خلانَ لأمضي إلى الآمال، معي لُغةٌ تطرّزَني في أحداقِ الصباحِ، حتى غدوتُ وطنَ مَنْ لا وطنَ له، ونصيرةً لكلِّ مظلومٍ مقهورٍ وأمًّا لكلِّ يتيمٍ كليم ..
كنتُر بلا أنيابٍ لكنّني صدّقتُ الذئابَ وصادقتُها؛ كيلا يهرسَني الموتُ بين فكّيه وأسيلَ من أصابع الزّمن إلى أفواهِ الجائعين للحبِّ ، للسّلام، للحرّيّة وللحياة ..!
آمال
شاعرة العرب الاستاذة آمال القاسم // الاردن
فأمَّا المطرُ فقد غزلَني موسيقى على إيقاعِه الفاتنِ وراح يفسِّرُني بكلِّ اللّغات، ويعلِّمُني كيف يبوحُ للأرضِ بأسرارِ السّماء .. وساقني _دونما رغبةٍ منّي _ إلى عتمة الرُّوحِ وجمرِ الدّمِ ودخانِ الأسئلةِ؛ ثم مضى يكتبُني احتراقًا في آخر الأنفاس، التي لا تُداري نواحَها في لهيبِ الوِجدان .. ولا يطفِئُ حرَّها سوى رضعةٍ من ثديِ غيمةٍ أو ضَوءٍ يلتقمُ الدّهشةَ من عينيْ نجمة .. حتى اسّاقطْتُ على كَتفِ القصيدةِ شاهدةً على إدانة الأنبياء ..!
وأمّا أمّي؛ فقد رحلتْ وتركتني بفستانٍ ممزَّقٍ نصفُه .. بذراعين عاريتين لا تستطيعان احتضانَ الرّيح ِولا تهشّان على بردِ الرّوحِِ فتشتعلُ فرائصي.
وأما أبي؛ فقد رحلَ بعد أنْ زرعني هنا .. تجذّرْتُ واستطلتُ إلى أبعدَ من أحلامي؛ كي أعلّمَ الشّجرَ فطرةَ الاخضرارِ وحقَّ الحفيفِ منذُ توقفتْ أرجوحتي.. وكي أدرّبَ حناجرَ الطّيرِ على الشّدوِ والتّغريد والنّشيد .. فصاحبتُ الشّمسَ كيلا تأكلَني سُمرتُها ..تآخيتُ والظلامَ كيلا يشقيَني بحِلكتِه، ونفختُ فيه من زيتي لأقدَّ النّورَ من بينِ شقوقِه، ثمّ اتخذْتُ الدّروبَ خلانَ لأمضي إلى الآمال، معي لُغةٌ تطرّزَني في أحداقِ الصباحِ، حتى غدوتُ وطنَ مَنْ لا وطنَ له، ونصيرةً لكلِّ مظلومٍ مقهورٍ وأمًّا لكلِّ يتيمٍ كليم ..
كنتُر بلا أنيابٍ لكنّني صدّقتُ الذئابَ وصادقتُها؛ كيلا يهرسَني الموتُ بين فكّيه وأسيلَ من أصابع الزّمن إلى أفواهِ الجائعين للحبِّ ، للسّلام، للحرّيّة وللحياة ..!
آمال