السيّاب عبد الحميد الصائح
عبد الحميد الصائح·
السيّاب
عبد الحميد الصائح
اليوم الوحيد الذي لا أرى فيه بدر شاكر السياب كاتبا هو يوم وفاته ، في هذا اليوم أرى مشهداً لأوراق متناثرة ومحبرة منكفئة وقلم حار وبقايا نفَسٍ متقطّع ووسادة تحل عليها السكينة والسلام لشاعر ديفَ كلُ ماقاله جنونا كان أم حكمة أم عشقأً بالعوز والعذاب. يوم لاستحضار وجَع ذلك الأب اليافع وغربتِه وكدماتِ الناس الأقربين والأبعدين على حياته الفذّة ..كيفَ للشاعر أنْ يكون وحده وطناً بلا مأوى شعبه من القصائد وتاريخه صيحة الانسان تلك التي توقظ سكون الكون وصمت الله كما يصفه ساراماغو،وطن شخصي بمثابة مستودع للامال المؤجلة والمشاريع الناقصة والشهوات المقموعة والصلوات غير المستجابة وتلويحات الوداع الموزعة على مخاطر الحياة وعذاب الجسد..تحضر تلك الفواجع يوم الرحيل الصاخب للشاعر الشاب بدر شاكر السيّاب من كل عام، يوم غائم بمسحة من الكآبة حيث يُصبحُ الاستئناسُ بقصيدة له أو مقال عنه وهو يتألم ضرباً من السادية، شاعرنا الذي اختطفَ تاريخ الفجيعة وتواضَع َبصبره حاملاً اياه، إنه من اولئك الآباء المعذبين ، الآباء الذين تحرشوا بالوجود وغوامضه،آبائنا الذين لم تلدهم جدّاتنا، ادلاّئنا الى المعاصي، والحوار مع الشمس بلا وسائط حتى لو لم تكنْ في بلادِنا.
السيّاب
عبد الحميد الصائح
اليوم الوحيد الذي لا أرى فيه بدر شاكر السياب كاتبا هو يوم وفاته ، في هذا اليوم أرى مشهداً لأوراق متناثرة ومحبرة منكفئة وقلم حار وبقايا نفَسٍ متقطّع ووسادة تحل عليها السكينة والسلام لشاعر ديفَ كلُ ماقاله جنونا كان أم حكمة أم عشقأً بالعوز والعذاب. يوم لاستحضار وجَع ذلك الأب اليافع وغربتِه وكدماتِ الناس الأقربين والأبعدين على حياته الفذّة ..كيفَ للشاعر أنْ يكون وحده وطناً بلا مأوى شعبه من القصائد وتاريخه صيحة الانسان تلك التي توقظ سكون الكون وصمت الله كما يصفه ساراماغو،وطن شخصي بمثابة مستودع للامال المؤجلة والمشاريع الناقصة والشهوات المقموعة والصلوات غير المستجابة وتلويحات الوداع الموزعة على مخاطر الحياة وعذاب الجسد..تحضر تلك الفواجع يوم الرحيل الصاخب للشاعر الشاب بدر شاكر السيّاب من كل عام، يوم غائم بمسحة من الكآبة حيث يُصبحُ الاستئناسُ بقصيدة له أو مقال عنه وهو يتألم ضرباً من السادية، شاعرنا الذي اختطفَ تاريخ الفجيعة وتواضَع َبصبره حاملاً اياه، إنه من اولئك الآباء المعذبين ، الآباء الذين تحرشوا بالوجود وغوامضه،آبائنا الذين لم تلدهم جدّاتنا، ادلاّئنا الى المعاصي، والحوار مع الشمس بلا وسائط حتى لو لم تكنْ في بلادِنا.