اختارت الدكتوره مها الحشاش لقناة الشمس الاوربيه أيام في غزة.. د.وليد الطبطبائي..
أيام في غزة.. د.وليد الطبطبائي..
٢٨ / ١ / ٢٠٠٩
تيسر لي، والحمد لله، زيارة فلسطين وتحديدا قطاع غزة الصامد والشامخ، وقد كانت هذه الزيارة على قصرها بالنسبة لي زيارة تاريخية تعلمت منها الكثير والكثير، تعلمت كيف يصنع الإباء والشموخ والعزة.. تعلمت كيف يكون الصبر، وكيف تكون التضحية، كانت غزة مدرسة للعالم بأسره، بل هي جامعة، كل طفل وامرأة ورجل وعجوز هم اساتذة هذه الجامعة و»بروفسوراتها«.. انت أمام اطفال غزة تلميذ، امام استاذ شامخ، وامام شبابها وفتياتها تل صغير امام جبال شامخة، اما المجاهدون في غزة فتحدث عن النجوم الزاهرة المتلألئة والكواكب المنيرة والمضيئة.. دخلت الى غزة ليلا وكانت مظاهر الخراب على الرغم من الظلام الدامس لا تخطئها العين.. وكيف تخطئها وانت في وسط الدمار والحطام.
دخلت القطاع وتجولت في أنحائه، غزة ومخيم جباليا وغيرها، ورأيت حجم الدمار الذي لا يصدق والذي لا تستطيع كل كاميرات الفضائيات نقله ما لم يطلع عليه الإنسان مباشرة، احياء كاملة أزيلت بالقذائف والقنابل وبجرافات مدرعة هائلة الحجم جعلت من الصعب تمييز أين كانت المنازل وأين كانت الحقول الزراعية وأين كانت الشوارع؟! في بيت لاهيا رأيت بقايا من القنابل الفسفورية لا تزال مشتعلة بعد القائها بأسبوع أو أكثر وأما معاناة الناس المعيشية فبالغة السوء فلا كهرباء ولا ماء والطعام شحيح والبنزين شبه مفقود يكفي أن أقول إن سعر اسطوانة الغاز بلغ 120 دولارا والناس تطهو على ما تعثر عليه من أخشاب».
وعلى الرغم من ذلك فمعنويات الناس عالية وكل الشهداء والجرحى الذين سقطوا لم يزيدوا أهل غزة إلا تمسكا بالمقاومة واقتناعا بجدواها، ومن كان يرى الحلول السلمية قبل ذلك صار مقتنعا الآن بأن إسرائيل لا تسعى لأي سلام وأن هدفها هو رضوخ الفلسطينيين لها مقابل الفتات وأن ذلك لا يواجه إلا بالمقاومة بأنواعها، وهدف الحملة الإجرامية على غزة هو تصفية القضية الفلسطينية برمتها وفرض حلول استسلامية لا يبقى للفلسطينيين بعدها وطن ولا كرامة لذلك كان الصمود في غزة مسألة حياة أو موت للشعب الفلسطيني ولكرامة الأمة من بعد ذلك».
ولقد كان لي شرف أن أكون أول برلماني عربي يدخل غزة بعد الحرب مباشرة وأن ألتقي برلمانيين فلسطينيين في القطاع، وحضرت جلسة للجنة المالية للمجلس التشريعي الفلسطيني وقمت بزيارة لمقر نواب «حماس» فيه، وتبين لي أن إسرائيل لم تكن تستهدف حماس وقيادييها كما قالت بل ضربت كل شيء يتحرك في قطاع غزة وكانت المساجد والمدارس على رأس قائمة الأهداف، والهدف المعلن لإسرائيل كان وقف الصواريخ وقطع المعابر وتصفية المقاومة وهي أهداف فشلت فيها جميعا ولكن الهدف الحقيقي هو العقوبة الجماعية الاجرامية ضد أهل غزة لالتزامهم الدفاع عن حقوقهم وقضيتهم.
وعلى الرغم من ذلك فإن «إسرائيل» لم تكسر إرادة الصمود هذه ووجدت الابتسامة على وجوه الناس على الرغم من كل ما حدث وعلى الرغم من المعاناة المستمرة وحاليا تم تهجير آلاف الأسر من بيوتها وكثير من الناس ينام في العراء وفي البرد، ولاحظت أنه على الرغم من كثرة الحديث عن إرسال الإغاثة فإن القليل منها وصل ولا يغطي حاجة تذكر أما المليارات التي يتحدثون عنها فإنها لا تزال على الورق.
وقد لاحظت أن أهل غزة على الرغم من افتقادهم للكهرباء كانوا على اطلاع جيد على ردود الفعل العالمية على ما يحدث لهم، ووجدت أن الموقفين الشعبي والرسمي الكويتي هو موضع تقدير من الإخوة في غزة ومن البرلمانيين الفلسطينيين والناس تابعوا هناك موقف 22 نائبا في مجلس الأمة ضد زيارة محمود عباس إلى الكويت وأشادوا بهذا الموقف ضد من يتاجر بقضية فلسطين.
٢٨ / ١ / ٢٠٠٩
تيسر لي، والحمد لله، زيارة فلسطين وتحديدا قطاع غزة الصامد والشامخ، وقد كانت هذه الزيارة على قصرها بالنسبة لي زيارة تاريخية تعلمت منها الكثير والكثير، تعلمت كيف يصنع الإباء والشموخ والعزة.. تعلمت كيف يكون الصبر، وكيف تكون التضحية، كانت غزة مدرسة للعالم بأسره، بل هي جامعة، كل طفل وامرأة ورجل وعجوز هم اساتذة هذه الجامعة و»بروفسوراتها«.. انت أمام اطفال غزة تلميذ، امام استاذ شامخ، وامام شبابها وفتياتها تل صغير امام جبال شامخة، اما المجاهدون في غزة فتحدث عن النجوم الزاهرة المتلألئة والكواكب المنيرة والمضيئة.. دخلت الى غزة ليلا وكانت مظاهر الخراب على الرغم من الظلام الدامس لا تخطئها العين.. وكيف تخطئها وانت في وسط الدمار والحطام.
دخلت القطاع وتجولت في أنحائه، غزة ومخيم جباليا وغيرها، ورأيت حجم الدمار الذي لا يصدق والذي لا تستطيع كل كاميرات الفضائيات نقله ما لم يطلع عليه الإنسان مباشرة، احياء كاملة أزيلت بالقذائف والقنابل وبجرافات مدرعة هائلة الحجم جعلت من الصعب تمييز أين كانت المنازل وأين كانت الحقول الزراعية وأين كانت الشوارع؟! في بيت لاهيا رأيت بقايا من القنابل الفسفورية لا تزال مشتعلة بعد القائها بأسبوع أو أكثر وأما معاناة الناس المعيشية فبالغة السوء فلا كهرباء ولا ماء والطعام شحيح والبنزين شبه مفقود يكفي أن أقول إن سعر اسطوانة الغاز بلغ 120 دولارا والناس تطهو على ما تعثر عليه من أخشاب».
وعلى الرغم من ذلك فمعنويات الناس عالية وكل الشهداء والجرحى الذين سقطوا لم يزيدوا أهل غزة إلا تمسكا بالمقاومة واقتناعا بجدواها، ومن كان يرى الحلول السلمية قبل ذلك صار مقتنعا الآن بأن إسرائيل لا تسعى لأي سلام وأن هدفها هو رضوخ الفلسطينيين لها مقابل الفتات وأن ذلك لا يواجه إلا بالمقاومة بأنواعها، وهدف الحملة الإجرامية على غزة هو تصفية القضية الفلسطينية برمتها وفرض حلول استسلامية لا يبقى للفلسطينيين بعدها وطن ولا كرامة لذلك كان الصمود في غزة مسألة حياة أو موت للشعب الفلسطيني ولكرامة الأمة من بعد ذلك».
ولقد كان لي شرف أن أكون أول برلماني عربي يدخل غزة بعد الحرب مباشرة وأن ألتقي برلمانيين فلسطينيين في القطاع، وحضرت جلسة للجنة المالية للمجلس التشريعي الفلسطيني وقمت بزيارة لمقر نواب «حماس» فيه، وتبين لي أن إسرائيل لم تكن تستهدف حماس وقيادييها كما قالت بل ضربت كل شيء يتحرك في قطاع غزة وكانت المساجد والمدارس على رأس قائمة الأهداف، والهدف المعلن لإسرائيل كان وقف الصواريخ وقطع المعابر وتصفية المقاومة وهي أهداف فشلت فيها جميعا ولكن الهدف الحقيقي هو العقوبة الجماعية الاجرامية ضد أهل غزة لالتزامهم الدفاع عن حقوقهم وقضيتهم.
وعلى الرغم من ذلك فإن «إسرائيل» لم تكسر إرادة الصمود هذه ووجدت الابتسامة على وجوه الناس على الرغم من كل ما حدث وعلى الرغم من المعاناة المستمرة وحاليا تم تهجير آلاف الأسر من بيوتها وكثير من الناس ينام في العراء وفي البرد، ولاحظت أنه على الرغم من كثرة الحديث عن إرسال الإغاثة فإن القليل منها وصل ولا يغطي حاجة تذكر أما المليارات التي يتحدثون عنها فإنها لا تزال على الورق.
وقد لاحظت أن أهل غزة على الرغم من افتقادهم للكهرباء كانوا على اطلاع جيد على ردود الفعل العالمية على ما يحدث لهم، ووجدت أن الموقفين الشعبي والرسمي الكويتي هو موضع تقدير من الإخوة في غزة ومن البرلمانيين الفلسطينيين والناس تابعوا هناك موقف 22 نائبا في مجلس الأمة ضد زيارة محمود عباس إلى الكويت وأشادوا بهذا الموقف ضد من يتاجر بقضية فلسطين.