ليلى احمد عقد غير ملزم
ليلى احمد
عقد غير ملزم
يبدو إنه يوم غير عادي في تلك القرية القابعة خلف الجبل، أستيقظ الرجال صباحا فلم يجدوا أي أثر للنساء، هكذا أختفت جميع النساء بلا سابق إنذار، ركض الرجال في كل الأتجاهات بحثوا في البساتين المحيطة بالقرية، تفقدوا الشاطيء فلم يجدوا لهن أثر، في وسط ذهولهم وحيرتهم أرتفعت أصوات الأطفال بالبكاء، عمت الفوضى البيوت وساد الذعر، عاد الرجال المصدومين إلى بيوتهم ليجدوا رسائل قد تركتها النساء تخبرهم فيها عن عزمهن الرحيل فقد نفذ صبرهن من سوء معاملتهن وعدم الإعتراف بدورهن كشريكات في الحياة، صاح الرجال بغضب إلى الجحيم، نحن قادرون على العيش من دونكن وأدارة أمورنا كما يحلو لنا، شمر الرجال عن سواعدهم محاولين بداية تغذية الأطفال وإسكاتهم عن البكاء، حضروا الطعام وأعدوا رضاعات الحليب ولكنهم وجدوا صعوبة في تبديل حفاظات الأطفال وتنظيفهم، كان عليهم أكمال أعمال تنظيف المنزل وترتيبه ثم أعداد الطعام والجري خلف الأطفال الذين يبعثرون كل شيء ويعبثون بكل شيء، وكان عليهم إطعام الطيور والأعتناء بالحيوانات ثم الذهاب لمباشرة الأراضي الزراعية او الألتحاق بأعمالهم هنا وقف البعض متحيرا أين سيذهب بأطفاله لينجز أعماله، ثم هناك من يجب أن يتهيء للذهاب إلى مدرسته، ماذا يفعلون وكيف يستطيعون أنجاز كل ذلك في هذا الوقت القصير، من كان غير متزوج حمد الله على تلك النعمة ومن كان متزوجا ويملك والدا فقد أستعان به لمساعدته إما الباقيين فلم يجدوا حلا غير المكوث في بيوتهم حتى ينجلي ذلك الأمر، أغلقت المقاهي ابوابها لقلة مرتاديها وأزداد الأزدحام على الأفران والمطاعم وزاد الطلب على الوجبات الجاهزة، أطلق كثير من الرجال شعرهم ولحيهم لعدم امتلاكهم الوقت الكافي لحلقها، أستنفذوا كل ملابسهم المكوية والنظيفة ولم يعودوا يهتمون بنظافتها ولم يبالوا بأناقتهم ، وصل بعضهم إلى حافة الأنهيار النفسي لأضطرارهم للسهر ليلا مع هؤلاء الأطفال الذين لايسكتون ولايتعبون من الصراخ بلاسبب واضح ولايتوقفون عن طرح الاسئلة ،أحسوا بما تحس به النساء بحاجتهم إلى كلمة أمتنان وشكر ومواساة إلى بسمة ويد تربت على أكتافهم تنسيهم تعب اليوم ، توقفت كثير من الدوائر وتعطلت المصالح لتوقف النساء عن العمل، قرر الرجال عقد أجتماع في ملعب المدينة لمناقشة مطالب النساء وتنفيذها، أنتدبوا عددا منهم من أهل الرأي والحكمة للتفاوض وعقد الصلح، خلف الجبل حيث أقامت النساء قرية لهن عقد الأجتماع وقدمت النسوة مطالبهن وشروطهن للعودة، كان من ضمن الشروط أن يعترف الرجال بفضلهن ودورهن وأن يتوقفوا عن توبيخهن وتحميلهن كل مايجري وأن يقدم الرجال لهن المساعدة في أمور المنزل وتربية الأطفال ومتابعتهم، وأن يتوقف الرجال عن تهديدهن بالزواج ثانية كلما بدر منهن تقصير أو أصابهن مرض وأن يتوقف تعنيفهن على أتفه الأسباب، وأن يمنحن يوما بالأسبوع للراحة، تشاور الرجال بينهم ووقعت الاتفاقية بين الطرفين، عادت النسوة إلى بيوتهن بينما فضل قسم أخر منهن عدم العودة وأنشاء مدينة للنساء محرم على الرجال دخولها وأحاطتها بسور كهربائي لمنع تسللهم ومضايقتهم لهن، بدأت القرية تستعيد حياتها وتعود الأمور إلى ماكانت عليه، ألتزم الرجال بشروط العقد على مضض لشهرين كاملين ثم عادوا إلى سابق عهدهم.
ليلى احمد
عقد غير ملزم
يبدو إنه يوم غير عادي في تلك القرية القابعة خلف الجبل، أستيقظ الرجال صباحا فلم يجدوا أي أثر للنساء، هكذا أختفت جميع النساء بلا سابق إنذار، ركض الرجال في كل الأتجاهات بحثوا في البساتين المحيطة بالقرية، تفقدوا الشاطيء فلم يجدوا لهن أثر، في وسط ذهولهم وحيرتهم أرتفعت أصوات الأطفال بالبكاء، عمت الفوضى البيوت وساد الذعر، عاد الرجال المصدومين إلى بيوتهم ليجدوا رسائل قد تركتها النساء تخبرهم فيها عن عزمهن الرحيل فقد نفذ صبرهن من سوء معاملتهن وعدم الإعتراف بدورهن كشريكات في الحياة، صاح الرجال بغضب إلى الجحيم، نحن قادرون على العيش من دونكن وأدارة أمورنا كما يحلو لنا، شمر الرجال عن سواعدهم محاولين بداية تغذية الأطفال وإسكاتهم عن البكاء، حضروا الطعام وأعدوا رضاعات الحليب ولكنهم وجدوا صعوبة في تبديل حفاظات الأطفال وتنظيفهم، كان عليهم أكمال أعمال تنظيف المنزل وترتيبه ثم أعداد الطعام والجري خلف الأطفال الذين يبعثرون كل شيء ويعبثون بكل شيء، وكان عليهم إطعام الطيور والأعتناء بالحيوانات ثم الذهاب لمباشرة الأراضي الزراعية او الألتحاق بأعمالهم هنا وقف البعض متحيرا أين سيذهب بأطفاله لينجز أعماله، ثم هناك من يجب أن يتهيء للذهاب إلى مدرسته، ماذا يفعلون وكيف يستطيعون أنجاز كل ذلك في هذا الوقت القصير، من كان غير متزوج حمد الله على تلك النعمة ومن كان متزوجا ويملك والدا فقد أستعان به لمساعدته إما الباقيين فلم يجدوا حلا غير المكوث في بيوتهم حتى ينجلي ذلك الأمر، أغلقت المقاهي ابوابها لقلة مرتاديها وأزداد الأزدحام على الأفران والمطاعم وزاد الطلب على الوجبات الجاهزة، أطلق كثير من الرجال شعرهم ولحيهم لعدم امتلاكهم الوقت الكافي لحلقها، أستنفذوا كل ملابسهم المكوية والنظيفة ولم يعودوا يهتمون بنظافتها ولم يبالوا بأناقتهم ، وصل بعضهم إلى حافة الأنهيار النفسي لأضطرارهم للسهر ليلا مع هؤلاء الأطفال الذين لايسكتون ولايتعبون من الصراخ بلاسبب واضح ولايتوقفون عن طرح الاسئلة ،أحسوا بما تحس به النساء بحاجتهم إلى كلمة أمتنان وشكر ومواساة إلى بسمة ويد تربت على أكتافهم تنسيهم تعب اليوم ، توقفت كثير من الدوائر وتعطلت المصالح لتوقف النساء عن العمل، قرر الرجال عقد أجتماع في ملعب المدينة لمناقشة مطالب النساء وتنفيذها، أنتدبوا عددا منهم من أهل الرأي والحكمة للتفاوض وعقد الصلح، خلف الجبل حيث أقامت النساء قرية لهن عقد الأجتماع وقدمت النسوة مطالبهن وشروطهن للعودة، كان من ضمن الشروط أن يعترف الرجال بفضلهن ودورهن وأن يتوقفوا عن توبيخهن وتحميلهن كل مايجري وأن يقدم الرجال لهن المساعدة في أمور المنزل وتربية الأطفال ومتابعتهم، وأن يتوقف الرجال عن تهديدهن بالزواج ثانية كلما بدر منهن تقصير أو أصابهن مرض وأن يتوقف تعنيفهن على أتفه الأسباب، وأن يمنحن يوما بالأسبوع للراحة، تشاور الرجال بينهم ووقعت الاتفاقية بين الطرفين، عادت النسوة إلى بيوتهن بينما فضل قسم أخر منهن عدم العودة وأنشاء مدينة للنساء محرم على الرجال دخولها وأحاطتها بسور كهربائي لمنع تسللهم ومضايقتهم لهن، بدأت القرية تستعيد حياتها وتعود الأمور إلى ماكانت عليه، ألتزم الرجال بشروط العقد على مضض لشهرين كاملين ثم عادوا إلى سابق عهدهم.
ليلى احمد