×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

الشاعر ناظم السماوي .. تجربة شعرية ثرية بجناحيها الوجداني والوطني.. : مكي الياسري : عادل سالم حمادة البغدادي

الشاعر ناظم السماوي .. تجربة شعرية ثرية بجناحيها الوجداني والوطني..     : مكي الياسري   : عادل سالم  حمادة البغدادي
 الشاعر ناظم السماوي .. تجربة شعرية ثرية بجناحيها الوجداني والوطني..


: مكي الياسري
: عادل سالم
حمادة البغدادي

تنوعت إبداعات ناظم السماوي في الشعر بجناحيه الوجداني والوطني ، مقدماً للمكتبة العراقية دواوين شعرية، إضافة إلى تعاونه مع أبرز مطربي جيل الستينات والسبعينات والثمانينيات ، وهو أحد الشعراء الذين أخذت الأغنية العراقية الرصينة على يدهم شكلاً جديداً، من خلال الاهتمام باللغة والمفردة والذائقة اعترافاً وتقديراً لمزاياها النبيلة ..

ناظم السماوي شاعر موهوب بفضل اصراره على النجاح والتفوق وبلوغ الهدف الذي ينشده، باحثاً عن أسلوب خاص به، وبلغة متفردة تميزت بها كلمات أغانيه الجميلة، إذ أثبت خلال مشواره الطويل والتي تغنى بها كبار المطربين وصاغ ألحانها ابرز الملحنين أمثال ( محمد نوشي ، محمد جواد اموري ، ..

اثبت جدارته في صياغة الأغنية القصصية من خلال تقديمه مجموعة شعرية غنائية غناها المطربون ( حسين نعمة ، فؤاد سالم ، ياس خضر ، سعدي الحلي ، آمل خضير ) وأثرى بها مكتبة الإذاعة والتلفزيون ..


وتثمينا وتقديرًا لهذه القامة والقيمة الشعرية الكبيرة ومنجزه الابداعي والثقافي الطويل احتفت دائرة الفنون الموسيقية بشاعر الوجع العراقي ناظم السماوي ، وبأشراف المركز الدولي لدراسات الموسيقى التقليدية ..امسية ثقافية موسيقية يوم الخميس 2 آذار 2023 ، التي حضرها نخبة مميزة من الشخصيات الفنية والأدبية والثقافية والإعلامية فضلًا عن لفيف واسع من الجمهور والقنوات التلفزيونية الفضائية ومحرري الصحف والمجلات العراقية والعربية..

الأمسية المتميزة ادارتها ببراعه عالية مديرة المركز الدولي لدراسات الموسيقى التقليدية السيدة ( اسراء المرسومي ) التي حاورت السماوي في حديث عن البديات وأهم المحطات الإبداعية الطويلة ، كما رافقت الأمسية اغان قدمها نخبة من المطربين ( كريم الرسام ، ذو الفقار خالد سعدي الحلي ، مكصد الحلي ، ناظم الأصيل ، جمعة العربي ) بمصاحبة الفرقة الموسيقية التابعة الى قسم الفرق الموسيقية لدائرة الفنون الموسيقية بقيادة المايسترو ( أحمد عبد الجبار )

بدات الامسية بتقديم مونولوج من تأليف وتقديم الدكتور المخرج ( حسين علي هارف ) مستوحى من قصيدة السماوي الرائعة ( يا حريمة ) والتي سبق وأن قدمها في عدة مناسبات محلية وعربية ، ثم تحدث الشاعر الكبير ناظم السماوي عن مسيرته ومنجزه الابداعي منذ طفولته

التي ترجم بها شعوره مع هوايته المحببة في التعبير بلغة شعرية ، فكان يعشق القراءة وكان قارئاً نهماً، وانكب على قراءة نتاج العديد من الشعراء

يقول عن هذه المرحلة: «بدأت هوايتي بكتابة أبيات من الشعر الفصيح، وكانت محاولات متواضعة، ثم دخلت مجال الشعر العامي والغنائي في أوائل السبعينات حينما كتبت قصيدة ( يا حريمة ) في سجن ( نقرة السلمان )

ويضيف : رغم ايام السجن الثقيلة الا ان المصادفات الجميلة القت في طريقي فتاة رائعة الحسن كانت تأتي لشقيقها في السجن تبادلنا النظرات ليأتي بعدها الحب الذي ارقني كثيرا ليشتعل اكثر
بسبب الزيارات المتكررة للسجن قلت لها مرة :
هل تنتظريني بعد خروجي ؟!
اجابت : بالايجاب !!
راودتني احلاما ليس لها حدود ولكن الذي حدث كان صدمة كبيرة لي فقد انقطعت عن الزيارة
وعند سؤالي لشقيقها عنها اجابني بانها قد تزوجت ..
امسكت قلمي لاكتب لها ( ياحريمة )وكانت فاجعة لقصة حبي الاول الذي انتهى بالخذلان
وبعد ايام كتبت قصيدة ( ياحريمة ) وظلت معي ثم اعطيتها للملحن الكبير محمد جواد اموري
فظلت عنده لاكثر من عام ونصف العام ثم لحنها بعد وفاة زوجته وكان المطرب حسين نعمة
يمر بازمة عاطفية مع زوجته السابقة فاسندت اليه الاغنية وكان الجميع (مطرب- ملحن- شاعر)
يمرون بازمة حقيقية فجاءت الاغنية ( على الجرح) لتنفس عن مكنونات دواخلنا ..

ثم تحدث السماوي عن محطات عمره
حيث تربى في بيئة شعرية ، كان والده ناصر عليوي ال مشل الخفاجي شاعرا ورادوداً حسينياً بقي لاكثر من اربعين سنة يسافر من مدينة الى اخرى ليقرا شعره في المناسبات الدينية و كان يصطحب ابنه ناظم معه الامر الذي اسهم بشكل كبير في بلورة موهبته الشعرية منذ نعومة اظفاره.
ثم سافر مع والده منتصف الخمسينيات الى دولة الكويت ، ودرس وعمل هناك ، وكتب اول ديوان بعنوان “جنوبيات “ في العام 1959 ، يحتوي على ( 17 ) قصيدة في شتى الاغراض الشعرية المتفرقة ، ونشرت في مجلة لبنانية اسمها “ الوعد البيروتية “ لصاحبها محمد علي فتوح زوج المطربة الكبيرة سعاد محمد .ومن القصائد التي يعتز بها في هذا الديوان قصيدة اهداها للزعيم عبد الكريم قاسم اسمها (يوم السلامة ) ، وقد بثت بصوت الشاعر زاهد محمد
ثم اعيد السماوي الى العراق عام 1963 حيث سلمته السلطات الكويتية انذاك الى الحكومة العراقية التي كانت تطارده بتهمة الانتماء الى الحزب الشيوعي
وعند عودته احتجز في احد المعتقلات بالبصرة لمدة ثلاثة اشهر بعدها حكم عليه بالسجن لمدة خمسة واربعين عاما
تم ترحيله الى سجن ( نقرة السلمان ) ذلك السجن الرهيب قضى السماوي ثماني سنوات مسجونا وكتب فيه اروع قصائده الشعرية وقدم الشاعر من الاغاني للاطفال وللوطن واغاني لاشهر المطربين وكان معه في السجن ( مظفر النواب ، زهير الدجيلي ، الفريد سمعان ، سعدي يوسف ، سعدي الحديثي ، عريان السيد خلف ) وغيرهم من الأدباء والمثقفين والمفكرين ..
قدم قصائده كبار المطربين ولعل ابرزهم الفنان حسين نعمة غنى له اغنية ( ياحريمة ) من الحان محمد جواد اموري .. وأغنية ( نخل السماوة يكول)
والفنان ياس خضر غنى له اغنية ( دوريتك ) واغنية ( لاتسافر) واغنية ( الدنيا ماتسوى زعل )
والفنان فؤاد سالم غنى له اغنية ( مو بيدينه نودع عيون الحبايب ) واغنية ( حجيك مطر صيف ) واغنية( صوت الغريب ) واغنية ( يا عشكنا )
والفنان سعدي الحلي غنى من روائع ناظم السماوي اغنية ( عشك اخضر ) واغنية ( مسافات السفر ) واغنية( ودعت السماوة بليل )
والفنان سامي كمال غنى له ( حيرتني ) واغنية ( صارت سوالف )
والفنانة اديبة غنت له ( سعد ياسعد يابعد اهلي سعد )
والفنانة امل خضير في اغنية ( بس تعال ياحبيبي )
والفنان رضا الخياط غنى له ( بحار اريد وياك )
والفنان عبد الجبار الدراجي اغنية ( ياسمين )

ثم ذكر السماوي بعض المواقف المؤثرة في حياته بقوله : لم يكن يعلم والدي انني سجنت في (نكرة السلمان ) ويظن انني كنت اعمل في النجف ، وكان لوالدي مقهى في الكويت ، وارسل لي ابوذية مع احد الاصدقاء ما زلت اذكرها ، ( كالوا بالنجف ناظم وحلة / واتمنه افك قيد واحله / اصب الجاي للوادم واحله / وانه جايي المرار اشلون بيه ) . وكتبت له الجواب على الفور اقول فيه ( صب الجاي يبو ناطم وحله / وبصبري افك قيدي واحله / انا مو بالنجف صدك وحله / انا بربع الخراب وهاي هيه )

يذكر ان الشاعر الكبير ناظم السماوي اصدر اربعة دواوين شعرية هي:
- جنوبيات
- لكم مني السلام
- بس يا مطر
- قصائد للوطن والناس مجموعة مشتركة
اضافة الى عمله الصحفي ونشره العديد من القصائد والمقالات في عدد كبير من الصحف والمجلات ..

وفي نهاية الأمسية قدم الدكتور ( عماد جاسم ) وكيل وزارة الثقافة ومدير عام دائرة الفنون الموسيقية / وكالة ، ( درع الأبداع ) للشاعر ناظم السماوي تكريمًا لما قدمه طوال حياته من مسيرة نضال وعطاء ادبي وثقافي ..

يبقى الشاعر الكبير والمبدع ناظم السماوي بارعا في صوغ حكاية رقيقة ومتأسية في نصوص الغناء العراقي المعاصر، فإنه وصل حدودا لم يطرقها شاعر مثله، حدود التعبيرية المرسومة بالكلمات وهي ما قاربها في رائعته يا حريمة وروائعه الاخرى ..
image



image

image

image

image

image

image

image

image

image