"اسأل الطبيب "2" مع دكتورة الأسنان شهد عمر العرنوس "

 حوار / د. وسيلة محمود الحلبي

كثير من الناس يتساءلون عن بعض الأعراض التي يشعرون بها ويتألمون منها وأحيانا كثيرة لا يعرفون سببها أو كيف يتفادونها. في هذه السلسة من حلقة " اسأل الطبيب" قد يرى المريض ضالته والإجابة على استفساراته التي تحيره .
موضوعنا اليوم عن "الأسنان "
الأسنان هي أدوات ابتدعها الله لتساعد الإنسان على مضغ طعامه وطحنه بطريقة جيدة ، كما أن عصارات المعدة والأمعاء لا تستطيع القيام بوظائفها كما يجب إذا لم يكن الطعام ممضوغاً جيداً بواسطة الأسنان، وصحة الفم والأسنان تؤثر على الجهاز العام للإنسان، وبعض الأبحاث تؤكد أن أمراض الأسنان قد تؤثر على القلب وقد تتسبب في الإصابة ببعض أمراض الروماتيزم، فالفم والأسنان مدخلان لتغذية الإنسان، وهناك ارتباط سواء مباشرأو غير مباشر بين الأسنان والأمراض الجهازية وصحة الجسم عامة.
اليوم معنا "دكتورة الأسنان شهد عمر العرنوس" من مركز الدكتور بسام الحمصي الطبي لتجيب على بعض الأسئلة :
أولا: دكتورة شهد العرنوس ماهي العلاقة بين صحة الفم وصحة الجسم؟
قالت: الفم مثل أقسام الجسم الأخرى، فهو مليء بالبكتيريا التي معظمها غير ضار، وبما أن الفم هو نقطة الدخول إلى الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، فبعض هذه البكتيريا يمكن أن تسبب المرض .

ثانيا : من هي الفئات الأكثر عرضة لمشكلات الفم والأسنان؟
قالت الدكتورة شهد : مرضى تلف صمامات القلب: وهو دخول البكتيريا إلى الدم بسبب وجود التهابات اللثة وقد يسبب مضاعفات خطيرة للمريض كالتهاب بطانة القلب .
وأمراض القلب الوعائية: حيث تشير بعض الأبحاث إلى وجود علاقة بين أمراض القلب أو انسداد الشرايين أو السكتة الدماغية والإصابة بالتهاب ما حول السن.
ومرض السكري: يقلل مقاومة الجسم للعدوى ويجعل اللثة أكثر عرضة للعدوى.
وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والأمراض المناعية الأخرى: يظهر العديد من المشكلات في الفم كالآفات المخاطية المؤلمة بشكل واضح لدى الأشخاص الذين لديهم فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).

ثالثا: دكتورة شهد العرنوس حدثينا عن أسباب تسوس الأسنان وتأثيره على الإنسان ؟
قالت الدكتورة شهد : إن تسوس الأسنان هو ضررٌ دائمٌ يحدث في أجزاءٍ من السطح الصلب للأسنان ويبدو على هيئة ثقوبٍ أو فتحات صغيرة. وينجم تسوس الأسنان الذي يُسمى أيضًا نخر الأسنان عن عدة عوامل، بما في ذلك البكتيريا في الفم والتناول المتكرر للأطعمة الخفيفة وارتشاف المشروبات السكرية وعدم تنظيف الأسنان جيدًا. ويُعد تسوس الأسنان ونخرها من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في العالم. وهي شائعة بشكل خاصةً بين الأطفال والمراهقين والبالغين الأكبر سنًا. وإذا لم يتم علاج تسوس الأسنان، مبكرا يمكن أن يؤثر في الطبقات الأعمق في الأسنان. ويؤدي إلى ألم شديد في وفقدان الأسنان . وتعتبر الزيارات المنتظمة لطبيب الأسنان والعادات الجيدة لغسل الأسنان بالفرشاة والخيط أفضل حماية لمكافحة تسوس الأسنان ونخرها.

رابعا: وما هي أنواع تسوس الأسنان د. شهد ؟
قالت الدكتورة شهد : يصنف تسوس الأسنان حسب إصابة الأسطح المختلفة :فهناك التسوس في سطح الأسنان التي يُمضغ عليه الطعام ، والتسوس الذي يحدث على سطح الأسنان في الاتجاه العكسي للسان (Facial caries)، وينقسم إلى نوعين تسوس الأسنان الخلفية وتسوس الأسنان الأمامية. والتسوس الذي يحدث على سطح الأسنان المواجه للسان ، والتسوس الذي يحدث بين سنتين مجاورتين لبعضهما البعض (Interproximal caries) . وهناك تسوس الجذور (Root cavities)الذي يحدث عندما يمتد تسوس النوع الثاني والثالث بشكل واضح للجذور، أو عندما تتعرى الجذور نتيجة لتراجع اللثة لأن غطاء الأسنان العظمى الذي يحيط بالجذور يتآكل أو يتراجع ولا يستمر مثل طبقة الإنامل التي تغطى التاج، وتسوس الجذور يتطور بشكل أسرع من تطور تسوس سطح الأسنان.

خامسا: وما هي مضاعفاته؟
قالت د. شهد من مركز الدكتور بسام الحمصي الطبي : قد يسبب تسوس الأسنان العديد من المضاعفات في حال عدم علاجه، وفيما يأتي أبرز هذه المضاعفات
ألم الأسنان: يُعد الشعور بالانزعاج وبألم الأسنان من أول مضاعفات تسوس الأسنان، حيث من الممكن أن يُسبب ألمًا مستمرًا شديدًا أو حادًا يأتي من وقتٍ إلى آخر. علما أن هناك بعض الحالات التي قد لا يُسبب فيها تسوس الأسنان أي ألم، ويعود ذلك إلى عدة أسباب منها عدم وصول التسوس إلى لب الأسنان والعصب.
كسر في السن : من مضاعفات تسوس الأسنان حدوث كسر أو صدع في طبقة المينا، تُسبب آلامًا، وخاصةً عند تكشّف لب السن الحساس أثناء الطعام والشراب. ومن مضاعفات كسر السن نذكر الآتي: ألم حاد عند المضغ أو العض على السن. ألم عند ملامسة السن لطعام أو هواء بارد أو ساخن. لذلك يَمتنع المريض عن المضغ على الجهة التي تحتوي كسرًا في السن؛ تجنبًا للشعور بالألم.
خراج السن :حيث إن التهاب اللثة قد يؤدي إلى انتشار الالتهاب في الفم، أو الفك، أو الوجه، أو الحلق. ويسبب الخراج السن أعراضًا عديدة، مثل: الشعور بالألم والتورم. احمرار الوجه والفم. الشعور بمذاق سيء.

سادسا: د. شهد بالنسبة للأطفال كيف يتم التعامل مع تسويس أسنانهم ؟
أجابت الدكتورة شهد : ننصح بشرب كمية وافرة من الماء بعد الوجبات. وتنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يومياً وعلى مدى دقيقتين على الأقل. وتنظيف سطح الأسنان بواسطة فرشاة ملائمة ومريحة لفمهم. يجب تبديل فراشي الأسنان مرة كل شهرين أو ثلاثة أشهر. واستخدام معجون أسنان يحتوي على مادة الفلورايد (للأطفال فوق سن سنتين).ومن المعروف أن كثير من الأطفال يخافون من تنظيف أسنانهم بواسطة الخيط ، مع أن هذا مهم جدا لمنع تراكم مادة البلاك من بين الأسنان. ويفضل زيارة الطبيب ووضع مادة الفلورايد لوقاية الأسنان من التسوس من ٦ شهور إلى سنة .

سابعا: د. شهد ما سبب اصفرار الأسنان وكيف يمكن علاجه ؟
قالت الدكتورة شهد: سببه وجود العامل الوراثي فمن الممكن أن يحدث اصفرار الأسنان نتيجة العامل الوراثي الموجود في جينات العائلة. ونتيجة لذلك في حال كان لدى الآباء أسنان صفراء فإنه من الممكن أن تكون أسنان الأبناء صفراء أيضًا. كما قد يكون أحد أسباب اصفرار الأسنان ترقق طبقة المينا وهي الطبقة الخارجية من السن فتؤدي إلى انكشاف العاج الذي يتحول للون الأصفر. كذلك يمكن أن يترك التدخين بقعًا صفراء أو بنية على الأسنان، مسببًا بذلك اصفرار أو تغير في لون الأسنان الأساسي. إضافة إلى الإكثار من تناول بعض أنواع المشروبات التي قد تسبب اصفرار الأسنان، مثل القهوة ،الشاي، وكذلك تناول بعض الأدوية ففي حال تناولت الأم المضادات الحيوية خاصةً التيتراسيكلين في النصف الثاني من حملها ، أو إذا أخذها الطفل قبل سن الثامنة، فقد يكون لديهم أسنان مصبوغة ذات لون أصفر بشكل دائم. وممكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للفلورايد إلى التسمم ويؤدي إلى ظهور بقع صفراء أو بنية اللون على الأسنان.
أما عن كيفية علاج اصفرار الأسنان فتتمثل في : الحفاظ على نظافة الفم وإزالة تراكم البلاك قبل حدوث التسوس. وتنظيف الأسنان بانتظام على يد طبيب هذا يساعد في إزالة البقع وعلاج اصفرار الأسنان. ويمكن مضمضة الفم بالماء بعد تناول الأطعمة أو المشروبات التي قد تسبب تصبغ الأسنان إذا كان التنظيف بالفرشاة بعد ذلك غير ممكن.

ثامنا: ماهي النصائح التي تقدمينها للأمهات بشكل خاص ؟
والشباب بشكل عام ؟
قالت الدكتورة شهد من مركز الدكتور بسام الحمصي الطبي: الاهتمام بتنظيف الأسنان من مرتين إلى ثلاث مرات يومياً، بمعجون يحتوي على مادة الفلورايد. مضغ علكة بدون ألوان صناعية أو سكر بعد تناول الطعام خارج المنزل، حيث أنها تعمل بمثابة منظف جيد لفضلات الأكل المتراكمة على اللثة وبين الأسنان. المضمضة بغسول الفم من مرة إلى مرتين يومياً للمحافظة على اللثة من تراكم البكتريا والفطريات التي تسبب الالتهابات وتسوس الأسنان. تغيير فرشاة الأسنان كل ثلاثة أشهر على الأكثر لكل فرد من أفراد العائلة. استخدام أنواع جيدة من فرش الأسنان، وعدم استخدام فرشاة الأسنان الخشنة واستبدالها بالفرشاة ذات الشعيرات الناعمة. التنظيف بين الأسنان باستخدام الأدوات الطبية كخيط الأسنان. استخدام فرشه اللسان وتفريش اللسان لأن اللسان يحتوي على أنواع من البكتيريا. التقليل من المشروبات التي تزيد من تصبغ الأسنان مثل المشروبات الداكنة اللون كالشاي والقهوة. الابتعاد عن التدخين، حيث يؤثر التدخين على صحة اللثة مما قد يؤدي إلى سرطان الفم أحياناً، هذا بخلاف التأثير السلبي على الجهاز التنفسي. تناول الأطعمة المفيدة الغنية بالكالسيوم كمنتجات الألبان، الغنية بمضادات الأكسدة وفيتامين (د) كالمكسرات، والفاكهة والخضروات. زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري كل ستة أشهر، لفحص الأسنان وإزالة الجير والصبغات التي تصيب الأسنان وتساعد على نمو البكتيريا المسببة لالتهابات اللثة.