وقفة تلفزيونية..........بقلم الدكتور صالح الصحن.....
د.صالح الصحن
·
وقفة تلفزيونية..........بقلم الدكتور صالح الصحن.......
يتصاعد الانتاج التلفزيوني سنويا بمنجزات متعددة الاشكال والاجناس البصرية في الشاشة العراقية خلال شهر رمضان المبارك وكانه يؤسس لتقليد فني ثابت في المخططات الانتاجية لمناهج القنوات الفضائية العراقية و نستطيع ان نصفه بالموسم الانتاجي السنوي الكبير .حيث ذهبت العروض باشكال مسلسلات درامية وبرامجية وفعاليات مختلفة من المسابقات والاشكال الاخرى الامر الذي خلق تباينا واضحا بين هذا العرض وذاك وبما اثار اراء وردود افعال مختلفة وكتابات نقدية بعضها يسخر من الاداء والشكل والانتاج والمعالجةوالموضوع والاخر يتفاعل بقدر الحدود الواقعية المتجذرة عن المستوى المعروف للدراما المحلية حاليا, وقد كتب البعض وجهات نظر شخصية وذاتية بعيدة عن الاشتراطات الموضوعية للنقد والكتابة التحليلية ... ونحن ازاء هذا الكم الكبير من الاعمال التلفزيونية التي انتجتها مؤسسات عراقية في ظرف خاص جدا ودقيق منها ماحصل على اعجاب ومنها ما نال اشد حالات الاستياء والاستهجان والرفض.. ولكن علينا ان ننظر بعين اكثر ابصارا واشمل احساسا بكل المعطيات التي ساهمت في تكوين المنجز التلفزيوني ولهذا نرى من المناسب ان نشكل جملة من المعايير التي بموجبها نستطيع ان نطلق الاحكام والتقييمات للاعمال التلفزيونية ليس بدوافع ذاتية وشخصية وانما من منظور موضوعي عام يسهم في تطوير المنجز التلفزيوني العراقي وبما يشكل بؤرة مضيئة لاطلاق رسالة الفن والثقافة والحضارة العراقية الكبيرة عبر الدراما التلفزيونية العراقية ..... ومنها
_____الفكرة والموضوع.......يشكل اختيار الفكرة والموضوع عاملا اساسيا ومؤثرا لنجاح العمل التلفزيوني شريطة ان يقترب من حاجات المشاهد الفكرية والروحية والاجتماعيةو في المشاعر والاحاسيس والمعاناة والتطلعات والمساحة الثقافية التي يتمتع بها وان تتجنب الفكرة التكرار والسذاجة وان تحمل منظومة القيم الاجتماعية والاخلاقية وبما يعزز الصورة المثلى
للانسان وكرامته وقدراته مع التشخيص الدقيق لصور الاساءة السلوكية والمخالفات الاجتماعية والمواقف المطلوبة وطنيا وانسانيا وان يسهم الموضوع في بناء الامل والتطلعات المستقبلية التي ينشدها الانسان وترسيخ معاني الحب والتضحية والوفاء بما في ذلك حق التمرد على الخيانة السلوكيات المشوهة والهدامة والمتناقضة مع مصلحة البلاد والشعب والمجتمع .. ولهذا نرى ان اختيارات بعض المواضيع والافكار لمادة المنجز التلفزيوني مسلسلا كان ام برنامجا لم يرتقي الى ذائقة المتلقي وتطلعاته الجمالية ونظل نتسائل لماذا يحصل شبه اجماع لدى القنوات الفضائية باختيارمواضيع الاستعراضات الراقصة وبالاجواء الايحائية المبتذلة هو المنجز الذي يتم التنافس عليه باجواء روحية ايمانية رمضانية مباركة التي تتطلب اجواءا اخرى من الاعمال والمواضيع فضلا عن القصور الواضح في رسم تصور درامي حي ونقي عن الوقائع والاحداث الواقعية في المجتمع ...اما في ما يتعلق بمشكلة السيناريو فقد تغلبت على الكثير من الاعمال التي لم تنسج على وفق القدرات الابداعية المتفردة في تحكيم خيوط السرد وعلى تقنيات معروفة عالميا يمكن الاسترشاد بها لتكوين منظومة افعال واحداث تحكى بتشويق لا يخلو من المفارقات والازمات التي ترسم تضاريس بخطوط متباينة تسهم في ضخ التدفق المستمر للاحداث الحاملة للمعلومات والخفايا والتي تشهر وتخفي الرؤية التي يجاهر بها صانع العمل ومخططاته البصرية .
____هناك حقيقة ماثلة ان اداء التمثيل العراقي له نكهة محلية خاصة ويرتقي كثيرا لمستويات عربية متعددة وقد ظهرت في هذا الموسم قدرات ابداعية في التمثيل لدى ممثلات عراقيات متميزات وممثلين عراقيين كبار اسهموا كثيرا في ثراء الاداء الدرامي وسخونته وانفتاحه على المشاهد الاخرى ولكن يمكن ان نسجل بعض حالات الجمود والابتذال في اداء البعض الذي لم يعر اية اهمية جمالية لمتطلبات المشهد وتكوين العلاقات المتفاعلة مع الشخصيات الاخرى , ويمكن الاشارة الى ان السياسة الانتاجية للاعمال التلفزيونية المحلية خالية من بعض المعايير والقوانين الثابتة مما يصعب على الممثل او الممثلة العراقية رفض العمل لاسباب معينة الامر الذي يجعل البعض منهم القبول دون اي قيد اوشرط..ودون اتدنى تدخل في النص او التغيير والاضافة ..وهناك اعمال نالت انتقادات قاسية بسبب الفكرة او الموضوع او بسبب مستوى المعالجة الاخراجية للنص ولكن هناك اداء ابداعي واضح لبعض الممثلين لا غبار عليه بما يعرضهم للاحراج من اشتراكهم في هذا العمل واشكالياته الاخراجية
____لا ننسى ولن نتجاهل ان العمل التلفزيوني هو (صورة ) وان للصورة معنى ودلالة وفلسفة ومعطيات مرئية قابلة للتاويل والتفسير وان مهمة الاخراج التلفزيوني هو البناء الجمالي والفكري للعمل التلفزيوني لصنع خطاب بصري يحمل هما وفكرا ورسالة وهدفا وغايات متعددة وعلينا في رسم تصوراتنا وكتاباتنا النقدية عن هذا العمل او ذاك ان نراعي جملة المحمولات الصورية لبناء المشهد وقدرته على تجسيد الفعل والحدث والقضية التي تدور حولها القصة وان نسجل القدرات المتميزة لهذا المخرج وهذا المصور وهذا المونتير ومصمم فضاء الديكور ومستوى الاضاءة وجماليات توزيعها وما هي القيمة التعبيرية والجمالية للموسيقى التصويرية المرافقة للعمل وكذلك نوع الازياء والملابس ومستوى مطابقتها مع الطراز والعصر والزمان والمكان .
____ان الامكانيات المتاحة لتنفيذ اغلب الاعمال الدرامية التلفزيونية لاتتسم بالثراء واشباع الفضاء البصري اجواءا تتطلبها المخيلة المشروعة للذائقة الذهنية والمرئية , ولهذا يمكن اعتبار الافتقار الى عدم وجود مدن فنية اعلامية تلفزيونية سينمائية قابلة للتغيير والتحكم من المؤشرات الجلية لمحدودية الفهم والتصور والتقدير للمهمة الانتاجية التي لن تزدهر بالاهتمام العام او الخاص الامر الذي يتطلب وعيا جماليا وفلسفيا وحضاريا للعمل في هذه المؤسسة الانتاجية التي بامكانها ان تتخذ من الفن والصناعة مشروعا وطنيا جبارا .ولهذ نعد ان اية ملامح انتاجية فقيرة ومسطحة غير قادرة على خلق التجسيد والتصور والخيال الامر الذي يجعلها غير قادرة على صنع الدهشة والتشويق والجمال .
____نستطيع ان نرى ان هناك ظاهرة سائدة في مخططات اغلب المنتجين المحليين وهي الاقتصار على مخاطبة الذائقة المحلية فقط دون الاهتمام والسعي لمخاطبة الجمهور العربي الامر الذي يحد من امكانية تسويق المنجز التلفزيوني لبلدان عربية عديدة وبما ينعكس سلبا على القدرات الانتاجية التي نطمح ان تعود بالفائدة على تحسين اجور العاملين .
_____من اشتراطات الحرص على بناء دراما تلفزيونية متطورة تتنافس مع مثيلاتها العربية ان نبني مؤسسات فنية تعنى بالكوادر الفنية وبمختلف الاختصاصات لان الفن التلفزيوني عمل جماعي يتطلب التفاعل مع المنظومات العاملة فيه كافه ولهذا نجد اننا نفتقر الى رابطة للمصورين التلفزيونيين او رابطة لكتاب الدراما التلفزيونية والسيناريو وبمختلف الاعمار وبتصنيف مهني دقيق او رابطة للمخرجين في البلاد مع التصنيف المهني _برامجي _ تسجيلي _ درامي_ سينمائي روائي طويل_ قصير ... وان عمل هذه الرابطة هي ان تكون صرحا للتعليم والتدريب والتطوير والمسابقات وتحليل الاعمال الناجحة او الفاشلة والالمام التقني الحديث بارقى المستلزمات التقنية الحديثة السائدة في العالم لمواكبة العصر وان يتم في هذه الرابطة مناقشة كل المتعلقات الساعية الى تطوير المهنة وباسلوب حضاري ومنظم وان ترسم وتعطي تصورات عن المواضيع والافكار التي تتطلب تناولها خدمة للبلاد والمجتمع والانسان وحياته والتنبيه على المواضيع والافكار التي ليس من مصلحة المجتمع اثارتها .
___ليس من المعقول ان تعمل مؤسسات فنية واعلامية قادرة على انتاج خطاب تلفزيوني موجه لعموم المجتمع دون ان تخضع لرقابة فكريةو روحية وفنية وجمالية تعد بمثابة جهاز حماية المجتمع من الاخطاء والتصورات المتطرفة والانفلات المقصود في تشويه اواصر المجتمع وتاريخه الناصع ولهذا يجب العمل على تاسيس مجلس وطني لرعاية العلوم والفنون والاداب والثقافة لغرض رسم صورة عراقية موحدة في زمن الاختلاف والحرية والتعدد بمؤشرات معدة مسبقا من قبل لجان من الخبراء والاستشاريين والاخصائيين بميادين متعددة
__تنتج بعض شركات الانتاج اعمالا تلفزيونية بناءا على طلب من احدى القنوات الفضائية وقد تفرض هذه القناة الموضوع الذي ترغب تناوله وبما يحقق الاتجاهات العامة والخاصة لرغبة القناة ثقافيا وسياسيا وروحيا وعلى وفق الاجندة المرسومة لها , وهذا ما يساعد على تضييق سعة الرؤية والالتزام بما تمليه القناة من رغبة واجندة وطلبات على الشركة المنتجة .وبما يعيق حركة التسويق لحدود غير محلية تحت ذريعة ان الموضوع والفكرة لا تعني للاخر بشيء
___ان من اولويات مبادىء تطوير الدراما التلفزيونية هو ان تخضع لاراء المختصين والمحترفين والاساتذه الاكاديميين والخبراء المعنيين وبقدر من التحليل والنقد التلفزيوني البناء والهادف الى كشف الملاحظات والاخطاء والهفوات في العمل الفني لغرض تجاوزه واحالته الى درس احترافي باتجاه النمو والتطور والتحسين , ولهذا نجد من المفيد ان تقام جلسات نقدية تقويمية وباسلوب هادىء ومنهجي وحرفي وبعيدا عن التنكيل والهجوم والاساءة ذلك لان مشكلة الدراما العراقية باعتقادنا انها مسالة وطنية بحته وعلى الجميع المساهمة من اجل تطويرها ورقيها وبحسب تاريخها الابداعي الناصع ............انتهى الجزء الاول.. والى لقاء اخر بمشيئتة الله وعنايته الكريمة...الدكتور صالح الصحن
·
وقفة تلفزيونية..........بقلم الدكتور صالح الصحن.......
يتصاعد الانتاج التلفزيوني سنويا بمنجزات متعددة الاشكال والاجناس البصرية في الشاشة العراقية خلال شهر رمضان المبارك وكانه يؤسس لتقليد فني ثابت في المخططات الانتاجية لمناهج القنوات الفضائية العراقية و نستطيع ان نصفه بالموسم الانتاجي السنوي الكبير .حيث ذهبت العروض باشكال مسلسلات درامية وبرامجية وفعاليات مختلفة من المسابقات والاشكال الاخرى الامر الذي خلق تباينا واضحا بين هذا العرض وذاك وبما اثار اراء وردود افعال مختلفة وكتابات نقدية بعضها يسخر من الاداء والشكل والانتاج والمعالجةوالموضوع والاخر يتفاعل بقدر الحدود الواقعية المتجذرة عن المستوى المعروف للدراما المحلية حاليا, وقد كتب البعض وجهات نظر شخصية وذاتية بعيدة عن الاشتراطات الموضوعية للنقد والكتابة التحليلية ... ونحن ازاء هذا الكم الكبير من الاعمال التلفزيونية التي انتجتها مؤسسات عراقية في ظرف خاص جدا ودقيق منها ماحصل على اعجاب ومنها ما نال اشد حالات الاستياء والاستهجان والرفض.. ولكن علينا ان ننظر بعين اكثر ابصارا واشمل احساسا بكل المعطيات التي ساهمت في تكوين المنجز التلفزيوني ولهذا نرى من المناسب ان نشكل جملة من المعايير التي بموجبها نستطيع ان نطلق الاحكام والتقييمات للاعمال التلفزيونية ليس بدوافع ذاتية وشخصية وانما من منظور موضوعي عام يسهم في تطوير المنجز التلفزيوني العراقي وبما يشكل بؤرة مضيئة لاطلاق رسالة الفن والثقافة والحضارة العراقية الكبيرة عبر الدراما التلفزيونية العراقية ..... ومنها
_____الفكرة والموضوع.......يشكل اختيار الفكرة والموضوع عاملا اساسيا ومؤثرا لنجاح العمل التلفزيوني شريطة ان يقترب من حاجات المشاهد الفكرية والروحية والاجتماعيةو في المشاعر والاحاسيس والمعاناة والتطلعات والمساحة الثقافية التي يتمتع بها وان تتجنب الفكرة التكرار والسذاجة وان تحمل منظومة القيم الاجتماعية والاخلاقية وبما يعزز الصورة المثلى
للانسان وكرامته وقدراته مع التشخيص الدقيق لصور الاساءة السلوكية والمخالفات الاجتماعية والمواقف المطلوبة وطنيا وانسانيا وان يسهم الموضوع في بناء الامل والتطلعات المستقبلية التي ينشدها الانسان وترسيخ معاني الحب والتضحية والوفاء بما في ذلك حق التمرد على الخيانة السلوكيات المشوهة والهدامة والمتناقضة مع مصلحة البلاد والشعب والمجتمع .. ولهذا نرى ان اختيارات بعض المواضيع والافكار لمادة المنجز التلفزيوني مسلسلا كان ام برنامجا لم يرتقي الى ذائقة المتلقي وتطلعاته الجمالية ونظل نتسائل لماذا يحصل شبه اجماع لدى القنوات الفضائية باختيارمواضيع الاستعراضات الراقصة وبالاجواء الايحائية المبتذلة هو المنجز الذي يتم التنافس عليه باجواء روحية ايمانية رمضانية مباركة التي تتطلب اجواءا اخرى من الاعمال والمواضيع فضلا عن القصور الواضح في رسم تصور درامي حي ونقي عن الوقائع والاحداث الواقعية في المجتمع ...اما في ما يتعلق بمشكلة السيناريو فقد تغلبت على الكثير من الاعمال التي لم تنسج على وفق القدرات الابداعية المتفردة في تحكيم خيوط السرد وعلى تقنيات معروفة عالميا يمكن الاسترشاد بها لتكوين منظومة افعال واحداث تحكى بتشويق لا يخلو من المفارقات والازمات التي ترسم تضاريس بخطوط متباينة تسهم في ضخ التدفق المستمر للاحداث الحاملة للمعلومات والخفايا والتي تشهر وتخفي الرؤية التي يجاهر بها صانع العمل ومخططاته البصرية .
____هناك حقيقة ماثلة ان اداء التمثيل العراقي له نكهة محلية خاصة ويرتقي كثيرا لمستويات عربية متعددة وقد ظهرت في هذا الموسم قدرات ابداعية في التمثيل لدى ممثلات عراقيات متميزات وممثلين عراقيين كبار اسهموا كثيرا في ثراء الاداء الدرامي وسخونته وانفتاحه على المشاهد الاخرى ولكن يمكن ان نسجل بعض حالات الجمود والابتذال في اداء البعض الذي لم يعر اية اهمية جمالية لمتطلبات المشهد وتكوين العلاقات المتفاعلة مع الشخصيات الاخرى , ويمكن الاشارة الى ان السياسة الانتاجية للاعمال التلفزيونية المحلية خالية من بعض المعايير والقوانين الثابتة مما يصعب على الممثل او الممثلة العراقية رفض العمل لاسباب معينة الامر الذي يجعل البعض منهم القبول دون اي قيد اوشرط..ودون اتدنى تدخل في النص او التغيير والاضافة ..وهناك اعمال نالت انتقادات قاسية بسبب الفكرة او الموضوع او بسبب مستوى المعالجة الاخراجية للنص ولكن هناك اداء ابداعي واضح لبعض الممثلين لا غبار عليه بما يعرضهم للاحراج من اشتراكهم في هذا العمل واشكالياته الاخراجية
____لا ننسى ولن نتجاهل ان العمل التلفزيوني هو (صورة ) وان للصورة معنى ودلالة وفلسفة ومعطيات مرئية قابلة للتاويل والتفسير وان مهمة الاخراج التلفزيوني هو البناء الجمالي والفكري للعمل التلفزيوني لصنع خطاب بصري يحمل هما وفكرا ورسالة وهدفا وغايات متعددة وعلينا في رسم تصوراتنا وكتاباتنا النقدية عن هذا العمل او ذاك ان نراعي جملة المحمولات الصورية لبناء المشهد وقدرته على تجسيد الفعل والحدث والقضية التي تدور حولها القصة وان نسجل القدرات المتميزة لهذا المخرج وهذا المصور وهذا المونتير ومصمم فضاء الديكور ومستوى الاضاءة وجماليات توزيعها وما هي القيمة التعبيرية والجمالية للموسيقى التصويرية المرافقة للعمل وكذلك نوع الازياء والملابس ومستوى مطابقتها مع الطراز والعصر والزمان والمكان .
____ان الامكانيات المتاحة لتنفيذ اغلب الاعمال الدرامية التلفزيونية لاتتسم بالثراء واشباع الفضاء البصري اجواءا تتطلبها المخيلة المشروعة للذائقة الذهنية والمرئية , ولهذا يمكن اعتبار الافتقار الى عدم وجود مدن فنية اعلامية تلفزيونية سينمائية قابلة للتغيير والتحكم من المؤشرات الجلية لمحدودية الفهم والتصور والتقدير للمهمة الانتاجية التي لن تزدهر بالاهتمام العام او الخاص الامر الذي يتطلب وعيا جماليا وفلسفيا وحضاريا للعمل في هذه المؤسسة الانتاجية التي بامكانها ان تتخذ من الفن والصناعة مشروعا وطنيا جبارا .ولهذ نعد ان اية ملامح انتاجية فقيرة ومسطحة غير قادرة على خلق التجسيد والتصور والخيال الامر الذي يجعلها غير قادرة على صنع الدهشة والتشويق والجمال .
____نستطيع ان نرى ان هناك ظاهرة سائدة في مخططات اغلب المنتجين المحليين وهي الاقتصار على مخاطبة الذائقة المحلية فقط دون الاهتمام والسعي لمخاطبة الجمهور العربي الامر الذي يحد من امكانية تسويق المنجز التلفزيوني لبلدان عربية عديدة وبما ينعكس سلبا على القدرات الانتاجية التي نطمح ان تعود بالفائدة على تحسين اجور العاملين .
_____من اشتراطات الحرص على بناء دراما تلفزيونية متطورة تتنافس مع مثيلاتها العربية ان نبني مؤسسات فنية تعنى بالكوادر الفنية وبمختلف الاختصاصات لان الفن التلفزيوني عمل جماعي يتطلب التفاعل مع المنظومات العاملة فيه كافه ولهذا نجد اننا نفتقر الى رابطة للمصورين التلفزيونيين او رابطة لكتاب الدراما التلفزيونية والسيناريو وبمختلف الاعمار وبتصنيف مهني دقيق او رابطة للمخرجين في البلاد مع التصنيف المهني _برامجي _ تسجيلي _ درامي_ سينمائي روائي طويل_ قصير ... وان عمل هذه الرابطة هي ان تكون صرحا للتعليم والتدريب والتطوير والمسابقات وتحليل الاعمال الناجحة او الفاشلة والالمام التقني الحديث بارقى المستلزمات التقنية الحديثة السائدة في العالم لمواكبة العصر وان يتم في هذه الرابطة مناقشة كل المتعلقات الساعية الى تطوير المهنة وباسلوب حضاري ومنظم وان ترسم وتعطي تصورات عن المواضيع والافكار التي تتطلب تناولها خدمة للبلاد والمجتمع والانسان وحياته والتنبيه على المواضيع والافكار التي ليس من مصلحة المجتمع اثارتها .
___ليس من المعقول ان تعمل مؤسسات فنية واعلامية قادرة على انتاج خطاب تلفزيوني موجه لعموم المجتمع دون ان تخضع لرقابة فكريةو روحية وفنية وجمالية تعد بمثابة جهاز حماية المجتمع من الاخطاء والتصورات المتطرفة والانفلات المقصود في تشويه اواصر المجتمع وتاريخه الناصع ولهذا يجب العمل على تاسيس مجلس وطني لرعاية العلوم والفنون والاداب والثقافة لغرض رسم صورة عراقية موحدة في زمن الاختلاف والحرية والتعدد بمؤشرات معدة مسبقا من قبل لجان من الخبراء والاستشاريين والاخصائيين بميادين متعددة
__تنتج بعض شركات الانتاج اعمالا تلفزيونية بناءا على طلب من احدى القنوات الفضائية وقد تفرض هذه القناة الموضوع الذي ترغب تناوله وبما يحقق الاتجاهات العامة والخاصة لرغبة القناة ثقافيا وسياسيا وروحيا وعلى وفق الاجندة المرسومة لها , وهذا ما يساعد على تضييق سعة الرؤية والالتزام بما تمليه القناة من رغبة واجندة وطلبات على الشركة المنتجة .وبما يعيق حركة التسويق لحدود غير محلية تحت ذريعة ان الموضوع والفكرة لا تعني للاخر بشيء
___ان من اولويات مبادىء تطوير الدراما التلفزيونية هو ان تخضع لاراء المختصين والمحترفين والاساتذه الاكاديميين والخبراء المعنيين وبقدر من التحليل والنقد التلفزيوني البناء والهادف الى كشف الملاحظات والاخطاء والهفوات في العمل الفني لغرض تجاوزه واحالته الى درس احترافي باتجاه النمو والتطور والتحسين , ولهذا نجد من المفيد ان تقام جلسات نقدية تقويمية وباسلوب هادىء ومنهجي وحرفي وبعيدا عن التنكيل والهجوم والاساءة ذلك لان مشكلة الدراما العراقية باعتقادنا انها مسالة وطنية بحته وعلى الجميع المساهمة من اجل تطويرها ورقيها وبحسب تاريخها الابداعي الناصع ............انتهى الجزء الاول.. والى لقاء اخر بمشيئتة الله وعنايته الكريمة...الدكتور صالح الصحن