أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

القصة في ومضات --- سماح عبد الحليم

القصة في ومضات  --- سماح عبد الحليم
 القصة في ومضات
*بناءٌ أدبيّ جديد عبارة عن تجميع لعددٍ من الومضات المُكثَّفة وتوظيفها في صياغة قصة قصيرة جدًا لا تتجاوز كلماتها 40 كلمة، مع احتفاظ وحدة البناء(الومضة) بخصائصها المُمِّيزة دون أن تطغى خصائص ال (ق ق ج) عليها.
*هذا النوع الجديد من الكتابة هو ارتقاء وتطوير للقصة الومضة المفردة ومحاولة لدمج لونين أدبيين منفصلين في كيانٍ واحد هما القصة الومضة، والقصة القصيرة جدًا لينتج ما يسمى اصطلاحًا (قصة في ومضات)
وهي دعوة لتطوير مهارات الكاتب وابتداع أنماط تزيد من قدرته على الاسترسال في الكتابة على نسق مختلف عما اعتاده الكُتَّاب من قبل.
*ماهي الأسباب التي دعت إلى ابتكار هذا النوع من الفنون؟
____________________________________
تكرار الطرح والصياغة لنفس الأفكار التي يتناولها كُتَّاب الومضات المفردة لمحدودية عدد الكلمات المستخدمة في الومضة القصصية (ثماني كلمات) حتى صاروا يدورون في قوالب محفوظة وأصبح توارد الأفكار والاقتباس الجزئي أو الكلي مُعضلة تواجه كل صاحب فكرة جديدة يتناولها في ومضته؛ لذا وجب الخروج من تلك المساحة الضيقة للإبداع إلى فضاء أوسع يسمح للكاتب بمرونة أكبر في تناول فكرته باستخدام عدد كلمات أكثر ومفردات وجمل إضافية.
*التركيب البنائي لل(قصة في ومضات)
_____________________________
1_العنوان
هو عتبة القصة، يجب أن يكون مناسبًا لجميع لبنات البناء المتتابعة(الومضات)
كما يجب أن يكون معبرًا عن مجمل القصة بصيغتها النهائية.
2-لبنات البناء
هي ومضات منفصلة بذاتها مكتملة الشروط المتعارف عليها لكتابة الومضات من مفارقة وإيحاء وقفلة مدهشة، عددها لا يقل عن ثلاثة ولا يزيد عن خمسة داخل القصة الواحدة.
3-الحدث المركزي
وهو الذي تدور حوله فكرة القصة ويتم توظيف تسلسل الومضات من أجل الوصول إليه في النهاية.
4- وحدة النسيج السردي والتصاعد الدرامي للأحداث
ويتحقق عبر توالي الومضات المشتركة في الفكرة داخل القصة .
5-القفلة(نهاية القصة)
وقد تأتي مدهشة كنهاية كل ومضة طبيعية أو تأتي مفتوحة قابلة للتأويل كنهاية القصص القصيرة جدًا
_______________________________
*ماهو الفرق بين ال (ق ق ج) وال(قصة في ومضات)؟
-القصة القصيرة جدًا تتآلف من مجموعة من الجمل المترابطة الفكرة المتنامية في الأحداث وصولاً للقفلة المدهشة أو المفتوحة حسب رؤية الكاتب لفكرته
-(القصة في ومضات) بناؤها الأساسيّ هو مجموعة من الومضات المستقلة بذاتها وبنائها ولكنها تتفق في الفكرة والأجداث بحيثُ تُشكِّل في مجموعها قصة قصيرة جدًا بشرط أن يتم كتابة كل ومضةٍ في سطرٍ منفصل وتنتهي بنقطة نهاية خاصة بفكرتها؛ وبهذا تحافظ كل ومضة على خصائصها دون أن تطغى عليها خصائص ال (ق ق ج)أثناء الدمج.
*تحديات تواجه كتابة (قصة في ومضات)
_____________________________
1- الحفاظ على النتيجة المدهشة في نهاية كل ومضة يُمثِّل صعوبة وتحدٍ لذهن الكاتب وقد يكون عائقًا أمام الاسترسال في الفكرة وقد يؤدي للإصطناع اللفظي؛ لذا تجب الملاحظة الدقيقة للنصوص المعروضة والمحاولات المطروحة في المجموعات الأدبية المختلفة للوقوف على شكل نهائي للومضات داخل القصة ، هل نتمسك بشرط القفلة المدهشة لكل ومضة أم نكتفي بقفلة واحدة مدهشة نهائية؟!
2- التركيز الشديد الذي يجب أن يبذله الكاتب أثناء صياغة قصته المؤلفة من مجموعة ومضات بحيث يحافظ على سلامة القص الجزئي داخل كل ومضة منفردة، كما يحافظ على تتابع الأحداث بتوالي الومضات لتشكل في النهاية الحدث المركزي الرئيسي.
________________________
*نماذج تطبيقية لهذا اللون الأدبي الجديد
بقلمي/ سماح عبدالحليم(مصر)
خَيبَةٌ
فتحتْ آبار عيونِها؛ أدلى قلبَه ليرتوي.
أغمَضَتْ عيونَها؛ انفتحَ له طريقَ قلبِها.
قدَّمَ قُربانَ المحبةِ؛ أكلتْه نيرانُ الغلاء.
استمهلها للإعارة؛ عادَ بخُفيّ حُنَين.
ذهب لزيارتها؛ وجدها في قفص الذهب.
*******************
بقلمالأستاذ/أحمدعثمان(مصر)
مناضل
ضاقوا بقلمِهِ المسْلولِ؛ غيَّبوه في ظُلْمَةِ السُّجون.
زادتْهُ المِحَنُ صلابَةً؛ طَوَّرَ أسْلِحةَ الكِتابة.
ـتجاوزَ صوتُه القضْبان؛ ارْتعدت فرائصُ السجَّان.
ساوموا حُرِّيتهُ بالسُكاتِ؛ تظاهرتْ أشعارُهُ أُغْنيات.
حَرَمُوهُ القِرْطاسَ والمِداد؛ سطَّرَ بدَمِهِ علَى الجُدْرانِ ماأراد.
************************
بقلم الأستاذ/ نهادمحمد (ليبيا)
رُوَيْبِضاتٌ
أُختيروا ليُمثِّلوا مَصالِحَ الشَّعبِ؛ مَثَّلوا بِها.
كُلِّفوا بإِدارةِ الأَزمةِ؛ دوَّروها.
أَعلَنوا عودةَ المياهِ إلى مَجاريها؛ ماتَ النَّاسُ عطشًا.
أَرادوا حِفظَ ماءِ الوَجهِ؛ بَنوا سدًّا مِنَ الأكاذيب.
******************************
بقلم الأستاذ/ مصطفى المنشاوي (مصر)
تسَلُّق
بَلُدَ فكرُه؛ ازدهرتْ وشايتُه.
احتقرَه المناضلون؛ كرمه الأمن.
أفرطَ في تملُّقِه؛ اختصوه بمنصب.
كَسبَ النظامَ؛ خسِرَ ذاتَه.
***********************
بقلم الكاتبة إيمي محمد(سوريا)
أطفال الشوارع
لفظتْهم الحياةُ؛ احتضنتْهم الأرصفةُ.
ركَّلتْهم القوانين؛ تلقَّفتْهم الشياطين.
دفنوا الإبداع فيهم؛ تفجَّر الإجرامُ منهم.
تجاهلوهم؛ توحشوا.
لم تحتويهم الدولة بمؤسساتها؛ احتوتهم سجونُها.