الاديبه هناء محمد يوم لاينسى2 (ليلة من ليالي صنعاء الدامية )
يوم لاينسى2
(ليلة من ليالي صنعاء الدامية )
كان القصف جنونيا ،
كانت البيت تهتز بقوة ،
والنوافذ طارت ، من مكانها الزجاج
تكسر ،وتطاير ،
دواليب البيت كلها انهارت ،،
صحوني الفاخرة تكسرت،،،
الصور المعلقة على الحيطان باتت حطام ،،
فوضى عارمة،، احتلت البيت.
جارنا يهز الباب بأن نخرج من البيت قبل أن يقع علينا ؛!
خرجنا من البيت الحارة بكاملها خرجت ،الرجال اجتمعوا في جامع الحارة ؛
والنساء اجتمعن في أحد البدرومات لمنزل جارنا الغني الذي أعد العدة لمثل هذة المواقف،، ؛
(الأغنياء أكثر حظا حتى في الحرب )
تعثرت في الطريق بسبب الخوف ، وبسبب الظلام افزعني زوجي وهو يصرخ أسرعي قبل أن يسقط علينا أحد الصواريخ الغادرة،،، كنت مرعوبة ،واطفالي يصرخون ،كنت أحاول أن أبدو قوية من أجل أطفالي امسكت أحدهم على ظهري والآخر احتضنته على صدري وكذلك فعل زوجي،،،
اسرعنا ذهبت إلى منزل جارنا الغني الذي ترك قصره وغادر وتفضل علينا الحارس وفتح البدروم لنساء الحارة ،،
ودعت زوجي الذي ذهب إلى الجامع مع بقية الرجال خيل إلي أنها المرة الأخيرة التي أراه فيها ،،
دخلت وأنا أبكي وارتجف واسحب أولادي الأربعة كانو يتشبثون بي بقوة وكذلك كنت أفعل ،،
تمنيت أن يتسع صدري فأخبأهم بداخله ،،
رأيت سواداً يملأ المكان ،،،
نساء الحارة بأكملها موجودات وانا التي لم التقي بهن من قبل
كانت النساء ترمقني بنظرات غريبة وكأنني كائن جاء من الفضاء ،،،
وواحدة تمهس لأخرى من هذة
من تكون؟؟ ترد عليها:
الأستاذة اللي كلمتك عنها من قبل .
تبا لكن من نساء حتى في قعر جهنم لسانكن لايكف عن النميمة ..
عاد القصف بشكل أقوى رأيت الخوف مسيطر ،، على الجميع، البعض يبكي ،، والبعض يصرخ ، والبعض ساكت ،
والبعض يقرأ، القرآن والبعض، يستغفر الوجوه شاحبه والأنفس ضائقة،،،
خيل إلي أن القيامة على الأبواب ،؛
اشتد القصف حتى كاد المنزل يسقط علينا من شدته،؛؛
بكيت وأنا أنظر لأطفالي ، تخيلت لو حدث لي ؛ مكروة من سيضمهم وقتها وهم الذين لا يتقبلون أحد غيري ،،،
كنت أراهم والدموع تنهمر كنت أبكي بحرقة وأنا أسمع تلك العجوزة تقول هذا بسببكم
التفت لها واسألها :
بسبب من ؟؟؟
قالت :بسبب الأنترنت والملابس وووووالخ،،،،،،،
ضحكت بدون شعور ؛
قولت لها: اتقي الله ياحجة ..
نحن من أكثر الشعوب المهضومة والمظلومة ،؛؛؛
والمضطهدة ،،،
ماالذي فعلناه حتى يكون هذا مصيرنا ومصير أبنائنا الذين
مازالوا أطفال حرموا من حقهم في ممارسة طفولتهم الآمنه
لحد اليوم ماعشنا الحياة كما يجب ،
العالم وين وأحنا وين ياحجة ،،
وقبل أن أكمل كلامي
ازداد القصف بشكل جنوني
إنفجارات متتالية وقوية هزت المكان حتى خيل إلي بأنها النهاية !!
أصوات الشهادة تتعالى ؛؛صراخ وهلع ورعب ،،،
العجوز التي بجواري كانت ترتعد نفسها بدأ يتسارع العرق يتصبب منها بغزراة أمسكت يدها، حاولت أن اساعدها لم استطيع بكيت ، صرخت : كنت استنجد باالنساء أصيح وكأنها أمي بناتها الصغيرات كانين يبكين ويقولن فيها سكر تجمعت بعض النساء حولها كدت أموت حاولنا أن نجعلها تشرب قليلا من الماء لا فائدة ؛
دخلت بغيبوبة سكر جاءت احداهن بقليل من السكر ولكن بعد فوات الآوان لقد انطفئت ، لم تعد تتنفس ؛
ماهذا بهذة السهولة !!تموت لالا لم اصدق؛ هززتها حاولت أن اضغط على قلبها دون جدوى
معقول ؟؟؟؟
تلك العجوز التي لم يتوقف لسانها من بداية القصف
لم يسقط عليها صاروخ ولاحتى شظايا؛؛ ولكن الخوف وحده قتلها مااجبننا نحن النساء نبدو سليطات اللسان ولكننا أوهن من بيت العنكبوت !!!
توقف القصف ؛؛ أولادي كانو يبكون وكأنها جدتهم البعيدة
كنت أبكي ؛؛
لعنت سببت كل من كان السبب
وتلك الآخرى هناك يبدو أن لديها حساسية بالصدر صوتها يتقطع وشفايفها باتت زرقاء سمعت إحداهن تقول: هاتوا لها البخاخ ستموت ارعبتني كلمة الموت كنت أرى الموت محلقا صحت لا يكفي ارجوك ايه الموت رفقاً؛؛؛؛
أخيراً وضعت لها البخاخ عادت أنفاسها وهدأت النسوة قليلاً ؛؛
هدأ القصف مع آذان الفجر جاء صوت الآذان مطمئنا وكأن الله أرسله ليهدأ من روعنا ..
هدأت أنفسنا قليلا بزغ الضوء عاد الجميع إلى منازلهم ؛؛
أخذو العجوز التي فارقت الحياة أسمع بكاء بناتها
لم اعد أحتمل؛؛
حملت أولادي ؛
وعدت إلى بيتي ؛
بعد أن عزمت أن أسافر إلى اهلي لم أعد أرغب؛؛ بالمدينة التي أع شقها وأحبها باتت موحشة ومخيفة توسلت لزوجي ودموعي تسبقني بأن نهرب لننجو او هكذا خيل لي ذلك......
هناء محمد
27/10/2021
Hanaa Mohammed
(ليلة من ليالي صنعاء الدامية )
كان القصف جنونيا ،
كانت البيت تهتز بقوة ،
والنوافذ طارت ، من مكانها الزجاج
تكسر ،وتطاير ،
دواليب البيت كلها انهارت ،،
صحوني الفاخرة تكسرت،،،
الصور المعلقة على الحيطان باتت حطام ،،
فوضى عارمة،، احتلت البيت.
جارنا يهز الباب بأن نخرج من البيت قبل أن يقع علينا ؛!
خرجنا من البيت الحارة بكاملها خرجت ،الرجال اجتمعوا في جامع الحارة ؛
والنساء اجتمعن في أحد البدرومات لمنزل جارنا الغني الذي أعد العدة لمثل هذة المواقف،، ؛
(الأغنياء أكثر حظا حتى في الحرب )
تعثرت في الطريق بسبب الخوف ، وبسبب الظلام افزعني زوجي وهو يصرخ أسرعي قبل أن يسقط علينا أحد الصواريخ الغادرة،،، كنت مرعوبة ،واطفالي يصرخون ،كنت أحاول أن أبدو قوية من أجل أطفالي امسكت أحدهم على ظهري والآخر احتضنته على صدري وكذلك فعل زوجي،،،
اسرعنا ذهبت إلى منزل جارنا الغني الذي ترك قصره وغادر وتفضل علينا الحارس وفتح البدروم لنساء الحارة ،،
ودعت زوجي الذي ذهب إلى الجامع مع بقية الرجال خيل إلي أنها المرة الأخيرة التي أراه فيها ،،
دخلت وأنا أبكي وارتجف واسحب أولادي الأربعة كانو يتشبثون بي بقوة وكذلك كنت أفعل ،،
تمنيت أن يتسع صدري فأخبأهم بداخله ،،
رأيت سواداً يملأ المكان ،،،
نساء الحارة بأكملها موجودات وانا التي لم التقي بهن من قبل
كانت النساء ترمقني بنظرات غريبة وكأنني كائن جاء من الفضاء ،،،
وواحدة تمهس لأخرى من هذة
من تكون؟؟ ترد عليها:
الأستاذة اللي كلمتك عنها من قبل .
تبا لكن من نساء حتى في قعر جهنم لسانكن لايكف عن النميمة ..
عاد القصف بشكل أقوى رأيت الخوف مسيطر ،، على الجميع، البعض يبكي ،، والبعض يصرخ ، والبعض ساكت ،
والبعض يقرأ، القرآن والبعض، يستغفر الوجوه شاحبه والأنفس ضائقة،،،
خيل إلي أن القيامة على الأبواب ،؛
اشتد القصف حتى كاد المنزل يسقط علينا من شدته،؛؛
بكيت وأنا أنظر لأطفالي ، تخيلت لو حدث لي ؛ مكروة من سيضمهم وقتها وهم الذين لا يتقبلون أحد غيري ،،،
كنت أراهم والدموع تنهمر كنت أبكي بحرقة وأنا أسمع تلك العجوزة تقول هذا بسببكم
التفت لها واسألها :
بسبب من ؟؟؟
قالت :بسبب الأنترنت والملابس وووووالخ،،،،،،،
ضحكت بدون شعور ؛
قولت لها: اتقي الله ياحجة ..
نحن من أكثر الشعوب المهضومة والمظلومة ،؛؛؛
والمضطهدة ،،،
ماالذي فعلناه حتى يكون هذا مصيرنا ومصير أبنائنا الذين
مازالوا أطفال حرموا من حقهم في ممارسة طفولتهم الآمنه
لحد اليوم ماعشنا الحياة كما يجب ،
العالم وين وأحنا وين ياحجة ،،
وقبل أن أكمل كلامي
ازداد القصف بشكل جنوني
إنفجارات متتالية وقوية هزت المكان حتى خيل إلي بأنها النهاية !!
أصوات الشهادة تتعالى ؛؛صراخ وهلع ورعب ،،،
العجوز التي بجواري كانت ترتعد نفسها بدأ يتسارع العرق يتصبب منها بغزراة أمسكت يدها، حاولت أن اساعدها لم استطيع بكيت ، صرخت : كنت استنجد باالنساء أصيح وكأنها أمي بناتها الصغيرات كانين يبكين ويقولن فيها سكر تجمعت بعض النساء حولها كدت أموت حاولنا أن نجعلها تشرب قليلا من الماء لا فائدة ؛
دخلت بغيبوبة سكر جاءت احداهن بقليل من السكر ولكن بعد فوات الآوان لقد انطفئت ، لم تعد تتنفس ؛
ماهذا بهذة السهولة !!تموت لالا لم اصدق؛ هززتها حاولت أن اضغط على قلبها دون جدوى
معقول ؟؟؟؟
تلك العجوز التي لم يتوقف لسانها من بداية القصف
لم يسقط عليها صاروخ ولاحتى شظايا؛؛ ولكن الخوف وحده قتلها مااجبننا نحن النساء نبدو سليطات اللسان ولكننا أوهن من بيت العنكبوت !!!
توقف القصف ؛؛ أولادي كانو يبكون وكأنها جدتهم البعيدة
كنت أبكي ؛؛
لعنت سببت كل من كان السبب
وتلك الآخرى هناك يبدو أن لديها حساسية بالصدر صوتها يتقطع وشفايفها باتت زرقاء سمعت إحداهن تقول: هاتوا لها البخاخ ستموت ارعبتني كلمة الموت كنت أرى الموت محلقا صحت لا يكفي ارجوك ايه الموت رفقاً؛؛؛؛
أخيراً وضعت لها البخاخ عادت أنفاسها وهدأت النسوة قليلاً ؛؛
هدأ القصف مع آذان الفجر جاء صوت الآذان مطمئنا وكأن الله أرسله ليهدأ من روعنا ..
هدأت أنفسنا قليلا بزغ الضوء عاد الجميع إلى منازلهم ؛؛
أخذو العجوز التي فارقت الحياة أسمع بكاء بناتها
لم اعد أحتمل؛؛
حملت أولادي ؛
وعدت إلى بيتي ؛
بعد أن عزمت أن أسافر إلى اهلي لم أعد أرغب؛؛ بالمدينة التي أع شقها وأحبها باتت موحشة ومخيفة توسلت لزوجي ودموعي تسبقني بأن نهرب لننجو او هكذا خيل لي ذلك......
هناء محمد
27/10/2021
Hanaa Mohammed