Rawaa Aldandan الأدب العربي والغربي في إطار حوار ثقافي حول الحب
Rawaa Aldandan
الأدب العربي والغربي في إطار حوار ثقافي حول الحب
يرى ((رونيه أوبير))"أن الحب هو عطاء النفس، ودعوة إلى الحنان عن طريق فياض من الحنان ورغبة في الاغتناء بكل ما نمنحه نحن للمحبوب قبل التفكير بما يمنحننا هو. إن الحب هو شكل من أشكال فضيلة الكرم على كائن واحد لاغير".
ويعتقد ((رونية أوبير))"أن الحب، يعني الامتداد والتفتح وتحقيق الذات عن طريق الآخر".
أما ((ماكس شيلر)) يشخص تلك الحالة قائلاً:"أن علاقة الحب تعني أعلاً وشخصنة فردية تسمو بمراتب القيم نحو الأعلى حيث يسعى من خلالها كل طرف لبلوغ الكمال لتأكيد الذات"
وأما عالم الإثنولوجيا من جامعة هاله الألمانية يقول
"الشيء المدهش بالنسبة للزائر الغربي أنه لا يكاد يرى أثراً للحب – فهو لا يرى تقارباً جسدياً إلا في القليل النادر، ناهيك عن تبادل القبل على قارعة الطريق. إنك تتحدث إذن مع الناس عن الطماطم التي ارتفعت أسعارها أو عن السياسة، ثم تكتشف مندهشاً أن ما يشغلهم بحق هو الحب".
"يا أحلى غنوة سمعها قلبي، ولا تتنسيش،
خد عمري كله، بس النهاردة خليني أعيش،
خليني جنبك، خليني في حضن قلبك، خليني،
وسيبني أحلم، سبني، يا ريت زماني ما يصحنيش".
(أم كلثوم، أغنية "أمل حياتي")
ضيفة الحوار
د. رانيا الوردي
أستاذ مساعد الأدب الألماني بتربية عين شمس - عضو الهيئة الإستشارية العلمية لهيئة إنست الدولية بفيينا الداعمة للحوار الثقافي القومي والعابر للقومية منذ ٢٠١١ وحتى ٢٠١٩ وعضو مجلس إدارة الهيئة منذ ٢٠١٩ - عضو هيئة تحرير مجلة ترانس للعلوم الثقافية بفيينا منذ ٢٠١١ وحتى الآن - عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية للكاتب النمساوي الثائر يورا صويفر منذ ٢٠١١ وحتى الآن
١_ كيف يمكننا أن نعرف الحب في مجتمعاتنا العربية وتعريفه غربيا ؟
الإجابة عن هذا السؤال تتطلب دراسات بحثية مقارنة في مجال العلوم الإنسانية آخذة في الإعتبار المراحل التاريخية المختلفة التي مرت بها المجتمعات الشرقية والمجتمعات الغربية والتي على أساسها تشكل مفهوم الحب السائد في العصور المختلفة. ولكن بشكل عام يمكن القول بحدوث تحولات إجتماعية وثقافية وفكرية في القرن التاسع عشر في أوروبا، أثرت على مفهوم الحب ولاسيما بين الرجل والمرأة، حيث أتاحت هذة التحولات الحديث عن الحرية الجنسية في إطار الحديث عن الحريات بشكل عام. هل تأثرت المجتمعات العربية ولاسيما في عصر العولمة بالتحولات التي حدثت في أوروبا في القرن التاسع عشر ولا يزال تأثيرها حتى الآن. سؤال جدير بالطرح في دراسات بحثية في مجال العلوم الإنسانية ولا سيما في مجال الدراسات البحثية المتعلقة بالأدب العربي المعاصر.
٢_البعض يطالب بحرية تحت مسمى الحب والتي يروجها الغرب من خلال العلاقات الغير شرعية فهل القضية قضية عادات أو انحطاط فكري وأخلاقي لمفهوم الحب؟
أوضحت في إجابة السؤال السابق أن أوروبا في القرن التاسع مرت بتحولات ثقافية وإجتماعية وفكرية جعلتها تتحدث وتدافع عن الحريات بشكل عام ومن بينها الحرية الجنسية. فإذا كانت المجتمعات الشرقية لها من العادات والتقاليد والثقافة التي تخالف ذلك فعليها أن تتمسك بها قولا وفعلا وتوضحها بإستنارة فكرية مؤكدة هويتها الثقافية العربية ومعلنة عن إحترامها وتقبلها للثقافات الأخرى وإن إختلفت معها فكريا.
٣_ هل الأدب ساهم في نضج مفهوم الحب بين الشباب حديثا أو أفسدته العولمة ؟
سؤال حضرتك يتطرق من ناحية إلى دور الأدب العربي المعاصر في صياغة مفهوم الحب لدى الشباب العربي ومن ناحية أخرى إلى درجة مراعاة الأدب العربي المعاصر للهوية الثقافية في عرضة لمفهوم الحب ولاسيما في عصر العولمة.
السؤال في مجمله يتطرق إلى واحدة من أخطر القضايا الشائكة في الوطن العربي ولا سيما ونحن نتحدث عن التخوف من ضياع الهوية الثقافية العربية لدى الشباب العربي في عصر العولمة. نظرا لخطورة القضية التي يطرحها السؤال، أجد من الضروري أن يمثل سؤال حضرتك دعوة لأقسام اللغة العربية في الجامعات العربية وفي مراكز الدراسات البحثية في مجال الادب العربي ولاسيما الأدب العربي المعاصر لعمل دراسات بحثية ومؤتمرات إقليمية تهتم بطرح هذا السؤال الحيوي تمهيدا لرفع النتائج الى وزارات الثقافة العربية لتحويلها لقضية رأي عام على الساحة الثقافية العربية.
٤_قدم الأدب العالمي عدة روايات عن الحب على سبيل المثال لا الحصر
* كبرياء وتحامل Pride and Prejudice
رواية إنجليزية للكاتبة جاين أوستن
من أفضل الروايات الرومانسية في تاريخ الرواية العالمية
تحولت إلى أفلام سينمائية ومسلسلات ومسرحيات
* قصة حب Love Story
رواية أمريكية للكاتب إيريش سيغال
من أشهر الروايات الرومانسية الأمريكية
*آنا كارنينا Anna Karenina
للكاتب الروسي ليو تولستوي
من أفضل روائع الأدب الروسي
* ذهب مع الريح Gone with the wind
رواية أمريكية للكاتبة مارغريت ميتشل
حصلت على جائزة البوليترز لعام 1937
وغيرهم الكثير وبالمقابل قدم الأدب العربي شهرزاد وشهريار
وقيس وليلى
رغم كل مايكتب عن الحب إلا أننا لم نصل للعالمية فما السبب برأيك ؟
أعتقد أن السبب في ذلك يرجع إلى أن الأعمال الأدبية لا تطرح مفهوم الهوية الثقافية العربية للحب في إطار حوار فكري مستنير مع مستجدات عصر العولمة ، كما أنها لا تضع مفهوم الهوية الثقافية العربية للحب في اطار حوار ثقافي مستنير مع الثقافات الأخرى في عصر العولمة. وأريد التنويه هنا عن قيامي عام ٢٠٠٧ بإعطاء ندوة في مكتبة المركز الثقافي الألمانى بالقاهرة تحمل عنوان " الحب في إطار حوار الثقافات" . كما قمت في العام ذاته بطرح فكرة مؤتمر دولي على رئيس هيئة إنست الدولية بفيينا الداعمة للحوار الثقافي القومي والعابر للقومية والتي أتشرف بعضوية هيئتها الإستشارية من ٢٠١١ وحتى ٢٠١٩ وعضوية مجلس إدارتها منذ ٢٠١٩. وقد لاقت الفكرة التأييد والدعم من سيادته. وكان الغرض من طرح فكرة المؤتمر هو دعم الحوار العلمي والثقافي حول الموضوعات التي تهم قطاعات عريضة من الشعوب ومن ثم يحدث الثراء الثقافي للجميع في عصر العولمة مع إحترام الخصوصية الثقافية للشعوب.
كما قمت عام ٢٠١١ بالمشاركة في مؤتمر دولي عقد بجامعة عين شمس بمصر وألقيت كلمتي باللغة العربية عن "الحوار الثقافي عن الحب - وسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع". وقد حرصت على نشر البحث باللغة العربية لدفع الباحثين في المنطقة العربية لعمل دراسات بحثية في هذة الإشكالية تحسبا لضياع الهوية الثقافية العربية في عصر العولمة مع عدم قيام المثقفين والباحثين المستنيرين بإدارة حوار ثقافي مستنير عن هذا الموضوع الشائك.
٥_ الغزل العربي منذ العصر الأندلسي أصبح فاحشا بينما الغزل الغربي أخذ منحى مختلف لأنه اتجه للطبيعة لأن طبيعة المرأة لا تشكل محورا اساسيا لعنصر الجمال والغزل كما هو الحال عند الشرق
هل هذا عائد لاختلاف الثقافة بين الإثنين ؟
من الصعب إصدار أحكام عامة في قضية شائكة دون عمل دراسات بحثية في إطار علوم إنسانية مختلفة تهتم بدراسة تفاصيل الإشكالية المطروحة من زوايا عدة. وأعتقد أن هذا الحوار الذي أتشرف بعمله مع حضرتك يمثل خطوة على طريق الحوار الثقافي والعلمي المستنير بين الشرق والغرب حول هذه القضية الشائكة التى إستمرت لعقود دون أن يتم التطرق إليها بأسلوب علمي وثقافي مستنير يدعم حوار الثقافات ومن ثم يدعم التعايش السلمي بين الشعوب.
6. قمت حضرتك بعمل رسالة الماجستير حول الأعمال الأدبية للكاتب النمساوي أرتور شنيتسلر الذي تطرق في أعماله إلى الحرية الجنسية. كيف تتوقعين إستقبال الشعوب العربية لمثل هذة الأعمال؟
وهل من المجدى ترجمة هذة الأعمال إلى اللغة العربية أم أن ترجمتها ستسبب صدمة ثقافية وصدام ثقافي بين الشرق والغرب؟
في البداية أريد التنويه إلى أن الكاتب النمساوي أرتور شنيتسلر عاصر فترة التحولات الفكرية والثقافية التي مرت بها أوروبا ولاسيما النمسا في القرن التاسع عشر ولاسيما في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. في هذة الفترة التاريخية كانت هناك مطالبات بالحرية الجنسية رصدتها الأعمال الأدبية للكاتب النمساوي أرتور شنيتسلر.
أعتقد أن عرض هذة الأعمال الأدبية على الشعوب العربية دون إدارة حوار ثقافي وعلمي مستنير حول هذه الأعمال الأدبية من شأنه أن يحدث صدمة ثقافية في المجتمع العربي قد يصل إلى صدام ثقافي بين الشرق والغرب. أعتقد أن في حالة ترجمة هذة الأعمال الأدبية من الأساس لابد من وجود تقديم لها. هذا التقديم يوضح من ناحية التحولات الثقافية والفكرية التي مرت بها أوروبا ولاسيما النمسا ويوضح من ناحية أخرى الإختلافات الثقافية بين الشرق والغرب كما يرصدها الأدب العربى القديم والمعاصر . أعتقد أن ترجمة هذة الأعمال دون وجود مثل هذا التقديم من شأنه أن يحدث صدمة ثقافية قد تعوق فى المستقبل التطرق إلى مثل هذة الموضوعات الشائكة حتى وإن كان بإستنارة فكرية. وأعتقد أنه من الأفضل قبل التفكير في ترجمة هذه الأعمال الأدبية أو غيرها من الأعمال الأدبية تتبنى نفس التوجهات الفكرية، علينا في البداية حسن إدارة الحوار الثقافي والعلمي حول هذا الموضوع الشائك مما يمهد بعد ذلك لظهور هذة الترجمات شريطة وجود تقديم للعمل الأدبي والذي تحدثت عنه من قبل في إجابة هذا السؤال.
شكرا للدكتورة رانيا الوردي على كل ما منحته لنا من اجابات ووقت لهذا الحوار الثقافي الفكري حول الحب
وإلى لقاء قريب بإذن الله تعالى مع ضيفتي الغالية
الأدب العربي والغربي في إطار حوار ثقافي حول الحب
يرى ((رونيه أوبير))"أن الحب هو عطاء النفس، ودعوة إلى الحنان عن طريق فياض من الحنان ورغبة في الاغتناء بكل ما نمنحه نحن للمحبوب قبل التفكير بما يمنحننا هو. إن الحب هو شكل من أشكال فضيلة الكرم على كائن واحد لاغير".
ويعتقد ((رونية أوبير))"أن الحب، يعني الامتداد والتفتح وتحقيق الذات عن طريق الآخر".
أما ((ماكس شيلر)) يشخص تلك الحالة قائلاً:"أن علاقة الحب تعني أعلاً وشخصنة فردية تسمو بمراتب القيم نحو الأعلى حيث يسعى من خلالها كل طرف لبلوغ الكمال لتأكيد الذات"
وأما عالم الإثنولوجيا من جامعة هاله الألمانية يقول
"الشيء المدهش بالنسبة للزائر الغربي أنه لا يكاد يرى أثراً للحب – فهو لا يرى تقارباً جسدياً إلا في القليل النادر، ناهيك عن تبادل القبل على قارعة الطريق. إنك تتحدث إذن مع الناس عن الطماطم التي ارتفعت أسعارها أو عن السياسة، ثم تكتشف مندهشاً أن ما يشغلهم بحق هو الحب".
"يا أحلى غنوة سمعها قلبي، ولا تتنسيش،
خد عمري كله، بس النهاردة خليني أعيش،
خليني جنبك، خليني في حضن قلبك، خليني،
وسيبني أحلم، سبني، يا ريت زماني ما يصحنيش".
(أم كلثوم، أغنية "أمل حياتي")
ضيفة الحوار
د. رانيا الوردي
أستاذ مساعد الأدب الألماني بتربية عين شمس - عضو الهيئة الإستشارية العلمية لهيئة إنست الدولية بفيينا الداعمة للحوار الثقافي القومي والعابر للقومية منذ ٢٠١١ وحتى ٢٠١٩ وعضو مجلس إدارة الهيئة منذ ٢٠١٩ - عضو هيئة تحرير مجلة ترانس للعلوم الثقافية بفيينا منذ ٢٠١١ وحتى الآن - عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية للكاتب النمساوي الثائر يورا صويفر منذ ٢٠١١ وحتى الآن
١_ كيف يمكننا أن نعرف الحب في مجتمعاتنا العربية وتعريفه غربيا ؟
الإجابة عن هذا السؤال تتطلب دراسات بحثية مقارنة في مجال العلوم الإنسانية آخذة في الإعتبار المراحل التاريخية المختلفة التي مرت بها المجتمعات الشرقية والمجتمعات الغربية والتي على أساسها تشكل مفهوم الحب السائد في العصور المختلفة. ولكن بشكل عام يمكن القول بحدوث تحولات إجتماعية وثقافية وفكرية في القرن التاسع عشر في أوروبا، أثرت على مفهوم الحب ولاسيما بين الرجل والمرأة، حيث أتاحت هذة التحولات الحديث عن الحرية الجنسية في إطار الحديث عن الحريات بشكل عام. هل تأثرت المجتمعات العربية ولاسيما في عصر العولمة بالتحولات التي حدثت في أوروبا في القرن التاسع عشر ولا يزال تأثيرها حتى الآن. سؤال جدير بالطرح في دراسات بحثية في مجال العلوم الإنسانية ولا سيما في مجال الدراسات البحثية المتعلقة بالأدب العربي المعاصر.
٢_البعض يطالب بحرية تحت مسمى الحب والتي يروجها الغرب من خلال العلاقات الغير شرعية فهل القضية قضية عادات أو انحطاط فكري وأخلاقي لمفهوم الحب؟
أوضحت في إجابة السؤال السابق أن أوروبا في القرن التاسع مرت بتحولات ثقافية وإجتماعية وفكرية جعلتها تتحدث وتدافع عن الحريات بشكل عام ومن بينها الحرية الجنسية. فإذا كانت المجتمعات الشرقية لها من العادات والتقاليد والثقافة التي تخالف ذلك فعليها أن تتمسك بها قولا وفعلا وتوضحها بإستنارة فكرية مؤكدة هويتها الثقافية العربية ومعلنة عن إحترامها وتقبلها للثقافات الأخرى وإن إختلفت معها فكريا.
٣_ هل الأدب ساهم في نضج مفهوم الحب بين الشباب حديثا أو أفسدته العولمة ؟
سؤال حضرتك يتطرق من ناحية إلى دور الأدب العربي المعاصر في صياغة مفهوم الحب لدى الشباب العربي ومن ناحية أخرى إلى درجة مراعاة الأدب العربي المعاصر للهوية الثقافية في عرضة لمفهوم الحب ولاسيما في عصر العولمة.
السؤال في مجمله يتطرق إلى واحدة من أخطر القضايا الشائكة في الوطن العربي ولا سيما ونحن نتحدث عن التخوف من ضياع الهوية الثقافية العربية لدى الشباب العربي في عصر العولمة. نظرا لخطورة القضية التي يطرحها السؤال، أجد من الضروري أن يمثل سؤال حضرتك دعوة لأقسام اللغة العربية في الجامعات العربية وفي مراكز الدراسات البحثية في مجال الادب العربي ولاسيما الأدب العربي المعاصر لعمل دراسات بحثية ومؤتمرات إقليمية تهتم بطرح هذا السؤال الحيوي تمهيدا لرفع النتائج الى وزارات الثقافة العربية لتحويلها لقضية رأي عام على الساحة الثقافية العربية.
٤_قدم الأدب العالمي عدة روايات عن الحب على سبيل المثال لا الحصر
* كبرياء وتحامل Pride and Prejudice
رواية إنجليزية للكاتبة جاين أوستن
من أفضل الروايات الرومانسية في تاريخ الرواية العالمية
تحولت إلى أفلام سينمائية ومسلسلات ومسرحيات
* قصة حب Love Story
رواية أمريكية للكاتب إيريش سيغال
من أشهر الروايات الرومانسية الأمريكية
*آنا كارنينا Anna Karenina
للكاتب الروسي ليو تولستوي
من أفضل روائع الأدب الروسي
* ذهب مع الريح Gone with the wind
رواية أمريكية للكاتبة مارغريت ميتشل
حصلت على جائزة البوليترز لعام 1937
وغيرهم الكثير وبالمقابل قدم الأدب العربي شهرزاد وشهريار
وقيس وليلى
رغم كل مايكتب عن الحب إلا أننا لم نصل للعالمية فما السبب برأيك ؟
أعتقد أن السبب في ذلك يرجع إلى أن الأعمال الأدبية لا تطرح مفهوم الهوية الثقافية العربية للحب في إطار حوار فكري مستنير مع مستجدات عصر العولمة ، كما أنها لا تضع مفهوم الهوية الثقافية العربية للحب في اطار حوار ثقافي مستنير مع الثقافات الأخرى في عصر العولمة. وأريد التنويه هنا عن قيامي عام ٢٠٠٧ بإعطاء ندوة في مكتبة المركز الثقافي الألمانى بالقاهرة تحمل عنوان " الحب في إطار حوار الثقافات" . كما قمت في العام ذاته بطرح فكرة مؤتمر دولي على رئيس هيئة إنست الدولية بفيينا الداعمة للحوار الثقافي القومي والعابر للقومية والتي أتشرف بعضوية هيئتها الإستشارية من ٢٠١١ وحتى ٢٠١٩ وعضوية مجلس إدارتها منذ ٢٠١٩. وقد لاقت الفكرة التأييد والدعم من سيادته. وكان الغرض من طرح فكرة المؤتمر هو دعم الحوار العلمي والثقافي حول الموضوعات التي تهم قطاعات عريضة من الشعوب ومن ثم يحدث الثراء الثقافي للجميع في عصر العولمة مع إحترام الخصوصية الثقافية للشعوب.
كما قمت عام ٢٠١١ بالمشاركة في مؤتمر دولي عقد بجامعة عين شمس بمصر وألقيت كلمتي باللغة العربية عن "الحوار الثقافي عن الحب - وسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع". وقد حرصت على نشر البحث باللغة العربية لدفع الباحثين في المنطقة العربية لعمل دراسات بحثية في هذة الإشكالية تحسبا لضياع الهوية الثقافية العربية في عصر العولمة مع عدم قيام المثقفين والباحثين المستنيرين بإدارة حوار ثقافي مستنير عن هذا الموضوع الشائك.
٥_ الغزل العربي منذ العصر الأندلسي أصبح فاحشا بينما الغزل الغربي أخذ منحى مختلف لأنه اتجه للطبيعة لأن طبيعة المرأة لا تشكل محورا اساسيا لعنصر الجمال والغزل كما هو الحال عند الشرق
هل هذا عائد لاختلاف الثقافة بين الإثنين ؟
من الصعب إصدار أحكام عامة في قضية شائكة دون عمل دراسات بحثية في إطار علوم إنسانية مختلفة تهتم بدراسة تفاصيل الإشكالية المطروحة من زوايا عدة. وأعتقد أن هذا الحوار الذي أتشرف بعمله مع حضرتك يمثل خطوة على طريق الحوار الثقافي والعلمي المستنير بين الشرق والغرب حول هذه القضية الشائكة التى إستمرت لعقود دون أن يتم التطرق إليها بأسلوب علمي وثقافي مستنير يدعم حوار الثقافات ومن ثم يدعم التعايش السلمي بين الشعوب.
6. قمت حضرتك بعمل رسالة الماجستير حول الأعمال الأدبية للكاتب النمساوي أرتور شنيتسلر الذي تطرق في أعماله إلى الحرية الجنسية. كيف تتوقعين إستقبال الشعوب العربية لمثل هذة الأعمال؟
وهل من المجدى ترجمة هذة الأعمال إلى اللغة العربية أم أن ترجمتها ستسبب صدمة ثقافية وصدام ثقافي بين الشرق والغرب؟
في البداية أريد التنويه إلى أن الكاتب النمساوي أرتور شنيتسلر عاصر فترة التحولات الفكرية والثقافية التي مرت بها أوروبا ولاسيما النمسا في القرن التاسع عشر ولاسيما في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. في هذة الفترة التاريخية كانت هناك مطالبات بالحرية الجنسية رصدتها الأعمال الأدبية للكاتب النمساوي أرتور شنيتسلر.
أعتقد أن عرض هذة الأعمال الأدبية على الشعوب العربية دون إدارة حوار ثقافي وعلمي مستنير حول هذه الأعمال الأدبية من شأنه أن يحدث صدمة ثقافية في المجتمع العربي قد يصل إلى صدام ثقافي بين الشرق والغرب. أعتقد أن في حالة ترجمة هذة الأعمال الأدبية من الأساس لابد من وجود تقديم لها. هذا التقديم يوضح من ناحية التحولات الثقافية والفكرية التي مرت بها أوروبا ولاسيما النمسا ويوضح من ناحية أخرى الإختلافات الثقافية بين الشرق والغرب كما يرصدها الأدب العربى القديم والمعاصر . أعتقد أن ترجمة هذة الأعمال دون وجود مثل هذا التقديم من شأنه أن يحدث صدمة ثقافية قد تعوق فى المستقبل التطرق إلى مثل هذة الموضوعات الشائكة حتى وإن كان بإستنارة فكرية. وأعتقد أنه من الأفضل قبل التفكير في ترجمة هذه الأعمال الأدبية أو غيرها من الأعمال الأدبية تتبنى نفس التوجهات الفكرية، علينا في البداية حسن إدارة الحوار الثقافي والعلمي حول هذا الموضوع الشائك مما يمهد بعد ذلك لظهور هذة الترجمات شريطة وجود تقديم للعمل الأدبي والذي تحدثت عنه من قبل في إجابة هذا السؤال.
شكرا للدكتورة رانيا الوردي على كل ما منحته لنا من اجابات ووقت لهذا الحوار الثقافي الفكري حول الحب
وإلى لقاء قريب بإذن الله تعالى مع ضيفتي الغالية