حنان تركي الشمري الشمري عمارة مرجان من أعظم أبنية بغداد في خمسينيات القرن العشرين .. تتفاعل عمارة مرجان مع أجواء المكان سواء في دورانها أم واجهتها وعناصرها المعمارية وإطلالتها على ساحة التحرير.
حنان تركي الشمري الشمري
عمارة مرجان من أعظم أبنية بغداد في خمسينيات القرن العشرين .. تتفاعل عمارة مرجان مع أجواء المكان سواء في دورانها أم واجهتها وعناصرها المعمارية وإطلالتها على ساحة التحرير.
في سلسلة التراث البغدادي كانت لنا محاضرة عن العمارة البغدادية الحديثة التي ابتدأت من عشرينات القرن العشرين وكانت عمارة مرجان وعمارة مجلس الاعمار التي تحولت الى وزارة التخطيط بعد قيام الجمهورية سنة 1958 حيث بدأت العمارة في بغداد بعد سقوط الدولة العثمانية وتنصيب الملك فيصل ملكا على العراق اذ اعلنت الحاجة الى أبنية جديدة بعد توسع بغداد وتعتبر الفترة التي تلي الحرب العالمية الثانية انعطافة تميزت بانتشار أبنية الحداثة في بغداد.
وكان هنالك أمران أثرا في تطور العمارة البغدادية أولهما عودة الكثير من المعماريين البغداديين الذين أتموا دراستهم في الخارج امريكا او بريطانيا وهم يحملون أفكار العمارة الحديثة منهم أحمد مختار ابراهيم 1936 وحازم نامق في نفس السنة وسامي قردار 1939 وجعفر علاوي 1940 ومدحت علي مظلوم وعبد الله احسان كامل ومحمد مكية في نفس الفترة وهم حاملون علوما وافكارا وفنونا حديثة وكذلك شهدت هذه الفترة حضور مشاهير من المعماريين الاجانب الى بغداد منهم الالماني ولتر كربيوس والفرنسي لي كوربوزيه والامريكي فرانك لويد رايت بدعوة من مجلس الاعمار الملكي لاعداد تصاميم للمشاريع الكبرى حيث تم وضع تصاميم جامعة بغداد ومبنى مجلس الاعمار اي وزارة التخطيط بعد الغاء المجلس عند قيام الجمهورية ومبنى المجلس التشريعي الذي تحول الى القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء حاليا وغيرها من مشاريع كبيرة ذات المقياس الفني والمعماري الراقي ما أثر على تطور العمارة البغدادية اذ كان لتأسيس مجلس الاعمار ذاته في نهاية العهد الملكي الاثر الكبير في التطور العمراني ببغداد خاصة وان الحكومة خصصت 70٪ من واردات النفط لتمويل مشاريع مجلس الاعمار بما فيها الابنية.
ومن اعمال المرحلة المذكورة في بغداد مبنى عمارة مرجان 1954 للمعمار جعفر علاوي ومبنى المجلس التشريعي أي القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء للمعماري الانگليزي كوبر 1952 ومبنى السفارة الامريكية 1955 للمعماري خويس لويس سيرت ومبنى مجلس الاعمار وزارة التخطيط الحالية للمعماري جو بونتي 1956 ومبنى مصرف الرافدين للمعماري فيليب هيرست 1954 حيث لاقت تلك المباني استحسان الاوساط المعمارية والشعبية ومازالت شاخصة تعبر عن مرحلة مهمة من تاريخ بغداد وسبب اختيارنا عمارة مرجان وبناية مجلس الاعمار او وزارة التخطيط الحالية يعود الى انهما متقابلتان الاولى في الرصافة والثانية في الكرخ يفصل بينما أمتار من نهر دجله ويربطهما جسر الملكة عالية المسمى جسر الجمهورية الحالي وعمارة مرجان تزين أجمل ساحة في بغداد وهي ساحة الملكة عالية أي ساحة التحرير الحالية بما عمله فيها الفنان جواد سليم من نصب الحرية بعد ذلك. حيث تتفاعل عمارة مرجان مع أجواء المكان سواء في دورانها او واجهتها وعناصرها المعمارية واطلالتها على ساحة التحرير اذ لا يمكن تصور ساحة الحريه بدون نصب الحرية او بدون عمارة مرجان والذي صمم هذه البناية جعفر علاوي صمم معظم أبنية شارع السعدون حيث تتكون البناية من ثلاثية كتلوية الاولى الطابق الارضي وفيه المدخل والمحلات التجارية تطل على ساحة التحرير وعلى شارع السعدون ومكونة من خمسة طوابق متشابهة بفتحات مربعة الشكل ذات مقياس رسم مناسب وجميل بطريقة متقنة وهنالك شقق مكتبية والطابق الاخير وهو التاج الذي أضفى حركة للمبنى غاية في الجمال والابداع في بناية جمعت البساطة والجمال والاتقان فكانت احدى تحف بغداد في ذلك العهد ومبنى مجلس الاعمار 1956 أو ما يسمى بوزارة التخطيط منذ بدء الحكم الجمهوري والغاء الاعمار ومجلسه من عمل الحكومات التي حكمت بغداد بعد نهاية الحكم الوطني الملكي حيث كانت البناية تسمى وردة بغداد بلونها الاحمر المتميز والتي بناها المعماري عبد اللطيف جاسم العاني بتصميم الايطالي جيو بونتي لتكون البناية مقرا لمجلس الاعمار الملكي حيث اللون الداكن الجريء المستخدم والديناميكية العظيمة في الشكل واستخدام المعادن في فتحات الواجهة الامامية والنهايات المضلعة على جانبي البناية حيث كان هذا المبنى بتصميمه العصري يبدو غريبا وسابقا لزمن البناء بأزمان حيث يبدو للناظر كأنه سفينة غريبة تطفو على دجلة وصلت للتو من بلاد بعيدة ويتكون المبنى من أحد عشر طابقا احتوى الارضي على مصعد لوصول السيارات الى الطابق الاول ليزيد من قوة المدخل وجمالية للواجهة وعنصر حديث للتصميم كما توجد في أعلى البناية سقيفة كونكريتية تشابه مبنى ابراج ايطاليا وتوجد ابنية ملحقة به بارتفاع واطئ لكي يبقى البناء مهيمنا على المكان واذا كان برج بيرللي لنفس هذا المعمار الموجود في مدينة ميلانو الايطالية يمثل رمزا لاسلوب العمارة بعد الحرب العالمية الثانية في ايطاليا فإن انسحاب ذلك على بناء في بغداد لا بد وان يكون له أثر كبير بحيث على الرغم من مرور العقود من السنوات فإن هذه البناية تؤشر الجمالية في البناء والرمزية في بغداد
عمارة مرجان من أعظم أبنية بغداد في خمسينيات القرن العشرين .. تتفاعل عمارة مرجان مع أجواء المكان سواء في دورانها أم واجهتها وعناصرها المعمارية وإطلالتها على ساحة التحرير.
في سلسلة التراث البغدادي كانت لنا محاضرة عن العمارة البغدادية الحديثة التي ابتدأت من عشرينات القرن العشرين وكانت عمارة مرجان وعمارة مجلس الاعمار التي تحولت الى وزارة التخطيط بعد قيام الجمهورية سنة 1958 حيث بدأت العمارة في بغداد بعد سقوط الدولة العثمانية وتنصيب الملك فيصل ملكا على العراق اذ اعلنت الحاجة الى أبنية جديدة بعد توسع بغداد وتعتبر الفترة التي تلي الحرب العالمية الثانية انعطافة تميزت بانتشار أبنية الحداثة في بغداد.
وكان هنالك أمران أثرا في تطور العمارة البغدادية أولهما عودة الكثير من المعماريين البغداديين الذين أتموا دراستهم في الخارج امريكا او بريطانيا وهم يحملون أفكار العمارة الحديثة منهم أحمد مختار ابراهيم 1936 وحازم نامق في نفس السنة وسامي قردار 1939 وجعفر علاوي 1940 ومدحت علي مظلوم وعبد الله احسان كامل ومحمد مكية في نفس الفترة وهم حاملون علوما وافكارا وفنونا حديثة وكذلك شهدت هذه الفترة حضور مشاهير من المعماريين الاجانب الى بغداد منهم الالماني ولتر كربيوس والفرنسي لي كوربوزيه والامريكي فرانك لويد رايت بدعوة من مجلس الاعمار الملكي لاعداد تصاميم للمشاريع الكبرى حيث تم وضع تصاميم جامعة بغداد ومبنى مجلس الاعمار اي وزارة التخطيط بعد الغاء المجلس عند قيام الجمهورية ومبنى المجلس التشريعي الذي تحول الى القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء حاليا وغيرها من مشاريع كبيرة ذات المقياس الفني والمعماري الراقي ما أثر على تطور العمارة البغدادية اذ كان لتأسيس مجلس الاعمار ذاته في نهاية العهد الملكي الاثر الكبير في التطور العمراني ببغداد خاصة وان الحكومة خصصت 70٪ من واردات النفط لتمويل مشاريع مجلس الاعمار بما فيها الابنية.
ومن اعمال المرحلة المذكورة في بغداد مبنى عمارة مرجان 1954 للمعمار جعفر علاوي ومبنى المجلس التشريعي أي القصر الجمهوري في المنطقة الخضراء للمعماري الانگليزي كوبر 1952 ومبنى السفارة الامريكية 1955 للمعماري خويس لويس سيرت ومبنى مجلس الاعمار وزارة التخطيط الحالية للمعماري جو بونتي 1956 ومبنى مصرف الرافدين للمعماري فيليب هيرست 1954 حيث لاقت تلك المباني استحسان الاوساط المعمارية والشعبية ومازالت شاخصة تعبر عن مرحلة مهمة من تاريخ بغداد وسبب اختيارنا عمارة مرجان وبناية مجلس الاعمار او وزارة التخطيط الحالية يعود الى انهما متقابلتان الاولى في الرصافة والثانية في الكرخ يفصل بينما أمتار من نهر دجله ويربطهما جسر الملكة عالية المسمى جسر الجمهورية الحالي وعمارة مرجان تزين أجمل ساحة في بغداد وهي ساحة الملكة عالية أي ساحة التحرير الحالية بما عمله فيها الفنان جواد سليم من نصب الحرية بعد ذلك. حيث تتفاعل عمارة مرجان مع أجواء المكان سواء في دورانها او واجهتها وعناصرها المعمارية واطلالتها على ساحة التحرير اذ لا يمكن تصور ساحة الحريه بدون نصب الحرية او بدون عمارة مرجان والذي صمم هذه البناية جعفر علاوي صمم معظم أبنية شارع السعدون حيث تتكون البناية من ثلاثية كتلوية الاولى الطابق الارضي وفيه المدخل والمحلات التجارية تطل على ساحة التحرير وعلى شارع السعدون ومكونة من خمسة طوابق متشابهة بفتحات مربعة الشكل ذات مقياس رسم مناسب وجميل بطريقة متقنة وهنالك شقق مكتبية والطابق الاخير وهو التاج الذي أضفى حركة للمبنى غاية في الجمال والابداع في بناية جمعت البساطة والجمال والاتقان فكانت احدى تحف بغداد في ذلك العهد ومبنى مجلس الاعمار 1956 أو ما يسمى بوزارة التخطيط منذ بدء الحكم الجمهوري والغاء الاعمار ومجلسه من عمل الحكومات التي حكمت بغداد بعد نهاية الحكم الوطني الملكي حيث كانت البناية تسمى وردة بغداد بلونها الاحمر المتميز والتي بناها المعماري عبد اللطيف جاسم العاني بتصميم الايطالي جيو بونتي لتكون البناية مقرا لمجلس الاعمار الملكي حيث اللون الداكن الجريء المستخدم والديناميكية العظيمة في الشكل واستخدام المعادن في فتحات الواجهة الامامية والنهايات المضلعة على جانبي البناية حيث كان هذا المبنى بتصميمه العصري يبدو غريبا وسابقا لزمن البناء بأزمان حيث يبدو للناظر كأنه سفينة غريبة تطفو على دجلة وصلت للتو من بلاد بعيدة ويتكون المبنى من أحد عشر طابقا احتوى الارضي على مصعد لوصول السيارات الى الطابق الاول ليزيد من قوة المدخل وجمالية للواجهة وعنصر حديث للتصميم كما توجد في أعلى البناية سقيفة كونكريتية تشابه مبنى ابراج ايطاليا وتوجد ابنية ملحقة به بارتفاع واطئ لكي يبقى البناء مهيمنا على المكان واذا كان برج بيرللي لنفس هذا المعمار الموجود في مدينة ميلانو الايطالية يمثل رمزا لاسلوب العمارة بعد الحرب العالمية الثانية في ايطاليا فإن انسحاب ذلك على بناء في بغداد لا بد وان يكون له أثر كبير بحيث على الرغم من مرور العقود من السنوات فإن هذه البناية تؤشر الجمالية في البناء والرمزية في بغداد