بجيرانها تغلوا الديار وترخصُ
'
05-25-2022 04:55 صباحاً بواسطة زائر
بقلم الكاتبة/ د. وسيلة محمود الحلبي
حث ديننا الإسلامي الحنيف على حق الجار، وأنّ للجار حقاً عظيماً، قال تعالى: (اعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ)، فالله سبحانه وتعالى يوصي بالإحسان إلى الجار مهما كانت مكانته، ومهما كانت درجة قربه، ولم تحدد الآية ديناً أو لوناً أو عرقاً، بل دعت إلى الإحسان إلى الجيران، وأوصت بالجار على إطلاقه دون تحديد. وجَعل الله سبحانه وتعالى للجار حُقوقاً شرعيّةً على جيرانه، فإذا التزموا بها ، سَادت بَينهم روح الأُلفة والمَحبة والتسامح، يستطيع المسلم أن يُحسن إلى جاره وأن يقدّم له كلّ ما هو، ولإحسانه وجوه كثيرة منها: زيارة الجار إذا مرض والاطمئنان عليه. مشاركته أفراحه وأحزانه والوقوف إلى جانبه. تفقد أحوال الجيران والسّؤال عنهم. مساعدة الفقير منهم حسب الاستطاعة. كفّ الأذى عنه.
إنَّ أقرب الناس للإنسان وأكثرهم معرفةً به وبأحواله هم جيرانه القريبون منه سَكناً، ولا تَخفى شِدَّة حاجة الإنسان إلى جاره، وقُوة تأثير الجار في جاره، وعِظم حقه عليه، وأنّ القيام بحق الجار من أوجب الواجبات، ومن أكبر أسباب السعادة والراحة.
فالجار هو ذلك الذي اختاره الله ليسكن في حيَّك وأصبح بيتك قريبًا من بيته، فما أفضل أن يجمعك الله به في سكينة وسلام ومحبة ووئام، فتطمئن نفسك إليه وإلى أهله؛ ويشعر هو أيضًا بالأمانِ على نفسه وأهله وماله إلى جوارك.
وتُعتبر محبة الخير للجار من الأمور التي تُظهر الإيمان لدى الفرد؛ حيث يقول رسولنا الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم: (والذي نفْسِي بِيدِهِ، لا يُؤمِنُ عبدٌ حتى يُحِبَّ لِجارِهِ ما يُحِبُّ لِنفسِهِ)، ومن هذا المنطلق عظّم الإسلام حق الجار، ودعا إلى الإحسان إليه وإكرامه، فالشخص الذي يُحسن إلى جاره هو من خيار الناس وأفضلهم عند الله تعالى، ومن أبسط حقوق الجار محبّة الخير له، والبعد عن حسده، وأن يحب لجاره ما يحب لنفسه، فلا يَخون الجار جاره، ولا يُؤذيه في أهله، وأن يواسيه في حال المصيبة بأنواعها، ويقف معه ويُسانده، ولا يكون مَصدر إزعاجٍ وقلقٍ لجاره.
ولحسن الجوار مقاصد في الإسلام تتمثل في: تمتين الروابط الاجتماعية وإرساء الأمن الاجتماعي وإنشاء مجتمع قوي ومتلاحم. كما له مظاهر بين الجيران تتمثل في : إلقاء السلام عليه؛ وزيارته في مرضه، والسؤال عن صحّته، والدعاء له بالشفاء والصبر، ومشاركته له في الأفراح والأتراح ، وسترُ عيوبه، وعدم التكلم بها أمام الناس، وحفظ عرضه، وعدم رمي القاذورات أمام بيته، وإماطة الأذى عنه، وتفقده وتمنّي الخير له كما يتمناه لنفسه ورعاية أبنائه وأسرته عند غيابه عن بيته.
الإيثار للجار وعدم أذيته:
فقد هدي لرجل من الصحابة رأس شاة، وكان فقير الحال، ولكنه أحس أن جاره أشد منه حاجة فأرسله إليه، فإذا بجاره يحس بالشعور نفسه تجاه جار ثالث فيرسل رأس الشاة له، وهكذا فكل جار يرسله إلى أقرب جار له، وتداولت رأس الشاة سبعة بيوت من الجيران، حتى رجع إلى الأول، فنزلت: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.
ولا ننسى أن إيذاء الجار من الكبائر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره". فقد باع أحدهم منزله فلمَّا لاموه في ذلك قال:
يلومونني أَنْ بِعتُ بالرخص منزلي ولم يعرفوا جاراً هناك ينغــِّصُ
فقلـــتُ لــهم: كفــوا المـــلام فإنمــا بجيرانها تغلوا الديار وترخصُ
*سفيرة الاعلام العربي
* سفيرة السلام العالمي
*عضو اتحاد الكتاب والأدباء العرب
* عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
حث ديننا الإسلامي الحنيف على حق الجار، وأنّ للجار حقاً عظيماً، قال تعالى: (اعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ)، فالله سبحانه وتعالى يوصي بالإحسان إلى الجار مهما كانت مكانته، ومهما كانت درجة قربه، ولم تحدد الآية ديناً أو لوناً أو عرقاً، بل دعت إلى الإحسان إلى الجيران، وأوصت بالجار على إطلاقه دون تحديد. وجَعل الله سبحانه وتعالى للجار حُقوقاً شرعيّةً على جيرانه، فإذا التزموا بها ، سَادت بَينهم روح الأُلفة والمَحبة والتسامح، يستطيع المسلم أن يُحسن إلى جاره وأن يقدّم له كلّ ما هو، ولإحسانه وجوه كثيرة منها: زيارة الجار إذا مرض والاطمئنان عليه. مشاركته أفراحه وأحزانه والوقوف إلى جانبه. تفقد أحوال الجيران والسّؤال عنهم. مساعدة الفقير منهم حسب الاستطاعة. كفّ الأذى عنه.
إنَّ أقرب الناس للإنسان وأكثرهم معرفةً به وبأحواله هم جيرانه القريبون منه سَكناً، ولا تَخفى شِدَّة حاجة الإنسان إلى جاره، وقُوة تأثير الجار في جاره، وعِظم حقه عليه، وأنّ القيام بحق الجار من أوجب الواجبات، ومن أكبر أسباب السعادة والراحة.
فالجار هو ذلك الذي اختاره الله ليسكن في حيَّك وأصبح بيتك قريبًا من بيته، فما أفضل أن يجمعك الله به في سكينة وسلام ومحبة ووئام، فتطمئن نفسك إليه وإلى أهله؛ ويشعر هو أيضًا بالأمانِ على نفسه وأهله وماله إلى جوارك.
وتُعتبر محبة الخير للجار من الأمور التي تُظهر الإيمان لدى الفرد؛ حيث يقول رسولنا الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم: (والذي نفْسِي بِيدِهِ، لا يُؤمِنُ عبدٌ حتى يُحِبَّ لِجارِهِ ما يُحِبُّ لِنفسِهِ)، ومن هذا المنطلق عظّم الإسلام حق الجار، ودعا إلى الإحسان إليه وإكرامه، فالشخص الذي يُحسن إلى جاره هو من خيار الناس وأفضلهم عند الله تعالى، ومن أبسط حقوق الجار محبّة الخير له، والبعد عن حسده، وأن يحب لجاره ما يحب لنفسه، فلا يَخون الجار جاره، ولا يُؤذيه في أهله، وأن يواسيه في حال المصيبة بأنواعها، ويقف معه ويُسانده، ولا يكون مَصدر إزعاجٍ وقلقٍ لجاره.
ولحسن الجوار مقاصد في الإسلام تتمثل في: تمتين الروابط الاجتماعية وإرساء الأمن الاجتماعي وإنشاء مجتمع قوي ومتلاحم. كما له مظاهر بين الجيران تتمثل في : إلقاء السلام عليه؛ وزيارته في مرضه، والسؤال عن صحّته، والدعاء له بالشفاء والصبر، ومشاركته له في الأفراح والأتراح ، وسترُ عيوبه، وعدم التكلم بها أمام الناس، وحفظ عرضه، وعدم رمي القاذورات أمام بيته، وإماطة الأذى عنه، وتفقده وتمنّي الخير له كما يتمناه لنفسه ورعاية أبنائه وأسرته عند غيابه عن بيته.
الإيثار للجار وعدم أذيته:
فقد هدي لرجل من الصحابة رأس شاة، وكان فقير الحال، ولكنه أحس أن جاره أشد منه حاجة فأرسله إليه، فإذا بجاره يحس بالشعور نفسه تجاه جار ثالث فيرسل رأس الشاة له، وهكذا فكل جار يرسله إلى أقرب جار له، وتداولت رأس الشاة سبعة بيوت من الجيران، حتى رجع إلى الأول، فنزلت: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.
ولا ننسى أن إيذاء الجار من الكبائر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره". فقد باع أحدهم منزله فلمَّا لاموه في ذلك قال:
يلومونني أَنْ بِعتُ بالرخص منزلي ولم يعرفوا جاراً هناك ينغــِّصُ
فقلـــتُ لــهم: كفــوا المـــلام فإنمــا بجيرانها تغلوا الديار وترخصُ
*سفيرة الاعلام العربي
* سفيرة السلام العالمي
*عضو اتحاد الكتاب والأدباء العرب
* عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين