×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

"محطة "

'
بواسطة زائر
"محطة "
 كلمات / د. وسيلة محمود الحلبي

أنا يا سيدي عندما أحببتك
نسيت أنني امرأة شرقية
لذا... غامرت وجاهرت
وكابرت وحاربت

أنا يا سيدي عندما أحببتك
نسيت أن المرأة في بلادي
تدفن حية
فتمشي على الأشواك
حافية القدمين
بيدها المقلاع والحجر
وفي خاصرتها رضيع
من الجوع يحتضر
وفي رأسها ألف فكرة
وفكر
تدافع عن أرضها
عن قدسها
عن عرسها المنتظر
تجوب المدينة
تجوب القفار
لتقضي على الصهاينة
الأشرار
وتنجب من رحم فلسطين
أطفالها الأبطال

أنا يا سيدي عندما
أحببتك
نسيت أن الهوى في بلادي
هواء
فوقفت في وجه
الريح
أضخ هواك بقلب
جريح
وأسعد كلما قالوا لي:
إن فتاي من لوعة
العشق طريح
وأنه كلما غنت فيروز
(عن جارة الوادي)
يجترع من صوتها
بوح الحمام الجريح

أنا يا سيدي عندما
أحببتك
نسيت أن الحب
تبعثره عصافير
نزواتك
فصرت أنثرك بالجنان
وأصمُّ أذني عن قول
كل واش فتّان
فلا أعبأ بما تخبئه
الأيام
من هزائم وخذلان
متى نثأر لانهزاماتنا
متى نسترد أرضنا
ونصلي في قدسنا

يا سيدي حينها سيكون
للحب لون آخر
وطعم آخر
أتدري لماذا ...؟
لأنك ستكون رجلاً
من النار
منثوراً فوق كل جدار
منتشياً بلذة الانتصار

تأكل من زيتون جنين
وبرتقال غزة
وتفاح نابلس
ويا قطين يافا
ونحتضن معا
سورعكا العظيم
وننسى الظلم اللئيم
وبحبك
أهشم رأس صهيون
اللعين

أنا عندما أحببتك يا سيدي
نسيت أن بعض الرجال
الأغبياء
يخونون مقابل حفنة من مال
ليساهموا في تخريب الديار
أحبك سيدي
حين تدخل المعركة
وتستشهد عاشقا للقدس
ولكل الشرفاء
حينها أحبك سيدي
لأنك شهيد الوطن
شهيد الفداء
تذود عن الأرض
والعرض
وعن كل النساء.

* سفيرة الإعلام العربي
*عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
*عضو اتحاد الأدباء والمثقفين العرب