×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

عام على الموصل ، وأكثر على أخواتها : بقلم بلال الجميلي

عام على الموصل ، وأكثر على أخواتها : بقلم بلال الجميلي
 طوت مدينة الموصل عامها الاول حافلا بالقتل والاعتقالات والاستعراضات المسلحة لتنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) .
تعتبر الموصل هي ثاني مدينة يسيطر عليها التنظيم بشكل كامل بعد الفلوجة ، ثم انطلق منها الى صلاح الدين وديالى وبقية مناطق محافظة الانبار ، لم يكن الواقع في مدينة الموصل بأفضل حال قبل العاشر من حزيران 2014 , كانت المدينة تعاني من قبضة عسكرية واجراءات استفزازية تعسفية , فضلا عن الاهانات والاعتقالات التي تمارسها القوات الحكومية ضد أهالي المدينة ، سيطرات , ومداهمات , وتفجيرات , وفرض حظر للتجوال , وفصل الاحياء والمناطق عن بعضها , انقطاع للتيار الكهربائي , لم تكن الموصل فقط , مدن الانبار وصلاح الدين وديالى وحزام بغداد تعيش بنفس الطريقة .
لم يكن تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) خيارا مطروحا لهذه المناطق ولابديلا للحكومة , لكن ثمة امور حصلت أربكت الواقع وزجت بهذا التنظيم في مقدمة الازمة بعد اندلاعها عقب اقتحام خيم المتظاهريين السلميين في الانبار وصلاح الدين ,
سرعان ماتطورت الامور كالنار في الهشيم , أدت الى مواجهات مسلحة بين العشائر والقوات الحكومية , فجأة دخل التنظيم الى الفلوجة وفرض سيطرته عليها وارغم المسلحين على الانضمام الى صفوفه او القاء السلاح ! استطاع هذه التنظيم بفعل القوة والامكانيات التي يتمتع بها ان يطرح نفسه كجهة وحيدة وقائدة للمواجهات ضد القوات الحكومية , وبالنتيجة اندثرت كل المسميات والعناوين للجماعات المسلحة التي انبثقت بعد الازمة ,,
بعد ستة اشهر دخل التنظيم الموصل بعد مناورة قام بها في سامراء لجذب الانتباه . ثم تحول بنفس اليوم الى الموصل . وبعد ثلاثة أيام اعلن سيطرته بشكل كامل عليها اثر الانهيار المفاجئ للقوات الحكومية التي انسحبت من المدينة من دون قتال .
سيطرة التنظيم على الموصل وضعت وحدة العراق في أصعب التحديات . وهو اختبار صعب للحكومة العراقية التي كانت تعاني من خلافات شديدة اثارتها سياسة المالكي الاقصائية وانفراده بالقرار .
لاشك ان خروج الموصل من سيطرة الحكومة كان مدبرا , حيث أن معكسر المعارضة لسياسة المالكي كان يبحث عن اخفاقات المالكي في تلك المرحلة لاحراجه أمام الرأي العالم والمجتمع الدولي , والعكس كذلك صحيح , فالحكومة ارادت أن تضع الاكراد ومحافظ نينوى في موقع الضعفاء او المتآمرين الذين سهلوا للتنظيم دخوله .
بعد عام ونصف على هذه الانتكاسة التي بدأت اوائل 2013 ولم تنتهي الى اليوم مازلنا بعيدين عن الحل , ورغم كل التضحيات التي يقدمها العراق , والمعاناة التي تعيشها ملايين العوائل النازحة مازلنا بعدين جدا عن اي تقدم سياسي يذكر , ولانمتلك اي تفسير لهذا الجمود السياسي , وأن كل انتكاسة سياسية هي خيانة لأحلام الشباب ودماء الشهداء وآمال النازحين بالعودة الى بيوتهم .