اهالي الميدان وشارع الرشيد والحيدرخانه والسور الطيبين حيدر الوتري ·· تمر علينا اليوم الذكرى السنوية الـ ٧٥ لرحيل شاعر العراق الشعبي الكبير وأمير شعرائه ( الملا عبود الكرخي ) رحمه الله ١ــ نبذة مختصرة عن حياة الشاعر الراحل

اهالي الميدان وشارع الرشيد والحيدرخانه والسور الطيبين
حيدر الوتري ··
تمر علينا اليوم الذكرى السنوية الـ ٧٥ لرحيل شاعر العراق الشعبي الكبير وأمير شعرائه ( الملا عبود الكرخي ) رحمه الله
١ــ نبذة مختصرة عن حياة الشاعر الراحل
كانت ولادته على الاصح والمؤكد سنة ١٨٤٦ خلاف ماهو مذكور سنة ١٨٦١ فهو معروف عنه عاش ١٠٠ عام ، ولد في جانب الكرخ من بغداد محلة الكريمات ، وكانت حياته رحمه الله مليئة بالاحداث والمواقف ، لديه شقيقان وهما الملا توفيق والحاج عباس ، وهو الاصغر بينهم ، متزوج من خمسة زوجات ولم يجمع بين الاثنين ابدا، لديه خمسة اولاد وثلاث بنات وهم -- نجم الدين -- حاتم -- نايف -- مزهر -- طارق -- والده المرحوم الحاج حسين السهيلي تاجر الابل والجلود والتمور المعروف في ذلك الحين ، وكان الحاج حسين السهيلي يصحب معه ولده عبود في تجارته وهو ابن الـ ١٥ سنة متنقلين بين بلدان الشرق الاوسط ، وكانت اكثر اوقاتهم مع البدو ، من هذه البيئة بدأ الملا عبود الكرخي بكتابة الشعر ، بعد وفاة والده استقر في بغداد ، وعمل في عدة مجالات منها تجارة الحبوب مع صديقه الحميم مطرب العراق الاول الاستاذ محمد الگبنچي رحمه الله فأصبح ( علوچي ) صاحب علوة معروف في بغداد ، ثم اشترك مع العائلة المعروفة بيت عارف آغا فأنشؤا شركة لنقل الركاب خط ترام بواسطة ( الگاري ) وهي عربات تسحبها الخيول ، تبدأ من ساحة الشهداء الى مدينة الكاظمية المقدسة ، ثم توسعت الى بعض امهات المدن العراقية كان ذلك سنة ١٩٠٨ وكانت لدى الكرخي مقاطعتان زراعيتان في قضاء المحمودية وهما مقاطعة شطيطان والسليمية فعمل فيهما بصفة مزارع لعدة سنوات ، قسم من ارباح المحاصيل كانت تذهب لدعم ثورة العشرين ، ثم تركها بسبب خيانة الفلاحين الذين يعملون لديه ومضايقة الاهالي له وسرقة المواشي من الاغنام والبقر ، ثم بعد ذلك صادرها الانگليز تنكيلا به لموقفه ضد الاحتلال وإثارة النخوه لدى الشارع العراقي بقصائده الحماسية ، ذكر لي احد الاخوان من محافظة الموصل وهو المرحوم محمد سعدون ابو عزيز ان الملا عبود الكرخي عمل مزارع في محافظة الموصل في الجانب الايسر ولا اعلم مدى صحة هذه المعلومة ، عاد الكرخي الى بغداد واسس جريدة الكرخ هذه الجريدة اغلقت ١٦ مرة لمواقفها ضد الحكومة ونقدها اوضاع البلد آنذاك ، لكنها حازت على شهرة واسعة داخل وخارج العراق من دول الخليج وغيرها ، بدأ الكرخي بنشر قصائده فيها بعد ان كان ينشرها في الصحف البغدادية ، كانت جريدة الكرخ احد اسباب شهرة الكرخي الواسعة ، ثم اسس مطبعة الكرخ بجانبها
٢ ــ قالوا عن الملا عبود الكرخي
يقول الدكتور ( علي الوردي ) مؤسس علم الاجتماع في العراق في احد كتبه ( لقد اعتمدت على ديوان الملا عبود الكرخي بأجزائه الاربعة في دروسي لطلبتي اعتمادا كبيرا ، لان الكرخي عايش الشعب العراقي بكل اطيافة من الملوك نزولا الى ابسط مواطن عايشهم معايشة ميدانية فعلية ، ويعتبر الكرخي تاريخ العراق لحقبة من الزمن بأصدق المواثيق ، الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي اطلق على الملا عبود الكرخي لقب ( دانتي العراق ) مقارنة بالشاعر الايطالي دانتي ، الشاعر الكبير معروف عبد الغني الرصافي اطلق عليه لقب ( قيثارة الشعب ) ثم ( لسان الشعب ) كما أُطلق عليه لقب شاعر الملوك ، فقد كان الملك فيصل الاول يرسل في طلبه للكرخي ان يحضر عنده للمسامرة ، كان الملك يطرب للكرخي ويستأنس بقصائده ومما انشده الكرخي في احدى الليالي مع الملك فيصل هذه القصيدة
انا عـنـدي اليـوم إيـــد -- بالزجل شاعر وحيد
------------------
بشـعري تتحدّث الناس -- للملك فيصل أُقاس
بالنديــم ابــي نـــؤاس -- الى هارون الرشيـد
بعد وفاة الملك فيصل قال له ولده الملك غازي ، ياكرخي لا تنقطع عنا فنحن ايضا من محبين الشعراء امثالك فسامره في كثير من الليالي حتى ان الملك غازي طلب منه ان يكتب قصيدة يوضح فيها مشاكل الزواج الغير متكافئ فكتب الكرخي قصيدة مطولة ذكر فيها زواج كبار السن من الصغيرات وبالعكس
ترضه يا خلاّق يارَب البريّـه
شايب ومنهـوك يتزوج بنيّه
ثة ----------------
فوگ ما شيبـوبته يحچي قبه
راويه حلگه وخشمه منصبه
لحيته كثّه وبيها تختل عگربه
ينحاك منها ابساط والزولية
وكان الكرخي رحمه الله من اشد المطالبين بحقوق المرأة ، وكان ينظر للمرأة هي الام والبنت والاخت والزوجة والوطن وهذا واضح من خلال معلقته الخالدة ( المجرشه ) وغيرها
ساعة واكسر المجرشة
وانعل أبو اليگطع مهر
طفلة على شايب هرم
يفطن على حَفر البحر
وصلة سختيانه الوجه
واللــحيه تـشـبه للابر
الله ميقـبل هالبـشــع
لــرويـحـتـي سابــيـها
٣ــ الملا عبود الكرخي أغنى الساحة العراقية بشعره السياسي والانتقادي اللاذع والاقتصادي والاجتماعي الذي وثق فيه الحياة اليومية للمجتمع العراقي ، والشعر الغزلي والمغنى وغيره ، لقد فقد الكثير من شعر الكرخي من المخطوط والمحفوظ ، اما الذي وصل الينا ديوان كبير يحتوي اربعة اجزاء في كل جزء مئات القصائد وديوان يعرف بـ الادب المكشوف ، طَبَع الجزء الاول في حياته سنة -- ١٩٣٣ -- والبقية قام بتحقيقها وطبعها حفيده المعاصر له الاستاذ حسين حاتم عبود الكرخي رحمه الله، نحن عشاق الكرخي كنا نعتقد ان ديوان الكرخي سبعة اجزاء طبعت منه اربعة اجزاء وبقيت ثلاثة ، فتبين فيما بعد ان الاجزاء المتبقية من ديوان الكرخي التي لم تطبع هي خمسة اجزاء مخطوطة، هذا ما اكده حفيد الكرخي الاستاذ الفاضل أكثم مزهر عبود الكرخي حفظه الله وامده تمام الصحة ، وهذه الاجزاء الخمسة المخطوطة هي الان بحوزة حفيدة الكرخي من الجيل الثاني وهي السيدة سوسن ابنة الاستاذ حسين حاتم عبود الكرخي وهي الان تقيم في دولة السويد ندعو الله تبارك وتعالى الهداية للسيدة سوسن الكرخي ان تعيد هذه الاجزاء المخطوطة لأهلها في العراق خدمةً وحفاظاً لتراث وتاريخ بلدها الام العراق ،
٤ــ في مثل هذا اليوم السابع عشر من شهر تشرين الثاني سنة -- ١٩٤٦ -- انتقل شاعرنا الكبير الملا عبود الكرخي الى رحمة الله ودفن جثمانه في مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف ، ندعوا الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته
حيدر الوتري ··
تمر علينا اليوم الذكرى السنوية الـ ٧٥ لرحيل شاعر العراق الشعبي الكبير وأمير شعرائه ( الملا عبود الكرخي ) رحمه الله
١ــ نبذة مختصرة عن حياة الشاعر الراحل
كانت ولادته على الاصح والمؤكد سنة ١٨٤٦ خلاف ماهو مذكور سنة ١٨٦١ فهو معروف عنه عاش ١٠٠ عام ، ولد في جانب الكرخ من بغداد محلة الكريمات ، وكانت حياته رحمه الله مليئة بالاحداث والمواقف ، لديه شقيقان وهما الملا توفيق والحاج عباس ، وهو الاصغر بينهم ، متزوج من خمسة زوجات ولم يجمع بين الاثنين ابدا، لديه خمسة اولاد وثلاث بنات وهم -- نجم الدين -- حاتم -- نايف -- مزهر -- طارق -- والده المرحوم الحاج حسين السهيلي تاجر الابل والجلود والتمور المعروف في ذلك الحين ، وكان الحاج حسين السهيلي يصحب معه ولده عبود في تجارته وهو ابن الـ ١٥ سنة متنقلين بين بلدان الشرق الاوسط ، وكانت اكثر اوقاتهم مع البدو ، من هذه البيئة بدأ الملا عبود الكرخي بكتابة الشعر ، بعد وفاة والده استقر في بغداد ، وعمل في عدة مجالات منها تجارة الحبوب مع صديقه الحميم مطرب العراق الاول الاستاذ محمد الگبنچي رحمه الله فأصبح ( علوچي ) صاحب علوة معروف في بغداد ، ثم اشترك مع العائلة المعروفة بيت عارف آغا فأنشؤا شركة لنقل الركاب خط ترام بواسطة ( الگاري ) وهي عربات تسحبها الخيول ، تبدأ من ساحة الشهداء الى مدينة الكاظمية المقدسة ، ثم توسعت الى بعض امهات المدن العراقية كان ذلك سنة ١٩٠٨ وكانت لدى الكرخي مقاطعتان زراعيتان في قضاء المحمودية وهما مقاطعة شطيطان والسليمية فعمل فيهما بصفة مزارع لعدة سنوات ، قسم من ارباح المحاصيل كانت تذهب لدعم ثورة العشرين ، ثم تركها بسبب خيانة الفلاحين الذين يعملون لديه ومضايقة الاهالي له وسرقة المواشي من الاغنام والبقر ، ثم بعد ذلك صادرها الانگليز تنكيلا به لموقفه ضد الاحتلال وإثارة النخوه لدى الشارع العراقي بقصائده الحماسية ، ذكر لي احد الاخوان من محافظة الموصل وهو المرحوم محمد سعدون ابو عزيز ان الملا عبود الكرخي عمل مزارع في محافظة الموصل في الجانب الايسر ولا اعلم مدى صحة هذه المعلومة ، عاد الكرخي الى بغداد واسس جريدة الكرخ هذه الجريدة اغلقت ١٦ مرة لمواقفها ضد الحكومة ونقدها اوضاع البلد آنذاك ، لكنها حازت على شهرة واسعة داخل وخارج العراق من دول الخليج وغيرها ، بدأ الكرخي بنشر قصائده فيها بعد ان كان ينشرها في الصحف البغدادية ، كانت جريدة الكرخ احد اسباب شهرة الكرخي الواسعة ، ثم اسس مطبعة الكرخ بجانبها
٢ ــ قالوا عن الملا عبود الكرخي
يقول الدكتور ( علي الوردي ) مؤسس علم الاجتماع في العراق في احد كتبه ( لقد اعتمدت على ديوان الملا عبود الكرخي بأجزائه الاربعة في دروسي لطلبتي اعتمادا كبيرا ، لان الكرخي عايش الشعب العراقي بكل اطيافة من الملوك نزولا الى ابسط مواطن عايشهم معايشة ميدانية فعلية ، ويعتبر الكرخي تاريخ العراق لحقبة من الزمن بأصدق المواثيق ، الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي اطلق على الملا عبود الكرخي لقب ( دانتي العراق ) مقارنة بالشاعر الايطالي دانتي ، الشاعر الكبير معروف عبد الغني الرصافي اطلق عليه لقب ( قيثارة الشعب ) ثم ( لسان الشعب ) كما أُطلق عليه لقب شاعر الملوك ، فقد كان الملك فيصل الاول يرسل في طلبه للكرخي ان يحضر عنده للمسامرة ، كان الملك يطرب للكرخي ويستأنس بقصائده ومما انشده الكرخي في احدى الليالي مع الملك فيصل هذه القصيدة
انا عـنـدي اليـوم إيـــد -- بالزجل شاعر وحيد
------------------
بشـعري تتحدّث الناس -- للملك فيصل أُقاس
بالنديــم ابــي نـــؤاس -- الى هارون الرشيـد
بعد وفاة الملك فيصل قال له ولده الملك غازي ، ياكرخي لا تنقطع عنا فنحن ايضا من محبين الشعراء امثالك فسامره في كثير من الليالي حتى ان الملك غازي طلب منه ان يكتب قصيدة يوضح فيها مشاكل الزواج الغير متكافئ فكتب الكرخي قصيدة مطولة ذكر فيها زواج كبار السن من الصغيرات وبالعكس
ترضه يا خلاّق يارَب البريّـه
شايب ومنهـوك يتزوج بنيّه
ثة ----------------
فوگ ما شيبـوبته يحچي قبه
راويه حلگه وخشمه منصبه
لحيته كثّه وبيها تختل عگربه
ينحاك منها ابساط والزولية
وكان الكرخي رحمه الله من اشد المطالبين بحقوق المرأة ، وكان ينظر للمرأة هي الام والبنت والاخت والزوجة والوطن وهذا واضح من خلال معلقته الخالدة ( المجرشه ) وغيرها
ساعة واكسر المجرشة
وانعل أبو اليگطع مهر
طفلة على شايب هرم
يفطن على حَفر البحر
وصلة سختيانه الوجه
واللــحيه تـشـبه للابر
الله ميقـبل هالبـشــع
لــرويـحـتـي سابــيـها
٣ــ الملا عبود الكرخي أغنى الساحة العراقية بشعره السياسي والانتقادي اللاذع والاقتصادي والاجتماعي الذي وثق فيه الحياة اليومية للمجتمع العراقي ، والشعر الغزلي والمغنى وغيره ، لقد فقد الكثير من شعر الكرخي من المخطوط والمحفوظ ، اما الذي وصل الينا ديوان كبير يحتوي اربعة اجزاء في كل جزء مئات القصائد وديوان يعرف بـ الادب المكشوف ، طَبَع الجزء الاول في حياته سنة -- ١٩٣٣ -- والبقية قام بتحقيقها وطبعها حفيده المعاصر له الاستاذ حسين حاتم عبود الكرخي رحمه الله، نحن عشاق الكرخي كنا نعتقد ان ديوان الكرخي سبعة اجزاء طبعت منه اربعة اجزاء وبقيت ثلاثة ، فتبين فيما بعد ان الاجزاء المتبقية من ديوان الكرخي التي لم تطبع هي خمسة اجزاء مخطوطة، هذا ما اكده حفيد الكرخي الاستاذ الفاضل أكثم مزهر عبود الكرخي حفظه الله وامده تمام الصحة ، وهذه الاجزاء الخمسة المخطوطة هي الان بحوزة حفيدة الكرخي من الجيل الثاني وهي السيدة سوسن ابنة الاستاذ حسين حاتم عبود الكرخي وهي الان تقيم في دولة السويد ندعو الله تبارك وتعالى الهداية للسيدة سوسن الكرخي ان تعيد هذه الاجزاء المخطوطة لأهلها في العراق خدمةً وحفاظاً لتراث وتاريخ بلدها الام العراق ،
٤ــ في مثل هذا اليوم السابع عشر من شهر تشرين الثاني سنة -- ١٩٤٦ -- انتقل شاعرنا الكبير الملا عبود الكرخي الى رحمة الله ودفن جثمانه في مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف ، ندعوا الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته