من أوراق أيام الاحتلال هناء إبراهيم
من أوراق أيام الاحتلال
هناء إبراهيم
دعاني أحد الشعراء الشباب " نادي الشعراء الشباب" في ااتحاد الادباء لتقديم ندوة حول العولمة الثقافية وهو من المقربين لي بسبب مساهمته ونادي الشعراء الشباب في منتدى المرأة الثقافي فرع الكرخ بالمنصور ... والذي كنت مؤسسته مع نخبة من المبدعات انتخبت مديرة له ...هيئته الادارية التي شاركتني ادارته كانت تتشكل من غير البعثيات بنسبة 90%...وكانت تجربته مثيرة للفخر جدا
(للمنتدى قصة قبل الاحتلال وبعده سأرويها لاحقا )
الدعوة كانت بعد الاحتلال بأشهر ...وكان الداعي يعلم اهتمامي بمتابعة العولمة كتحول تاريخي نوعي بشكل عميق...
قدمت ورقتي التي اهتممت فيها بربط السياسي والثقافي انطلاقا من قاعدة العولمة الاقتصادية واتجاهها المستقبلي....وقد أعطيت مثالا بأن أفغانستان والعراق مظهران على إعادة إنتاج العولمة للغزو رؤية وآلية حرب واحتلال...كان بعض الحضور دسما وأكاد أعرف أغلبهم في خضم حياتنا العراقية ومن خلال إدمان بعضهم على حضور ندواتنا في منتدى المرأة الثقافي ...
كما قلت نالت ورقتي اهتماما ملفتا وما أن انتهيت منها وبدأ التصفيق حتى قال أحدهم : إننا نعرفك جيدا أنت من كتاب النظام البعثي وعلا صوت او صوتان سعيا لاحداث حالة شغب ضدي...
حافظت على كامل هدوئي ...وأجبت الصوت العابث:
إذا أردتني أن أحصل على رضاك في شتم نظام البعث فاخرج أنت الى الشارع وأشتم كما تشاء ...أما انا فادرس المراجل التاريخية ...وليست الشتيمة تليق بهذا المجلس ...وعليك أن تدرك أني فخورة بكل كلمة كتبتها كما فخري بالتوقيع : هناء ابراهيم ...
لا انكر ان رئيس الاتحاد المختار وهذا لقبه وعذرا كوني نسيت اسمه الاول ...اسكت أصوات الشغب من أعضاء المنتدى....وكان هو ممن حضر بعض ندواتنا واستقبلناه دون خوف إثر خروجه من السجن قبل الاحتلال...هنا قلت بعد ان صمتت القاعة ...أنا أملك ما أفخر به بصوتي الجريئ من قبل ومن بعد ...أما انتم ...انتم اليوم الشتامون ...وبالامس كنتم المداحين ورافعي شارات النصر واعرفكم واحدا
واحد ا...فهدأت القاعة وساد صمت الصدمة ...لا انسى موقف المرحوم عبد العزيز عبد الواحد الرائع وموقف الشاعر الكبير آل ياسين زوج الشاعرة الواعدة فائدة آل ياسين حيث علق عزيز عبد الواحد من على المنصة ...ان كنتم تنكرون عليها رؤااها فإنه والله لغزو واحتلال ...وكررها بصوت جهوري قوي ...
وتلاه الشاعر آل ياسين وكان عضو الهيئة الادارية للاتحاد على ما اعتقد...إذ قال : كانت تحرض خلايا أدمغتنا على التحرر من ثقافة التلقين والتبعية ...أن تعيد الحيوية الى ذاتها خلية خلية ...لقد قدمت عملا ينضوي على دعوة مدركة واعية فهل تقابلونها باستمراركم على موت خلايا ادمغتكم ...كان رده مشرفا لي وله ولاسباب دعوتي ....اما الشاعر الذي دعاني وهو عضو في الهيئة الادارية فقد صمت صمت الحملان واكتفى مجاملة لي وشعورا بالارتبك ان دعاني الى ما تصورته غرفته في الاتحاد ...وربما هي غرفته ...وجلس يتابع على الكومبيوتر الأسماء التي يجب اجتثاثها من الاتحاد فتلا اسمي الشاعرين الكبيرين سامي مهدي وحميد سعيد ...ودون سيطرة على نفسي قلت محتجة : أتجرؤون أن تفعلوا ...فقال بوجهه المتلون ...مرحليا فقط ...الجو العام يقتضي ذلك ....
الشاعر الشاب كان قد طلب من الكبير سامي مهدي ان يكتب مقدمة أحدث ديوان له قبل الاحتلال دعما له وهو يوزع نسخه في المنتديات الشعرية التي يسافر لها موفدا مكرما...
استجاب الكبير سامي مهدي وقدم ديوان الشاعر الشاب داعما موهبته....
حدث ذلك صبيحة الاحتلال ....يتبع
هناء إبراهيم
دعاني أحد الشعراء الشباب " نادي الشعراء الشباب" في ااتحاد الادباء لتقديم ندوة حول العولمة الثقافية وهو من المقربين لي بسبب مساهمته ونادي الشعراء الشباب في منتدى المرأة الثقافي فرع الكرخ بالمنصور ... والذي كنت مؤسسته مع نخبة من المبدعات انتخبت مديرة له ...هيئته الادارية التي شاركتني ادارته كانت تتشكل من غير البعثيات بنسبة 90%...وكانت تجربته مثيرة للفخر جدا
(للمنتدى قصة قبل الاحتلال وبعده سأرويها لاحقا )
الدعوة كانت بعد الاحتلال بأشهر ...وكان الداعي يعلم اهتمامي بمتابعة العولمة كتحول تاريخي نوعي بشكل عميق...
قدمت ورقتي التي اهتممت فيها بربط السياسي والثقافي انطلاقا من قاعدة العولمة الاقتصادية واتجاهها المستقبلي....وقد أعطيت مثالا بأن أفغانستان والعراق مظهران على إعادة إنتاج العولمة للغزو رؤية وآلية حرب واحتلال...كان بعض الحضور دسما وأكاد أعرف أغلبهم في خضم حياتنا العراقية ومن خلال إدمان بعضهم على حضور ندواتنا في منتدى المرأة الثقافي ...
كما قلت نالت ورقتي اهتماما ملفتا وما أن انتهيت منها وبدأ التصفيق حتى قال أحدهم : إننا نعرفك جيدا أنت من كتاب النظام البعثي وعلا صوت او صوتان سعيا لاحداث حالة شغب ضدي...
حافظت على كامل هدوئي ...وأجبت الصوت العابث:
إذا أردتني أن أحصل على رضاك في شتم نظام البعث فاخرج أنت الى الشارع وأشتم كما تشاء ...أما انا فادرس المراجل التاريخية ...وليست الشتيمة تليق بهذا المجلس ...وعليك أن تدرك أني فخورة بكل كلمة كتبتها كما فخري بالتوقيع : هناء ابراهيم ...
لا انكر ان رئيس الاتحاد المختار وهذا لقبه وعذرا كوني نسيت اسمه الاول ...اسكت أصوات الشغب من أعضاء المنتدى....وكان هو ممن حضر بعض ندواتنا واستقبلناه دون خوف إثر خروجه من السجن قبل الاحتلال...هنا قلت بعد ان صمتت القاعة ...أنا أملك ما أفخر به بصوتي الجريئ من قبل ومن بعد ...أما انتم ...انتم اليوم الشتامون ...وبالامس كنتم المداحين ورافعي شارات النصر واعرفكم واحدا
واحد ا...فهدأت القاعة وساد صمت الصدمة ...لا انسى موقف المرحوم عبد العزيز عبد الواحد الرائع وموقف الشاعر الكبير آل ياسين زوج الشاعرة الواعدة فائدة آل ياسين حيث علق عزيز عبد الواحد من على المنصة ...ان كنتم تنكرون عليها رؤااها فإنه والله لغزو واحتلال ...وكررها بصوت جهوري قوي ...
وتلاه الشاعر آل ياسين وكان عضو الهيئة الادارية للاتحاد على ما اعتقد...إذ قال : كانت تحرض خلايا أدمغتنا على التحرر من ثقافة التلقين والتبعية ...أن تعيد الحيوية الى ذاتها خلية خلية ...لقد قدمت عملا ينضوي على دعوة مدركة واعية فهل تقابلونها باستمراركم على موت خلايا ادمغتكم ...كان رده مشرفا لي وله ولاسباب دعوتي ....اما الشاعر الذي دعاني وهو عضو في الهيئة الادارية فقد صمت صمت الحملان واكتفى مجاملة لي وشعورا بالارتبك ان دعاني الى ما تصورته غرفته في الاتحاد ...وربما هي غرفته ...وجلس يتابع على الكومبيوتر الأسماء التي يجب اجتثاثها من الاتحاد فتلا اسمي الشاعرين الكبيرين سامي مهدي وحميد سعيد ...ودون سيطرة على نفسي قلت محتجة : أتجرؤون أن تفعلوا ...فقال بوجهه المتلون ...مرحليا فقط ...الجو العام يقتضي ذلك ....
الشاعر الشاب كان قد طلب من الكبير سامي مهدي ان يكتب مقدمة أحدث ديوان له قبل الاحتلال دعما له وهو يوزع نسخه في المنتديات الشعرية التي يسافر لها موفدا مكرما...
استجاب الكبير سامي مهدي وقدم ديوان الشاعر الشاب داعما موهبته....
حدث ذلك صبيحة الاحتلال ....يتبع