قاسم ماجد كوكب حمزة المهندس السبعيني الجزء الاول
كوكب حمزة
المهندس السبعيني
الجزء الاول
في العام ٢٠١٠كنت في زيارة إلى سوريا وكنت في ضيافة المرحوم رائد علوان،/ واثق تفاحة وأخبروني إن الفنان( كوكب حمزة) متواجد في دمشق قلت هل لي أن أحصل على رقم هاتفه وبالفعل زودوني به فأتصلت به.. ألو مرحبا استاذ كوكب.. قال مراحب من معي؟ قلت له قاسم ماجد قال أهلا ابو القواسم وددت أعرفَّه بنفسي قال لي انا أعرفك.. قلت له هل بالإمكان أن نلتقي.. قال بكل سرور اهلا بك.. وذهبت في اليوم التالي إلى شقته طرقت الباب.. استقبلني وكأننا نعرف بعضنا من
سنين.. تناولنا القهوة معاً ثم أسمعني بعضاً من أغنياته الجديدة وبكل تواضع قال لي أعطني رأيك بصراحة وأعطيته انطباعي عن الاغاني وخرجنا نتجول في شوارع دمشق القديمة.. ومن هنا بدأت حكايتي مع كوكب.
والحديث عن( كوكب) الإنسان والمناضل والفنان حديث طويل ف.. كوكب الإنسان متواضع جداً ومثقف وخلوق وحين تتكلم معه يُشعرك انه بعمرك ويعطيك انطباعاً إنه صديقك من زمن طويل، وعن كوكب المناضل فتأريخ ( ابو جميله) وهذا الاسم المكنّى به الذي كان يطلق عليه عند التحاقه بقوات الأنصار لمدة سنتين حيث كان يتنقل بين القرى والجبال حاملاً عوده وقارع الدكتاتورية من خلال مشاركاته بالمهرجانات في المنفى.
أما كوكب الفنان فهو مهندس ومحدّث جيل السبعينيات، وقراءتي عن ألحانه وموسيقاه فإن كوكب قد لمع نجمه من ثاني أغنية له وبشر بولادة ملحن جديد في الساحة الغنائية واصبح حديث الأوساط الفنية من خلال اغنيه( ينجمة) لحسين نعمة.. أما الأسلوب الذي إنتهجه باللحن فهو يتمثل بأنه يبني اللحن جملة جملة بما يشبه اسطة البناء، حيث يبدأ من أول طابوقة الى آخر طابوقة لذلك تخرج موسيقاه وألحانه متماسكة لا يوجد فيها ترهل او حشوة في الجمل.. ففي ( الطيور الطايرة) لسعدون جابر التي هي بمثابة الانتقالة الحقيقية في عالم اللحنية العراقية، حيث بدأ الموسيقي بالأدليب ذهاباً إلى إيقاع الأيوب ثم الموسيقى ثم الأغنية وهنا تشاهد عملية البناء والسلاسة مروراً بالمقامات وهي من مقام الرست( دو) لكنه بدأ من درجة الصول ويقفل بدرجة السيگاه. وهنا لم يعمل كوكب بالقوالب الكلاسيكية القديمة حيث كان الملحن يبدأ من المقام الرئيسي ثم الرجوع إليه عند انتهاء الأغنية بل كانت قوالبه مفتوحة.. وحين سألت الملحن ( محسن فرحان) عنها قال.. هي بمثابة البيان الأول للانقلاب العسكري في اللحنية العراقية... نعم كانت
جديدة من حيث البناء والشكل والمضمون، ولو تفحصنا أغنية تانيني ( فؤاد سالم) فهذه قضية أخرى.. وهنا استخدم الادرامز كصولو ثم إستخدم في كل مقطع موسيقى مختلفة واستخدم الهارموني (خطين) بالموسيقى وكانت اللوازم الموسيقية لها دور مكمل لبناء الأغنية حيث كانت اشبه بلوحة متكاملة. اما اغنية بنادم (حسين نعمة) فهذه ملحمة كبيرة وللأسف إنها لم تصور لذلك لم تأخذ نصيبها بالشهرة فهي لحن عاطفي بإيقاع صوفي استخدم فيها إيقاع الزنجيل الذي يستخدم في المواكب الحسينية الذي نقله من بيئته الدينية ليستخدمه في اغنيته العاطفية والغريب بالأمر هو كيف ركب اللحن على هذا الإيقاع الصعب وكيف سُجلت لاسيما كان التسجيل ( مباشر ) ثم انعطاف اللحن إلى المقسوم ثم الرجوع الى الأيقاع الاصلي فكانت لوحة جميلة معبرة لاتشبه اغنية أخرى في الغناء العراقي إلّا أنها ظلت يتيمة ، و لو مررنا على أغنية (ناگوط الماي) فهذه عبارة عن مزج بين الغربي والشرقي( فرانكو عرب ) ولنبوغ فكره وخياله الخصب مزج بين الروح الغربية والشرقية واستخدم فيها المقام العراقي ( ميانه الحجاز في مقام البنجكاه) ، وجعل للإيقاع صولو و هي مختلفة لا تشبه أغنياته.
اما اغنية محطات فهذه سمفونية الوجع.. مختلفة عن كل الأغاني التي قدمها حيث ابتدأ من مقام (حجاز كار ) وبهذا اللحن كان يتنقل من الحجاز كار الى النهاوند والرست بطريقة جميلة
وانسايبية عالية برشاقة ثم الصعود إلى جواب المقام ، نعم كانت ملحمة أخرى سجلت إسمها في ذاكرة الأغنية العراقية .. والذهاب إلى بساتين البنفسج فهي أغنية من لون بنفسجي آخر مختلفة باللوعة والروح حيث بدأ من درجة السيكاه ثم نزوله لدرجة السيكا على درجه أخرى وهذا يدل على أنه قادر على ان يسبح بين المقامات بحرفيه عاليه وهنا إعتمد على جملة (انه مجنون) فهو يرجع لها بين كل مقطع ليرتكز عليها لتكون هي أداة لرجوعه إلى المقام الاصلي كما فعل من قبل في أغنية محطات في كلمة يافشلت الملهوف وفي أغنية (تأنيني) وهذة صيغة جديدة استخدمها في أسلوبه اللحني. و عن اغنيه (هم ثلاثه) فهنا نقل مائده نزهت إلى لون جديد مختلف عن اغنياتها وكانت من إيقاع الهيوة وهي جديدة على الذائقه العراقيه،،، يتبع
المهندس السبعيني
الجزء الاول
في العام ٢٠١٠كنت في زيارة إلى سوريا وكنت في ضيافة المرحوم رائد علوان،/ واثق تفاحة وأخبروني إن الفنان( كوكب حمزة) متواجد في دمشق قلت هل لي أن أحصل على رقم هاتفه وبالفعل زودوني به فأتصلت به.. ألو مرحبا استاذ كوكب.. قال مراحب من معي؟ قلت له قاسم ماجد قال أهلا ابو القواسم وددت أعرفَّه بنفسي قال لي انا أعرفك.. قلت له هل بالإمكان أن نلتقي.. قال بكل سرور اهلا بك.. وذهبت في اليوم التالي إلى شقته طرقت الباب.. استقبلني وكأننا نعرف بعضنا من
سنين.. تناولنا القهوة معاً ثم أسمعني بعضاً من أغنياته الجديدة وبكل تواضع قال لي أعطني رأيك بصراحة وأعطيته انطباعي عن الاغاني وخرجنا نتجول في شوارع دمشق القديمة.. ومن هنا بدأت حكايتي مع كوكب.
والحديث عن( كوكب) الإنسان والمناضل والفنان حديث طويل ف.. كوكب الإنسان متواضع جداً ومثقف وخلوق وحين تتكلم معه يُشعرك انه بعمرك ويعطيك انطباعاً إنه صديقك من زمن طويل، وعن كوكب المناضل فتأريخ ( ابو جميله) وهذا الاسم المكنّى به الذي كان يطلق عليه عند التحاقه بقوات الأنصار لمدة سنتين حيث كان يتنقل بين القرى والجبال حاملاً عوده وقارع الدكتاتورية من خلال مشاركاته بالمهرجانات في المنفى.
أما كوكب الفنان فهو مهندس ومحدّث جيل السبعينيات، وقراءتي عن ألحانه وموسيقاه فإن كوكب قد لمع نجمه من ثاني أغنية له وبشر بولادة ملحن جديد في الساحة الغنائية واصبح حديث الأوساط الفنية من خلال اغنيه( ينجمة) لحسين نعمة.. أما الأسلوب الذي إنتهجه باللحن فهو يتمثل بأنه يبني اللحن جملة جملة بما يشبه اسطة البناء، حيث يبدأ من أول طابوقة الى آخر طابوقة لذلك تخرج موسيقاه وألحانه متماسكة لا يوجد فيها ترهل او حشوة في الجمل.. ففي ( الطيور الطايرة) لسعدون جابر التي هي بمثابة الانتقالة الحقيقية في عالم اللحنية العراقية، حيث بدأ الموسيقي بالأدليب ذهاباً إلى إيقاع الأيوب ثم الموسيقى ثم الأغنية وهنا تشاهد عملية البناء والسلاسة مروراً بالمقامات وهي من مقام الرست( دو) لكنه بدأ من درجة الصول ويقفل بدرجة السيگاه. وهنا لم يعمل كوكب بالقوالب الكلاسيكية القديمة حيث كان الملحن يبدأ من المقام الرئيسي ثم الرجوع إليه عند انتهاء الأغنية بل كانت قوالبه مفتوحة.. وحين سألت الملحن ( محسن فرحان) عنها قال.. هي بمثابة البيان الأول للانقلاب العسكري في اللحنية العراقية... نعم كانت
جديدة من حيث البناء والشكل والمضمون، ولو تفحصنا أغنية تانيني ( فؤاد سالم) فهذه قضية أخرى.. وهنا استخدم الادرامز كصولو ثم إستخدم في كل مقطع موسيقى مختلفة واستخدم الهارموني (خطين) بالموسيقى وكانت اللوازم الموسيقية لها دور مكمل لبناء الأغنية حيث كانت اشبه بلوحة متكاملة. اما اغنية بنادم (حسين نعمة) فهذه ملحمة كبيرة وللأسف إنها لم تصور لذلك لم تأخذ نصيبها بالشهرة فهي لحن عاطفي بإيقاع صوفي استخدم فيها إيقاع الزنجيل الذي يستخدم في المواكب الحسينية الذي نقله من بيئته الدينية ليستخدمه في اغنيته العاطفية والغريب بالأمر هو كيف ركب اللحن على هذا الإيقاع الصعب وكيف سُجلت لاسيما كان التسجيل ( مباشر ) ثم انعطاف اللحن إلى المقسوم ثم الرجوع الى الأيقاع الاصلي فكانت لوحة جميلة معبرة لاتشبه اغنية أخرى في الغناء العراقي إلّا أنها ظلت يتيمة ، و لو مررنا على أغنية (ناگوط الماي) فهذه عبارة عن مزج بين الغربي والشرقي( فرانكو عرب ) ولنبوغ فكره وخياله الخصب مزج بين الروح الغربية والشرقية واستخدم فيها المقام العراقي ( ميانه الحجاز في مقام البنجكاه) ، وجعل للإيقاع صولو و هي مختلفة لا تشبه أغنياته.
اما اغنية محطات فهذه سمفونية الوجع.. مختلفة عن كل الأغاني التي قدمها حيث ابتدأ من مقام (حجاز كار ) وبهذا اللحن كان يتنقل من الحجاز كار الى النهاوند والرست بطريقة جميلة
وانسايبية عالية برشاقة ثم الصعود إلى جواب المقام ، نعم كانت ملحمة أخرى سجلت إسمها في ذاكرة الأغنية العراقية .. والذهاب إلى بساتين البنفسج فهي أغنية من لون بنفسجي آخر مختلفة باللوعة والروح حيث بدأ من درجة السيكاه ثم نزوله لدرجة السيكا على درجه أخرى وهذا يدل على أنه قادر على ان يسبح بين المقامات بحرفيه عاليه وهنا إعتمد على جملة (انه مجنون) فهو يرجع لها بين كل مقطع ليرتكز عليها لتكون هي أداة لرجوعه إلى المقام الاصلي كما فعل من قبل في أغنية محطات في كلمة يافشلت الملهوف وفي أغنية (تأنيني) وهذة صيغة جديدة استخدمها في أسلوبه اللحني. و عن اغنيه (هم ثلاثه) فهنا نقل مائده نزهت إلى لون جديد مختلف عن اغنياتها وكانت من إيقاع الهيوة وهي جديدة على الذائقه العراقيه،،، يتبع