الناقدة الاستاذه: أميمة الحسن ودراسه عن ( لوحة تنطق وقلم يحكي ) من اعداد واشراف: مريم الحسن
اللوحة للفنانة أحلام المشهدي من السعودية
هدية حكاياتنا العربية للفائزين في مسابقة : ( لوحة تنطق وقلم يحكي ) من اعداد واشراف: مريم الحسن الدراسة تقديم الناقدة استاذة : أميمة الحسن فكرنا كثيرًا في كيفية تكريم الفائزين ، لو أن القصص متعددة المواضيع لكان من السهل عليّ أن أقوم بدراسة أدبية أقدّمها هدية لكل فائز ، ولكن الواقع أن القصص كلها مستوحاة من لوحة ، فهي المصدر الوحيد لها ، وهي موضوعها المتفرد ، وقد لا تُحيط قصة واحدة بكل ما في اللوحة من إيحاءات ، لذلك ارتأيت أن أدرس القصص الفائزة كلها من خلال منظورها للوحة ، وليس من خلال الرؤية الأدبية . أما أنا فأجد نفسي أمام لوحة تعج بشتى أنواع المشاعر التي عبرت عنها أقلامكم بكل براعة ، وكل كاتب رآها من زاويته وحسب فهمه لخطوط اللوحة . الفائز الأول عماد شختور / قسوة جمع بينهما الحب، منعها الأهل وصاله، خططا للهروب، علم أبوها، طعنها في قلبها؛ أراق دم الحب. فالكاتب عماد شختور رأى القسوة فيها فالبطلان في اللوحة حبيبان ؛ بعد أن جمع بينهما الحب كان الأهل ضدهما ، فقررا الهروب معًا فقام أبوها على طعنها وسال دمها ليكون هو دم الحب الذي تحمله لحبيبها ، رؤية جيدة وخيال جميل يبرر تواجد هذا الدم ، وهي رؤية واقعية للوحة لا تخلو من منطق و محاكمة عقلية للأمور . الفائز الثاني . مكرم خلف فتنة.. لم تستطِع أن تكون أنثى مطيعة خاضعة .. تمردت .. أخرسوها.. ثارت بصمتها ..اشتعلت عيناها .. أشهرت اناملها سيوفاً ؛ فكتبت طعنوا قلبها .. أقسمت أن يكون دمها . فتنة !! . أما كاتبتنا الغالية مكرم فقد رأت في اللوحة فتنةً فقد سرح بها خيالها لتصف بطلة اللوحة بالتمرد ، فهي لم تقبل الخنوع والطاعة ، فقاموا على إسكاتها ، عند ذلك خرج الصمت من قيده ثورةً ،وصارت عيونها نارًا (رغم أني لم ألمح العيون في اللوح )كما حوّلت رؤوس أصابعها إلى سيوف استخرجت بها قلبها ، لقد قتلت نفسها لتجعل من دمها فتنة ، وقبل أن تطعن نفسها كتبت بأنهم طعنوها وليست هي من طعن نفسها . يا لها من متمردة . وهذه رؤية جميلة من زاوية الكاتبة ، فقد جعلت من دمها ما يؤجج ثورة ضد من يريد إسكات كل أنثى حُرة .وهذه الرؤية أيضًا تميل إلى الواقعية . الفائز الثاني زكية الحداد طفيلي تدلت من كرمة العشق ؛ عنقودا شهيا ؛ تقطر خمرتها على ذلك اليقطين المتسلق ؛ الذي أبى إلا أن يمد جذوره لفوق ؛ ويلتف حولها خانقا فيها كل رغبة بالحياة .. ضاقت به ذرعا ؛ اجتثت قلبها بيدها علها تجد خلاصا منه . لم يلحظ حتى رحيلها.. و هو فاغر فاه يعب آخر قطرات أكسير حياتها اللذيذ مادا يديه متوسلا المزيد ..! أما كاتبتنا زكية الحداد فقد نظرت إلى اللوحة من خلال عالم السحر والعشق السرمدي ، ورأت القصة من خلال عنوانها طفيلي ، فالعاشقة عنقود يتدلى من كرمة ، يسيل دمها وكأنه خمر يتلقفه البطل في اللوحة وهو حسب رؤيتها كنبات اليقطين المتسلق ، ومن عجائبه أنه لا يتسلق بسوقه بل بجذوره وذلك كي يستقي من خمرة هذا العنقود ، ويحاول أن يخنقها ، عند ذلك قررت أن تقتلع قلبها بيدها فاستمر بنهل دمها غير عابئ بموتها بل يمد فروعه (يديه) طالبًا المزيد من دمها . صورة أدبية عبرت عن اللوحة بطريقة جميلة لا تخلو من خيال وفي الوقت نفسه ، تصف حالة من الانهزامية عانت منها البطلة بسبب هذا الطفيلي ، على الرغم من سلبية البطلة في قتل نفسها إلا أن تعبير الكاتبة عنها مبدع حقَا . الفائز الثالث ، .. سيد ماهر رِقٌ بأمرٍ من " إيروس" تمازج دم هيفيستوس بـ هيرا..فصار الأفق يبرق بشهب أحرق الأرض..مازالت نطفتهما تشق طريقها نحو جمجمة الصنم. أما الأستاذ سيد ماهر فقد رأى في اللوحة رِقًّا ، وليس هذا فقط بل حاول إسقاط الأساطير الإغريقية ، فقد رأى فيها كاتبنا صورة للولد القبيح إله النار (هيفاستوس ) ورأى في بطلة اللوحة صورة أمه (هيرا) وقد اختلط دمهما معًا ، مع أني كنت أفضل أن يختلط دمه بأفروديت زوجته الخائنة ولكن هكذا تخيل الكاتب الصورة وهو خيال مشروع ، يوحي بمدى الألم الذي عانته هيرا من زوجها (زيوس ) وماذا حصل من تمازج الدم؟ لقد تحول الأفق إلى موطن لنيازك وشهب حارقة للأرض ، وسرت نطفة الحياة فيهما نحو جمجمة الصنم ؟ ما معنى ذلك ؟
لعل المقصود أن النطفة تحتاج بيئة حية لتنمو لكن ذهابها إلى الصنم يعني أنها ستموت ولن يكتب لها الحياة . رؤية جميلة للوحة بطريقة مبتكرة لا تخلو من إبداع . وقد جاء بين نصوص المسابقة مجموعة من النصوص المميزة التي عبّرت عن اللوحة بشكل جميل منها نص الكاتبة سوزان اسماعيل فكيف رأت اللوحة . سقوط تاهَتْ في أروقةِ الحياةِ ، وجدَتْ نفسَها في متاهةٍ لاسبيلَ للخروجِ منْها ، أضاعَتْ البوصلةَ لمْ تجدْ لها هدفًا لحياتِها ، يِئسَتْ ، تلاشَتْ ، سقطَتْ ، وقبلَ بلوغِ الهاويةِ ، كانَتْ يداهُ سريرًا لها ، حمَتْها منْ لعنةِ السقوطِ . لقد رأت في القصة إيحاءً بالسقوط ، فالبطلة تسقط ، إلى أن وجدت نفسها ضائعة ، ولم تهتدِ إلى سبيلها فهي بغير بوصلة ، كما أضاعت هدف الحياة ، وأصابها اليأس ، حتى وصلت إلى مرحلة الفناء ، وبدأت بالسقوط وقبل أن تصل إلى القاع أمسك بها بطل اللوحة لتكون يداه سريرًا لها لتحميها من الوقوع ولعنته ، وهل للوقوع لعنة ؟ نعم ربما يكون له لعنة في لوحة سريالية كهذه تُبرز اللاشعور أكثر مما تُبرز الشعور . رؤية جميلة تخترق صمت اللوحة بخيال جميل . أَجَل للكاتب علي العكشي بشعرها الأصفر وجسمها الرشيق تراقصت أمامه مثل حورية البحر. فولِد الحب من رحم المعاناة، ومع الحب جاء الألم. وبين الحب والألم، خُلقت النطفة. وقبل أن تركن النطفة الى قرارٍ مكين، باغتها القدر. رأى الكاتب هذه اللوحة من خلال عنوان هو الأجل والأجل هو العمر. البطلة ذات شعر أشقر وجسد رشيق ، تتراقص أمام بطل اللوحة مثل حورية البحر ، وهذا ما ولّد الحب بينهما ، ولكن ولد هذا الحب من قلب الألم ، لماذا يا ترى ؟ هكذا تخيّل الكاتب كما تخيل أن الألم جاء مع الحب أيضًا ، وما بين الحب والألم ، خلقت نطفة وهي مكوّن الحياة وكنهه ، ولكن لم يكتب لها البقاء وقدر لها الفناء . رؤية جميلة أراها تخترق اللوحة وتضفي عليها كمًا من الحيوية والحركة وحسن التعبير . تحياتي للكتاب الرائعين الذين أبدعت أقلامهم وصفًا ، فجاءت كلماتهم لوحة أخرى ، ولكنها لونت بهمس الحروف ، وخطتها بلاغة اللفة ، واخترقها الخيال الثري لتضفي كمًا هائلًا من المشاعر الإنسانية الراقية
هدية حكاياتنا العربية للفائزين في مسابقة : ( لوحة تنطق وقلم يحكي ) من اعداد واشراف: مريم الحسن الدراسة تقديم الناقدة استاذة : أميمة الحسن فكرنا كثيرًا في كيفية تكريم الفائزين ، لو أن القصص متعددة المواضيع لكان من السهل عليّ أن أقوم بدراسة أدبية أقدّمها هدية لكل فائز ، ولكن الواقع أن القصص كلها مستوحاة من لوحة ، فهي المصدر الوحيد لها ، وهي موضوعها المتفرد ، وقد لا تُحيط قصة واحدة بكل ما في اللوحة من إيحاءات ، لذلك ارتأيت أن أدرس القصص الفائزة كلها من خلال منظورها للوحة ، وليس من خلال الرؤية الأدبية . أما أنا فأجد نفسي أمام لوحة تعج بشتى أنواع المشاعر التي عبرت عنها أقلامكم بكل براعة ، وكل كاتب رآها من زاويته وحسب فهمه لخطوط اللوحة . الفائز الأول عماد شختور / قسوة جمع بينهما الحب، منعها الأهل وصاله، خططا للهروب، علم أبوها، طعنها في قلبها؛ أراق دم الحب. فالكاتب عماد شختور رأى القسوة فيها فالبطلان في اللوحة حبيبان ؛ بعد أن جمع بينهما الحب كان الأهل ضدهما ، فقررا الهروب معًا فقام أبوها على طعنها وسال دمها ليكون هو دم الحب الذي تحمله لحبيبها ، رؤية جيدة وخيال جميل يبرر تواجد هذا الدم ، وهي رؤية واقعية للوحة لا تخلو من منطق و محاكمة عقلية للأمور . الفائز الثاني . مكرم خلف فتنة.. لم تستطِع أن تكون أنثى مطيعة خاضعة .. تمردت .. أخرسوها.. ثارت بصمتها ..اشتعلت عيناها .. أشهرت اناملها سيوفاً ؛ فكتبت طعنوا قلبها .. أقسمت أن يكون دمها . فتنة !! . أما كاتبتنا الغالية مكرم فقد رأت في اللوحة فتنةً فقد سرح بها خيالها لتصف بطلة اللوحة بالتمرد ، فهي لم تقبل الخنوع والطاعة ، فقاموا على إسكاتها ، عند ذلك خرج الصمت من قيده ثورةً ،وصارت عيونها نارًا (رغم أني لم ألمح العيون في اللوح )كما حوّلت رؤوس أصابعها إلى سيوف استخرجت بها قلبها ، لقد قتلت نفسها لتجعل من دمها فتنة ، وقبل أن تطعن نفسها كتبت بأنهم طعنوها وليست هي من طعن نفسها . يا لها من متمردة . وهذه رؤية جميلة من زاوية الكاتبة ، فقد جعلت من دمها ما يؤجج ثورة ضد من يريد إسكات كل أنثى حُرة .وهذه الرؤية أيضًا تميل إلى الواقعية . الفائز الثاني زكية الحداد طفيلي تدلت من كرمة العشق ؛ عنقودا شهيا ؛ تقطر خمرتها على ذلك اليقطين المتسلق ؛ الذي أبى إلا أن يمد جذوره لفوق ؛ ويلتف حولها خانقا فيها كل رغبة بالحياة .. ضاقت به ذرعا ؛ اجتثت قلبها بيدها علها تجد خلاصا منه . لم يلحظ حتى رحيلها.. و هو فاغر فاه يعب آخر قطرات أكسير حياتها اللذيذ مادا يديه متوسلا المزيد ..! أما كاتبتنا زكية الحداد فقد نظرت إلى اللوحة من خلال عالم السحر والعشق السرمدي ، ورأت القصة من خلال عنوانها طفيلي ، فالعاشقة عنقود يتدلى من كرمة ، يسيل دمها وكأنه خمر يتلقفه البطل في اللوحة وهو حسب رؤيتها كنبات اليقطين المتسلق ، ومن عجائبه أنه لا يتسلق بسوقه بل بجذوره وذلك كي يستقي من خمرة هذا العنقود ، ويحاول أن يخنقها ، عند ذلك قررت أن تقتلع قلبها بيدها فاستمر بنهل دمها غير عابئ بموتها بل يمد فروعه (يديه) طالبًا المزيد من دمها . صورة أدبية عبرت عن اللوحة بطريقة جميلة لا تخلو من خيال وفي الوقت نفسه ، تصف حالة من الانهزامية عانت منها البطلة بسبب هذا الطفيلي ، على الرغم من سلبية البطلة في قتل نفسها إلا أن تعبير الكاتبة عنها مبدع حقَا . الفائز الثالث ، .. سيد ماهر رِقٌ بأمرٍ من " إيروس" تمازج دم هيفيستوس بـ هيرا..فصار الأفق يبرق بشهب أحرق الأرض..مازالت نطفتهما تشق طريقها نحو جمجمة الصنم. أما الأستاذ سيد ماهر فقد رأى في اللوحة رِقًّا ، وليس هذا فقط بل حاول إسقاط الأساطير الإغريقية ، فقد رأى فيها كاتبنا صورة للولد القبيح إله النار (هيفاستوس ) ورأى في بطلة اللوحة صورة أمه (هيرا) وقد اختلط دمهما معًا ، مع أني كنت أفضل أن يختلط دمه بأفروديت زوجته الخائنة ولكن هكذا تخيل الكاتب الصورة وهو خيال مشروع ، يوحي بمدى الألم الذي عانته هيرا من زوجها (زيوس ) وماذا حصل من تمازج الدم؟ لقد تحول الأفق إلى موطن لنيازك وشهب حارقة للأرض ، وسرت نطفة الحياة فيهما نحو جمجمة الصنم ؟ ما معنى ذلك ؟
لعل المقصود أن النطفة تحتاج بيئة حية لتنمو لكن ذهابها إلى الصنم يعني أنها ستموت ولن يكتب لها الحياة . رؤية جميلة للوحة بطريقة مبتكرة لا تخلو من إبداع . وقد جاء بين نصوص المسابقة مجموعة من النصوص المميزة التي عبّرت عن اللوحة بشكل جميل منها نص الكاتبة سوزان اسماعيل فكيف رأت اللوحة . سقوط تاهَتْ في أروقةِ الحياةِ ، وجدَتْ نفسَها في متاهةٍ لاسبيلَ للخروجِ منْها ، أضاعَتْ البوصلةَ لمْ تجدْ لها هدفًا لحياتِها ، يِئسَتْ ، تلاشَتْ ، سقطَتْ ، وقبلَ بلوغِ الهاويةِ ، كانَتْ يداهُ سريرًا لها ، حمَتْها منْ لعنةِ السقوطِ . لقد رأت في القصة إيحاءً بالسقوط ، فالبطلة تسقط ، إلى أن وجدت نفسها ضائعة ، ولم تهتدِ إلى سبيلها فهي بغير بوصلة ، كما أضاعت هدف الحياة ، وأصابها اليأس ، حتى وصلت إلى مرحلة الفناء ، وبدأت بالسقوط وقبل أن تصل إلى القاع أمسك بها بطل اللوحة لتكون يداه سريرًا لها لتحميها من الوقوع ولعنته ، وهل للوقوع لعنة ؟ نعم ربما يكون له لعنة في لوحة سريالية كهذه تُبرز اللاشعور أكثر مما تُبرز الشعور . رؤية جميلة تخترق صمت اللوحة بخيال جميل . أَجَل للكاتب علي العكشي بشعرها الأصفر وجسمها الرشيق تراقصت أمامه مثل حورية البحر. فولِد الحب من رحم المعاناة، ومع الحب جاء الألم. وبين الحب والألم، خُلقت النطفة. وقبل أن تركن النطفة الى قرارٍ مكين، باغتها القدر. رأى الكاتب هذه اللوحة من خلال عنوان هو الأجل والأجل هو العمر. البطلة ذات شعر أشقر وجسد رشيق ، تتراقص أمام بطل اللوحة مثل حورية البحر ، وهذا ما ولّد الحب بينهما ، ولكن ولد هذا الحب من قلب الألم ، لماذا يا ترى ؟ هكذا تخيّل الكاتب كما تخيل أن الألم جاء مع الحب أيضًا ، وما بين الحب والألم ، خلقت نطفة وهي مكوّن الحياة وكنهه ، ولكن لم يكتب لها البقاء وقدر لها الفناء . رؤية جميلة أراها تخترق اللوحة وتضفي عليها كمًا من الحيوية والحركة وحسن التعبير . تحياتي للكتاب الرائعين الذين أبدعت أقلامهم وصفًا ، فجاءت كلماتهم لوحة أخرى ، ولكنها لونت بهمس الحروف ، وخطتها بلاغة اللفة ، واخترقها الخيال الثري لتضفي كمًا هائلًا من المشاعر الإنسانية الراقية