×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

دراسة مقدمة من رئيسة جمعية التواصل والحوار الإنساني الإعلامية إيمان عبد الملك .... آل عبد الملك ،هي أسرة من أسر الموحدين الدروز المشايخ في بلدة بتاتر بقضاء عاليه...هم أحد الفروع التنوخية ،لهم تراثهم التاريخي في جبل لبنان.

دراسة مقدمة من رئيسة جمعية التواصل والحوار الإنساني الإعلامية إيمان عبد الملك .... آل عبد الملك ،هي أسرة من أسر الموحدين الدروز المشايخ في بلدة بتاتر بقضاء عاليه...هم أحد الفروع التنوخية ،لهم تراثهم التاريخي في جبل لبنان.
 دراسة مقدمة من رئيسة جمعية التواصل والحوار الإنساني الإعلامية إيمان عبد الملك ....
آل عبد الملك ،هي أسرة من أسر الموحدين الدروز المشايخ في بلدة بتاتر بقضاء عاليه...هم أحد الفروع التنوخية ،لهم تراثهم التاريخي في جبل لبنان.
ينسب تاريخ عائلة عبد الملك إلى جدهم الأعلى عبد الملك بن مالك بن بركات بن مسعود بن عون بن عبد الملك المنذر الخامس ،آخر الملوك المناذرة وهذه التسمية لعبد الملك لم تظهر لديهم في نص تاريخي مكتوب قبل النقوش المحفورة على بوابة حصن العائلة في بتاتر وعلى مدفن قديم للعائلة على مدخل بتاتر وتواريخهما ١٦٩٩ و ١٧١٢.اما بخصوص نوع الحجارة في بنيان بوابة آل عبدالملك في بتاتر فهو نوع من الحجر الصلصالي الأبيض والملون والسهل التشكيل والنحت ،فاننا لا نجد له مثيلا في العمارة اللبنانية في الجرد والمتن والشوق المعاصرة لهذا البناء ، ما خلا بعض بوابات قصر فخر الدين الثاني في دير القمر ،واذا ما استعدنا للذاكرة ،قسم فخر الدين المذكور على بناء عاصمته (دير القمر )من حجر عكار ،فان وحدة مصدر الحجارة المستعملة يطرح سؤالا" حول الربط بين آل عبد الملك المذكورين وبين فخر الدين المعني الثاني .
هي أسرة عربية عريقة كان لها دورا" فعالا" في تاريخ الجبل اللبناني وقد أخرجت عددا" من رجال الوجاهة والساسة والبطولة والعلم ،نذكر منهم الشيخ شبلي عبد الملك (١٨٦٠) الذي استقدم آل برطاليس لبناء مصنع الحرير في بتاتر (١٨٤٨) وأمن لمنطقته الازدهار الاقتصادي والاجتماعي في فترة من الزمن ، وكان مصنعه أول مصنع الحرير في لبنان ،والشيخ ناصر الدين عبد الملك مدير مقاطعة الجرد الاعلى في أعقاب حوادث الستين (١٨٩٤) وعضو مجلس الإدارة (دورة سنة ١٨٨٥)وعبد المجيد بن يوسف عبد الملك (١٨٤٠-١٩١١)رافق السلطان العثماني عبد العزيز وحامي رأسه ،وأمين بن محمد عيد الملك عضو مجلس إدارة لبنان في عهد المتصرفية ،وفؤاد بن ناصر الدين بن جنبلاط بن كليب عبد الملك (١٨٧٨-١٩٥٤) مدير ناصية الجرد الشمالي (عام ١٩٠٣) وهو الذي وقف في وجه المتصرف نعوم باشا والف مع بعض الزعماء الشوفيين حزبا وسطا" بين الحزبين اليزبكي والجنبلاطي حزب (الثالوث) ونجيب بن امين عبد الملك (١٨٨٧-١٩٢٣)عضو مجلس الإدارة دورة ١٩١٥ وعضو وفد الحكومة الفيصلية إلى مؤتمر الصلح في فرساي (١٩١٩).
ان قدم المباني التي بناها آل عبد الملك تدل على أقدميتهم في السلطة على مقاطعة الجرد التي كانت تضم عين زحلتا وعين دارة والمنطقة التي تعرف بالمناصف قبل أن تقتطع من أمارتهم لصالح (مشايخ آل العيد في عين زحلتا ) ،كذلك الأراضي الملاصقة للإقطاع المعني لجهة الشمال اي مناطق المناصف والعرقوب كانت تدعى الشوف الشويزاني ،فان نسبهم الشويزان هي نسبة لأحد مراتب أسلافهم لاحقة لنسبهم لعبد الملك .
أما مسألة انحسار اقطاعهم عن عين دارة وعين زحلتا وهو العمق الأمني الطبيعي لمنطقتي الجرد وظهر البيدر عائد لإعادة ترتيب المقاطعات التي تمت بعد هزيمة مرج دابق ،فحين انهار نفوذ المعنيين وارتقى الشهابيون سدة الحكم وكانت الدولة العثمانية قد فقدت ثقتها بالأمراء الدروز بعد انقلاب المعنيين عليهم وسعيهم للتخلص من نفوذها وتحالفهم مع اعدائها ،اضافة إلى سياسة التنوخيين التقليدية في معارضتها ،لجأ هذا الفخذ التنوخي في معركة عين دارة إلى تغيير انتمائه الحزبي من اليمنية إلى القيسية و تقرب من حلف الدولة في عين دارة كي يحافظ على امارته ،انما على رقعة من الأرض اصغر من الإمارة السابقة ،حيث بقيت المناصف التي كانت قد اقطعت من إمارة الجبل العليا الجرد في يد سواهم، وتكون بذلك قد خفضت صلاحيتهم .
بعد أن كان داخل الحصن مكان يعرف بالمشنقة وهو امتياز للإمارة كسلطة عليا للحكم المحلي في الجبل ،خفضت هذه الصلاحيات إلى درجة المشيخة ولم يستمر بهم لقب الإمارة ،فيما رفع اللمعيون من مقدمين إلى أمراء رغم تقلص اقطاعهم وتقلص اقطاع الإرسلانيين كذلك لحساب بيت تلحوق والغي اقطاع الأسر اليمنية .
الموحدون الدروز بحكم المهمات الملقاة على عاتقها تمركزوا في الأماكن الاستراتيجية وهي الاماكن الاستراتيجية المرتفعة لا يستثنى منها سوى قريتين معصريتي والرماية ،أما الأماكن الأخرى وهي الأودية وبعض المرتفعات الجبلية التي تتوافر فيها المياه السطحية تمركز فيها المسيحيون ،فلم يكن باستطاعة الدروز وهم قليلو العدد التفرغ للعمل الزراعي ،بل تفرغوا للحرب والاستعداد لها والتدرب المستمر على فنونها ،فكان مجتمعهم بهذا المعنى مجتمعا" عسكريا".وجاء تمرس المسيحيين بالعمل الزراعي ووجودهم بالأراضي الزراعية ومصادرة الأراضي التي بحوزتهم وتمليكها لهم بموجب بروتوكول ١٨٦٤ كتعويض عن أضرار الحرب التي لحقت بمسيحي المنطقة إضافة إلى قيامهم بالأعمال الحرفية كالسكافة والحدادة والنجارة ،وكان له أثر في تطور ثروتهم ،بعد زوال النظام الاقطاعي مقابل افتقار الدروز وتناقص ثروتهم ،وقد انعكس هذا الوضع بشكل عام فيما بعد تداخل الحروب السياسية بالحروب الطائفية وبالعكس ،لذلك كانت الضيع في الوديان الخصبة بالمياه جميع سكانها مسيحيين،فيما قرى الدروز جردية ذات أهمية دفاعية استراتيجية لكنها غير منتجة .
كانت لرجال آل عبد الملك مواقف مشرفة نذكر منهم ابراهيم بن عبد المجيد عيد الملك ،مناضل سياسي وشاعر ولد في بتاتر عام ١٨٨٥ ،كان والده قد عين ضابطا في الحرس الامبراطوري الخاص بالسلطان عبد الحميد الثاني ،وذلك حين عمل على لم شمل الإمبراطورية العثمانية وتحقيق الإصلاح فيها .فكان من جملة إجراءاته أن استدعى نفرا من أبناء الأعيان في أرجاء امبراطوريته وشكل منهم حرسا" خاصا"ليقرب أعيان المملكة منه ،فعين من آل عبد الملك عثمان بك عبد الملك وعبد المجيد عبد الملك ولقد حمل من تقلد هذا المنصب لقب "حامي رأس السلطان" .فقد تربى ابراهيم في بيت ذي جاه واسع وتلقى علومه في مدرسة الحكمة في بيروت ،فكان من رفاق صباه "بشارة الخوري "الأخطل الصغير وشبلي الملاط اذن شده إليهما رباط الشعر بالإضافة إلى رباط الزمالة ،ثم تابع تعليمه في الحقوق وحين شب عين مدير للجرد الشمالي ،ولكن جمال باشا عزله من ضمن حملته باضطهاد الزعماء الوطنيين .فكان الوهن قد بلغ أقصاه في الدولة العثمانية حينها "الرجل المريض" وباتت تعاني سكرات الموت ونشأت فيها الحركات الاستقلالية ،فانخرط في الحركة الوطنية ومارس النشاط السري لهذه الحركة ،كانت حينها حصرا"على المثقفين الارستقراطيبن ،ونشأت بينه وبين الاميرين شكيب وعادل ارسلان أواصر صداقة شخصية حميمة .
من كتاب "تاريخ الإقطاع في لبنان " .... للمؤرخ عبد المجيد عبد الملك
image

image