سندة بالهادي ..
قصة قصيرة بعنوان كواليس المشهد
بقلم دكتور اشرف جودة السعيد
بطل قصتنا عماد الذي اخذت منه الدنيا الكثير والكثير وأصبح منكبا علي اسرته زوجته وأولاده ليوفر لهم الحياة الكريمة الامنة ولكن لم يعد عماد كما كان تغير عن ما كنا نعرفه كان مرحا ضحوكا دائم الفكاهة يحب الناس ويحبوه اما الآن فهو انسان اخر شارد اذا حدثته لا يسمعك واذا اشرت اليه لا يراك كانه في عالم اخر غير عالمنا وكأنه يريد ان يبحر في سفينة الماضي نراه يهرب من حاضره ولا يعيشه أين مرحك؟ أين خفة ظلك؟ أين انت؟ لا نجدك ونجزم انك لا تجد نفسك واذا التقينا به نحن اصدقاء الماضي نجده بعيداً عنا رغم اشتياقه لما مضي أصبحنا نتحير فيه ونشفق عليه ونحس انه لا يتكيف مع حاضره ولا يضع تصورا لمستقبله وكأنه يعيش حياته يوما بيوم وكما قال لنا كل الايام متشابهة لا يجد في حياته تغيير حاولنا ان نعيد له توازنه مرة اخري دون جدوي ومنذ ايام قليلة وجدناه يتواصل معنا واحداً واحدا يريد ان يقابلنا وكان اثناء مكالمته لكل واحد منها متوترا حاملا للهموم ومنذ قليل انتهت مقابلتنا معه كان لقاءنا في احد نوادي القاهرة التي طالما تقابلنا فيه كثيرا في الماضي ومنذ فترة كبيرة ونحن لم نلتقي جميعاً وكان هذا المكان هو مسرحا لذكرياتنا معا في الماضي في بداية المقابلة وجدنا عماد في حالة غير طبيعية وكانه يريد ان يبكي مبتلة عيونه بالدموع والتي بدأت تنسكب علي خديه رويدا رويدا حتي تاثرنا جميعا و كان مشهدا دراميا ظللنا ننظر اليه وينظر الينا ونهرب من نظراته لنا لينظر بعضنا الي بعض وسرعان ما انتهي هذا المشهد ببداية حديث عماد والذي قال اتدرون من قابلت اليوم صدفة وكاد وهو يقول هذا ان يصرخ وأحمر وجهه والتفت الناس الينا الا ان تدارك نفسه وهدا من روعه واستكمل حديثه وقال رأيت ذكري قلنا جميعا في صوت واحد من وكأننا نتظاهر اننا لم نسمع رغم اننا سمعنا جيدا اعادها علينا مرة اخري اقول ذكري نزل الوجوم علينا جميعا ونحن نعلم تاكده من سماعنا هذه المرة اسمها فكان لابد ان نظهر امامه مشاعرنا الحقيقية فذكري هي ذكراه التي ازيح عنها التراب و فتحت الستار عنها اليوم بعد سنين طويلة قلنا له احكي ماذا حدث ؟ قال وهو يداري وجهه عنا من اختلاط دموعه بملا وجهه كنت اسير في الشارع قرب بيتي لاشتري بعض احتياجات اسرتي وقبل اقترابي من السوق في لحظة منسية لا ادري مداها ولا كيف بدأت ولكن شعرت انها حدثت خلسة وفي غفلة مني عيني وقعت بدون اية مقدمات علي عين رأيتهاقبل ذلك ولكن يا تري لمن ؟ سبقت الإجابة السؤال ادركت انها هي ولكن كيف؟وما الذي جاء بها الي؟ ومن انا الان؟ومن هي الان؟ اصبت بدوار وتصبب العرق مني كالسيول وكنت احاول ان اتمالك نفسي ولكن دون فائدة حتي استجمعت بعض من قواي وعيني وقعت علي ولد وبنت ممسكين بايديها وهي تتشبث بهما وقد ظهر علي وجهها اثار السنين لاحظت ان ابناءها ينظرون اليها وتنظر اليهما وتكاد تبكي و وجدتهما ينظران الي نظرة فيها سؤال قرأته في اعينهما من أنت؟ وهل تعرفنا؟ رددت عليهما في نفسي نعم اعرفكما ولكن ! مرت هذه اللحظات كانها عمر رغم انني لم اتحدث بكلمة واحدة وأخذت وابناءها طريقهم وانا اخذت طريقاً لا أعرفه وامامي شاشة عرض لذكريات الماضي كل منا الان له طريقه ولتكن ذكري كما كانت ذكري ولكن لن أترك نفسي لهذه الذكريات بل حاضري اعيشه ومستقبلي احلم به مع زوجتي وابناءي ابتسمنا وسعدنا بكلام عماد وايدناه في ذلك واتفقنا علي ان نلتقي كل اسبوع لا لاستعادة الماضي بل لبناء المستقبل معاً.
بقلم دكتور اشرف جودة السعيد
بطل قصتنا عماد الذي اخذت منه الدنيا الكثير والكثير وأصبح منكبا علي اسرته زوجته وأولاده ليوفر لهم الحياة الكريمة الامنة ولكن لم يعد عماد كما كان تغير عن ما كنا نعرفه كان مرحا ضحوكا دائم الفكاهة يحب الناس ويحبوه اما الآن فهو انسان اخر شارد اذا حدثته لا يسمعك واذا اشرت اليه لا يراك كانه في عالم اخر غير عالمنا وكأنه يريد ان يبحر في سفينة الماضي نراه يهرب من حاضره ولا يعيشه أين مرحك؟ أين خفة ظلك؟ أين انت؟ لا نجدك ونجزم انك لا تجد نفسك واذا التقينا به نحن اصدقاء الماضي نجده بعيداً عنا رغم اشتياقه لما مضي أصبحنا نتحير فيه ونشفق عليه ونحس انه لا يتكيف مع حاضره ولا يضع تصورا لمستقبله وكأنه يعيش حياته يوما بيوم وكما قال لنا كل الايام متشابهة لا يجد في حياته تغيير حاولنا ان نعيد له توازنه مرة اخري دون جدوي ومنذ ايام قليلة وجدناه يتواصل معنا واحداً واحدا يريد ان يقابلنا وكان اثناء مكالمته لكل واحد منها متوترا حاملا للهموم ومنذ قليل انتهت مقابلتنا معه كان لقاءنا في احد نوادي القاهرة التي طالما تقابلنا فيه كثيرا في الماضي ومنذ فترة كبيرة ونحن لم نلتقي جميعاً وكان هذا المكان هو مسرحا لذكرياتنا معا في الماضي في بداية المقابلة وجدنا عماد في حالة غير طبيعية وكانه يريد ان يبكي مبتلة عيونه بالدموع والتي بدأت تنسكب علي خديه رويدا رويدا حتي تاثرنا جميعا و كان مشهدا دراميا ظللنا ننظر اليه وينظر الينا ونهرب من نظراته لنا لينظر بعضنا الي بعض وسرعان ما انتهي هذا المشهد ببداية حديث عماد والذي قال اتدرون من قابلت اليوم صدفة وكاد وهو يقول هذا ان يصرخ وأحمر وجهه والتفت الناس الينا الا ان تدارك نفسه وهدا من روعه واستكمل حديثه وقال رأيت ذكري قلنا جميعا في صوت واحد من وكأننا نتظاهر اننا لم نسمع رغم اننا سمعنا جيدا اعادها علينا مرة اخري اقول ذكري نزل الوجوم علينا جميعا ونحن نعلم تاكده من سماعنا هذه المرة اسمها فكان لابد ان نظهر امامه مشاعرنا الحقيقية فذكري هي ذكراه التي ازيح عنها التراب و فتحت الستار عنها اليوم بعد سنين طويلة قلنا له احكي ماذا حدث ؟ قال وهو يداري وجهه عنا من اختلاط دموعه بملا وجهه كنت اسير في الشارع قرب بيتي لاشتري بعض احتياجات اسرتي وقبل اقترابي من السوق في لحظة منسية لا ادري مداها ولا كيف بدأت ولكن شعرت انها حدثت خلسة وفي غفلة مني عيني وقعت بدون اية مقدمات علي عين رأيتهاقبل ذلك ولكن يا تري لمن ؟ سبقت الإجابة السؤال ادركت انها هي ولكن كيف؟وما الذي جاء بها الي؟ ومن انا الان؟ومن هي الان؟ اصبت بدوار وتصبب العرق مني كالسيول وكنت احاول ان اتمالك نفسي ولكن دون فائدة حتي استجمعت بعض من قواي وعيني وقعت علي ولد وبنت ممسكين بايديها وهي تتشبث بهما وقد ظهر علي وجهها اثار السنين لاحظت ان ابناءها ينظرون اليها وتنظر اليهما وتكاد تبكي و وجدتهما ينظران الي نظرة فيها سؤال قرأته في اعينهما من أنت؟ وهل تعرفنا؟ رددت عليهما في نفسي نعم اعرفكما ولكن ! مرت هذه اللحظات كانها عمر رغم انني لم اتحدث بكلمة واحدة وأخذت وابناءها طريقهم وانا اخذت طريقاً لا أعرفه وامامي شاشة عرض لذكريات الماضي كل منا الان له طريقه ولتكن ذكري كما كانت ذكري ولكن لن أترك نفسي لهذه الذكريات بل حاضري اعيشه ومستقبلي احلم به مع زوجتي وابناءي ابتسمنا وسعدنا بكلام عماد وايدناه في ذلك واتفقنا علي ان نلتقي كل اسبوع لا لاستعادة الماضي بل لبناء المستقبل معاً.