الجبايش في الذاكرة-23 مباحثات الشيخ سالم مع السير برسي كوكس اكراما للشيخ ضياء الخيون
الجبايش في الذاكرة-23
مباحثات الشيخ سالم مع السير برسي كوكس
حدث لقاء في البصرة بين الشيخ سالم والسير برسي كوكس حول تقسيم العراق واعلن سالم رفضه لهذا وان هذه الامور يجب ان يؤخذ رأي العراقيين فيها ، فقال له كوكس(سوف تخسر الكثير ياشيخ سالم) فرد عليه الشيخ:
(اني فرد من العراقيين ولا يسرني شيء لا يسر الجميع ولا يهمني بعد ذلك ان أكون فلاحاً أو ملاحاً).
وقد اهتمت الحكومة البريطانية بتأليف الحكومة المؤقتة ، وقد أراد السيد (طالب النقيب) ان يكون هو رئيس الحكومة فأقنعه الشيخ سالم بترك هذا الرأي لان الكلمة اليوم تجمع حول (السيد عبد الرحمن النقيب) لانه رجل ذو مقام اسلامي وشخصية محبوبة في العراق وخارجه ،فاستحسن هذا الاقتراح السير برسي كوكس والمستر فلبي ، وعندما تكونت الحكومة العراقية المؤقتة عرض على سالم ان يكون وزيرا فيها فأبى ذلك معتذرا لبعض المشاغل العشائرية.
سالم الخيون وعبد الرحمن الكيلاني
وبعد مسيرة من الاعمال المتلاحقة والتنقلات وصل الشيخ سالم الى بغداد ، وفي مأدبة عشاء أقامها عبد الرحمن الكيلاني عرضت عليه مسألة الملكية والجمهورية فبنى رأيه حول مسألة الجمهورية قائلاً:
(انني أفضل رابطة العراقيين من رابطة الملكية) فقام عبد الرحمن النقيب وضمه الى صدره وتمثل بهذا البيت الشعري:
يلومونني في سالم وألومُهُم وَجِلْدُهُ بينَ العَيْنِ والأنفِ سالمُ
وبعد اعتذارات وحجج كثيرة قدمها سالم الخيون تقبل منصب وزير بلا وزارة في وزارة النقيب الاولى للحكومة المؤقتة.
وترجع بدايات الوزراء بلا وزارة حين قام السير برسي كوكس بتشكيل مجلس استشاري من الموظفين البريطانيين في العراق وبدأ اتصالاته المكثفة مع العديد من الوجهاء والشيوخ في مقدمتهم عبد الرحمن النقيب (نقيب اشراف بغداد) وقد أثمرت الاتصالات عن تشكيل حكومة عراقية مؤقتة في 25/10/1920 وكانت تتـألف من ثمانية وزراء واثني عشر وزيرا بلا وزارة وهم بمثابة هيئة استشارية لمجلس الوزراء ، وكان الشيخ سالم ممثلا عن المنتفق وكذلك الشيخ ضاري السعدون ، ويبدو واضحا ان اختيارهما كان على أساس تأثير كل منهما ، فالشيخ سالم يقود احدى العشائر القوية المتمركزة في منطقة جغرافية صعبة بحكم وجودها في الاهوار.
وكانت للشيخ سالم علاقات طيبة واسعة جدا تمتد من شمال العراق الى جنوبه ، فعلاقته بالسيد عبد الرحمن النقيب كانت وطيدة وكان الشيخ يحظى باحترام ومنزلة عالية ، وكان السيد النقيب ينظر الى الشيخ على انه السياسي الذي جاء من الاهوار ، ولقد أثبت الشيخ سالم على انه سياسي من الطراز الاول حتى انه حظي بتأييد كبير جدا في بغداد رغم وجود فطاحلة الساسة فيها ، ورغم ذلك استطاع الشيخ سالم ان يثبت وجوده من خلال اعتلاءه منصب وزير بلا وزارة ووجوده في المجلس التأسيسي.
الشيخ سالم والملك فيصل
عندما وصل الملك فيصل الى بغداد وقام بعض الشخصيات والعلماء بطلب البيعة للملك فيصل ، كانت مطالبة الشيخ سالم بالجمهورية على أشدها ، وفي أحدى المجالس التي اجتمع فيها بعض الشخصيات والعلماء طلبوا من الشيخ سالم ان يعطي رأيه في الموضوع ، فظل الشيخ ساكتا ، فصاح عليه (السيد محمد القزويني):
(تكلم ياأبا دبيس) فقال:
(أرجو من الخطباء ان يؤجلوا أمر البيعة لأن الملوك لا تبايع بمجرد الكلام والخطب).
أي انه يحتاج الى وقت للمشاورة والتداول ، فذهب اهل النفاق الى الملك فيصل وأخبروه ان البيعة كادت تتم لولا معارضة الشيخ سالم الخيون ، فتأثر الملك كثيرا ودعى الشيخ سالم وسأله عن الموضوع فشرح الشيخ كل ملابسات القضية بصدق ولما تبين للملك الصواب من الرأي شكر الشيخ سالم ، ولما رأى الملك رجاحة عقل سالم ، أراده ان يكون على رأس وفد يذهب الى النجف للحصول على البيعة للملك ، فأعتذر الشيخ خوفا من المنافقين الذي سيكونون في الوفد لكن الملك ألح على الشيخ سالم وقال له:
(ياسالم ، اني أعلق عليك آمالي)
فوافق الشيخ وذهب الى النجف وعند وصوله دعاه السيد (ابو الحسن الحكيم قدس سره) وسأله عن رأيه في البيعة منفردا حيث قال له:
(ياسالم ان علماء الجعفرية يتوخون منك نصرتهم كما كانوا يتوخون ذلك من اجدادك دبيس وصدفة والحاج ناصر ويعدونكم الحماة المناصرين للمذهب الجعفري وقد سبق لكم ولا تزالون راهني انفسكم بالاخلاص لاهل بيت رسول الله (ص) ، وقد جئت انت والوفد لأمر عظيم وهذا اليوم له ما بعده ، فهل تنصح بحكم اطلاعك بعقد البيعة ؟).
فأجابه الشيخ سالم:
(نعم يامولاي واني سأكون عند حسن ظنكم بحول الله وقوته).
وبعد التصديق على مضابط البيعة عاد الوفد الى بغداد يحمل البيعة للملك فيصل.
حيال محمد ألا سدي
مباحثات الشيخ سالم مع السير برسي كوكس
حدث لقاء في البصرة بين الشيخ سالم والسير برسي كوكس حول تقسيم العراق واعلن سالم رفضه لهذا وان هذه الامور يجب ان يؤخذ رأي العراقيين فيها ، فقال له كوكس(سوف تخسر الكثير ياشيخ سالم) فرد عليه الشيخ:
(اني فرد من العراقيين ولا يسرني شيء لا يسر الجميع ولا يهمني بعد ذلك ان أكون فلاحاً أو ملاحاً).
وقد اهتمت الحكومة البريطانية بتأليف الحكومة المؤقتة ، وقد أراد السيد (طالب النقيب) ان يكون هو رئيس الحكومة فأقنعه الشيخ سالم بترك هذا الرأي لان الكلمة اليوم تجمع حول (السيد عبد الرحمن النقيب) لانه رجل ذو مقام اسلامي وشخصية محبوبة في العراق وخارجه ،فاستحسن هذا الاقتراح السير برسي كوكس والمستر فلبي ، وعندما تكونت الحكومة العراقية المؤقتة عرض على سالم ان يكون وزيرا فيها فأبى ذلك معتذرا لبعض المشاغل العشائرية.
سالم الخيون وعبد الرحمن الكيلاني
وبعد مسيرة من الاعمال المتلاحقة والتنقلات وصل الشيخ سالم الى بغداد ، وفي مأدبة عشاء أقامها عبد الرحمن الكيلاني عرضت عليه مسألة الملكية والجمهورية فبنى رأيه حول مسألة الجمهورية قائلاً:
(انني أفضل رابطة العراقيين من رابطة الملكية) فقام عبد الرحمن النقيب وضمه الى صدره وتمثل بهذا البيت الشعري:
يلومونني في سالم وألومُهُم وَجِلْدُهُ بينَ العَيْنِ والأنفِ سالمُ
وبعد اعتذارات وحجج كثيرة قدمها سالم الخيون تقبل منصب وزير بلا وزارة في وزارة النقيب الاولى للحكومة المؤقتة.
وترجع بدايات الوزراء بلا وزارة حين قام السير برسي كوكس بتشكيل مجلس استشاري من الموظفين البريطانيين في العراق وبدأ اتصالاته المكثفة مع العديد من الوجهاء والشيوخ في مقدمتهم عبد الرحمن النقيب (نقيب اشراف بغداد) وقد أثمرت الاتصالات عن تشكيل حكومة عراقية مؤقتة في 25/10/1920 وكانت تتـألف من ثمانية وزراء واثني عشر وزيرا بلا وزارة وهم بمثابة هيئة استشارية لمجلس الوزراء ، وكان الشيخ سالم ممثلا عن المنتفق وكذلك الشيخ ضاري السعدون ، ويبدو واضحا ان اختيارهما كان على أساس تأثير كل منهما ، فالشيخ سالم يقود احدى العشائر القوية المتمركزة في منطقة جغرافية صعبة بحكم وجودها في الاهوار.
وكانت للشيخ سالم علاقات طيبة واسعة جدا تمتد من شمال العراق الى جنوبه ، فعلاقته بالسيد عبد الرحمن النقيب كانت وطيدة وكان الشيخ يحظى باحترام ومنزلة عالية ، وكان السيد النقيب ينظر الى الشيخ على انه السياسي الذي جاء من الاهوار ، ولقد أثبت الشيخ سالم على انه سياسي من الطراز الاول حتى انه حظي بتأييد كبير جدا في بغداد رغم وجود فطاحلة الساسة فيها ، ورغم ذلك استطاع الشيخ سالم ان يثبت وجوده من خلال اعتلاءه منصب وزير بلا وزارة ووجوده في المجلس التأسيسي.
الشيخ سالم والملك فيصل
عندما وصل الملك فيصل الى بغداد وقام بعض الشخصيات والعلماء بطلب البيعة للملك فيصل ، كانت مطالبة الشيخ سالم بالجمهورية على أشدها ، وفي أحدى المجالس التي اجتمع فيها بعض الشخصيات والعلماء طلبوا من الشيخ سالم ان يعطي رأيه في الموضوع ، فظل الشيخ ساكتا ، فصاح عليه (السيد محمد القزويني):
(تكلم ياأبا دبيس) فقال:
(أرجو من الخطباء ان يؤجلوا أمر البيعة لأن الملوك لا تبايع بمجرد الكلام والخطب).
أي انه يحتاج الى وقت للمشاورة والتداول ، فذهب اهل النفاق الى الملك فيصل وأخبروه ان البيعة كادت تتم لولا معارضة الشيخ سالم الخيون ، فتأثر الملك كثيرا ودعى الشيخ سالم وسأله عن الموضوع فشرح الشيخ كل ملابسات القضية بصدق ولما تبين للملك الصواب من الرأي شكر الشيخ سالم ، ولما رأى الملك رجاحة عقل سالم ، أراده ان يكون على رأس وفد يذهب الى النجف للحصول على البيعة للملك ، فأعتذر الشيخ خوفا من المنافقين الذي سيكونون في الوفد لكن الملك ألح على الشيخ سالم وقال له:
(ياسالم ، اني أعلق عليك آمالي)
فوافق الشيخ وذهب الى النجف وعند وصوله دعاه السيد (ابو الحسن الحكيم قدس سره) وسأله عن رأيه في البيعة منفردا حيث قال له:
(ياسالم ان علماء الجعفرية يتوخون منك نصرتهم كما كانوا يتوخون ذلك من اجدادك دبيس وصدفة والحاج ناصر ويعدونكم الحماة المناصرين للمذهب الجعفري وقد سبق لكم ولا تزالون راهني انفسكم بالاخلاص لاهل بيت رسول الله (ص) ، وقد جئت انت والوفد لأمر عظيم وهذا اليوم له ما بعده ، فهل تنصح بحكم اطلاعك بعقد البيعة ؟).
فأجابه الشيخ سالم:
(نعم يامولاي واني سأكون عند حسن ظنكم بحول الله وقوته).
وبعد التصديق على مضابط البيعة عاد الوفد الى بغداد يحمل البيعة للملك فيصل.
حيال محمد ألا سدي