×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

فاديا عيسى قراجه فضائح نسائية

فاديا عيسى قراجه  فضائح نسائية
 فاديا عيسى قراجه

فضائح نسائية
-1-
قبضوا عليها بالجرم المشهود , فبدأت الجرائد والمجلات تنشر حياتها و صورها الخاصة, كعناوين رئيسة ..
ازدهرت القراءة في كل مكان , على الرصيف , وفي منتصف الشارع, وفي القطار البطيء, وعلى الشرفات , وبين الزواريب .. وبين الحصص الدراسية, وفي ساعات تنفس المساجين ..
ازدادت مبيعات الجرائد الصفراء والحمراء , وقُضي على ظاهرة البطالة , فالجميع أصبح يتقن مهنة الصحافة , و فن كتابة التقارير ..
وكانت تهمتها شنيعة للغاية (عاشقة عن قصد وسبق إصرار لتراب الوطن)
-2-
حجروا عليها , وطلقوها من زوجها , وأودعوها السجن مع المنحرفات وذوات السوابق الأخلاقية لأنها قالت : الله حبيبي .

حصلت على ورقة طلاقها خلال أربع دقائق لأنها نشرت مذكرات زوجها الوزير في صحف غربية معادية, رغم أنه مضى على قضية الطلاق التي ترفعها على زوجها في المحاكم أكثر من أربعين عاماً ..
-4-
رغم أنها لم تنجب , ولم تُرضع لكن المخرج لا يختار لها سوى أدوار الأم التي ملت حياتها , وأولادها , وفي كل مرة تتركهم وتغادر إلى بيوت عشاقها .
-5-
في ظاهرة التميز والاختلاف كان زملاؤها يكيدون لها , وفي أول فرصة لها علمتهم كيف يكون التسامح تميزاً واختلافاً أيضاً.
-6-
أقسم مديرها بالعمل أن يمرغ أنفها بالتراب، وكان يعترف في خلواته أنه لم يدع وسيلة ترغيب ولا ترهيب إلا استخدمها معها , والسبب أنها كانت دائماً تفوز عليه و بجدارة في الألعاب الالكترونية ولا ترحم شيخوخته وجهله بالعالم الرقمي .
-7-
في أمسية شعرية أوصل الشعراء المرأة إلى حدود الآلهة, وسحبوا ورقة التوت الأخيرة عن قيودها, بينما لم يصرفوا أكثر من عشر ثواني, وعشر كلمات جامدة أمام إصرار زوجاتهم على ساعة تنفس كل يوم .
-8-
تحت سقف المدينة رمت الفتاة ثوب فرحها في وجه الخدم ,لأنها اكتشفت وجود بقعة دم على ياقته .
وفي قاع المدينة، سهرت الفتاة حتى الصباح في تطريز أثواب الفرح، غير مبالية بالثقوب التي تفتحها الإبرة في أصابعها .
-9-
فتح الباب الخارجي، فهجم عليه صوت المعلق الرياضي يرعد بألفاظ قادسية عن مفخرة العرب في تحكيم المونديال لهذا العام ..
تصاعد الدم إلى رأسه، خرج من أصابعه وعينيه، لطخ الجدران .. استيقظت زوجته على عويل يخرج من أمعاء خاوية .. هدأ الصراخ فأغفت قليلا .. عاد ثانية فهبّت من جديد ..
قال لها : غدًا سأطلقك
أجابت ملحِّنة كلامها بتثاؤب طويل :
بما أنك تقول غداً، فلماذا توقظني الآن ؟!
-10-
ربّت المسؤول على كتف المرأة الناعمة، وراحت تشكو زوجها، كاشفة أنه من أفراد تنظيم القاعدة، لأنه منعها بالعنف من بيع سوارها الذهبي كي تحضر الحفل الفني الذي يحييه المطرب السوبر (ن.ج).
-11-
جيّشت أقاربها ورجال الدين والقضاء والفكر، كي تخرج من قفص صغير إلى قفص كبير.
-12-
وضعت إعلاناً في صفحتها الخاصة في شبكة التواصل الاجتماعي، جمعت أكبر عدد من الزوار المهمشين، المتعبين، المنكسرين، العاشقين، وفي كل يوم تحكي لهم حكاية شيقة، إلى درجة أن بعضهم كان يرفض صوت الديك الذي تضعه كي تخرج من الصفحة وتنام ..
لكن أحد الزوار هددها لو خرجت سيقتلها، ويقطعها ويبيع لحمها في الأسواق.
ضحكت كثيراً، كثيراً، وفي ليلة غاب قمرها الاصطناعي، أُغلقت صفحة الفايسبوك الخاصة بساردة الليل وإلى الأبد.