×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

بقلم: الشّاعرة اللّبنانيّة سامية خليفة احترتُ كيفَ أكتبُ من وحي دنياكِ قصيدة وأنتِ لنا كلّ القصيد

بقلم: الشّاعرة اللّبنانيّة سامية خليفة احترتُ  كيفَ أكتبُ من وحي دنياكِ قصيدة وأنتِ لنا كلّ القصيد
 Samia Khalifeh‎‏
٥ يونيو ٢٠١٩ ·
103. تشارك الشَّاعرة والكاتبة اللّبنانيّة سامية خليفة بنصٍّ شعري في مجلّد تكريم فيروز.
خالص الشّكر والتّقدير لمشاركتها في هذا المجلّد القيّم!
أنتِ للمجدِ علاه
بقلم: الشّاعرة اللّبنانيّة سامية خليفة
احترتُ
كيفَ أكتبُ من وحي دنياكِ قصيدة
وأنتِ لنا كلّ القصيد
يا فيروز يا فخرنا
يا مَن بشموخِكِ
لامسنا النّجوم في السَّماءِ
فأنتِ سفيرتنا إلى النُّجوم اللّامعاتِ
لا تسألوني
ما سرّ ملامستي للنجوم
وأنا أصيخُ السَّمعَ لشدوِ فيروز
آتياً عبرَ الأثيرِ
ملائكي القسماتِ
لا تسألوني كم من صباح ولّى خائباً
لأنّكِ يا فيروز
لم تقبّلي وجنتيهِ
لم تطربي الرَّوابي بصوتِكِ
ثمَّ عاد ببريقِ سنا شمسِ الصَّفاءِ
رغمَ أصواتِ المدافعِ
رغمَ أزيزِ الرّصاصِ الغادرِ
لأنّه سمعَ أصداءَ الأملِ
في أغانيكِ النَّابضاتِ
بالحبِّ بالحرّيّة بالجمال
كم من عيونٍ
في مروجِ الياسمين
لم ترَ إلّا اليباب
لأنّها لم تفتتنْ يوماً
بشموخِ وقفتكِ الأبيّة
بجموحِ نبرتكِ الشَّجيّة
فيروز غنَّي للقدسِ
غنَّي لعلَّ الأحجار تبكي
لعلَّ الضّمائر تهتزُّ وتصحو
كوني لنا معجزةَ العصرِ
في زمنِ القحطِ
كوني لنا النّجاة
فيروز غنّي فقد سكنَ اللّيلُ وخبا
اختبأتْ بينَ ثناياه الصّرخات
تلوذُ هاربةً
من سوادِ النُّفوسِ الحاقدة
ابتعدت
تمحو القهرَ والضّياعَ
بتراتيلِكِ الرَّاعشاتِ
فيروز غنّي لنا
جفنهُ علَّم الغزل
لعلّنا بالأخطلِ نعيدُ للحضارة عزّها
ها هي النّجومُ تأفلُ
في سماءِ الخديعةِ
إلَّا أفلاكِ سماكِ
تبقى وامضةً بالسّحرِ
تقتلُ الظُّلمة
يا فيروز
يا جوهرةَ الشَّرقِ
رسالتكِ ضمَّتْ بينَ طيّاتها
معانيَ سامية
فيروز
أَجوريّةٌ أنتِ
أحيت الحبَّ مع الصَّافي
في سهرةٍ
أم أنتِ الحبُّ
وكلّ السَّهرات أحياها لكِ الشّعراء
فيروز أَملاكٌ أنتِ
غنَّيتِ للأمِّ
فكنتِ أنتِ الملاكُ
فيروز أَصوفيّة أنتِ
يا ملائكيّة الصّوتِ
غنَّيت لمكّة .. للمدائن الشّامخة
تلهجينَ بذكرِ الله
في خشوعٍ وصلاةٍ
"غنَّيت مكة أهلها الصيدا
والعيدُ يملأ أضلعي عيدا"
للمجدِ أربابه
فكنتِ للمجدِ علاه!
سامية خليفة
شاعرة من لبنان