×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

التويجري في حديث شيق "يحثّ على دعم جمعية الدعوة والإرشاد بالنسيم"

التويجري في حديث شيق "يحثّ على دعم جمعية الدعوة والإرشاد بالنسيم"
 قناة الشمس الفضائية/ متابعة وسيلة محمود الحلبي
أجرى الحوار: د. عثمان بن عبد العزيز آل عثمان

محبٌ للعمل الخيري والإنساني، يمتاز بالأصالة في دينه وخلقه وسلوكه، ويتصف بالإخلاص لله (عز وجلّ) نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً. الابتسامة وحب الخير للآخرين لا يفارقانه، فهو يتعامل مع الناس باحترام وتقدير، وإحساسه بالمسؤولية يجعله قادراً على الإبداع والابتكار والتميز، لا يبخل أبداً بالتضحية في سبيل راحة المواطن والمقيم، ويعمل على ذلك من أجل دينه بإخاء وتعاون وودّ. دائمًا يقظ لرسالته، وهذا هو سر تميزه وإبداعاته الموفقة، لا يخفى على أحدٍ أدائه لواجبه بالتعاون مع إخوانه المواطنين والمقيمين، فكل واحد منهم يعكس صورة واضحة ومشرفة عن دينه ووطنه الغالي. إنه سعادة الدكتور "فهد بن عبد الله التويجري"، رئيس مجلس إدارة الجمعية، الذي أسعدنا أن يكون لنا معه هذا الحوار الثريّ.

* د. فهد؛ هل لنا أن نبدأ حديثنا بنبذة مختصرة عن الجمعية؟، وماهي الخطط المستقبلية لبناء استدامة وتطوير وتنفيذ المشاريع النوعية التي تخدم منسوبي ومنسوبات الجمعية؟
** جمعية الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالنسيم هي جمعية خيرية مسجلة في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية برقم ٣٠٤١، وهي تعمل في مجال الدعوة إلى الله تعالى، وتوعية الجاليات منذ عام ١٤١٣هـ، وبفضل الله فقد حققت خلال تلك الفترة العديد من الإنجازات؛ أبرزها إسلام أكثر من ٢٥٠٠٠ شخص من مختلف الجنسيات.ومع انتقال الجمعية للعمل من خلال وزارة الموارد البشرية، صار العمل الآن على قدم وساق لتطبيق نُظُم الحوكمة والشفافية والالتزام المالي والإداري، والذي ينعكس بدوره إيجابيًا على تطوير منظومة البرامج والمشاريع التي تقدمها الجمعية، كما ينعكس أيضاً على تطوير أداء منسوبي الجمعية من عاملين ومستفيدين على حد السواء.
* ما هي أبرز المعوقات التي قد تواجه المسؤولين والمهتمين بالجمعيات الخيرية؟
** لا شك أن منظمات القطاع الثالث تقوم بأدوارها الريادية في خدمة المجتمع، وفقًا لرؤى وأهداف واضحة، وذلك مبني على تخطيط مسبق، يتم فيه تحديد الإيجابيات والسلبيات وتقييم الفرص والمخاطر والعوائق، وفقًا لما هو موضح في مناهج التخطيط، ونلاحظ في الفترة الأخيرة أن أبرز المعوقات مادية بحتة، وذلك بسبب الوضع المالي العام في ظل تفشي جائحة كورونا، وبالتالي كانت الجمعيات الخيرية مضطرة إلى بذل جهوداً مضاعفة لمواجهة آثار الوباء المستجد.
* لا يخفى على أحد أهمية العمل الخيري والإنساني وأثره الكبير في المجتمع؛ فلماذا لا نجد الدعم الكافي من القطاع الخاص والأفراد للجمعيات؟
** الحقيقة أن الكثير من منظمات القطاع الخاص التي تُعنى بالمسؤولية الاجتماعية، وكذلك المؤسسات المانحة وأفراد المجتمع، هي عناصر أساسية ورئيسية في دعم مسيرة الجمعيات الخيرية، سواء من خلال دعمهم معنوياً أو مادياً، ولكن بلا شك فقد تأثر القطاع الخيري في الفترة الأخيرة كغيره من القطاعات الأخرى، وبشكل عام فإن الجمعية كغيرها من الجمعيات الخيرية تعتمد ـ بعد الله تعالى ـ على دعم أهل الخير من شركات ومؤسسات تجارية أو مؤسسات مانحة أو أفراد، وكل ما يظهر من إنجاز للجمعية فهو بفضل الله أولًا، ثم بفضل الداعمين والباذلين للخير، جزاهم الله خيرًا.

* هذا يدفعني للسؤال. لماذا لا يكون هناك حلقات وبرنامج توعوية في وسائل الإعلام عن أهمية العمل التطوعي؟
** لا شك أن الإعلام له دور ريادي في التوعية والتثقيف، ورفع نسبة الوعي لدى الجمهور، ولأن العمل التطوعي يعدّ من أهم الركائز التي تقوم عليها المجتمعات. فأظن أن الإعلام سيقوم بدوره للتوعية بأهمية التطوع في تحقيق التنمية. وقد قامت بالفعل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بدور كبير في هذا الجانب، حيث أولت التطوع اهتمامًا بالغًا، عبر إنشاء منصة خاصة بالعمل التطوعي والتي يمكن من خلالها تسجيل الجهات الخيرية كجهات مستفيدة، كما يمكن للراغبين في التطوع العثور على الفرص التطوعية المناسبة.

* إدارتكم للجمعية لها تطلعات وآمال وطموحات للوصول للتميز والابداع في جميع أمورها، فبماذا توجه سعادتكم جميع المختصين والمختصات في مجال التعامل مع الإخوة والأخوات المقيمين على أرض الخير والعطاء، بلاد الحرمين الشريفين؟
**حينما نعلم أن بلادنا هي أرض الخير والعطاء، وأنها قبلة العالم الإسلامي، فإن الواجب على أبناء هذا البلد أن يمثلوا بلدهم خير تمثيل، بما يعكس الصورة الناصعة لهذا الوطن عند الآخرين، وقبل ذلك فإننا ننطلق من مبدأ كوننا مسلمين، فنحن نمثّل الإسلام بتصرفاتنا وأخلاقنا، لذلك فالواجب علينا ـ خصوصًا في التعامل مع المقيمين من غير المسلمين ـ هو إبراز حسن الخلق، والتعامل بأخلاق الإسلام، كل ذلك يؤثر على كثير منهم فيجعله ينجذب نحو الإسلام.ومن خلال ممارستنا للعمل الدعوي، وعند سؤال الكثير منهم عن سبب إسلامه، نجد الإجابات تتنوع بين التعامل الحسن من الكفيل، أو موقف أخلاقي أثّر فيه من شخص معين وهكذا.

* لا شك أن اتحاد وتعاون الجمعيات التي تخدم المقيمين على أرض الحرمين الشريفين فيما بينها يؤدي إلى تعاضد وتكاتف وتوحيد الجهود، فلماذا لا تقوم إدارتكم بتعزيز الدعم المتكامل بين الجهات ذات الاختصاص؟
** هناك جهود تبذل في هذا الجانب، والجميع يدرك أن العمل بجهد واحد يوفر الكثير من الوقت والمال والخبرات، كما يُساعد على إخراج المنتجات بشكل أفضل ويكون المردود أكثر تميزاً، وإن شاء الله خلال الفترة الراهنة والقادمة يتم زيادة العمل على هذا الجانب.

* من وجهة نظر إدارتكم؛ ماذا تعني الشراكة المجتمعية؟ وما هو دورها في تنمية ومواكبة تطوير الخدمات المميزة لكل مقيم يرغب في الدخول إلى الإسلام؟
** الشراكة المجتمعية أو المسؤولية الاجتماعية تعني أن تقدم الجهة ــ سواءً كانت حكومية أو من القطاع الخاص ــ مشاركتها في تنفيذ برامج تحقق النفع العام، إما بشكل مباشر أو عبر الشراكة مع جهات القطاع الثالث، أيّ القطاع الخيري، ولا شك أن المسؤولية الاجتماعية ساهمت ـ ولا زالت ـ في تحقيق الكثير من أهداف الجمعيات الخيرية والتي تنعكس إيجابيًا على المجتمع.ولا شك أن بناء مبادرات مشتركة بين القطاع العام أو القطاع الخاص ومنظمات القطاع الخيري سينعكس على تقديم خدمات مميزة، سواء لأبناء المجتمع أو المقيمين، والواقع الحالي يشهد بوجود مبادرات مميزة تم تنفيذها عبر الشراكة المجتمعية وتحقيق التكامل بين القطاعات المعنية.

* هل بالإمكان تقديم خدمات مميزة مجانية أخرى لمنسوبي ومنسوبات الجمعية؟
** مع التطور المتسارع الذي نشهده كل يوم، توجد بلا شك خدمات جديدة ومستحدثة يمكن أن تقدمها الجمعية لمنسوبيها، لكن أحيانًا يقف العائق المادي للأسف دون تنفيذ تلك الخدمات أو تقديم تلك المبادرات.
* بالتأكيد هناك أفكار عديدة قد تساعد على استمرار عمل الجمعية بكفاءة وفعالية؛ على سبيل المثال. هل لديكم رغبة في إنشاء وقف خيري يكون الريع المادي منه مساهمًا في استمرار عمل الجمعية؟
** حالياً تعمل الجمعية على توفير الدعم المادي لإنهاء (وقف رفع البلاء) تفاؤلاً برفع البلاء الذي حلً بالعالم، وهذا الوقف تم إطلاقه العام الماضي، حيث أن هذا الوقف سيمثل رافدًا للجمعية لتحقيق مورد مالي ثابت يدعم استمرار البرامج والأنشطة التي نقدمها للمجتمع، ولا تزال المساهمة مفتوحة ومتاحة في هذا الوقف.
* في الختام. هل لكم أن توجه كلمة أخيرة لمحبي العمل التطوعي والإنساني في وطننا الحبيب، بلد الخير والعطاء، من أجل التعاون معكم في نشر الخير والإحسان؟
** أقول لكل من يطّلع على هذا الحوار؛ أن العمل التطوعي والإنساني يمثل بذرة خيِّرة في نفس المرء، وعليه أن يسقيها وينميها بزيادة الجد والاجتهاد والبذل في جوانب الخير المتعددة، وإنني أدعو الجميع أن يكونوا شركاءً لنا في الخير، من خلال أفكارهم وأطروحاتهم، وكذلك من خلال بذل أوقاتهم وجهدهم، وتقديم دعمهم المعنوي والمادي، لنحقق النفع للمجتمع بكافة شرائحه ومختلف أطيافه، وأسأل الله أن يوفق الجميع لخدمة الدين ونفع المسلمين.