×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

التسامح زينة الفضائل

التسامح زينة الفضائل
 بقلم/ وسيلة محمود الحلبي *
التسامح من أسمى الصفات التي أمرنا بها الله عز وجل ورسولنا الكريم، فالتسامح هو العفو عند المقدرة والتجاوز عن أخطاء الآخرين ووضع الأعذار لهم، والنظر إلى مزاياهم وحسناتهم بدلاً من التركيز على عيوبهم وأخطائهم، فالحياة قصيرة تمضي دون توقف فلا داعي لنحمل الكره والحقد بداخلنا بل علينا أن نملأها حبا وتسامحا وأملا حتى نكون مطمئنين. قال تعالى (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ). التسامح هو أن ترى نور الله في كل من حولك مهما يكن سلوكهم معك وهو أقوى علاج على الإطلاق.
إنّ العفو والتسامح خلقان كريمان تحتاجهما النفس البشرية لتتخلص من كل الشوائب التي قد تعلق في القلب من أثر الأذى، وكذلك لينعم الأفراد بالخير والحب وانشراح الصدر، ويتحققان بطول صبر وكظم للغيظ واحتساب الأجر عند الله سبحانه وتعالى، ولا ريب أن تغليب العفو والتسامح على العقاب ينجي الأفراد من المنازعات الحادة التي قد تنشأ بينهم، إلا إذا تمادى أصحاب الأذى مع كثرة العفو وتكرر ظلمهم وإساءتهم؛ فَعلى المسلم أن يكون فطنا يقدر للأمور قدرها فيكون الإصلاح في هذه الحالة أولى من العفو والتسامح لدفع الضرر الحاصل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّما بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق) وقد ورد ذكر العفو في القرآن الكريم في مواضع عديدة حيث قال تعالى: (إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا) [النساء:149] وقال أيضًا: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النور:22] وهذه الآيات إنما تدل على عِظَم مكانة من يتصف بهذه الصفة؛ فالعفو أن يترفع المرء عن معاقبة من يستحق العقوبة ويتركها مع قدرته على إيقاع العقوبة، طلبا لمرضاة الله وعفوه وغفرانه وقربا منه سبحانه، أما التسامح فهو عدم رد الإساءة بالإساءة، ويقترب معناه من العفو؛ إذ إن من وجوه التسامح العفو والتساهل والتجاوز، وخلو القلب من أي حقد أو غل دفين. وقد يرى البعض أن التسامح انكسار، وأن الصمت هزيمة، لكنهم لا يعرفون أن التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام، وأن الصمت أقوى من أي كلام. فالتسامح هو العبير الذي يصبه البنفسج على القدم التي سحقته. ومهما تعلم الناس من فنون، فلن يتعلموا شيئاً يشبه فن التسامح، إنّها القلوب النقية التي تسبح الله الغفور الرحيم صباحاً مساءاً.
ودعوة أقدمها للجميع في اليوم العالمي للتسامح: "تعالوا لنتصافح ونتسامح".

*عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
*عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
* مسؤولة الإعلام بجمعية كيان للأيتام
*سفيرة الإعلام العربي
image