×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

تعرف علي القصص والحكايات الغريبة عن قصر البارون «مسحور بالعفاريت والجان»

تعرف علي القصص والحكايات الغريبة عن قصر البارون «مسحور بالعفاريت والجان»
 نذهب في رحلة مختلفة داخل أسرار قصر البارون، الذي طالما ما كان مساحة للأساطير وبوابة للحديث عن أعمال السحر والغموض، وهنا نأخذكم في جولة مختلفة داخل القصر نكشف فيها أسراره الحقيقية، من خلال السطور ترويها لنا الدكتورة فاطمة عبد الرسول، الخبيرة الأثرية.

قصر البارون، القصر الذي لا تغيب عنه الشمس، واحد من أعرق وأهم القصور التراثية، الذي اشتهر بطرازه الهندي المتميز منذ أكثر من 100 عام، شيده البلجيكي البارون إدوارد أمبان عام 1911 في حي مصر الجديدة أحد أحياء القاهرة العريقة.

وتروي الدكتورة فاطمة عبد الرسول، الخبيرة الأثرية، أن قصر البارون تحفة معمارية في غاية الجمال أسسها بارون بلجيكي عاشق لمصر هو البارون أدوارد لويس جوزيف إمبان.

يتكون القصر :

القصر مكون من طابقين وبدروم، يوجد بالقصر سبع غرف مستوحاة من العمارة الهندية والأوربية وطراز المعابد الكمبودية، زينت واجهة المدخل بتماثيل الفيلا الهندية، القصر روعة في تصميمة المعماري وفنه الجمالوني، على الجانب الشمال للقصر نفسه يوجد برج كبير جداً قيل عنه أنه بيدور على قاعدة متحركة دورة كاملة في الساعة ويستطيع اللي قاعد أنه يشوف كل أرجاء المدينة من غير مايتحرك من مكانه هذا غير صحيح.

وأوضحت الخبيرة الاثرية، أن القصر لم يبنى على تروس ولا بيلف حول نفسه القصر ثابت من وقت أنشائه، أيضا من ضمن القصص والحكايات الغريبة عن القصر أنة مسحور بالعفاريت والجان.

وأضافت الدكتورة فاطمة عبد الرسول، هو فعلاً القصر يسحر لكن ليس بالعفاريت والجان يسحر بجمال فنه وطرازه المعماري.

أدوارد إمبان مهندس بلجيكي ولد عام 1852م ورجل أقتصاد فذ له أعماله ومشاريعه في كل دول أوروبا وأمريكا اللأتينية، لقب البارون منحه له ملك فرنسا نظرا لمجهودة في أنشاء مترو مدينة باريس.

«مغامرات البارون إمبان»

البارون إمبان عاشق للحضارات القديمة زار الهند ومن الهند جاء إلى مصر عن طريق قناة السويس في أواخر القرن التاسع عشر وأندهش بالحضارة المصرية وولع بأثارها العظيمة.

قرر البارون إمبان أن يعيش ويموت على أرض مصر، وأتخذ مدينة إيون مقر له وهي مركز لعبادة الشمس وكان للمدينة قدسية ومكانة كبيرة عند المصري القديم والتي أطلق عليها باليونانية هليوبوليس(مدينة الشمس).

شيد البارون إمبان قصرة على الطراز الهندي البلجيكي صممة المهندس الكساندر مارسيل بحيث لأ تغيب الشمس عن أركانة لذلك أطلق عليه القصر الذي لأ تغيب عنه الشمس.

القصر تحفة معمارية فريدة من نوعها، بنى أيضاً مساكن على الطراز البلجيكي الكلاسيكي للطبقة العليا من المجتمع المصري وأنشأ مدينة ملاهي لونا بارك وكانت أول مدينة للملاهي بقارة أفريقيا والشرق الأوسط، كما أنشأ خط مترو يربط بين مدينتة وبين القاهرة والجيزة.

توفى البارون في 22 يولية عام 1929م، وبعد وفاة البارون أتنقلت ملكية القصر إلى أبنه جان الذي توفي عام 1946م ودفن مع والده في كنيسة البازليك التي تبعد عن القصر بمسافة قليلة، وأنتقل القصر إلى أحفاد الباررون وأهمل القصر لفترة طويلة.

في عام 1954 تم بيع القصر في مزاد علني من قبل أحفاد البارون واشتراه السوري محمد بهجت واُثنين أخوات سعوديين محمد علي رضا وعلي علي رضا وأشتروه 160000ج.

وفي عام 1993م سجل القصر رسمياً كأثر، وفي 2005 أخذتة وزارة الأسكان من السوري والسعوديين مقابل منحهم قطعة أرض بديلة للقصر في القاهرة الجديدة.

وفي 2009 قامت وزارة الأسكان بنقل ملكيته للمجلس الأعلى للآثار، في 2017 بدأت شركة المقاولين العرب المكلفة من الأدارة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الأثار في ترميم القصر بتكلفة 114 مليون جنيه.


بعد ترميم القصر ظهرت أقاويل كتير حول أن اللون القصر ليست اللون الأصلي للقصر وأنه أترمم خطأ. كل هذا الكلام ليس له أي أساس علمي.

لون القصر بعد الترميم هو نفس اللون الأصلي الذي أنشىء به البارون إمبان لون قصرة حتى يكون متميز وفريد من نوعه ، وهو أيضاً نفس لون القصور الهندية الذي أتبع البارون إمبان طرازها في بناء القصر.

اللون عبارة عن مزيج من أكسيد النحاس والحديد الذي يتفاعل بسهولة مع الشمس بالتالي عند ترميم القصر لأبد يكون بنفس اللون الذي كان عليه وليس بناء اللي يناسب الذوق العام.

وأشارت الخبيرة الاثرية ، الي أن البارون إدوارد أمبان كان مهندساً بلجيكياً، امتاز بذكائه وبراعته، مما ساعده على إقامة عدد من المشاريع حول مناطق مختلفة في العالم، ولقبه ملك فرنسا بالبارون، وجاء ذلك تقديراً لجهوده الهائلة في إنشاء مترو فرنسا، وتوفي البارون عام 1946.

وأشارت إلى أنه عند زيارة البارون لمصر في بداية القرن التاسع عشر أعجب كثيراً بمصر واستقر فيها، وقرر أن يبني قصراً ليكون على الطراز الهندي، وقرر بناءه في منطقة صحراوية تقع بالقرب من القاهرة، وقام البارون بمناقشة الأمر مع الحكومة المصرية في هذا الوقت لإقامة حي سكني في هذه المنطقة، وقام بتوفير المواصلات لهذه المنطقة من خلال مشاركته في بناء مترو الأنفاق ليصل إلى هذا الحي السكني، الذي اختار له اسم "هليوبوليس" وهي كلمة تعود إلى اللغة الهيروغليفية والتي تعنى "مدينة الشمس".

ويتربع القصر على مساحة 12.500 متر مربع، على الطراز الهندي الذي استوحى فكرته من معبد أنكور وات، الذي تم تنفيذه في هذا الوقت في دولة كمبوديا، وقرر أن يكون التصميم المعماري للقصر بشكل لا تغيب عنه الشمس إطلاقاً، حيث تحيط الشمس بالقصر من كل الاتجاهات، وذلك لينفرد القصر بتصميم معماري من بين قصور تلك الحقبة التاريخية بما يحمله من قيمة فنية وتاريخية.

ورغم أن القصر مصمم من طابقين فقط ويحتوي على 7 حجرات، إلا أن أمبان حرص على أن تكون شرفات القصر الخارجية محمولة على تماثيل فيلة هندية وبوذية.

كما يحتوي القصر على العديد من التماثيل النادرة المُصنعة من الذهب والبلاتين، وتميز بالأرضيات التي صنعت من الرخام والمرمر الذي تم استيراده من دولة إيطاليا وبلجيكا.
image
image
image