×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

سيرة تَعبة

سيرة تَعبة
 سيرة تَعبة
قدمت الكاتبة البحرينية الدكتورة جميلة الوطني كتابها الاخير (سيرة تعبة) والذي تضمن سيرة حياة والدتها وكل الاحداث التي رافقتها والاشخاص الذين عاصروها وكان لهم دور في فرحها وحزنها وما ان صارت هذه السيرة بين يدي القراء حتى سارعوا بنشر اراءهم والاشادة بما كُتب ...
وممن كتب
الاستاذ جمعه حبيب الستراوي قال بعد قراءته للسيرة :
دكتورة جميلة الوطني غنية عن التعريف فهي شاعرة وكاتبة وممثلة عن الاتحاد الدولي للأدباء والشعراء العرب في مملكة البحرين ومؤسسة الشعراء والادباء والمبدعين العرب ومستشار قانوني سابق لرئيس المجلس الأعلى للبيئة، صدر لها ديوان شعر بهذا الوهج أحيا، والاصدار الثاني كتاب سيرة "تَعْبَه".
فلقد أعجبني أسلوب الدكتورة ، رغم ان هذه أول تجربة لها بالكتابة لكن الاسلوب كان راقيا وأتوقع بعد هذه التجربة سوف نقرأ لها ماهو اكثر جمالا من أسلوب وأداء وهذه من منافع كورونا جعلتنا نقرأ ونتابع ماهو شيق
منذ قراءتي الاولى شدني جمال الأسلوب كثيرا ماحفزني على مواصلة القراءة والانتباه لما تقرأ حد الدقة في الوصف،
شدتني سلسلة هذه الأحداث منذ بدايتها وحتى النهاية، فواصلتُ قراءتها أسلوب جميل وسرد أجمل وأحداث تشدك وتروى لك الكاتبة كيف أصيبت تعبة بالمرض وهي صغيرة وزواجها المبكر من رجل أكبر منها بسنين ونتعرف من خلال كتابها عن أدق التفاصيل عن عائلتها وأن كنا جيران إلا أن الكثير من الأمور لم نكن نعرفها لكن من هذه السيرة استطعنا الخوض في تاريخ منطقة كاملة والتي أنا أحد أبناءها وجزء من تاريخ البحرين عامة.

الاستاذ عيسى هجرس كان متعايشا مع (تَعْبَه)
حيث قال :هي قصةٌ مشت على أرضِ الواقعِ، ولكن عندما تقتربُ منها تهرولُ بك إلى خيالِ الغرابةِ وتضعكَ في مدارِ الحيرةِ والتبصر .. في سردها لا تستطيع فك شفرةِ تكالب المصائب وتواتر الأحداث، وتقف أمامها بالذهولِ والتأمل بألف علامة سؤال وتعجب...؟؟؟!!!
نسيج أحداثها طبيعيٌ ومحليٌ الصبغة ليس به خيط واحد مصطنع أو مستورد من حبك الخيال , فيه الوقائع تتداعى وتتلاطم كموجٍ ليس له قرار، هي .. وجه الحظوظ القبيحة عندما تتشكلُ على صفحةِ الظروف، هي.. الألم من صرخة الولادة إلى وجع النزع الأخير، هي.. الطفولةُ والبراءةُ المهتوكة بخنجر العرف والتقاليد، هي.. قطرةُ الصبر في بحر اليأس عندما تفقد الحيلةُ وتتعطلُ الوسيلةْ، هي.. ضياع الغدِ في فجرِ فلذات الأكباد بين رحى العوز والحاجةْ.
أنياب خطوبها لم تكفْ عن الأذى، فأتعبت صاحبتها واستحقت اسم "تَعْبَه" التي عندما تعرفها ستدركُ قيمة ذلك الجيل من النساء الفاضلاتْ والأمهاتْ المربيات اللاتي عانينَ ضنك الحياة وبخلَ الزمن.
في هذه القصة ليس للقلم فضل فيها سوى نقلها على سطور الورق. فهي تأليفٌ مرتجل من الواقع المسكون بالقدر لامرأةٍ عاشت تواريخ مصائبها حتى غادرت مدينتها في هدوءِ الظلِ عندما يغادرُ الجدران، تاركةً ورائها بصمةً في كفِ ذريتها وعبرةً في تربة أرضها.
سيرةُ "تَعْبَه" كُتبت بأسلوبٍ أدبي راقي جزلٍ وسلس لا يبحث عن الغموض ودلالات ما وراء العبارةْ، حيث فيه لغةُ الكتابة لا تتركُ مجالًا للتأويل، ولكنها تترجم فقط ما نطقت به الوقائع وما أتى به خطابُ القدر.
بنيَّ عنصر التشويق في قراءتها على تشخيص الحقيقة وصدمة الواقع، في مسارٍ يلامسُ الشعرَ أحيانًا في بعض الزوايا، ويدنو من السرد مرافقًا تسلسل الأحداث أحيانًا، محافظًا على نسبةِ المسافة بينهما لتأخذ كل جملةٍ حجمها وما رسم لها في شكلِ التعبيرْ. وهذه سماتٌ بلاغيةٌ توشحتْ بها لعبةُ الكتابةِ التي كانت موفقة ومتمكنة من أدواتها وعناصر موادها إلى حدٍ كبير. حيث تتدفقُ فيها العبارات محملةً بوهجِ المعاناة، فترميكَ في بحورِ الدهشةِ والترقبْ، لتجد أن السباحةَ هي غرقٌ في حدِ ذاتها، لا تجدي في مياهٍ شربها الأمس بنعيمهِ ومآسيه.. ولكن ستبقى "تَعْبَه" اسم في قائمة الوطن وجزءًا من تكوينه وذكرى لا تتآكل بالنسيان.. وستظل رمزًا شامخًا في صراعِ المآسي والتحدي المدجج بقوةِ الإيمان من أجلِ البقاء.
رحم اللهُ "تَعْبَه" تعبت وما أتعبت ولم تودِّع في الناسِ عتابْ.. آمنت بقضاء اللهِ في عبادهِ سيرةً وعبرةً لِّأولي الألبَابْ.


فيما عبّر القاص عباس عبدالله عن اعجابه بهذه السيرة معبرا بقوله :
شكرا كبيرة لقلبك الأكبر وهو يهديني هذه السيرة فالأسلوب السلس بسهله الممتنع والجرأة في قوة الطرح وجزالة المعنى في السيرة العطرة المضمخة بالصبر والتعب والتضحية إضافة للتغذية البصرية المتجسدة في الصور المنتقاة بعناية كل ذلك اجتمع في الطبعة الأنيقة لكتابك وأسعدتني قراءته بنهم في جرعة واحدة.
لكني عدت مجددا بعد قراءة أخر كلمة فيه لأفتح صفحة عشوائية منه وقرأت " لم يدم المشهد جامداً، ولم تبق الأسئلة تترى بلا إجابات، والشكوك قاهرات؛ فقد انبرى المولود يجيب بنفسه، ويضع حداً للدموع " وتأكدت أني لو استمريت في القراءة لبضعة سطور تالية لن أدعه من يدي حتى أنهي قراءته مرة أخرى.
فلقد اذهلتني الصراحة فيه ومدى دقة الوصف للسيدة (تعبة) وبيئتها ومجتمعها بلاضافة الى ان الطبعة أنيقة جداً ورشيقة والاسلوب سلس بسهله الممتنع وفرحت بالصور واضافتها الممتعة بتغذيتها البصرية .

وحالما حطت (تعبة) بين يدي الدكتور حابس أحمد،
دكتور الادبي الانجليزي بجامعة AMA فلم يتوانى عن ابداء اعجابه بهذه السيرة قائلا:
المشهد الأدبي الإبداعي في البحرين، يزخر بالإبداع في مختلف تجلياته، وبخاصة في مجال الرواية وكتابة السيرة الشخصية للأشخاص بالنظر إلى الرّواج الذي حققه هذا الجنس الأدبي في أوساط القراء
من هذا المنطلق تعتبر سيرة تَعْبَه من ضمن "الواقعية الاجتماعية"، وهي إضافة في هذا الاتجاه العريق للرواية البحرينية.
فالدكتورة جميلة الوطني تمتلك ذائقة عميقة شديدة الحساسية بجانب ثقافة خصبة متنوعة بعيدة عن التحذلق والاستعراض الكتابي والمجالسي.
فالكاتبة تنأى بنفسها عن الأضواء الاجتماعية الكاذبة ولكن أهم ما في هذه الرواية، ذلك العمل الدؤوب من الكاتبة على بنية الرواية، حيث تنفجر الوقائع بين الأصابع، وأمام النظر، وتحرّض الكتابة على التقاطها وإعادة تقييمها من جديد في صورة أدبية في "سيرة تَعْبَه" ثمة اهتمام بما في الحياة من وقائع يومية، علامات إحباط وتفاؤل.
حسب رأيي المتواضع ان اهتمام الكاتبة المفرط بالسرد دفع بالنص إلى التدحرج صوب النهاية بالرغم من جماليات السرد التي تصل أحيانا ذروتها الرائعة، إلاّ أنّه يحدث أحيانا نسيان خيط السرد الرئيسي والاندفاع للحديث عن بعض الموضوعات فيما يشبه المقالة الأدبية، وهذه كلها أشياء كان بالإمكان تجاوزها والتعامل معها بشكل أفضل يدمجها في بنية فنية محددة، ومع كل هذا تظل "سيرة تَعْبَه" عملا رائدا ومميزا من نواح كثيرة، ويتمتع بمزايا عديدة، وبجماليات فنية في السرد والعرض والتناول، وفي الروح الفريدة التي تمتلئ بها الكتابة، والحياة الحقيقية التي يحفل بها النص.
إن الدكتورة جميله الوطني تكشف في عدد من الفصول عن قدرة فنية مدهشة، وبراعة عالية في السرد. فهذا السرد الذي يأتي متدفقا وبشكل عفوي وشيّق، هو الذي يمنح الرواية بساطتها وقدرتها الفائقة على جذب القراء ودفعهم لإتمام قراءتها دون كلل أو ملل, كما أن هذا الأسلوب السلس والبسيط والخالي من التركيب اللغوي المتكلف ومن التعقيد (لقد استخدمت مفردات محلية قديمة وفسرت المعنى مما أثرى النص وأعطاه مصداقية محببة) مما جعل من هذا العمل الإبداعي المتميز عملا فنيا جميلا ومدعاة للقراءة والمقاربة النقدية.

وكان للدكتورة زهرة حرم رأي ثرّ , مرت سيرة تعبة بين يدي الدكتورة حتى قالتْ:
سيرة تحكي القهر والتعب والحب معًا.. سيرة تعب من مُتعبة، حملت تَعْبَها منذ أن وعيتْ الحياة حتى فارقتها.. (تعبة) التي أتعبنا تَعْبَها، وبكيناه مع كل حرف جسد معاناتها. أبدعت يا جميلة. لأمك الغالية أن تستريح في برزخها؛ فهنا، على هذه الأرض ابنة وفية برّة نثرت أوجاع أمها، كما لو كانت تطهرها منها.. في سيرة تخلد ذكراها.. لتظل حاضرة عبر الزمن.

ولكن ماذا قال المقربون من هذه السيدة المعطاء وهم يقتربون من سيرتها الحقيقة وتفاصيل حزنها وفرحها عبركتاب تكتبه ابنتها ؟

يقول منير جمعه الوطني (حفيد تَعْبَه)
قرأت سيرة جدتي وغصتُ في أحداثها وكأنني عشت فترة مولدها وحتى مولدي، لقد شهدتُ أنا آخر أحداث سيرة تعبة بنفسي وأنا المحظوظ الذي كنت بجوارها اغلب فترات طفولتي. لا أخفي عليكِ انني شممت رائحة ماء الورد الذي كانت تفوح من جدتي وأنا اتصفح السيرة.
شكرا للكاتبة وهي تقدم هذا السرد العذب وتسلسل الأحداث بهذه الكيفية الشيقة والسهلة، اختيار الكلمات جدًا عجيب لقد أبدعتِ في هذه الفترة القصيرة
اما ملاك شفيق الوطني فقد عبرت عن دهشتها بجمال الاسلوب الذي لامس قلبها
وشكرت عمتها لانها عرفتها عن قرب على امرأة لم يعرفوا عنها سوى ابتسامتها ومن هي جدتهم( تَعْبَه) فقالت: تأثرت كثيرا بقصتها تلك المرأة البحرينية التي كان لها من اسمها نصيب فلقد تعبت في حياتها كثيرا، وأن اسمها حقا مناسب لها وظلت هذه الجملة مترسخة بعقلي على الرغم من عدم معرفتي لقصتها ولكن بعد هذا السرد المشوق لقصتها أيقنت ان حقا لتعبه من اسمها نصيب..