لئلا تبكي الأمهات في العتمة
بقلم / وسيلة الحلبي
قناة الشمس
لئلا تبكي الأمهات في العتمة، لئلا يفضح دموعنا أحد... نبكي أطفالاً نتركهم يومياً في عهدة المربيات والخادمات (الأمهات البديلات) ...ولم نغدق عليهم الحب والحنان والمشاركة في الرأي واللعب وحقهم في التربية والاهتمام والرعاية الذي هو من أدنى حقوقهم ومن أول واجباتنا نحوهم. فلننظر إلى إيجابيات مطالب المرأة
"بداية أرجو أن لا تغضب مني النساء؛ لأننا لا بد أن نحوِّل الليمون الحامض إلى شراب حلو نسقيه لأطفالنا، عصافيرنا المغردة في بيوتنا" والغالبية لا يعترضون على خروج المرأة للعمل، فهي نصف المجتمع، ولم يكن دخولها في حوارات وقيادتها لمنتديات، وترؤسها للجان ومجالس وأندية ومحلات، وإدارتها لمعاهد وجامعات ومدارس ومراكز وشركات صعباً، بل تيسرت لها كل الطرقات وفتحت لها أكثر الأبواب، وأضاف إليها عملها ثقة في النفس، وزيادة في المردود المادي ودعماً لأسرتها اقتصادياً ودعماً للتنمية الاقتصادية للبلاد.
وها نحن في كل يوم نرى ونسمع ونلاحظ حماساً متزايداً لتفعيل عمل المرأة والنظر إلى إيجابيات هذا العمل، ومطالبتها وبقوة بأن تشارك في صناعة القرار، وأن تدخل من أوسع الأبواب للعمل والمشاركة في المحافل المحلية والعربية والدولية التي أصبحت تشارك فيها وبقوة.نحن لا نلوم المرأة فهو حقها في العطاء والعمل والحياة وإثبات الذات، ولا نلوم المجتمع بل هو تقدم جيد في مسيرتها، ومشاركة في تنمية بلادها، خصوصاً أننا بتنا نسمع كل صباحٍ ومساء: (المرأة آتية)، (هذا عصر المرأة)، (فلينتبه الرجال إلى كراسيهم)، وغيرها من العبارات التي تسعد المرأة وتنغِّص على بعض الرجال.
ولكن الذي أريد أن أشير إليه من خلال مقالي أن هذا التهافت الكبير على المشاركة بجميع مناحي الحياة الثقافية والاجتماعية والصحية والعملية والحوارية مفرح لا محالة، لكن الذي نتمناه ألا تنسى المرأة وهي جالسة على الكرسي الدوَّار والمكتب الفخم أنها (أم وزوجة) بالدرجة الأولى، وألا تغفل عن وظيفتها الأساسية في الحفاظ على الأسرة والأطفال وتربية النشء. التي هي الوظيفة الأولى التي منحها إياها الله سبحانه وتعالى وليس المجتمع، أو القوانين، أو الوزارات المختلفة، وألا تتغاضى عن أطفالها الذين تتركهم (فريسة سهلة) في أيدي المربيات والخادمات والسائقين يشربون من أفكارهم وعقائدهم، ويمتثلون لعاداتهم وتقاليدهم ويكتسبون لغتهم وتصرفاتهم، ناهيك عن تعذيبهم، وضربهم ونبذهم بألفاظ جارحة وبذيئة في غياب (الأم) المسئولة الأولى عنهم.
جميعنا قد لا ينكر أن نجاح المرأة في العمل قد يحقق لها بعض الإيرادات المالية التي تشبع بها رغباتها الخاصة، وقد تساعدها أيضاً على المساهمة في حياتها الأسرية وعطاءاتها وهباتها علاوة على شعورها بالعطاء والإنجاز والنجاح والتفوق وإثبات الذات. لكن شراهة (المرأة الأم) نحو العمل قد تسلب منها أهم شيء في حياتها، وهو (لحظات الأمومة السعيدة) التي يفتقدها أطفالها في غياب الأمهات والناتج عن هذا الغياب الألم النفسي للأطفال، وتنهدات الحزن، وآهات الألم، ودموع الحيرة، والتفكير المضني والمؤلم، والشعور بالوحدة والحرمان والانتقاد العاطفي، والافتقار إلى الإحساس بالحنان المطلوب، والافتقار للإحساس بالدفء الأسري العاطفي، كل هذه الأحاسيس الرائعة الجميلة الدافئة التي يفتقدها الطفل في غياب والدته ألا تساوي أموال الدنيا بأسرها ؟!
هذا التصحُّر العاطفي الذي بات الأطفال (الأبرياء) يعيشونه في بيوتهم الخالية من العاطفة والدفء، ألا يساوي كنوز الدنيا بأسرها؟!
انظروا إلى المجتمع في هذه الأيام، الأب منشغل بأعماله واجتماعاته، وزيادة أمواله، وسفره وسهراته مع أصحابه، والأم انطلقت كالصاروخ تعمل وتنادي بالإصلاح والحوار والانفتاح (ضمن الأصول) والمشاركة بالمنتديات واللقاءات والحوارات داخل مناطق الوطن وخارجه تاركة (الوسائد والمخدات) التي ينام عليها الأطفال تمتلئ بدموعهم حزناً على فراق أمهاتهم لساعات طويلة خارج بيوت الحب والحنان والرأفة والرحمة معللة غيابها (بوجود المربيات وأدوات الترفيه في البيوت لأطفالهن)
لكن السؤال الملح والمؤلم معاً: هل المربية أو الخادمة تعوِّض الطفل عن حنان أمه؟
هل تستطيع أن تمسح دمعة ساخنة بلطف وحب عن وجنتي طفل أو طفلة؟
هل لديها القدرة والاستطاعة على احتضان الطفل مثلما تحتضنه أمه بكل الحب والدفء؟
هل تضحي بوقتها كله في سبيل الاهتمام بأطفال تركتهم أمهاتهم ساعات طويلة في النهار والليل؟!
هل المربية والخادمة تعوِّضان الطفل (الحرمان والفقد) الذي يشعر به الطفل في غياب أمه حبيبته عن المنزل؟
هل؟ وهل؟ وهل؟ والأسئلة كثيرة ومحيرة ومؤلمة،
ورغم هذا وذاك نجد المرأة تُطالب بالمزيد والمزيد بابتعادها عن أطفالها وبيتها، وتطالب بالمزيد والمزيد من العطاءات والمشاركات خارج بلدها مما جعل التصحُّر العاطفي يستشري في شريان بيوتنا، والفجوة العاطفية تزداد ما بين الأبناء والآباء، والتفكك الأسري يزداد يوماً بعد يوم.
أما مظاهر العنف التي تفشت في المجتمع، والممارسات الخاطئة في أذى الأطفال، وضرب الآباء والأمهات فقد أصبحت تزداد يوماً بعد يوم في بيوتنا، حيث أصبح الأطفال يكبرون وليس لديهم العاطفة الأسرية، والانتماء الأسري والحب العائلي الذي كان يجمع الأسرة في السابق.لمَ كل هذا؟ أليس لأن الأب منشغل، والأم اقتصر حضورها إلى المنزل على الأكل والنوم، ثم الصحو والاتصالات، ثم التهيؤ للخروج ثانية والعودة، والأبناء يغطون في نوم عميق وعلامات الحزن والكآبة مرتسمة على وجوههم.
بالله عليكم. كيف ننمي الحب الأبوي لدى الأطفال ونحن بعيدون عنهم ونتركهم لساعات طوال مع المربيات والخدم والسائقين.
بالله عليكم. كيف نبث الأمل في حياتهم ونزرع الثقة في نفوسهم ونحن نتجاهلهم، ونتجاهل عاطفتهم، ومشاكلهم، واحتياجاتهم ونبتعد عنهم يوماً بعد يوم.
لا أعلم إلى متى سيستمر مسلسل التصحُّر العاطفي في بيوتنا، وإلى أين سيصل.هل – بربكم – يستحق عمل المرأة أن يحصل على كل هذه (الأولوية) من المناداة والمطالب والاجتهادات والتوصيات، ونحن نخسر كل يوم أطفالاً (عذراً)، شباباً (عذراً)، أفراداً (عذراً)، (أولادنا) وهم كيان المجتمع وسواعده ورجاله في الغد، أرجو ألا يستحق ذلك على الإطلاق.
وبعد:
لقد أصبحت المناداة بعمل المرأة وخروجها للمنتديات الخارجية تحوز على الدرجة (الممتازة مع مرتبة الشرف الأولى)، بينما تتدنى المناداة بمراعاة الأبناء وتربيتهم والإغداق عليهم بالحب والرحمة والحنان والحقوق على درجة (دون المقبول)، وهم أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض، بينما تطالب المرأة في الغرب بالعودة إلى المنازل (والعمل عن بعد)
كلمة صدق.
نحن سعداء بما أحرزته وتحرزه المرأة مع صبيحة كل يوم من تقدم وازدهار في كل المجالات، وسعداء بحيازتها على كراسي دوَّارة في المؤتمرات والمنتديات والجامعات والكليات والمستشفيات والشركات والوزارات ومجالس الشورى وهيئة الأمم المتحدة، لكننا في أعماقنا (نبكي في العتمة) لئلا يفضح دموعنا أحد، نبكي أطفالاً نتركهم يومياً في عهدة المربيات والخادمات (الأمهات البديلات)، ولم نغدق عليهم الحب والحنان والمشاركة في الرأي واللعب وحقهم في التربية والاهتمام والرعاية الذي هو من أدنى حقوقهم ومن أول واجباتنا نحوهم.فلننظر إلى إيجابيات مطالب المرأة، ولا ننسى أن ننظر وبعمق إلى مساوئ تلك المطالب وسلبياتها أيضاً، ولا ننسى قول الشاعر:
وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني من الغمض
لحظة دفء
إن نظرة انكسار أراها في عيون أطفالي لبعدي عنهم، تساوي بلايين الريالات، وإن نظرة حب وفرح أراها في عيونهم تساوي الدنيا وما فيها.
فرفقاً ببراعمنا الواعدة، أطفالنا الأحبة، رجال المستقبل.
• عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
• عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
• سفيرة الاعلام العربي
قناة الشمس
لئلا تبكي الأمهات في العتمة، لئلا يفضح دموعنا أحد... نبكي أطفالاً نتركهم يومياً في عهدة المربيات والخادمات (الأمهات البديلات) ...ولم نغدق عليهم الحب والحنان والمشاركة في الرأي واللعب وحقهم في التربية والاهتمام والرعاية الذي هو من أدنى حقوقهم ومن أول واجباتنا نحوهم. فلننظر إلى إيجابيات مطالب المرأة
"بداية أرجو أن لا تغضب مني النساء؛ لأننا لا بد أن نحوِّل الليمون الحامض إلى شراب حلو نسقيه لأطفالنا، عصافيرنا المغردة في بيوتنا" والغالبية لا يعترضون على خروج المرأة للعمل، فهي نصف المجتمع، ولم يكن دخولها في حوارات وقيادتها لمنتديات، وترؤسها للجان ومجالس وأندية ومحلات، وإدارتها لمعاهد وجامعات ومدارس ومراكز وشركات صعباً، بل تيسرت لها كل الطرقات وفتحت لها أكثر الأبواب، وأضاف إليها عملها ثقة في النفس، وزيادة في المردود المادي ودعماً لأسرتها اقتصادياً ودعماً للتنمية الاقتصادية للبلاد.
وها نحن في كل يوم نرى ونسمع ونلاحظ حماساً متزايداً لتفعيل عمل المرأة والنظر إلى إيجابيات هذا العمل، ومطالبتها وبقوة بأن تشارك في صناعة القرار، وأن تدخل من أوسع الأبواب للعمل والمشاركة في المحافل المحلية والعربية والدولية التي أصبحت تشارك فيها وبقوة.نحن لا نلوم المرأة فهو حقها في العطاء والعمل والحياة وإثبات الذات، ولا نلوم المجتمع بل هو تقدم جيد في مسيرتها، ومشاركة في تنمية بلادها، خصوصاً أننا بتنا نسمع كل صباحٍ ومساء: (المرأة آتية)، (هذا عصر المرأة)، (فلينتبه الرجال إلى كراسيهم)، وغيرها من العبارات التي تسعد المرأة وتنغِّص على بعض الرجال.
ولكن الذي أريد أن أشير إليه من خلال مقالي أن هذا التهافت الكبير على المشاركة بجميع مناحي الحياة الثقافية والاجتماعية والصحية والعملية والحوارية مفرح لا محالة، لكن الذي نتمناه ألا تنسى المرأة وهي جالسة على الكرسي الدوَّار والمكتب الفخم أنها (أم وزوجة) بالدرجة الأولى، وألا تغفل عن وظيفتها الأساسية في الحفاظ على الأسرة والأطفال وتربية النشء. التي هي الوظيفة الأولى التي منحها إياها الله سبحانه وتعالى وليس المجتمع، أو القوانين، أو الوزارات المختلفة، وألا تتغاضى عن أطفالها الذين تتركهم (فريسة سهلة) في أيدي المربيات والخادمات والسائقين يشربون من أفكارهم وعقائدهم، ويمتثلون لعاداتهم وتقاليدهم ويكتسبون لغتهم وتصرفاتهم، ناهيك عن تعذيبهم، وضربهم ونبذهم بألفاظ جارحة وبذيئة في غياب (الأم) المسئولة الأولى عنهم.
جميعنا قد لا ينكر أن نجاح المرأة في العمل قد يحقق لها بعض الإيرادات المالية التي تشبع بها رغباتها الخاصة، وقد تساعدها أيضاً على المساهمة في حياتها الأسرية وعطاءاتها وهباتها علاوة على شعورها بالعطاء والإنجاز والنجاح والتفوق وإثبات الذات. لكن شراهة (المرأة الأم) نحو العمل قد تسلب منها أهم شيء في حياتها، وهو (لحظات الأمومة السعيدة) التي يفتقدها أطفالها في غياب الأمهات والناتج عن هذا الغياب الألم النفسي للأطفال، وتنهدات الحزن، وآهات الألم، ودموع الحيرة، والتفكير المضني والمؤلم، والشعور بالوحدة والحرمان والانتقاد العاطفي، والافتقار إلى الإحساس بالحنان المطلوب، والافتقار للإحساس بالدفء الأسري العاطفي، كل هذه الأحاسيس الرائعة الجميلة الدافئة التي يفتقدها الطفل في غياب والدته ألا تساوي أموال الدنيا بأسرها ؟!
هذا التصحُّر العاطفي الذي بات الأطفال (الأبرياء) يعيشونه في بيوتهم الخالية من العاطفة والدفء، ألا يساوي كنوز الدنيا بأسرها؟!
انظروا إلى المجتمع في هذه الأيام، الأب منشغل بأعماله واجتماعاته، وزيادة أمواله، وسفره وسهراته مع أصحابه، والأم انطلقت كالصاروخ تعمل وتنادي بالإصلاح والحوار والانفتاح (ضمن الأصول) والمشاركة بالمنتديات واللقاءات والحوارات داخل مناطق الوطن وخارجه تاركة (الوسائد والمخدات) التي ينام عليها الأطفال تمتلئ بدموعهم حزناً على فراق أمهاتهم لساعات طويلة خارج بيوت الحب والحنان والرأفة والرحمة معللة غيابها (بوجود المربيات وأدوات الترفيه في البيوت لأطفالهن)
لكن السؤال الملح والمؤلم معاً: هل المربية أو الخادمة تعوِّض الطفل عن حنان أمه؟
هل تستطيع أن تمسح دمعة ساخنة بلطف وحب عن وجنتي طفل أو طفلة؟
هل لديها القدرة والاستطاعة على احتضان الطفل مثلما تحتضنه أمه بكل الحب والدفء؟
هل تضحي بوقتها كله في سبيل الاهتمام بأطفال تركتهم أمهاتهم ساعات طويلة في النهار والليل؟!
هل المربية والخادمة تعوِّضان الطفل (الحرمان والفقد) الذي يشعر به الطفل في غياب أمه حبيبته عن المنزل؟
هل؟ وهل؟ وهل؟ والأسئلة كثيرة ومحيرة ومؤلمة،
ورغم هذا وذاك نجد المرأة تُطالب بالمزيد والمزيد بابتعادها عن أطفالها وبيتها، وتطالب بالمزيد والمزيد من العطاءات والمشاركات خارج بلدها مما جعل التصحُّر العاطفي يستشري في شريان بيوتنا، والفجوة العاطفية تزداد ما بين الأبناء والآباء، والتفكك الأسري يزداد يوماً بعد يوم.
أما مظاهر العنف التي تفشت في المجتمع، والممارسات الخاطئة في أذى الأطفال، وضرب الآباء والأمهات فقد أصبحت تزداد يوماً بعد يوم في بيوتنا، حيث أصبح الأطفال يكبرون وليس لديهم العاطفة الأسرية، والانتماء الأسري والحب العائلي الذي كان يجمع الأسرة في السابق.لمَ كل هذا؟ أليس لأن الأب منشغل، والأم اقتصر حضورها إلى المنزل على الأكل والنوم، ثم الصحو والاتصالات، ثم التهيؤ للخروج ثانية والعودة، والأبناء يغطون في نوم عميق وعلامات الحزن والكآبة مرتسمة على وجوههم.
بالله عليكم. كيف ننمي الحب الأبوي لدى الأطفال ونحن بعيدون عنهم ونتركهم لساعات طوال مع المربيات والخدم والسائقين.
بالله عليكم. كيف نبث الأمل في حياتهم ونزرع الثقة في نفوسهم ونحن نتجاهلهم، ونتجاهل عاطفتهم، ومشاكلهم، واحتياجاتهم ونبتعد عنهم يوماً بعد يوم.
لا أعلم إلى متى سيستمر مسلسل التصحُّر العاطفي في بيوتنا، وإلى أين سيصل.هل – بربكم – يستحق عمل المرأة أن يحصل على كل هذه (الأولوية) من المناداة والمطالب والاجتهادات والتوصيات، ونحن نخسر كل يوم أطفالاً (عذراً)، شباباً (عذراً)، أفراداً (عذراً)، (أولادنا) وهم كيان المجتمع وسواعده ورجاله في الغد، أرجو ألا يستحق ذلك على الإطلاق.
وبعد:
لقد أصبحت المناداة بعمل المرأة وخروجها للمنتديات الخارجية تحوز على الدرجة (الممتازة مع مرتبة الشرف الأولى)، بينما تتدنى المناداة بمراعاة الأبناء وتربيتهم والإغداق عليهم بالحب والرحمة والحنان والحقوق على درجة (دون المقبول)، وهم أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض، بينما تطالب المرأة في الغرب بالعودة إلى المنازل (والعمل عن بعد)
كلمة صدق.
نحن سعداء بما أحرزته وتحرزه المرأة مع صبيحة كل يوم من تقدم وازدهار في كل المجالات، وسعداء بحيازتها على كراسي دوَّارة في المؤتمرات والمنتديات والجامعات والكليات والمستشفيات والشركات والوزارات ومجالس الشورى وهيئة الأمم المتحدة، لكننا في أعماقنا (نبكي في العتمة) لئلا يفضح دموعنا أحد، نبكي أطفالاً نتركهم يومياً في عهدة المربيات والخادمات (الأمهات البديلات)، ولم نغدق عليهم الحب والحنان والمشاركة في الرأي واللعب وحقهم في التربية والاهتمام والرعاية الذي هو من أدنى حقوقهم ومن أول واجباتنا نحوهم.فلننظر إلى إيجابيات مطالب المرأة، ولا ننسى أن ننظر وبعمق إلى مساوئ تلك المطالب وسلبياتها أيضاً، ولا ننسى قول الشاعر:
وإنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني من الغمض
لحظة دفء
إن نظرة انكسار أراها في عيون أطفالي لبعدي عنهم، تساوي بلايين الريالات، وإن نظرة حب وفرح أراها في عيونهم تساوي الدنيا وما فيها.
فرفقاً ببراعمنا الواعدة، أطفالنا الأحبة، رجال المستقبل.
• عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
• عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
• سفيرة الاعلام العربي