الرقص فوق الجراح
بقلم الكاتبة / وسيلة الحلبي
تتماثل أمام أعيننا مناظر القتل والحرق والهدم والتفجيرات التي تهد كياننا تدمع عيوننا. وتنزف من رؤيتها قلوبنا ومشاعرنا. نمسك بالريمونت كونترول ونتنقل بين الفضائيات. نرى أطفالا في العراء وأطفالا في الخيام وأطفالا وسط السيول والأمطار وأطفالا على أسرة المرض يصرخون وأطفالا قتل والدهم وأصيبت أمهم وهم عاجزون عن عمل أي شيء ماعدا البكاء والصراخ الذي يمزق القلوب.
"إنهم يرقصون فوق الجراح"
وننتقل بين الفضائيات فنرى مسرح الأحداث في كل مكان ليس هناك ساعة فرح. أو رسم ابتسامة على الوجوه. ونفاجأ بأغنية هنا ومسرحية هناك وفيلما سخيفا. ومسلسلات هابطة لا تليق بالمشاهد وتستخف بعقله وتفكيره.
"إنهم يرقصون فوق الجراح".
ننظر هناك فنرى امرأة تحمل طفلا وتسحب بيدها الأخرى طفلا أخر ممزق الثياب حافي القدمين وهي تركض وسط المطر تريد النجاة بأطفالها الصغار من السيول والثلوج والأمطار. والعالم كله "يرقص فوق الجراح " ولا يأبه للمستضعفين الناجين من الحروب والويلات. بقسوة يمزقون، وبوحشية الطغيان يدوسون ولمراكب حبنا في أعنف الأمواج يُغرِقون.
"إنهم يرقصون فوق الجراح".
نذهب لدار المسنات فنرى الأمهات باكيات حزينات لأن أولادهم وضعوهم في الدور وتركوا عناوين غير عناوينهم وأرقام هواتف غير هواتفهم. فتحترق قلوبنا عليهم ونبكي بحرقة ونتحسر عليهم وندعو لهم بالثبات. ونحاول البحث عن أولادهم لأن الأمهات الحزينات يلححن بالسؤال أين أولادي؟ أتمنى أن أراهم ولو لمرة واحدة. "انهم يرقصون فوق الجراح".
نذهب للمحاكم فتتقطع قلوبنا مما نسمع ونشاهد من الظلم والعدوان على المرأة هذه طلقها زوجها وأخذ منها أولادها، وتلك أخذ أخيها حصتها من الميراث وأعطاه لزوجته إرضاء لها، وثالثة عضلها أهلها ومنعوها من الزواج لأنها تعمل ويستفيدون من راتبها. وهناك أم تبكي بحرقة على ظلم زوجة طليقها على أطفالها. هذا ضربته ضربا مبرحا وذلك أحرقته بعود الثقاب وثالث منعت عنه الطعام. وأصبحنا نرى ونسمع عن بعض الأمهات بعد وفاة أزواجهن يتركن أولادهن لأهل الزوج ويذهبن يبحثن عن الراحة والهدوء بعيدا عن أولادهم غير آبهات بالغصة التي تركوها في قلوب الأبناء الحيارى أنه سوط من نار ففي أي زمن نحن نعيش، وأي ظلم هذا؟ فنعود أدراجنا وقد حملنا همومهم وعيوننا تذرف الدمع عليهم حزنا وألما وغيرنا "يرقص فوق الجراح".
أخرون خلف الشمس قابعون، وآخرون في الأرض معذبون.
إلى متى ونحن نعيش الأحزان؟، إلى متى وعيوننا لا ترى غير مناظر القهر والظلم. إلى متى تنزف قلوبنا دما؟ وإلى متى سيبقون "يرقصون فوق الجراح “؟ إلى متى ونحنُ نتراقص فوق الجِراح غير مُباليين. والأرض اجهضت من حملِ القتلى. ؟!
إلى متى والسماء تبكي ودمع العروبةِ قد جف...بدمٍ تجمد في العروقِ. ؟!
أسئلة تاهت بين سراديب الزمنِ وبين حنايا الأمسِ والغد...
سؤال يحتاج إلى إجابة فهل من مجيب؟
عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
• عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
• سفيرة الإعلام العربي
تتماثل أمام أعيننا مناظر القتل والحرق والهدم والتفجيرات التي تهد كياننا تدمع عيوننا. وتنزف من رؤيتها قلوبنا ومشاعرنا. نمسك بالريمونت كونترول ونتنقل بين الفضائيات. نرى أطفالا في العراء وأطفالا في الخيام وأطفالا وسط السيول والأمطار وأطفالا على أسرة المرض يصرخون وأطفالا قتل والدهم وأصيبت أمهم وهم عاجزون عن عمل أي شيء ماعدا البكاء والصراخ الذي يمزق القلوب.
"إنهم يرقصون فوق الجراح"
وننتقل بين الفضائيات فنرى مسرح الأحداث في كل مكان ليس هناك ساعة فرح. أو رسم ابتسامة على الوجوه. ونفاجأ بأغنية هنا ومسرحية هناك وفيلما سخيفا. ومسلسلات هابطة لا تليق بالمشاهد وتستخف بعقله وتفكيره.
"إنهم يرقصون فوق الجراح".
ننظر هناك فنرى امرأة تحمل طفلا وتسحب بيدها الأخرى طفلا أخر ممزق الثياب حافي القدمين وهي تركض وسط المطر تريد النجاة بأطفالها الصغار من السيول والثلوج والأمطار. والعالم كله "يرقص فوق الجراح " ولا يأبه للمستضعفين الناجين من الحروب والويلات. بقسوة يمزقون، وبوحشية الطغيان يدوسون ولمراكب حبنا في أعنف الأمواج يُغرِقون.
"إنهم يرقصون فوق الجراح".
نذهب لدار المسنات فنرى الأمهات باكيات حزينات لأن أولادهم وضعوهم في الدور وتركوا عناوين غير عناوينهم وأرقام هواتف غير هواتفهم. فتحترق قلوبنا عليهم ونبكي بحرقة ونتحسر عليهم وندعو لهم بالثبات. ونحاول البحث عن أولادهم لأن الأمهات الحزينات يلححن بالسؤال أين أولادي؟ أتمنى أن أراهم ولو لمرة واحدة. "انهم يرقصون فوق الجراح".
نذهب للمحاكم فتتقطع قلوبنا مما نسمع ونشاهد من الظلم والعدوان على المرأة هذه طلقها زوجها وأخذ منها أولادها، وتلك أخذ أخيها حصتها من الميراث وأعطاه لزوجته إرضاء لها، وثالثة عضلها أهلها ومنعوها من الزواج لأنها تعمل ويستفيدون من راتبها. وهناك أم تبكي بحرقة على ظلم زوجة طليقها على أطفالها. هذا ضربته ضربا مبرحا وذلك أحرقته بعود الثقاب وثالث منعت عنه الطعام. وأصبحنا نرى ونسمع عن بعض الأمهات بعد وفاة أزواجهن يتركن أولادهن لأهل الزوج ويذهبن يبحثن عن الراحة والهدوء بعيدا عن أولادهم غير آبهات بالغصة التي تركوها في قلوب الأبناء الحيارى أنه سوط من نار ففي أي زمن نحن نعيش، وأي ظلم هذا؟ فنعود أدراجنا وقد حملنا همومهم وعيوننا تذرف الدمع عليهم حزنا وألما وغيرنا "يرقص فوق الجراح".
أخرون خلف الشمس قابعون، وآخرون في الأرض معذبون.
إلى متى ونحن نعيش الأحزان؟، إلى متى وعيوننا لا ترى غير مناظر القهر والظلم. إلى متى تنزف قلوبنا دما؟ وإلى متى سيبقون "يرقصون فوق الجراح “؟ إلى متى ونحنُ نتراقص فوق الجِراح غير مُباليين. والأرض اجهضت من حملِ القتلى. ؟!
إلى متى والسماء تبكي ودمع العروبةِ قد جف...بدمٍ تجمد في العروقِ. ؟!
أسئلة تاهت بين سراديب الزمنِ وبين حنايا الأمسِ والغد...
سؤال يحتاج إلى إجابة فهل من مجيب؟
عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
• عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
• سفيرة الإعلام العربي