×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

أشعر بأنني سأعتزل الاعلام ... قريبًا

أشعر بأنني سأعتزل الاعلام ... قريبًا
الكاتب سعود الثبيتي نعيش وسط هذا العالم المجنون نضيع فيه , نبتلي كل يوم بما يقوم به غيرنا من تصرفات ولا نستطيع ان نقول هذا صحيح وهذا خاطئ لان الموازين انقلبت فكان الصحيح خطأ والعكس .

للأسف الإعلام الان يواجه في زمن السوشيال ميديا سقوطا مخيفاً باتجاهين:
اولا : دخول بعض المسوخ التى اقحمت نفسها في الاعلام والابتذال والتهافت من قبل شرائح مجتمعية واسعة وللاسف من بعض المنابر إلاعلامية والتى أصبحت غير مهنية في استخدام المعلومة بطريقة مشوهة ومقلوبة بهدف الربح والحصول على المال متناسين عقول المتابعين والاستهتار بها ثقافيا ُ .

ثانياُ:
التهاون مع تلك الابواق السوشليه واصبحوا مجرد ببغاوات ناطقة لتمجيد من يدفع اكثر مهما كان نوعه ودوره الوطنى .. او ما يقدمه ..
واصبحوا الكل اعلامياُ يحمل اللقب دون دراية بحجم هذا الاسم الرفيع للاسف ..
كل ذلك للاسف أفقد الإعلام هيبته وأهميته ومكانتة، التي يستحق. وكلا الاتجاهين خطران، ويفتقدان لأبسط معايير الإعلام الناجح.
بل أن هكذا إعلاما يمثل هزيمة حقيقية للثقافة والذوق والنظام.
ولا يمكن ان ينتج عنها سوى انتشار التخلف وانشاء جيل لايعرف كتابة اسمه على اقل تقدير بل ويصنع جيلا متخلف فكرياُ وعقائدياُ .
نعم اصبح الاعلام مهنة لمن لا مهنة له واصبح الاعلام عبر السوشليات الوقتية التى لا تحفظ الحقوق ولا تُبرز التاريخ ولا تُرسخ الثقافات التى يجب أن يتوارثها الأجيال بدراية ليسهموا في بناء وطنهم للأسف ..

ساعتزل الاعلام والعالم المخيف فيه . والذي لم يعد الا صناعة الاغبياء والمهرجين ..

هذا ولاسباب كثيرة و يكون بسبب أن المجتمع أصبح مجرد آله لاينتقد ولا يعي ما يدور حوله للاسف ..!

لم أكن اعرف هذه الايام إن عالم الاعلام يترجم كل حركة على الهوا الساري إليهم وبدون مقاييس ؟!
واصبح مهنة من لا مهنة له فلهم لغة تخصهم وأنا لي لغة تخصني.. فانا من الجيل القديم جيل الورقة والقلم جيل تحمل المتاعب جيل التقصى والحقيقة ..
جيل ابراز الايجابيات وتجنب السلبيات والابتعاد عنها .. والحرص على الامن الفكري للمواطن من أجل أمنه وأمن الوطن ...!!
من هذا المنطلق فأنا قررت وسالتحق بغيري من الجيل السابق لاحفظ ماء وجهي واحتفظ بذكريات الزمن الجميل ... زمن الكلمة والمحتوى ..!

نعم اشعر بقوة أني سأغادر وسألتزم الصمت من جديد
ومن اليوم وصاعدا سأغير لغتي ومنهجي فعالمهم يختلف تماما عن عالمي
فلغة الترجمة لديهم غير لغتي . ومن أجل ذلك سأعتزل ..
سأرحل عن الصحافة حيث .. اللا أثـر
سأعتزل النقل والخبر والنقد والمدح ..
سأرحل .. بكل ما فيّ من الشعور .. بكل كياني ... ونبضاتي ..

وأعيش بوحدتي .. مع ذاتي وقلمي ..! لأحكي لأحفادي تلك القصص والعبر..!
يجب أن أنسى ما مضى .. وانسى ما همني وما خفى ..
فأنا لا أجيد تلك الالعاب البهلوانية في سيرك الاعلام السوشلي المريض.

والاعلام لم يعد صناعة بل اصبح الاعلام يئن بأوجاعه .. وهاهو يهوي بين مهرج وملقوف ..
image