أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

ياخطباء المساجد لن نرتد عن ديننا- فاطمئنوا

ياخطباء المساجد لن نرتد عن ديننا- فاطمئنوا
الكاتب مصلح الخديدي بعض خطباء مساجدنا هداهم الله ، وجزاهم الله خير الجزاء دون تحديد لمدينة أو منطقة ، يعتقدون أن خطبة الجمعة بالنسبة لهم مجرد تحليل للراتب، وليست الخطبة جزء من واجبات المسجد تجاه المجتمع والأسرة ، فالبعض تجده يقرأ الخطبة من ورقة وكأنها نشرة أخبار ، ونبرة صوت واحدة قد تجعل النعاس يغلب علينا، وقد يورد فيها مفردات دينية بحتة ربما لا يفهمها العامة من الحضور ، على سبيل المثال (الحوقلة، ويحوقل)، وهي بالمناسبة تعني قول: لاحول ولا قوة إلا بالله . كلمات طيبة ولكن ( يزودها حبتين ) ومن ثم يركز على قراءة سورتَي الأعلى والغاشية في كل جمعة، وخطَبُه كلها تتركّز على العقيدة ، ونسي أو تناسى المجتمع وهمومه ومشاكله ، خصوصاً ونحن نعيش في زمن الفتن التي باتت تحاصر المجتمع من كل حدب وصوب ، ونسي أن هناك بابًا كبيرًا اسمه (العلاقات الإنسانية والإجتماعية) .
إننا لم نحضر للمسجد مصطحبين أبناءنا لأداء الصلاة فقط ، بل أحضرنا أبناءنا لكي يصلوا ويستفيدوا من الخطبة ، ولا أن يعبثوا برسمة السجاد أو هدبه المنفلت من الملل ومجاهدة النعاس الذي يبدأ يداهمهم ، من بداية الخطبة حتى نهايتها .
لقد أصبحنا لا نسمع أن خطيب جمعة ينهر أحد المتخطّين رقاب المسلمين أثناء خطبته، أو أشار فيها لتوعية البعض بركن سياراتهم بطريقة صحيحة لا تؤذي الآخرين، وصفّ نعالهم أكرمكم الله بطريقة مرتَّبة ، فالدين ليس صلاة وحسب .
تمنّيتُ أن أسمع خطبة يكون محورها: كيف يُذاكر الطلاب بطريقة صحيحة، وكيف تقضي أوقات فراغك فيما يُفيد، وكيف تعمل بإخلاص في عملك وتتجنب الفساد، وكيف تقود سيارتك بطريقة تُقدِّر فيها حرمة الطريق .

فيا أيه الخطباء : نريد خُطبًا عن حياتنا الإجتماعية الأسرية والعامة.. فخطبة الجمعة هي درس أسبوعي للمجتمع، وليست منبرًا لممارسة فنون المفردات الصعبة ، بل إنه من البلاغة والفصاحة أن تُخاطِبو الناس بما يفهمون .
وبالمناسبة سأطرح بعض الأسئلة :

لماذا لا تكون خطبة الجمعة مادة جميلة نتهافت عليها مبكّرين ؟
لماذا لا تكون متماشية مع الحدث الأسبوعي؟
لماذا لا يكون المسجد منبرًا تعليميًّا تثقيفيًّا ؟

إنني أعلم أن هناك خطباء على درجة كبيرة من العلم والكفاءة ، ونقدي في مقالي هذا ليس فيه تعميم على الجميع، ولكنه مقال ظل يدور في رأسي منذ زمن وقرَّرتُ الْيَوْمَ أن أكتبه لعله يساهم في تغيير هذا الواقع الذي نعيشه لما يُفيدنا ويُفيد أبناءنا.

ختاماً :
المجتمع بحاجة لخُطبٍ كثيرة عن الذوق العام بشكل أكبر ، بدلاً من أن نستمع لخُطب العقيدة فقط ، وكأنكم تخشون علينا أن نرتد عن الدين (والعياذ بالله)