أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

معاقون ولكنهم عظماء

معاقون ولكنهم عظماء
 معاقون ولكنهم عظماء
بقلم الكاتبة / وسيلة الحلبي
ان كلمة "معاق " لا تقتصر على من أصيب بالشلل فقط بل تتعداه الى الاعاقات العقلية والسمعية والبصرية والنطق والاعاقات الجسدية كالمشلولين والمبتورين والعاجزين عن الحركة وهناك اعاقات بسبب الامراض المزمنة والحوادث المختلفة ومهما يكن من أمر فلن تكون تلك الاعاقات بأسبابها المتنوعة عائقا حقيقيا في وجوه أصحابها وتحجيم مسيرتهم عبر الحياة بل إن الكثير من اولئك انطلقوا بعقولهم وعلومهم وافكارهم وآدابهم وثقافاتهم انطلقوا يبدعون في مجالات كثيره فمنهم العلماء والشعراء والاْدباء والمفكرين والاْطباء وغيرهم الكثير من المبدعين. في هذه العجالة سأعرض لمحة عن بعض الشخصيات ممن اصيبوا بأنواع من الاعاقات ولكنهم وضعوا بصمتة واضحة في مسيرة الفكر والحضارة وفاقوا غيرهم من الأصحاء بمــــراحل كثيرة وما ذاك الا دليلا واضحا على ان الإعاقة ليست فاقة ولكنها ابداع وطاقة
"النبي موسى "عليه الصلاة والسلام
كان به عثرة بالحديث وكان يستعين بأخيه هارون ليوضح كلامه ويساعده لقول الله تعالى "رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي"
"ابان بن عثمان بن عفان"
الخليفة الراشد رضي الله عنه كان به صمم وحول وبرص ثم أصابه "الفالج " وهو شلل يصيب أحد جهتي الجسم طولا.. كان ابان من فقهاء التابعين وعلمائهم في الحديث والفقه عينه عبد الملك ابن مروان واليا على المدينة عام 76 هـ كما كان يقضي بين الناس وتوفي سنة 85 هـ
"الامام الترمذي"
هو الإمام الحافظ المتحدث محمد بن عيسى الترمذي صاحب سنن الترمذي المشهورة وأحد أصحاب الكتب الست المشهورة في الحديث كان رحمه الله أعمى ولكنه أوتني من المواهب والاخلاق ما جعله من كبار العلماء برع في علم الحديث وصنف عددا من الكتب النافعة المفيدة من أهمها "سنن الترمذي" و"الشمائل المحمدية" "العلل المفرد" و "الزهد" توفي عام 279 هــ
"الأحنف بن قيس"
الصحابي الجليل أسلم وحسن إسلامه ودعا له النبي بقوله "اللهم اغفر للأحنف" وهو الذي ضرب به الحلم "احلم من قيس" كان في رجليه اعوجاج وكان ملتصق الفخذين فشق ما بينهما وكان أعرجا قصير القامه
ومع هذا كله فقد جمع خصال الشرف والسيادة والمروءة والحنكة والحزم
قيل عنه إذا غضب له مئة ألف سيف لا يساْلونه فيما غضب
توفي في الكوفة سنة 67 هــ
"ابو العلاء المعري"
هو شاعر عباسي أصيب بالعمى وهو بالرابعة من عمره كان فيلسوفا ومفكرا وشاعرا له كتاب "اللزوميات في الفلسفة "رسالة الغفران. "سقط الزند "وهو القائل
أبكت تلكم الحمامة***أم عنت على فرعها المياد
ولا يخفى على مثقف مدى التأثير الكبير الذي أحدثه المعري في تطوير الحركة الشعرية والأدبية توفي (رهين المحبسين) سنة 441هــ
"مـــوسى بن نصير"
موسى بن نصير من قبيلة بكر بن وائل كان من كبار الفاتحين المسلمين
قاوم الروم وفتح الاندلس وافريقيا كما فتح مدنا كثيره في أوروبا
وكان هذا القائد أعرجا ورغم ذلك فقد بلغ النهاية في القوة والشجاعة وعلو الهمة تـــوفي سنة 96 هــ
"الاديب مصطفى الرافعي"
أديب مصري مشهور أصيب بالصمم في الثلاثين من عمره ولم تقف إعاقته حاجزا في وجهه فقد حقق شهرة أدبية واسعة له كتاب "المعركة تحت راية القراْن " وكتاب ا" المساكين " وكتاب "السحاب الأحمر "والكثير من المقالات الأدبية ويعد الرافعي من الادباء الاسلاميين الذين خدموا الاسلام بأدبهم وشعرهم توفي الرافعي سنة 1937 م
"ستيفن هاو كنغ"
العالم البريطاني المعروف الحائز على أعلى منصب أكاديمي في مجال الرياضيات وهو كرسي الرياضيات الذي كان يشغله العالم الشهير نيوتن وهذا العالم مقعدا يتحرك على كرسي متحرك أصدر العديد من الكتب منها: "تاريخ موجز للزمن "وكتاب "ثقوب سوداء "وقد تزوج وأنجب.
"فرانكلين روزفلت "
مواليد عام 1882 م تخرج من كلية هارفارد ثم التحق بكلية الحقوق بجامعة كولومبيا ورشح نفسه لمجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك ونجح في ذلك ثم اسندت اليه مهمة وكيل وزارة البحرية الأمريكية أصيب بالشلل وعمره 39 عام ورغم ذلك فقد واجه الا ضب له مئة ألف سيف لا يساْلونه فيما غضب مور بشجاعة ومثابره وتصميم وكاْن شيء لم يكن وظل يحقق طموحاته ويسير في حياته بكل جد وعزم إلى أن انتخب عام 1932م رئيساْ للولايات المتحدة الأمريكية وقد فاز بانتخابات الرئاسة أربع فترات متتاليه حتى توفي سنة 1945 م وقد مارس علاجا طويلا منظما لساقيه جعله يسير بواسطة حمالات من الصلب وكان أول رئيس أمريكي توضع صورته على البريد وهو على قيد الحياة
و"بتهوفن " المؤلف الموسيقي المعروف كان معاقا أيضا.
اْذن الإعاقة الجسدية لا تعنى شيئا إذا كان هناك عقل ذكي وروح قوية
فهناك الكثير من الشخصيات الإسلامية والأجنبية من المعاقين الذين وضعوا بصماتهم في كتاب التاريخ البشري

وبعد
مما سبق نرى أن الإعاقة ليست فاقة ولكنها ابداعا وطاقة فما هذه الأمثلة إلا مثالا على قوة إرادتهم وعزمهم على العطاء فقد أبرزت دور المعاقين في الحياة وأنهم ليسوا عاجزين كما يظن البعض بل هم قادرون ومبدعون وعظماء وما الإعاقة إلا إعاقة الجهل والكسل وتنويم العقل والذهن والتكاسل والتواكل إن فقدان جزء من الجسم ليس نهاية الحياة بل بداية للإصرار والتواصل والايثار إن فقدان حاسة ليست نهاية المطاف بل هي بداية ابداع والهام فأنعم يامن فقدت، وعوضت، فنبغت، وبعاهتك تألقت.
• عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
• عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب