تمرد الأبناء على الآباء عقوق بدايته تأفف ونهايته الندم " 1-2"
تمرد الأبناء على الآباء عقوق بدايته تأفف ونهايته الندم " 1-2"
بقلم/ وسيلة الحلبي
فطر الإنسان على احترام والديه وتقديرهما والعناية بهما، وجاء القرآن الكريم الذي عني بإتمام مكارم الأخلاق ليركِّز على هذه القيم فأمر الأبناء بتقدير والديهم وطاعتهما، حتى لو كانا غير مسلمين، ونهى عن عقوق الوالدين وأمر ببرهما ووصلهما. لكن المشاهد للواقع المحلي ينفطر قلبه جراء ما يشاهده بعينيه من تفشي مظاهر العقوق في المجتمع بصورة ملحوظة، فظهرت في المجتمعات العربية مؤخراً العديد من الظواهر الاجتماعية السيئة نتيجة عقوق الوالدين وانعدام الأسلوب اللائق في التعامل معهما، فبدأت أخبار الحوادث التي يرتكبها الأبناء في حق والديهم تملأ صفحات الصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي ، فتارة نجد شاباً يحرق والديه، وتارة أخرى نجد شخصاً يطلق الرصاص على أبيه ، أو يضرب أمه على رأسها حتى الموت أو يصدمها بالسيارة ، او يضعها في دور المسنين تاركا عنوانا خاطئا حتى لا يتواصل معه أحد . مما يوحي بإمكانية تطور الأمر إلى مزيد من الجرائم في المستقبل ما لم تتخذ حيالها سبل العلاج التربوي الناجح. وفي المملكة ارتفعت نسبة قضايا عقوق الوالدين إلى 80% خلال الفترة الماضية وقد تصدرت الرياض أكثر المناطق في عدد هذه القضايا.
ترى ما هي أسباب هذه الظاهرة؟ وما العلاج؟
أعتقد أن أهم أسباب انتشار قضايا عقوق الوالدين، الجهل بعواقب العقوق العاجلة والآجلة وعدم معرفة ثمرات البر الحالية والمستقبلية، ويعتبر ضعف الوازع الديني هو المسئول الأول عن انتشار هذه الظاهرة، كما يمثل سوء التربية عاملاً لا يمكن إغفاله حيث إن الوالدين ما لم يربيا أولادهما على التقوى، والبر والصلة فإن ذلك سيقودهم إلى التمرد والعقوق. وكذلك الحال بالنسبة للتفكك الأسري الذي يترتب عليه إهمال تربية الأبناء وضياعهم، وأيضاً تضارب الأقوال والأفعال بين الآباء والأبناء والتفرقة بينهم في التعامل مما يبعث الكراهية بينهم ويوغر صدورهم، إضافة إلى العنف بين أفراد الأسرة الواحدة، كما يعدّ إدمان الأب للمخدرات من الأسباب الرئيسة لعقوق الوالدين.
ويؤكد العديد من الأخصائيين النفسيين على أنه يجب اتباع العديد من الأساليب للقضاء على ظاهرة عقوق الوالدين منها توثيق الترابط الأسري وإشباع الحاجات النفسية والاجتماعية لدى الشاب والشابة، وضرورة البحث بين رفاق الأسرة للتعرف على ميولهم وثقافاتهم وأسلوبهم، ومن ثم يجب أن يعطي الأب قدراً من وقته لأبنائه حتى يساعدهم على حل مشكلاتهم الشخصية، كما يمكن تثقيف وتوعية الوالدين من خلال بعض الدورات التي تسهم في نجاح التربية السليمة للأبناء.
وعلى الإعلام تقع المسؤولية العظمى في التوعية بحقوق الوالدين والقيام بواجبهما. ويجب أن يؤدي الإعلام دوره في محاربة هذه الظاهرة من خلال القيام بحملات توعية لتعزيز الجوانب الإيجابية في التربية والأخلاق وبر الوالدين ونبذ الجوانب السيئة والسلبية للحوادث الغريبة والظواهر الدخيلة على المجتمع.
كما يتعين على المدارس تكثيف الحملات الإرشادية، وتفعيل قيمة بر الوالدين في المقررات الدراسية وفي أنشطة المدارس كالمشاهد التمثيلية وغيرها مع تكثيف المحاضرات المتضمنة التوجيه التربوي وبر وطاعة الوالدين في الخطاب الديني بالمساجد.
• عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
• عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
بقلم/ وسيلة الحلبي
فطر الإنسان على احترام والديه وتقديرهما والعناية بهما، وجاء القرآن الكريم الذي عني بإتمام مكارم الأخلاق ليركِّز على هذه القيم فأمر الأبناء بتقدير والديهم وطاعتهما، حتى لو كانا غير مسلمين، ونهى عن عقوق الوالدين وأمر ببرهما ووصلهما. لكن المشاهد للواقع المحلي ينفطر قلبه جراء ما يشاهده بعينيه من تفشي مظاهر العقوق في المجتمع بصورة ملحوظة، فظهرت في المجتمعات العربية مؤخراً العديد من الظواهر الاجتماعية السيئة نتيجة عقوق الوالدين وانعدام الأسلوب اللائق في التعامل معهما، فبدأت أخبار الحوادث التي يرتكبها الأبناء في حق والديهم تملأ صفحات الصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي ، فتارة نجد شاباً يحرق والديه، وتارة أخرى نجد شخصاً يطلق الرصاص على أبيه ، أو يضرب أمه على رأسها حتى الموت أو يصدمها بالسيارة ، او يضعها في دور المسنين تاركا عنوانا خاطئا حتى لا يتواصل معه أحد . مما يوحي بإمكانية تطور الأمر إلى مزيد من الجرائم في المستقبل ما لم تتخذ حيالها سبل العلاج التربوي الناجح. وفي المملكة ارتفعت نسبة قضايا عقوق الوالدين إلى 80% خلال الفترة الماضية وقد تصدرت الرياض أكثر المناطق في عدد هذه القضايا.
ترى ما هي أسباب هذه الظاهرة؟ وما العلاج؟
أعتقد أن أهم أسباب انتشار قضايا عقوق الوالدين، الجهل بعواقب العقوق العاجلة والآجلة وعدم معرفة ثمرات البر الحالية والمستقبلية، ويعتبر ضعف الوازع الديني هو المسئول الأول عن انتشار هذه الظاهرة، كما يمثل سوء التربية عاملاً لا يمكن إغفاله حيث إن الوالدين ما لم يربيا أولادهما على التقوى، والبر والصلة فإن ذلك سيقودهم إلى التمرد والعقوق. وكذلك الحال بالنسبة للتفكك الأسري الذي يترتب عليه إهمال تربية الأبناء وضياعهم، وأيضاً تضارب الأقوال والأفعال بين الآباء والأبناء والتفرقة بينهم في التعامل مما يبعث الكراهية بينهم ويوغر صدورهم، إضافة إلى العنف بين أفراد الأسرة الواحدة، كما يعدّ إدمان الأب للمخدرات من الأسباب الرئيسة لعقوق الوالدين.
ويؤكد العديد من الأخصائيين النفسيين على أنه يجب اتباع العديد من الأساليب للقضاء على ظاهرة عقوق الوالدين منها توثيق الترابط الأسري وإشباع الحاجات النفسية والاجتماعية لدى الشاب والشابة، وضرورة البحث بين رفاق الأسرة للتعرف على ميولهم وثقافاتهم وأسلوبهم، ومن ثم يجب أن يعطي الأب قدراً من وقته لأبنائه حتى يساعدهم على حل مشكلاتهم الشخصية، كما يمكن تثقيف وتوعية الوالدين من خلال بعض الدورات التي تسهم في نجاح التربية السليمة للأبناء.
وعلى الإعلام تقع المسؤولية العظمى في التوعية بحقوق الوالدين والقيام بواجبهما. ويجب أن يؤدي الإعلام دوره في محاربة هذه الظاهرة من خلال القيام بحملات توعية لتعزيز الجوانب الإيجابية في التربية والأخلاق وبر الوالدين ونبذ الجوانب السيئة والسلبية للحوادث الغريبة والظواهر الدخيلة على المجتمع.
كما يتعين على المدارس تكثيف الحملات الإرشادية، وتفعيل قيمة بر الوالدين في المقررات الدراسية وفي أنشطة المدارس كالمشاهد التمثيلية وغيرها مع تكثيف المحاضرات المتضمنة التوجيه التربوي وبر وطاعة الوالدين في الخطاب الديني بالمساجد.
• عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
• عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب