الجميع يتغنى بيوم القهوة العالمي أنا المحبوبة السمرا وأسقى بالفناجين
الجميع يتغنى بيوم القهوة العالمي
أنا المحبوبة السمرا وأسقى بالفناجين
بقلم/ الكاتبة وسيلة الحلبي
وصلتني دعوة من "مجموعة الحكير القابضة للمشاركة في شرب فنجان قهوة بمناسبة اليوم العالمي للقهوة." في الحقيقة الدعوة أثارت شجوني خاصة أنني عاشقة للقهوة بكل أنواعها وخاصة القهوة التركية بدون سكر. ولا يكفيني عشرة فناجين يوميا منها بل أزيد على ذلك كثيرا. انها معشوقتي ومعشوقة الملايين من الكتاب والشعراء ورجال الأعمال والإعلاميين والناس العاديين. وللقهوة طقوس خاصة في الصباح فأستنشق رائحة القهوة فينتعش تفكيري ويرقص قلبي فرحا. وأشربها على أنغام فيروز وفي المساء أحتسيها مع صوت أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفي العصر مع أنغام وموسيقى فريد الأطرش. فكيف للفكر أن يتقد دون فنجان القهوة، وكيف للشعر أن يأتي دون احتساء القهوة. وكيف للقلم أن يسيل حبره على الورق من غير قهوة.
فنجان قهوتي اليوم اختلطت فيه الأحاسيس، تارة يسمو بي لأعانق السماء، وتارة يأخذني الى مشارف الجنون، وبين هذا وذاك تتأرجح أيامي، وأرتشف قهوتي بمرارتها وحلوها، وتسير الأيام نحو مستقبل مجهول.
حين تصبح القهوة شكلاً من أشكال الإدمان يصعب دونها أن نحس بالاسترخاء والراحة، أقولها صريحة وبلا حرج: أنا مدمنة قهوة بنكهة مختلفة وإحساس آسر. إدماني لها يختلف عن أي إدمان آخر، فهي تحلق بي فوق أجنحة خرافية، نحو عالم من النقاء مختلف من صنع خيالي، ودون أجنحتي السحرية، أستنشق رائحتها وأتركها تداعب خلايا رأسي. ما زالت القهوةُ أيقونةَ الصباح، وسيدة الدفء إذ نغادر نشوة الحلم، تجمعُنا وتلملم ما تناثر منا في الفضاء.
مع فنجان القهوة
تتسرّب شمس الحروف
الذائبة بالسّكر
فتطلّ حسناء من شرفتها
تبوح بالحبّ..
وبما هو أطيب
جئت هنا لأنثر الفرح
أبحث عن طيفك
أتوسّد العشق
لأبقى معك
هذا ويوافق الأول من أكتوبر اليوم العالمي للقهوة، أو “معشوقة الملايين” كما يحب عشاقها تسميتها دومًا، حيث تستغل منظمات المجتمع المدني هذا اليوم في جميع أنحاء العالم في التشجيع على التجارة العادلة للقهوة وزيادة الوعي العالمي حول المشاكل التي تواجه مزارعي البن حول العالم، بالإضافة إلى قيام عدة شركات عالمية بالاحتفال بها اليوم عن طريق عرض مشروبات قهوة مجانية ومخفضة لجميع زبائنها في كافة أنحاء المعمورة.
وفي حين يتغنى الكثيرون بمشوقتهم السمراء التي لا يستطيعون الاستغناء عنها، ورغم ذلك لا يزال تاريخ القهوة عند البعض غامضاً ومجهولا. ولكن ما أعرفه أن المناسبة الأولى التي تم فيها الاحتفاء بالقهوة كان في اليابان، وتحديداً على يد جمعية القهوة اليابانية في 1983، أما أول مرة سجلت فيها هذه المناسبة في الولايات المتحدة، فكانت في بدايات 2005 لكن تحت تسمية "اليوم الوطني للقهوة"، إلا أن "اليوم العالمي" عاد وظهر عام 2009 في نيو أورلينز الأمريكية. وإذا عدنا إلى تاريخ القهوة، فجميع المؤرخون يؤكدون أن أوائل المستخدمين الذين جعلوا من القهوة مشروباً اجتماعياً وعادة منتظمة، هم أهل اليمن، بدءاً من القرن الخامس عشر. ومن المعروف أن القهوة ذات الجودة العالية مصدر جيد كمضاد للأكسدة حيث تساعد على فقدان الوزن والحد من تواجد الدهون في الجسم، ولكن يجب الحذر منها على المدى الطويل حيث يسبب الاستخدام الزائد للقهوة زيادة وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم مما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام في المستقبل لا قدر الله. ولعل من أشهر الأمراض التي قد يسببها التعود الزائد على مشروب القهوة هي حدوث عسر الهضم حيث يحفز شرب القهوة على معدة فارغة في الصباح الباكر إلى عدة مشاكل من بينها "حدوث إعاقة الهضم" مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية متعلقة بالانتفاخات والقولون العصبي بالإضافة إلى ذلك فإن الاستهلاك الزائد للكافيين والأحماض المختلفة الموجودة في "البن" قد تؤدي إلى حدوث تهيج المعدة وكذلك الأمعاء الدقيقة مما يؤدي إلى حدوث التهاب المعدة وكذلك قرحة المعدة والاثني عشر. ومع ذلك نعشقها ونشربها ولا يمكن أن نستغني عنها.
أخر الكلام: حنونة هي القهوة حين تقدّم لنا روحها في سبيل تعديل مزاجنا.
*عضو الاتحاد العالم للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
*عضو اتحاد الأدباء والمثقفين العرب
أنا المحبوبة السمرا وأسقى بالفناجين
بقلم/ الكاتبة وسيلة الحلبي
وصلتني دعوة من "مجموعة الحكير القابضة للمشاركة في شرب فنجان قهوة بمناسبة اليوم العالمي للقهوة." في الحقيقة الدعوة أثارت شجوني خاصة أنني عاشقة للقهوة بكل أنواعها وخاصة القهوة التركية بدون سكر. ولا يكفيني عشرة فناجين يوميا منها بل أزيد على ذلك كثيرا. انها معشوقتي ومعشوقة الملايين من الكتاب والشعراء ورجال الأعمال والإعلاميين والناس العاديين. وللقهوة طقوس خاصة في الصباح فأستنشق رائحة القهوة فينتعش تفكيري ويرقص قلبي فرحا. وأشربها على أنغام فيروز وفي المساء أحتسيها مع صوت أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفي العصر مع أنغام وموسيقى فريد الأطرش. فكيف للفكر أن يتقد دون فنجان القهوة، وكيف للشعر أن يأتي دون احتساء القهوة. وكيف للقلم أن يسيل حبره على الورق من غير قهوة.
فنجان قهوتي اليوم اختلطت فيه الأحاسيس، تارة يسمو بي لأعانق السماء، وتارة يأخذني الى مشارف الجنون، وبين هذا وذاك تتأرجح أيامي، وأرتشف قهوتي بمرارتها وحلوها، وتسير الأيام نحو مستقبل مجهول.
حين تصبح القهوة شكلاً من أشكال الإدمان يصعب دونها أن نحس بالاسترخاء والراحة، أقولها صريحة وبلا حرج: أنا مدمنة قهوة بنكهة مختلفة وإحساس آسر. إدماني لها يختلف عن أي إدمان آخر، فهي تحلق بي فوق أجنحة خرافية، نحو عالم من النقاء مختلف من صنع خيالي، ودون أجنحتي السحرية، أستنشق رائحتها وأتركها تداعب خلايا رأسي. ما زالت القهوةُ أيقونةَ الصباح، وسيدة الدفء إذ نغادر نشوة الحلم، تجمعُنا وتلملم ما تناثر منا في الفضاء.
مع فنجان القهوة
تتسرّب شمس الحروف
الذائبة بالسّكر
فتطلّ حسناء من شرفتها
تبوح بالحبّ..
وبما هو أطيب
جئت هنا لأنثر الفرح
أبحث عن طيفك
أتوسّد العشق
لأبقى معك
هذا ويوافق الأول من أكتوبر اليوم العالمي للقهوة، أو “معشوقة الملايين” كما يحب عشاقها تسميتها دومًا، حيث تستغل منظمات المجتمع المدني هذا اليوم في جميع أنحاء العالم في التشجيع على التجارة العادلة للقهوة وزيادة الوعي العالمي حول المشاكل التي تواجه مزارعي البن حول العالم، بالإضافة إلى قيام عدة شركات عالمية بالاحتفال بها اليوم عن طريق عرض مشروبات قهوة مجانية ومخفضة لجميع زبائنها في كافة أنحاء المعمورة.
وفي حين يتغنى الكثيرون بمشوقتهم السمراء التي لا يستطيعون الاستغناء عنها، ورغم ذلك لا يزال تاريخ القهوة عند البعض غامضاً ومجهولا. ولكن ما أعرفه أن المناسبة الأولى التي تم فيها الاحتفاء بالقهوة كان في اليابان، وتحديداً على يد جمعية القهوة اليابانية في 1983، أما أول مرة سجلت فيها هذه المناسبة في الولايات المتحدة، فكانت في بدايات 2005 لكن تحت تسمية "اليوم الوطني للقهوة"، إلا أن "اليوم العالمي" عاد وظهر عام 2009 في نيو أورلينز الأمريكية. وإذا عدنا إلى تاريخ القهوة، فجميع المؤرخون يؤكدون أن أوائل المستخدمين الذين جعلوا من القهوة مشروباً اجتماعياً وعادة منتظمة، هم أهل اليمن، بدءاً من القرن الخامس عشر. ومن المعروف أن القهوة ذات الجودة العالية مصدر جيد كمضاد للأكسدة حيث تساعد على فقدان الوزن والحد من تواجد الدهون في الجسم، ولكن يجب الحذر منها على المدى الطويل حيث يسبب الاستخدام الزائد للقهوة زيادة وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم مما قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام في المستقبل لا قدر الله. ولعل من أشهر الأمراض التي قد يسببها التعود الزائد على مشروب القهوة هي حدوث عسر الهضم حيث يحفز شرب القهوة على معدة فارغة في الصباح الباكر إلى عدة مشاكل من بينها "حدوث إعاقة الهضم" مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية متعلقة بالانتفاخات والقولون العصبي بالإضافة إلى ذلك فإن الاستهلاك الزائد للكافيين والأحماض المختلفة الموجودة في "البن" قد تؤدي إلى حدوث تهيج المعدة وكذلك الأمعاء الدقيقة مما يؤدي إلى حدوث التهاب المعدة وكذلك قرحة المعدة والاثني عشر. ومع ذلك نعشقها ونشربها ولا يمكن أن نستغني عنها.
أخر الكلام: حنونة هي القهوة حين تقدّم لنا روحها في سبيل تعديل مزاجنا.
*عضو الاتحاد العالم للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
*عضو اتحاد الأدباء والمثقفين العرب