أخبار قناة الشمس

×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

مريم آل ثاني قال عمرو بن العاص ولاية مصر تعدل الخلافة

مريم آل ثاني قال عمرو بن العاص ولاية مصر تعدل الخلافة
 مريم آل ثاني


قال عمرو بن العاص ولاية مصر تعدل الخلافة ، وحين حدثت مجاعة الرمادة في الجزيرة العربية استغاث عمر بوالي مصر ، قائلاً له تراني هالكا ومن قبلي ، وتعيش انت ومن قبلك فياغوثاه ، وسرعان ما كتب له عمرو لأبعثن لك بعير اولها عندك واخرها عندي ، فبعث له بالطريق البري الف بعير بالدقيق والمؤن ، وبعث له بالطريق البحري عشرين سفينة محملة بالغذاء من خيرات مصر ، واثناء الدولة العثمانية كان الحاكم العثماني يحمل اربعة تيجان منهم تاج السلطنة لحكمه مصر ، وهذا دليل علي مكانتها بين عشرات الدول التي كانت تحت الحكم العثماني ، ومصر التى زارها الخليل سيدنا إبراهيم ، مصر التي كلّم فيها رب الناس سيدنا مُوسَى تكليماً ، مصر التي آوت في صحراءها السيدة العذراء مريم إبنة عمران و إبنها سيدنا عِيسَى من أعدائهم ، مصر التي تربى فيها سيدنا يوسف نبي و صدَّيق و حَمَاه الله ثم حكمها و تربَّع على عرشُها والده سيدنا يعقوب ، مصر التي ولد و عاش و مات فيها سيدنا ادريس ، مصر التي دخلها إثنى عشر من الأسباط و دُفنوا فيها ، مصر دخلها سيدنا لوط ، مصر التي وُلد فيها سيدنا موسى و سيدنا هارون و عاشوا فيها طويلاً ، مصر التي وُلد فيها لقمان الحكيم ، مصر التي دخلها يُوشع بن نُون (فتى موسى) إلى أن خرج منها مع موسى ، مصر التي دخلها سُليمان بن دَاوُدَ و داميال و آرميا ، مصر التي طاف نوح بسفينته على ارضها ، مصر التي فيها ماشطة بنت فرعون (التي شم الرسول محمد رائحتها الذكية بالإسراء و المعراج) ، مصر التي اهدت رسول الله محمد السيدة مارية القبطية عندما أهداها إليه المقوقس و تزوجها و أنجب منها إبراهيم ، مصر التي تزوج منها سيدنا إبراهيم السيدة هاجر و أنجب منها سيدنا إسماعيل و هي جدة النبي المكرّم محمد ، و تفجَّرت ماء زمزم تكريماً لها ، مصر التي فيها آسيا إمرأةٌ فرعون التي ضُرب بها مثل للمؤمنات ، مصر التي فيها أم موسى ، مصر التي فيها التين و الزيتون و طور سنين ، مصر التي تاه عنها اليهود حائرين أربعين سنة مُحرَّمة عليهم ، مصر التي فيها أول جامع بقارة أفريقيا (جامع عمرو بن العاص) ، مصر التي فيها البقعة المُباركة ، مصر التي فيها الوادي المُقدَّس طُوى ، منذ أن دخلت مصر في الإسلام بدأت عصرا من النهوض والإحياء ، ولمكانة مصر هذه في الحضارة الإسلامية خصها أعلام المؤرخين في مؤلفاتهم بالحديث عن فضائلها التي استأثرت بها علي سائر البلدان ، ولمكانة هذا البلد كانت نبوءة رسول الإسلام بدخوله في الإسلام، وكانت وصاياه بأهله، الذين سيتبوءون في التاريخ الإسلامي مكان الريادة والقيادة، وسيمثلون كنانة الله في أرضه، المدافعة عن حياض دار الإسلام ، ولقد صدق التاريخ على نبوءة رسول الله فالجند الذين خرجوا من مصر هم الذين هزموا الصليبيين، وحرروا القدس من الاغتصاب الصليبي. والجند الذين خرجوا من مصر هم الذين كسروا شوكة التتار في عين جالوت فأنقذوا الحضارة من الدمار، ولقد روت كتب فضائل مصر دعاء سيدنا نوح عليه السلام لمصر التي سميت باسم حفيده الذي سكنها بعد الطوفان، ولقد جاء في دعائه لحفيده ولأهل مصر: اللهم بارك في ذريته، وأسكنه الأرض المباركة التي هي أمن البلاد وغوث العباد، ونهرها أفضل أنهار الدنيا، واجعل فيها أفضل البركات ، ولقد وصف غبدالله عمرو بن العاص أهلها فقال: إنهم أكرم الأعاجم محتدا، وأسمحهم يدا، وأفضلهم عنصرا، وأقربهم رحما بالعرب كافة، وبقريش خاصة، ومن أراد أن ينظر إلى الفردوس فلينظر إلى أرض مصر حين تخضر زروعها، ويزهر ربيعها، وتكسى بالنوار أشجارها، وتغني أطيارها ، وهكذا امتازت مصر وتميزت وهكذا أصبحت فضائلها فنا من فنون تاريخ الإسلام.