القاعدة الذهبية في العلاقات الاجتماعية بقلم الكاتبة / وسيلة الحلبي
القاعدة الذهبية في العلاقات الاجتماعية
بقلم الكاتبة / وسيلة الحلبي
الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته، لا يستطيع أن يعيش وحده، وهو بحاجة إلى الآخرين في كل شؤونه وفي جميع مراحل حياته. ولا يمكن لإنسان أن يستغني عن الآخرين لأن هذا ما خلقه الله عليه. قال سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ "الحجرات: "13.
ولهذا نجد أن جزءًا كبيرًا من تكوين شخصية الإنسان يتمثل في الجانب الاجتماعي الذي يعادل 25% من تكوين شخصيته إضافة إلى الجانب الروحي والجانب العقلي والجانب الجسدي. ومن هنا كان من الواجب أن يتعرف الإنسان على أفضل الطرق والأساليب في بناء علاقاته الاجتماعية، وحديثنا عن الجوانب الاجتماعية وإعادة تنظيمها يساعدنا في رسم خطة تجديد الذات وتصحيح وضعها بما يضمن لها الاستقرار وزيادة تقوية الشخصية وزيادة الثقة بالنفس.
ولضرورة الحياة في وسط جماعة، وحاجتنا المستمرة لتكوين جماعات متناغمة، لا بد أن تكون علاقاتنا إيجابية ومستمرة وأن نتجنب الصراعات مع الآخرين في تعاملنا مع من فوقنا مثل (الوالدين الرؤساء في العمل...) أو من تحت أيدينا مثل: (أبنائنا مرؤوسينا في العمل....)، وغير أولئك ممن نرتبط معهم بعلاقات دائمة أو علاقات عارضة ومؤقتة..
وببساطة، فالقاعدة الذهبية تنبثق من قلبك وعاطفتكِ، فيما التعامل الاجتماعي الدمث مقرون بالأصول التي يُحتّم عليكِ العقل والمنطق إتباعها فلعل القاعدة الذهبية الأمثل في العلاقات هي معاملة الآخرين كما ترغبين منهم أن يعاملوكِ. ولعل هذه القاعدة على وجه التحديد واحدة من بين أكثر ما نصّت عليه الشرائع السماوية والأقوال الموروثة. ولو كان كل منا يقرّ جيداً بما عليه من حقوق وواجبات حيال الآخرين، لانتهت الصراعات والمشاكل كلها. ثم إن معظمنا لا يعرف كيف يتعامل مع نفسه، فكيف سيكون الحال حين يُطلَب منه التعاطي مع الآخرين؟
بعضنا لم يُلقّن هذه القاعدة حين كان صغيراً، ما يعني أن الأمر سيستنزف بعض الوقت عند الكبر والكثير منا لا يستشعرون أهمية العطاء العاطفي والوجداني، وهذه بحد ذاتها نقطة تحتاج للوقوف لديها، قبل التفكير بوصول مرحلة القاعدة الذهبية للعلاقات ولو ذهبنا لنورد الآيات والأحاديث في الدلالة على هذه الجوانب لطال بنا المقام، ومن يقرأ في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتعامله مع أصحابه ومع أعداءه سيجد شواهد كثيرة في هذا الموضوع، ولأهمية كل ذلك دلَّنا النبي صلى الله وسلم على أن أفضل الأعمال هو الخُلق الحسن. وأنه أثقل عمل في الميزان، كما قال صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء أثقل في الميزان من حُسن الخُلق". وفي كثير من أوامر القرآن الكريم، وعمل وقول النبي صلى الله وسلم، ترجمةٌ عملية للقرآن الكريم، فتجد ملمح حسن الخلق وفضل الأخلاق والأمر بأحسن التعاملات حتى مع الأعداء.. ولا عجب في ذلك فديننا هو دين الأخلاق حتى قال نبينا صلى الله عليه وسلم: " إنما بُعثت لأتمم صالح الأخلاق".
وهنالك مبادئ مهمة في العلاقات الإنسانية ذكرها المختصون في دراسة السلوك الإنساني منها: - من أهم احتياجات الإنسان أن يلقى تقديرًا وثناءً.
2- كل إنسان يرغب في الشعور بأنه مهم وأن تكون له شخصية وكيان يشعر به الآخرون بصورة متفردة. - العلاقات ينبغي أن تكون نافعة ومشبعة لاحتياجات الأطراف فيها. - عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به. قاعدة سلوكية اجتماعية في كل زمان ومكان. - يرغب جميع الناس في أن تعاملهم باحترام وتقدير- ينتظر الناس أن يثني عليهم الآخرون حينما يقومون بعمل جيد. - يرغب الناس في أن تتم معاملتهم بعدل ومساواة. - الجاذبية لطريقة التعامل مع الآخرين أكثر منها للصفات الأخرى. - القائد لديه كاريزما تعتمد على تقدير الآخرين بشكل واضح. - لغة الجسد لها دور مهم في عملية التواصل وبناء العلاقات. كن متجاوبًا من الناحية الوجدانية مع الآخرين وشاركهم مشاعرهم وحاول أن تتفهم وجهات نظرهم.. وأحذر المبالغة في ذلك.. ولا تكن ضحية الابتزاز العاطفي للبعض..
أوف بوعدك دائمًا.. وإذا عجزت فأعتذر بشكل صريح وواضح.. وأحرص ألا تقطع وعدًا خارج حدود إمكاناتك وقدراتك.. والسؤال الذي يطرح نفسه
لماذا لا يطبّق معظمنا هذه القاعدة الذهبية؟ لنحاول تطبيق هذه القاعدة الذهبية فيما يتعلق بمناحي حياتنا كافة، مثل المواعيد والعزائم والواجبات الاجتماعية والتعامل بشتى أنواعه، لا سيما مع من نحرص على بقاء الصلات وثيقة بهم. ومن شأن إتباع هذه القاعدة الذهبية أن يوفر علينا كثيراً من المواقف السلبية المتشنجة وخوض الجدال الذي لا طائل منه وخسارة كثير ممن نحب.
كلمة حق:
لنستخدم دائماً الكلمات في مكانها وبشكل مستمر دون تقصير ودون مبالغة:
أشكرك.
عفوا.
من فضلك.
آسف.
أحسنت.
سعدت بمعرفتك.
كم افتقدتك.
ولا نبخل بها فإن لها أثراً إيجابيًّا على الآخرين.
عضو الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
بقلم الكاتبة / وسيلة الحلبي
الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته، لا يستطيع أن يعيش وحده، وهو بحاجة إلى الآخرين في كل شؤونه وفي جميع مراحل حياته. ولا يمكن لإنسان أن يستغني عن الآخرين لأن هذا ما خلقه الله عليه. قال سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ "الحجرات: "13.
ولهذا نجد أن جزءًا كبيرًا من تكوين شخصية الإنسان يتمثل في الجانب الاجتماعي الذي يعادل 25% من تكوين شخصيته إضافة إلى الجانب الروحي والجانب العقلي والجانب الجسدي. ومن هنا كان من الواجب أن يتعرف الإنسان على أفضل الطرق والأساليب في بناء علاقاته الاجتماعية، وحديثنا عن الجوانب الاجتماعية وإعادة تنظيمها يساعدنا في رسم خطة تجديد الذات وتصحيح وضعها بما يضمن لها الاستقرار وزيادة تقوية الشخصية وزيادة الثقة بالنفس.
ولضرورة الحياة في وسط جماعة، وحاجتنا المستمرة لتكوين جماعات متناغمة، لا بد أن تكون علاقاتنا إيجابية ومستمرة وأن نتجنب الصراعات مع الآخرين في تعاملنا مع من فوقنا مثل (الوالدين الرؤساء في العمل...) أو من تحت أيدينا مثل: (أبنائنا مرؤوسينا في العمل....)، وغير أولئك ممن نرتبط معهم بعلاقات دائمة أو علاقات عارضة ومؤقتة..
وببساطة، فالقاعدة الذهبية تنبثق من قلبك وعاطفتكِ، فيما التعامل الاجتماعي الدمث مقرون بالأصول التي يُحتّم عليكِ العقل والمنطق إتباعها فلعل القاعدة الذهبية الأمثل في العلاقات هي معاملة الآخرين كما ترغبين منهم أن يعاملوكِ. ولعل هذه القاعدة على وجه التحديد واحدة من بين أكثر ما نصّت عليه الشرائع السماوية والأقوال الموروثة. ولو كان كل منا يقرّ جيداً بما عليه من حقوق وواجبات حيال الآخرين، لانتهت الصراعات والمشاكل كلها. ثم إن معظمنا لا يعرف كيف يتعامل مع نفسه، فكيف سيكون الحال حين يُطلَب منه التعاطي مع الآخرين؟
بعضنا لم يُلقّن هذه القاعدة حين كان صغيراً، ما يعني أن الأمر سيستنزف بعض الوقت عند الكبر والكثير منا لا يستشعرون أهمية العطاء العاطفي والوجداني، وهذه بحد ذاتها نقطة تحتاج للوقوف لديها، قبل التفكير بوصول مرحلة القاعدة الذهبية للعلاقات ولو ذهبنا لنورد الآيات والأحاديث في الدلالة على هذه الجوانب لطال بنا المقام، ومن يقرأ في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتعامله مع أصحابه ومع أعداءه سيجد شواهد كثيرة في هذا الموضوع، ولأهمية كل ذلك دلَّنا النبي صلى الله وسلم على أن أفضل الأعمال هو الخُلق الحسن. وأنه أثقل عمل في الميزان، كما قال صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء أثقل في الميزان من حُسن الخُلق". وفي كثير من أوامر القرآن الكريم، وعمل وقول النبي صلى الله وسلم، ترجمةٌ عملية للقرآن الكريم، فتجد ملمح حسن الخلق وفضل الأخلاق والأمر بأحسن التعاملات حتى مع الأعداء.. ولا عجب في ذلك فديننا هو دين الأخلاق حتى قال نبينا صلى الله عليه وسلم: " إنما بُعثت لأتمم صالح الأخلاق".
وهنالك مبادئ مهمة في العلاقات الإنسانية ذكرها المختصون في دراسة السلوك الإنساني منها: - من أهم احتياجات الإنسان أن يلقى تقديرًا وثناءً.
2- كل إنسان يرغب في الشعور بأنه مهم وأن تكون له شخصية وكيان يشعر به الآخرون بصورة متفردة. - العلاقات ينبغي أن تكون نافعة ومشبعة لاحتياجات الأطراف فيها. - عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به. قاعدة سلوكية اجتماعية في كل زمان ومكان. - يرغب جميع الناس في أن تعاملهم باحترام وتقدير- ينتظر الناس أن يثني عليهم الآخرون حينما يقومون بعمل جيد. - يرغب الناس في أن تتم معاملتهم بعدل ومساواة. - الجاذبية لطريقة التعامل مع الآخرين أكثر منها للصفات الأخرى. - القائد لديه كاريزما تعتمد على تقدير الآخرين بشكل واضح. - لغة الجسد لها دور مهم في عملية التواصل وبناء العلاقات. كن متجاوبًا من الناحية الوجدانية مع الآخرين وشاركهم مشاعرهم وحاول أن تتفهم وجهات نظرهم.. وأحذر المبالغة في ذلك.. ولا تكن ضحية الابتزاز العاطفي للبعض..
أوف بوعدك دائمًا.. وإذا عجزت فأعتذر بشكل صريح وواضح.. وأحرص ألا تقطع وعدًا خارج حدود إمكاناتك وقدراتك.. والسؤال الذي يطرح نفسه
لماذا لا يطبّق معظمنا هذه القاعدة الذهبية؟ لنحاول تطبيق هذه القاعدة الذهبية فيما يتعلق بمناحي حياتنا كافة، مثل المواعيد والعزائم والواجبات الاجتماعية والتعامل بشتى أنواعه، لا سيما مع من نحرص على بقاء الصلات وثيقة بهم. ومن شأن إتباع هذه القاعدة الذهبية أن يوفر علينا كثيراً من المواقف السلبية المتشنجة وخوض الجدال الذي لا طائل منه وخسارة كثير ممن نحب.
كلمة حق:
لنستخدم دائماً الكلمات في مكانها وبشكل مستمر دون تقصير ودون مبالغة:
أشكرك.
عفوا.
من فضلك.
آسف.
أحسنت.
سعدت بمعرفتك.
كم افتقدتك.
ولا نبخل بها فإن لها أثراً إيجابيًّا على الآخرين.
عضو الإتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين
عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب