انشودتي العراقية - المرحوم الاديب ضياء الدين الخاقاني
انشودتي العراقية
المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
1933 2008
قيلت في مهرجان المربد بالبصرة الفيحاء عام 1972
..................................................................
من سماءِ الوحي في النهرين من مطلع أحلام الحياةِ
من فم الوحي يستقبل بالكوفةِ أكوابَ السقاةِ
من رياض البصرة الفيحاء في أعلا الصروح الشاهقاتِ
من جنان الموصل الحدباء للحكمة في أطوار آتي
من رؤى الأهوار حيث الشمس ما بين انجذابات الجهات
من علا اربيل يرتد من الاخوة احرار حماة
من سما حمرين يمتدّ الى دجلة ارواء فرات
من نمير الفكر بين الشكِ والايمان في أفق القضاة
من حقول الفن حيث السحر يستنشق أنفاسَ الرعاةِ
من قباب الحق تستنطق بالنهضة أجيال الصلاةِ
من حسين الطفِّ في غضبةِ غلواه وفي يوم الأناةِ
من غرام الخلق باللهِ ومن سحر الحشودِ الطالعاتِ
من شروق العشق حيث القلب نشوان بوصل النيراتِ
من تباريح فتىً ألوى به الحظ ومن شكوى فتاةِ
من عراق ملأ التأريخ والأديان ألواح مداه بالعظاةِ
هذه الأنشودة المحبوسة الأنفاس حرّى النفثاتِ
هذه الانشودة المحمومة الأشعار أروى عاطفاتِ
جمعتْ من دمعِ مكلومٍ وأرواح ضحايا النكباتِ
قِطعٌ من كبدِ الملسوع بالحقدِ على أيدي جناةِ
وفُتاةٌ من بقايا الروح تنقضّ بأقواس الرماةِ
صبغتْ بالأحمر المعجون بالدمع بياض الصفحاتِ
إنها أوصال عُمْر حطمتها كفّ ذي وجهين عاتي
واِذا مالاح كاللفتةِ ما بين السطور الباكياتِ
مقلة لم تبكِ أو بعض الثغور الباسماتِ
فهو اِمّا غفلة للفكر أو نشوة حلمٍ لم يؤاتِ
أو شظايا ثورةٍ للوعي في قلبِ الظروف القاسياتِ
هذهِ الأنشودة المشعولة النيران من أسمى الصفاتِ
جمعتها رغبة من داخل النهرين أسنى الرغباتِ
قدمتها اليوم من بغداد أحلى ذكرياتٍ عاطراتِ
فهي آمالي وآلامي وحبي وطريقي للمماتِ
قلبيَ الحانيَ والشادي وروحي وانطباعاتي وذاتي
لم يكن عمري ودنيايَ اِذا ما أنصفت منها ذكرياتي
..........................................................
قصيدة:انشودتي العراقية
ديوان: من وحي العراق
للأديب المرحو العلامة ضياءالدين الخاقاني
1933 2008
تقديم: الدكتور عنادغزوان
.....................................................................................
- - - - - -