×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.

من كتابي نقد النقد شاعرة و قاصة او ناقدة. والشاعرة الكويتية سعاد الصباح من خلال تجربتها الابداعية Dijlah Al Samawi

من كتابي نقد النقد شاعرة و قاصة او ناقدة. والشاعرة الكويتية سعاد الصباح من خلال تجربتها الابداعية Dijlah Al Samawi
 Dijlah Al Samawi


من كتابي نقد النقد
شاعرة و قاصة او ناقدة. والشاعرة الكويتية سعاد الصباح من خلال تجربتها الابداعية العريضة والعميقة معا شاعرة متمكنة تماما من ناصية الايقاع السمعي ( العروضي ) ولكن الشاعرة كما يبدو تضيق برتابة ايقاع يتكرر مع كل تفعيلة وبيت وقفل ( قافية ) فهي تبحث عن فضاءات بكر تعطي ولا تأخذ وقصيدة النثر لينة وصلبة معا سهلة وصعبة حقا ! قارن الشاعرة سعاد الصباح وهي تطبع الـ ( بصمات ) :
ماذا أفعل بتراثك العاطفي
المزروع في دمي
كشجرة ياسمين
ماذا أفعل بصوتك الذي ينقر
كالديك وجه شراشفي؟
ماذا أفعل ببصمات ذوقك
على أثاث غرفتي ؟
بتماثيل السيراميك المبعثرة في الزوايا
باللوحات التي انتقيناها معاً
والكتب التي قرأناها معاً
والتذكارات السياحية
التي لملمناها من مدن العالم
وبالأصداف التي جمَّعناها
من شواطئ البحر الكاريبي ؟
قل يا سيدي :
ماذا أفعل بهذه التركة الثقيلة من الذكريات
التي تركتها على كتفي
وعلى شفتي 34
هنا اجدني امام صور فنية رسمتها الشاعرة صباح بفنية عالية تحسب لها فكانني أمام فنانة تشكيلية محترفة ! لكنني لم استطع التخلص من هاجس انني اقرأ شعرا لأميرة باذخة الذوق ! فمن سوى الأميرات قادر على قتناء الهدايا الثمينة ؟ فثمة شراشفي / أثاث غرفتي / تماثيل السيراميك المبعثرة / اللوحات التي انتقيناها / التذكارات السياحية التي لملمناها من مدن العالم / الأصداف التي جمعناها من البحر الكاريبي !! كيف يستطيع ذو الدخل المحدود توفير مبلغ مثل هكذا هدايا وسفرات ونفقات السياحة في مدن الدنيا السفر في قارات الدنيا وبحارها ومدنها المهشة فذلك امر لايقدر عليه سوى الخاصة من مخلوقات الله ! فكيف واجهت الناقدة وجدان هذه الصور الناعمة الفاغمة الجميلة ! ان وجدان لم ولن تخرج عن منهجها البلاغي لتلاحظ مثلي هذه البهة التي عكستها القصيدة فتنطلق الناقدة في رحاب النص الصباحي بدءاً بالاستفهام الذي يحتضن على حد تعبير الناقدة - عنقوداً من الصور البيانية على مدى السطور المتوالية للقصيدة !! وقد تنبه شغل وجدان النقدي على النص الشعري إلى ظاهرة تكرار هذا الاستفهام أربع مرات تكريساً لواقع الحيرة الذي تعيشه الشاعرة وفي إطار هذه الاستفهامات التي انتظمت القصيدة تتشكل الصور البيانية المعبرة عن تلك الخصوصية الأنثوية التي لا تخفى في هذا النص الشعري وذلك الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة المعبرة . وهناك حضور للحواس كما لاحظت الناقدة !! إذ تضمخ بعض الصور البيانية بعبير الحواس وبذلك يتأكد أن للنقد البلاغي حضوره وقدرته على أن يستوعب قصيدة النثروأن يلم بأطرافها ولاسيما أن الناقدة تؤكد على أن قصيدة النثر تعد جنساً أدبيأً معاصراً يرتبط بالحداثة والجدة . ولاسيما في النماذج الجيدة من هذا الجنس الأدبي المستحدث ! . 35 ولا تجد الناقدة غضاضة في أن تنطلق في رحاب التحليل البلاغي الجديد من خلال سطر شعري واحد ينتمي إلى قصيدة النثربعنوان سمفونية الليل:
عندما يغفو البحر